سردال
22-09-2002, 01:54 PM
جريدة الاتحاد
22/9/2002
د· شملان يوسف العيسى
مع اقتراب الضربة الأميركية المتوقعة ضد العراق،توضح الإدارة الأميركية طبيعة النظام القادم للعراق مستقبلاً· أخيراً وقف وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد أمام مجلس النواب الأميركي الكونجرس يطلب إعطاء الإدارة الأميركية تفويضاً لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى العراق، وقد سأله نواب الكونجرس عدة أسئلة عن العراق، منها مثلاً: ماذا ستفعلون بالعراق بعد إطاحة نظام صدام حسين؟··· وقال أحد أعضاء الكونجرس إننا في الولايات المتحدة تدخلنا في الحرب العالمية الثانية في اليابان وألمانيا للقضاء على الديكتاتورية وإتاحة نظام ديمقراطي حر· هل لدى الإدارة الأميركية الحالية تصور عن النظام الديمقراطي القادم للعراق···؟ أجاب وزير الدفاع الأميركي بأن الإدارة الآن تعد الدراسات حول هذا الأمر وغيره من الأمور التي تخص العراق· الرئيس الأميركي بوش وإدارته أعلنوا أكثر من مرة بأن الهدف الرئيسي من إسقاط نظم صدام حسين هو إقامة نظام ديمقراطي حر في العراق يؤمن بالحرية والتعددية الفكرية ويحترم حقوق الإنسان؟
المحللون في الولايات المتحدة والوطن العربي يتحدثون هذه الأيام عن انعكاسات مثل هذا النظام الديمقراطي في العراق على الوطن العربي عموماً وعلى الخليج بصفة خاصة· إننا نتساءل ما هو موقف دول الخليج العربية من النظام العراقي القادم المدعوم من الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة أعلنت من خلال مراكز البحوث لديها بأن العراق الجديد الديمقراطي سيكون نموذجاً ديمقراطياً لدول الجوار، ويقصدون بذلك دول الخليج والدول العربية·
حتماً سيكون هنالك تفاوت بين دول الخليج العربية، فبعض الدول العربية التي لديها تجربة ديمقراطية مثل الكويت، سيكون من السهل عليها التفاعل مع النظام القادم في العراق· لكن يبقى السؤال: كيف ستتفاعل دول الخليج مع النظام الديمقراطي العراقي وخصوصاً أن الولايات المتحدة تريده أن يكون النموذج الذي على الجميع الاحتذاء به؟ وهذا يعني بكل بساطة أن الهدف السياسي لضرب العراق ليس استعماره واستغلال نفطه كما يدعي القوميون والنظام العراقي، ولا الغرض أو الهدف هو تغيير القيم الدينية في المنطقة كما تدعي جماعات الإسلام السياسي في الخليج والوطن العربي· الهدف والغرض الأساسي هو شيوع القيم الديمقراطية الحرة، ومنها الأيمان بالتعددية الفكرية والحزبية واحترام حقوق الإنسان· هذا هو الهدف من الحملة كما نراها، لكن يبقى السؤال: كيف تتفاعل دول الخليج مع هذه المتغيرات؟
دول الخليج العربية لم توضح حتى الآن ماذا تريد من النظام القادم في العراق· لكن دول الخليج موقفها المعلن هو مع الشرعية الدولية وإن كانت هنالك بعض الاعتراضات اللفظية على التواجد الأميركي في المنطقة·
تيارات الإسلام السياسي في الكويت والخليج هم الوحيدون الذين أعلنوا معارضتهم للضربة الأميركية وأعلن كتابهم في الصحف الخليجية معارضتهم للتواجد الأميركي واتهموا الولايات المتحدة بأنها تطمع في نفط الخليج·
هذا الموقف من قوى الإسلام السياسي متوقع لأن هذه القوى تتعاطف دائماً وتدعم النظم الاستبدادية المناقضة للديمقراطية،هذه القوى حتى هذه اللحظة ورغم ما حدث في 11 سبتمبر 2001 لا تزال تتعاطف مع القوى الإرهابية من جماعة ابن لادن· الضغط الأميركي المتوقع على دول الخليج للسير نحو الديمقراطية سيحرج حتماً السطات في المرحلة المقبلة وسيجبرها على تقديم إصلاحات ديمقراطية تنفي وتبعد إيواء هذه الدول لتيارات ومفاهيم تنتج الفكر الإرهابي وتنفي الثقافة اللاديمقراطية القمعية·
يبدو لنا أن دول الخليج وعلى رأسها الكويت لم تفهم جيداً تداعيات 11 سبتمبر ومضاعفاتها، فلا يزال بعض الوزراء في الكويت مثلاً يتصرفون وكأن هذه الأحداث لم تقع· فسياسة تقريب وإرضاء قوى الإسلام السياسي المعادية للولايات المتحدة لا تزال مستمرة ولا تزال قائمة على قدم وساق في كل الوظائف الحكومية·
إلى متى تتردد وتتخوف دول الخليج العربية من الإعلان بصراحة بأن مصالحها مع الولايات المتحدة وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ علينا أن نعي بأن دولة مثل روسيا ودول أوروبا الشرقية وغيرها كلها ركبت القطار الأميركي لتضمن مصالحها··· دعونا نفكر في مصالحنا أولاً···
-----------------------------------------------------------
تعليق: إلى متى؟ سأمنا من هذه الأفكار التي تطرح في الصحف.
