PDA

View Full Version : الكبر والغرور


فتى دبي
11-09-2002, 09:32 AM
يلاحظ المرء في السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة في مجتمعنا لم نتعود عليها في الماضي، ألا وهي ظاهرة الكبر والغرور، فلقد تعودنا فيما مضى من الزمان أن يوقر ويحترم الصغير الكبير، ويعطف الكبير على الصغير، ويعامل الغني الفقير بالإحسان والكرم واللين، ولكن شاء القدر أن يتغير الزمان فالصغير يترقب أن يوقره الكبير، وتجده يتمختر في أبهى حلله وقد زان ملبسه من أب يشقى ويتعب ليلاً ونهاراً لتأمين لقمة العيش والكساء لهذا الولد الذي ما أن ترعرع إلا وأخذته العزة والكبرياء والغرور ورأى نفسه فوق الجميع وأجبر والديه بتأمين أغلى الثياب وأرفعه أنواع السيارات له.

وسرعان ما شب هذا الولد وتقلد منصباً إدارياً في مؤسسة حكومية إلا ونسي نفسه ابن من سيكون حتى أن يتبرأ من والديه إذا كان في وضع مادي دون مستواه. وهيهات هيهات إذا أتاه مراجع في مكتبه أو طالب مصلحة فتجده يتمختر كالطاووس بمظهره الخارجي فكأنه حظي بملك قارون.

نعم بهذا الداء ابتلي ذو النفوس الضعيفة، فالإنسان يجد السعادة في راحة النفس والضمير، ولكن المتكبر المغرور لا يجد من راحة النفس شيئاً، وهو في وضع نفسي لا يحسد عليه، وهو يعاني من مركب النقص في شخصيته، لذلك لجأ إلى التعالي والمغالطة والمكابرة والمظاهرة الفارغة، فهذا التصنع يجعله يشعر بالراحة المؤقتة كالمريض الذي يتناول مخدراً لتهدئة أعصابه فترة من الوقت، فما أن تناول مخدراً حتى أدمن وأصبح بحاجة إلى المخدرات، أو شأن الأجرب يحك جلده بقوة فتزيد حاجته إلى الحك.

فالكبر صفة ذميمة نبذها الله تبارك وتعالى في مواضع كثيرة في القرآن الكريم سورة لقمان والنحل والبقرة| وكذلك في العديد من الأحاديث النبوية الكريمة وأقوال الصحابة والتابعين.

وما أجمل ما قيل:

إذا عظم الإنسان زاد تواضعاً

وإن لؤم الإنسان ترفعاً

كذا الغصن إن تقوى الثمار تناله

وإن يعر عن حمل الثمار ترفعاً

فالمتكبر المغرور شخص مريض لديه نزعة السيطرة على الآخرين وإشعارهم بأنه أفضل وأقوى منهم، والواقع عكس ذلك.

فالكبر والغرور متلازمان، فالمتكبر مغرور والمغرور متكبر وكلاهما يعانون من الفراغ العقلي والثقافي، لذلك فهو يحاول أن يملأ هذا الفراغ والضعف على حساب الآخرين. فينظر إليهم بتعال وخيلاء وهو يدرك أنهم أفضل منه.

فيا أيها الإنسان المتكبر ما أشد عنادك ومكابرتك تتفاخر بعذرة تحملها في بطنك. ما أقواك حين تستعمل عقلك، وما أضعفك عندما تستسلم للهموم فتقتلك، وحينما تلقى طريح الفراش.

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوماً على آلة حدباء محمول

فلا تأخذ معك إلا أمتاراً من الكفن، فالثروة والجاه المزيف والمظاهر الزائلة لا تكون معيار الأفضلية، بل الميزان قول الله تبارك وتعالى وإنك لعلى خلق عظيم.

جـاسر
11-09-2002, 05:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي بالله فتى دبي ، بارك الله فيك على هذا الموضوع واثابك على ما قدمت وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله ...

اسمح لي بهذة المشاركة اخي الفاضل ....

عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة ، في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم ، يسمى : بُولس ، تعلوهم نار الانيار ، يسقون من عصارة اهل النار ، طينة الخبال "

والذر : هي صغر النمل التي لا يعبأ بها احد فتوطأ من غير شعور ...

قال الله تعالى " تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين "

وقال تعالى " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور "

ومعنى تصعر خدك للناس اي تميله وتعرض به عن الناس تكبرا عليهم والمرح التبختر .

" اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "

ولا تنسونا من الدعاء
أخوكم بالله " جاسر "