بياع القلوب
02-09-2002, 10:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من صميم الواقع
حوار مع حارس في قصر الأفراح
قال لي – وتنهد حتى كاد ينشق صدره من الهم – لماذا لاتكتب عن علامة من علاما ت الساعة انتشرت في هذه الأيام انتشار النار في الهشيم ؛ عن هذه العلاقات المحرمة ؛ والمقابلات الفاجرة بين الفجرة والفاجرات ؛ والتي تصل قضاياها إلى مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يومياً بالأرطال ، وماخفي كان أعظم . ... ثم هل تعلم أن هذه الصالات والقصور التي يدعونها زوراً وبهتاناً قصور أفراح ، هي في الواقع قصور أتراح !
أو ملتقى ال...... أو سمَّها ماشئت ..... هل تعلم أنَّ منها تنطلق العابثات بالأعراض إلى مراتع الرذيلة ........... قبل أيام كنت أقف بسيارتي بجوار أحد هذه القصور قرابة الساعة الثانية عشرة ليلاً لآخذ زوجتي من هناك بعد أن حضرت زواج إحدى زميلاتها؛ فلفت نظري نزول شابة رشيقة من سيارة فارهة؛ تلبس العباءة الفرنسية الضيقة المخصرة ؛ مشقوقة الفستان من أسفل الساق إلى الركبة؛ تسبقها عطورها ؛ تعصف بالمكان، يشمها الموتى ن قبورهم . أوصلها صاحبها ذاك الذي كنت أظنه زوجها بادئ الأمر ... إلى باب القصر ثم ذهب .... فلما وصلت إلى الحارس ، صاح بها : - ارجعي ممنوع الدخول ... غضبت أنا غضباً شديداً ؛ ونهرته .... - كيف لاتسمح لها بالدخول وأنت ترى زوجها ذهب وتركها ....... أين تريدها أن تذهب الآن نصف الليل ؟
- لوسمحت يامطوِّع ؛ مالك شغل ! لاتتدخل فيما لايعنيك !
- ماهذا التبجح؟ أقول لك المرأة ....
- ..... هذا شغلي وأنا أدرى به منك....
أخذت الشابة تقنعه بصوت خافت وترجوه لكن دونما جدوى .... أخرجت هاتفها الجوال واتصلت بصاحبها ذاك ... وبعد دقائق حضر ... فركبت معه وانصرفا وأنا أنظر بدهشة .... أهذا زوجها أم حبيبها بلغة شباب اليوم ؟ ! تقدمت للحارس وقلت له :
- آسف ! أعتذر إليك عما بدر مني .....
- لماذا تعتذر ...
- لأني عرفت أنه ليس زوجها ؛ وإلا لنزل للتفاهم معك وأظنك لن تسلم منه ...ولكنه ...
- شوف ياولدي ! أنا أعمل هنا منذ ثلاثة عشر عاماً وأقسم بالله أنني أعرف المرأة المنحرفة من مشيتها وطريقة لبسها ... وكم وكم رأيت منهن ؟! وهذه الفتاة جاءت مع أبيها الساعة التاسعة مساءاً ومعها أمها وأخواتها ... أوصلهن الأب ثم انصرف .. وبعد برهة خرجت هي فاتصلت بذلك الخبيث ؛ فحضر وأركبها معه وذهبا إلى حيث لاأعلم .. وعادت قبل قليل كما ترى بعطورات الدنيا تفوح منها ....
- كيف لاأعرفها... - بكعبها العالي ؛ هل تعرف قصَّاص الأثر هؤلاء يعرفون آثار الأقدام؛ ونوع الخطوة وهل هي لذكر أم لأنثى ... - أسمع عنهم ... - فإني أصبحت مثلهم هنا ؛ أميز المرأة من ( .. حذائها ) بنظرة واحدة؛ ولو خرجت بين ألف امرأة .. ثم إنَّ هذه ياولدي تأتي إلى هنا ( .. بكراً ) ثم تعود مع أبيها إلى بيتها ( ثيباً ) من غير زوج! ألم تسمعها تقول لي ( استر عليَّ الله يخليك ... أبي رجل كبير سنه وبه مرض القلب ولو علم لمات.. لاتفضحني ) .
- لا لم أسمعها - فإنها كانت ترجوني أن أستر عليها وأدخلها فأكون مشاركاً لهما في الرذيلة ياولدي ؛ وبنات هذا الزمان لايعرفن إلا .. ( أستر عليَّ ) ولايردن هن ستر أنفسهن ..