الكاتب الدكتور لم يأتي بشيء جديد أبداً، انبطاحية لماما أمريكا
معادة التيارات الإسلامية التي يسميها "الإسلام السياسي"
ولا أدري لماذا هو غاضب أو حاقد على التيار الإسلامي في الكويت
والذي حقق إنجازات كثيرة لا تنكر ولن أنكر أيضاً أنه أخطأ تماماً كما
تخطأ جميع التيارات الأخرى.
مصالحنا مع الولايات المتحدة يا دكتور؟ وهل يجب أن يفهم الوزراء في
الكويت أن عليهم إغلاق الباب في وجه التيارات الإسلامية؟ ثم تطالب
أن نفهم أن مصالحنا مع الولايات المتحدة الديموقراطية وراعية حقوق
الإنسان، أليس هذا تناقضاً؟
سأمت أن تفتح صحفنا المحلية الباب لكل كاتب، وتمنع الكتابات التي
لا تتوافق وتوجهها الكلام كثير لكن أكتفي بهذا.
22/9/2002
د· شملان يوسف العيسى
مع اقتراب الضربة الأميركية المتوقعة ضد العراق،توضح الإدارة الأميركية طبيعة النظام القادم للعراق مستقبلاً· أخيراً وقف وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد أمام مجلس النواب الأميركي الكونجرس يطلب إعطاء الإدارة الأميركية تفويضاً لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى العراق، وقد سأله نواب الكونجرس عدة أسئلة عن العراق، منها مثلاً: ماذا ستفعلون بالعراق بعد إطاحة نظام صدام حسين؟··· وقال أحد أعضاء الكونجرس إننا في الولايات المتحدة تدخلنا في الحرب العالمية الثانية في اليابان وألمانيا للقضاء على الديكتاتورية وإتاحة نظام ديمقراطي حر· هل لدى الإدارة الأميركية الحالية تصور عن النظام الديمقراطي القادم للعراق···؟ أجاب وزير الدفاع الأميركي بأن الإدارة الآن تعد الدراسات حول هذا الأمر وغيره من الأمور التي تخص العراق· الرئيس الأميركي بوش وإدارته أعلنوا أكثر من مرة بأن الهدف الرئيسي من إسقاط نظم صدام حسين هو إقامة نظام ديمقراطي حر في العراق يؤمن بالحرية والتعددية الفكرية ويحترم حقوق الإنسان؟
المحللون في الولايات المتحدة والوطن العربي يتحدثون هذه الأيام عن انعكاسات مثل هذا النظام الديمقراطي في العراق على الوطن العربي عموماً وعلى الخليج بصفة خاصة· إننا نتساءل ما هو موقف دول الخليج العربية من النظام العراقي القادم المدعوم من الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة أعلنت من خلال مراكز البحوث لديها بأن العراق الجديد الديمقراطي سيكون نموذجاً ديمقراطياً لدول الجوار، ويقصدون بذلك دول الخليج والدول العربية·
حتماً سيكون هنالك تفاوت بين دول الخليج العربية، فبعض الدول العربية التي لديها تجربة ديمقراطية مثل الكويت، سيكون من السهل عليها التفاعل مع النظام القادم في العراق· لكن يبقى السؤال: كيف ستتفاعل دول الخليج مع النظام الديمقراطي العراقي وخصوصاً أن الولايات المتحدة تريده أن يكون النموذج الذي على الجميع الاحتذاء به؟ وهذا يعني بكل بساطة أن الهدف السياسي لضرب العراق ليس استعماره واستغلال نفطه كما يدعي القوميون والنظام العراقي، ولا الغرض أو الهدف هو تغيير القيم الدينية في المنطقة كما تدعي جماعات الإسلام السياسي في الخليج والوطن العربي· الهدف والغرض الأساسي هو شيوع القيم الديمقراطية الحرة، ومنها الأيمان بالتعددية الفكرية والحزبية واحترام حقوق الإنسان· هذا هو الهدف من الحملة كما نراها، لكن يبقى السؤال: كيف تتفاعل دول الخليج مع هذه المتغيرات؟
