جـاسر
29-08-2002, 11:55 AM
اللهم اغفر لأخينا " ليث العين ... اللهم اغفر له وارحمه وعافه وأعفو عنه ... اللهم واكرم نزله ، ووسع مدخله ... اللهم واغسله بالماء والثلج والبرد ... اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ... اللهم وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ... اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين يا رب العالمين
اللهم اغفر لأخانا ليث العين ، وارفع درجته في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وأفسح له في قبره ونور له فيه .
نسأل الله العافية والسلامة ... اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر ... اللهم انا نسألك الجنة ... ونستعيذ بك من النار يا رحمن يا رحيم ...
جاء بيان هذه الحال في حديث البراء بن عازب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث فيه وصف لمرحة البرزخ التي ما من أحد إلا وسيمر بها ، وهذا الحديث – أيضا – قد انتظم جميع أفراد الناس : من العبد المؤمن ، والعبد الكافر أو الفاجر .
وفيما يلي أورد نص الحديث كما ذكره الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالباني – حفظه الله – وإليكم اخوتي الكرام نص الحديث .
عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة ، وجلسنا حوله ، وكأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكث في الأرض ، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض ، وجعل يرفع بصره ويخفضه ، ثلاثا ، فقال :
استعيذوا بالله من عذاب القبر ، مرتين أو ثلاثا ، ثم قال :
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثا ، ثم قال :
" ان العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء ، بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت – عيه السلام – حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة – وفي رواية – المطمئنة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، - وفي رواية – حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ان يعرج بروحه من قبلهم ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط فذلك قوله تعالى : " توفته رسلنا وهم لا يفرطون " .
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض .
قال : فيصعدون بها فلا يمرون – يعني بها – على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، فيقول الله – عز وجل - : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، " وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون " .
فيكتب كتابه في عليين ، ثم يقال : أعيدوه إلى الأرض ، فإني وعدتهم اني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .
قال : فيرد إلى الأرض ، وتعاد روحه في جسده .
قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين ، فيأتيه ملكان شديدا الانتهار ينتهرانه ، ويجلسانه يقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله ، فآمنت به ، وصدقت ، فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله – عز وجل – " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " ، فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد في السماء : ان صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، والبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة .
قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه – وفي رواية – يمثل له رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح فيقول : ابشر بالذي يسرك ، ابشر برضوان من الله ، وجنات فيها نعيم مقيم ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : وأنت فبشرك الله بخير ، من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله ، بطيئا في معصية الله ، فجزاك الله خيرا .
ثم يفتح له باب من الجنة ، وباب من النار ، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في الجنة قال : رب عجل قيام الساعة ، كيما ارجع إلى أهلي ومالي ، فيقال له : اسكن .
قال : وان العبد الكافر – وفي رواية : الفاجر – إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال على الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد ، سود الوجوه ، معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر .
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب .
قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب ، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينهي به إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط "
فيقول الله – عز وجل – " اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم إني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتطرح روحه من السماء طرحا حتى تقع في جسده ، ثم قرأ : " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق " فتعاد روحه في جسده .
قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه ، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار ، فينتهرانه ، ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ، فيقولان له : ما دينك :؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ، فيقولان : فيما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه هاه لا ادري ، سمعت الناس يقولون ذلك !
قال : فيقال : لا دريت ولا تلوت ، فينادي مناد من السماء ان كذب ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
ويأتيه – وفي رواية - : ويمثل له رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : ابشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : وأنت فبشرك الله بالشر من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ! فيقول : أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله ، سريعا إلى معصية الله ، فجزاك الله شرا .
ثم يقيض له أعمى أصم ابكم في يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابا ، فيضربه ضربه حتى يصير بها ترابا ، ثم يعيده الله كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ، ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار ، فيقول :" رب لا تقم الساعة ".
الواجب على كل مسلم ان يسعى لما يكون سببا في نجاته يوم القيامة ، وان يبادر بالتوبة من كل ما يغضب الله – عز وجل – ما دام في زمن الفسحة والمهلة قبل ان يندم على تفريطه وتسويفة ، ويتمنى الرجعة للدنيا ليعمل الصالحات ، او يتمنى ان يزاد له في العمر حينما يعاين ملائكة الموت ، وقد نزلوا لقبض روحه ، ولكن الله – عز وجل – يقول :" ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون "
سبحان الله ، هذا ليس إلا جزء من أحوال الناس ما بعد الموت
اللهم إنا نسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتيح الرحمة من كتابك الكريم بأن تغفر لنا برحمتك وترحمنا وتسترنا وتكشف همنا وغمنا وتغفر لنا ذنوبنا وترزقنا توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وان ترزقنا حسن الخاتمة وان تكفينا شر الدنيا والآخرة وان تفرج عنا كل ضيق وشدة وان تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، برحمتك يا ارحم الراحمين .
اللهم اجعل النور النافع في قلبنا وبصرنا ، والشياطين منهزمين عنا ، والصالحين قرنائنا ، والعلماء أصفيائنا ، والجنة مأوانا والفوز نجاتنا برحمتك يا ارحم الراحمين .
اللهم إليك مددنا أيدينا ، وفيها عندك عظمت رغبتنا ، فاقبل توبتنا وارحم ضعف قوتنا ، واغفر خطيئتنا واقبل معذرتنا واجعل لنا من كل خير نصيبا ، والى كل خير سبيلا يا ارحم الراحمين .