موسى بن هجاد الزهراني · صحيفة المدينة-الإسلامية- الجمعة 16 جمادى الأولى 1423هـ · العدد14338
من صميم الواقع
حوار مع حارس في قصر الأفراح
قال لي – وتنهد حتى كاد ينشق صدره من الهم – لماذا لاتكتب عن علامة من علاما ت الساعة انتشرت في هذه الأيام انتشار النار في الهشيم ؛ عن هذه العلاقات المحرمة ؛ والمقابلات الفاجرة بين الفجرة والفاجرات ؛ والتي تصل قضاياها إلى مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يومياً بالأرطال ، وماخفي كان أعظم . ... ثم هل تعلم أن هذه الصالات والقصور التي يدعونها زوراً وبهتاناً قصور أفراح ، هي في الواقع قصور أتراح !
أو ملتقى ال...... أو سمَّها ماشئت ..... هل تعلم أنَّ منها تنطلق العابثات بالأعراض إلى مراتع الرذيلة ........... قبل أيام كنت أقف بسيارتي بجوار أحد هذه القصور قرابة الساعة الثانية عشرة ليلاً لآخذ زوجتي من هناك بعد أن حضرت زواج إحدى زميلاتها؛ فلفت نظري نزول شابة رشيقة من سيارة فارهة؛ تلبس العباءة الفرنسية الضيقة المخصرة ؛ مشقوقة الفستان من أسفل الساق إلى الركبة؛ تسبقها عطورها ؛ تعصف بالمكان، يشمها الموتى ن قبورهم . أوصلها صاحبها ذاك الذي كنت أظنه زوجها بادئ الأمر ... إلى باب القصر ثم ذهب .... فلما وصلت إلى الحارس ، صاح بها : - ارجعي ممنوع الدخول ... غضبت أنا غضباً شديداً ؛ ونهرته .... - كيف لاتسمح لها بالدخول وأنت ترى زوجها ذهب وتركها ....... أين تريدها أن تذهب الآن نصف الليل ؟
- لوسمحت يامطوِّع ؛ مالك شغل ! لاتتدخل فيما لايعنيك !
- ماهذا التبجح؟ أقول لك المرأة ....
- ..... هذا شغلي وأنا أدرى به منك....
أخذت الشابة تقنعه بصوت خافت وترجوه لكن دونما جدوى .... أخرجت هاتفها الجوال واتصلت بصاحبها ذاك ... وبعد دقائق حضر ... فركبت معه وانصرفا وأنا أنظر بدهشة .... أهذا زوجها أم حبيبها بلغة شباب اليوم ؟ ! تقدمت للحارس وقلت له :
- آسف ! أعتذر إليك عما بدر مني .....
- لماذا تعتذر ...
- لأني عرفت أنه ليس زوجها ؛ وإلا لنزل للتفاهم معك وأظنك لن تسلم منه ...ولكنه ...
- شوف ياولدي ! أنا أعمل هنا منذ ثلاثة عشر عاماً وأقسم بالله أنني أعرف المرأة المنحرفة من مشيتها وطريقة لبسها ... وكم وكم رأيت منهن ؟! وهذه الفتاة جاءت مع أبيها الساعة التاسعة مساءاً ومعها أمها وأخواتها ... أوصلهن الأب ثم انصرف .. وبعد برهة خرجت هي فاتصلت بذلك الخبيث ؛ فحضر وأركبها معه وذهبا إلى حيث لاأعلم .. وعادت قبل قليل كما ترى بعطورات الدنيا تفوح منها ....
- كيف لاأعرفها... - بكعبها العالي ؛ هل تعرف قصَّاص الأثر هؤلاء يعرفون آثار الأقدام؛ ونوع الخطوة وهل هي لذكر أم لأنثى ... - أسمع عنهم ... - فإني أصبحت مثلهم هنا ؛ أميز المرأة من ( .. حذائها ) بنظرة واحدة؛ ولو خرجت بين ألف امرأة .. ثم إنَّ هذه ياولدي تأتي إلى هنا ( .. بكراً ) ثم تعود مع أبيها إلى بيتها ( ثيباً ) من غير زوج! ألم تسمعها تقول لي ( استر عليَّ الله يخليك ... أبي رجل كبير سنه وبه مرض القلب ولو علم لمات.. لاتفضحني ) .
- لا لم أسمعها - فإنها كانت ترجوني أن أستر عليها وأدخلها فأكون مشاركاً لهما في الرذيلة ياولدي ؛ وبنات هذا الزمان لايعرفن إلا .. ( أستر عليَّ ) ولايردن هن ستر أنفسهن ..
موسى بن هجاد الزهراني · صحيفة المدينة-الإسلامية- الجمعة 16 جمادى الأولى 1423هـ · العدد14338