دول الخليج العربية لم توضح حتى الآن ماذا تريد من النظام القادم في العراق· لكن دول الخليج موقفها المعلن هو مع الشرعية الدولية وإن كانت هنالك بعض الاعتراضات اللفظية على التواجد الأميركي في المنطقة·
تيارات الإسلام السياسي في الكويت والخليج هم الوحيدون الذين أعلنوا معارضتهم للضربة الأميركية وأعلن كتابهم في الصحف الخليجية معارضتهم للتواجد الأميركي واتهموا الولايات المتحدة بأنها تطمع في نفط الخليج·
هذا الموقف من قوى الإسلام السياسي متوقع لأن هذه القوى تتعاطف دائماً وتدعم النظم الاستبدادية المناقضة للديمقراطية،هذه القوى حتى هذه اللحظة ورغم ما حدث في 11 سبتمبر 2001 لا تزال تتعاطف مع القوى الإرهابية من جماعة ابن لادن· الضغط الأميركي المتوقع على دول الخليج للسير نحو الديمقراطية سيحرج حتماً السطات في المرحلة المقبلة وسيجبرها على تقديم إصلاحات ديمقراطية تنفي وتبعد إيواء هذه الدول لتيارات ومفاهيم تنتج الفكر الإرهابي وتنفي الثقافة اللاديمقراطية القمعية·
يبدو لنا أن دول الخليج وعلى رأسها الكويت لم تفهم جيداً تداعيات 11 سبتمبر ومضاعفاتها، فلا يزال بعض الوزراء في الكويت مثلاً يتصرفون وكأن هذه الأحداث لم تقع· فسياسة تقريب وإرضاء قوى الإسلام السياسي المعادية للولايات المتحدة لا تزال مستمرة ولا تزال قائمة على قدم وساق في كل الوظائف الحكومية·
إلى متى تتردد وتتخوف دول الخليج العربية من الإعلان بصراحة بأن مصالحها مع الولايات المتحدة وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ علينا أن نعي بأن دولة مثل روسيا ودول أوروبا الشرقية وغيرها كلها ركبت القطار الأميركي لتضمن مصالحها··· دعونا نفكر في مصالحنا أولاً···
-----------------------------------------------------------
تعليق: إلى متى؟ سأمنا من هذه الأفكار التي تطرح في الصحف.
الكاتب الدكتور لم يأتي بشيء جديد أبداً، انبطاحية لماما أمريكا
معادة التيارات الإسلامية التي يسميها "الإسلام السياسي"
ولا أدري لماذا هو غاضب أو حاقد على التيار الإسلامي في الكويت
والذي حقق إنجازات كثيرة لا تنكر ولن أنكر أيضاً أنه أخطأ تماماً كما
تخطأ جميع التيارات الأخرى.
مصالحنا مع الولايات المتحدة يا دكتور؟ وهل يجب أن يفهم الوزراء في
الكويت أن عليهم إغلاق الباب في وجه التيارات الإسلامية؟ ثم تطالب
أن نفهم أن مصالحنا مع الولايات المتحدة الديموقراطية وراعية حقوق
الإنسان، أليس هذا تناقضاً؟
سأمت أن تفتح صحفنا المحلية الباب لكل كاتب، وتمنع الكتابات التي
لا تتوافق وتوجهها الكلام كثير لكن أكتفي بهذا.