اللهم اغفر لأخانا ليث العين ، وارفع درجته في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وأفسح له في قبره ونور له فيه .
نسأل الله العافية والسلامة ... اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر ... اللهم انا نسألك الجنة ... ونستعيذ بك من النار يا رحمن يا رحيم ...
جاء بيان هذه الحال في حديث البراء بن عازب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث فيه وصف لمرحة البرزخ التي ما من أحد إلا وسيمر بها ، وهذا الحديث – أيضا – قد انتظم جميع أفراد الناس : من العبد المؤمن ، والعبد الكافر أو الفاجر .
وفيما يلي أورد نص الحديث كما ذكره الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالباني – حفظه الله – وإليكم اخوتي الكرام نص الحديث .
عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة ، وجلسنا حوله ، وكأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكث في الأرض ، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض ، وجعل يرفع بصره ويخفضه ، ثلاثا ، فقال :
استعيذوا بالله من عذاب القبر ، مرتين أو ثلاثا ، ثم قال :
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثا ، ثم قال :
" ان العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء ، بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت – عيه السلام – حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة – وفي رواية – المطمئنة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .
قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، - وفي رواية – حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ان يعرج بروحه من قبلهم ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط فذلك قوله تعالى : " توفته رسلنا وهم لا يفرطون " .
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض .
قال : فيصعدون بها فلا يمرون – يعني بها – على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، فيقول الله – عز وجل - : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، " وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون " .
فيكتب كتابه في عليين ، ثم يقال : أعيدوه إلى الأرض ، فإني وعدتهم اني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .
قال : فيرد إلى الأرض ، وتعاد روحه في جسده .
قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين ، فيأتيه ملكان شديدا الانتهار ينتهرانه ، ويجلسانه يقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله ، فآمنت به ، وصدقت ، فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله – عز وجل – " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " ، فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد في السماء : ان صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، والبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة .
قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه – وفي رواية – يمثل له رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح فيقول : ابشر بالذي يسرك ، ابشر برضوان من الله ، وجنات فيها نعيم مقيم ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : وأنت فبشرك الله بخير ، من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله ، بطيئا في معصية الله ، فجزاك الله خيرا .
ثم يفتح له باب من الجنة ، وباب من النار ، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في الجنة قال : رب عجل قيام الساعة ، كيما ارجع إلى أهلي ومالي ، فيقال له : اسكن .
قال : وان العبد الكافر – وفي رواية : الفاجر – إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال على الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد ، سود الوجوه ، معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر .
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب .
قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب ، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وتغلق أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينهي به إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط "
فيقول الله – عز وجل – " اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم إني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتطرح روحه من السماء طرحا حتى تقع في جسده ، ثم قرأ : " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق " فتعاد روحه في جسده .
قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه ، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار ، فينتهرانه ، ويجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ، فيقولان له : ما دينك :؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ، فيقولان : فيما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، فيقول : هاه هاه لا ادري ، سمعت الناس يقولون ذلك !
قال : فيقال : لا دريت ولا تلوت ، فينادي مناد من السماء ان كذب ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .
ويأتيه – وفي رواية - : ويمثل له رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : ابشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : وأنت فبشرك الله بالشر من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ! فيقول : أنا عملك الخبيث ، فوالله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله ، سريعا إلى معصية الله ، فجزاك الله شرا .
ثم يقيض له أعمى أصم ابكم في يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابا ، فيضربه ضربه حتى يصير بها ترابا ، ثم يعيده الله كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ، ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار ، فيقول :" رب لا تقم الساعة ".
الواجب على كل مسلم ان يسعى لما يكون سببا في نجاته يوم القيامة ، وان يبادر بالتوبة من كل ما يغضب الله – عز وجل – ما دام في زمن الفسحة والمهلة قبل ان يندم على تفريطه وتسويفة ، ويتمنى الرجعة للدنيا ليعمل الصالحات ، او يتمنى ان يزاد له في العمر حينما يعاين ملائكة الموت ، وقد نزلوا لقبض روحه ، ولكن الله – عز وجل – يقول :" ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء اجلها والله خبير بما تعملون "
سبحان الله ، هذا ليس إلا جزء من أحوال الناس ما بعد الموت
اللهم إنا نسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتيح الرحمة من كتابك الكريم بأن تغفر لنا برحمتك وترحمنا وتسترنا وتكشف همنا وغمنا وتغفر لنا ذنوبنا وترزقنا توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وان ترزقنا حسن الخاتمة وان تكفينا شر الدنيا والآخرة وان تفرج عنا كل ضيق وشدة وان تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، برحمتك يا ارحم الراحمين .
اللهم اجعل النور النافع في قلبنا وبصرنا ، والشياطين منهزمين عنا ، والصالحين قرنائنا ، والعلماء أصفيائنا ، والجنة مأوانا والفوز نجاتنا برحمتك يا ارحم الراحمين .
اللهم إليك مددنا أيدينا ، وفيها عندك عظمت رغبتنا ، فاقبل توبتنا وارحم ضعف قوتنا ، واغفر خطيئتنا واقبل معذرتنا واجعل لنا من كل خير نصيبا ، والى كل خير سبيلا يا ارحم الراحمين .