زهرة الكركديه
07-10-2002, 10:12 PM
يحكى أن شابا كان يحوم على بعض الديار وينظر الى بيت بعينه ....وهو ينتظر أن تطفا الأنوار كى يحظى بلقاء من يحب...
وحين بدات الأنوار تنطفىء تجرأ الشاب وقفز على الجدار ..لكن أهل الدار أحسو به...فما كان منه الا أن قفز على مالهم وأخذ ما يمكن أن يأخذه وحاول الفرار لكن هم استطاعوا الامساك به واقتادوه للقضاء..وهناك حين مثل الفتى أما خالد بن عبدالله القمري عامل البصرة فى عهد الدولة المروانية...تأمله بعناية ولاحظ مدى أدبه وحسنه فاستغرب أن يقوم شاب على هذه الطلة بمثل هذا التصرف...حاول خالد معه كثيرا أن يجتر منه حقيقة الأمر لكن الشاب كان يصر بانه السارق ويجب أن يقام عليه الحد وان تقطع يده...
لكن خالد بن عبدالله كان يتأسى على شباب الفتى وحسنه وأخلاقه..حاول اقناعه بان يقول أمرا يخفف عنه الحكم وجلس معه ساعة يتحاور..وظن خالد بان الشاب اقتنع وحين جاء اليوم الموعود..
جلس خالد مع القضاه والناس ينتظرون والفتى بينهم كسير مذلول ينتظر عقابه وبتر يده السارقة....
قال خالد
هؤلاء القوم يزعمون انك دخلت دارهم وسرقت مالهم...ظن خالد ان الفتى سينفى التهمة عن نفسه لكنه تفاجأ حين رد عليه
نعم ايها الامير دخلت دارهم وسرقت مالهم..!
تمالك الامير نفسه وحاول معه ثانية فقال:
لعلك سرقت ما دون النصاب..؟
ورد..بل سرقت النصاب كاملا..!
قال خالد..لعلك سرقته من غيرحرز مثله...بمعنى أن المال كان فى مكان غير ممنوع الدخول فيه..لكن الحقيقة كانت واضحة الشاب سرق من دار القوم وهذا بحد ذاته يعد جريمة وانتهاك للحرمات...
حاول خالد معه مرة أخيرة قائلا
لعلك شريك مع القوم فى شىء منه...!
فنفى الفتى ذلك...فغضب خالد وقام اليه بنفسه وضربه على وجهه بالصوت...والفتى قائم لا يتحرك واستدعى الجلاد ليقطع يده..
وبينما الجميع بين ترقب وخوف وبكاء...خرجت فتاه متنقبة من بين الصفوف وألقت بنفسها على الفتى ...وقد انكشف الغطاء عن وجه كالبدر ..وأمرتهم أن يوقفوا هذا العقاب الجائر فى حقه..
تحدث الامير خالد الى تلك الفتاة بعد أن كادت تحدث مجزرة على انفراد...
قالت الفتاة أن هذا الفتى لها عاشق وهى كذلك وفى تلك الليلة أتى للقائها ورمى بحجر لكن والدها سمعه فما كان منه الا أن جمع قماش الدار ..ليمسك لصا سارقا وتنجو حبيبته وأهلها من الفضيحة...؟
على كل حال فنهاية هذه القصة سعيدة اذ طلب الأمير خالد من والد الفتاة الموافقة على تزويجهما...وقد تم هذا...فمن يضحى بقطع يده من أجل الا تفتضح حبيبته وأهلها عند الناس لجدير بالاحترام ....
هذه القصة جعلتنى اسى على شباب هذه الايام..فهل من المعقول أن نجد شابا يماثل نصف ما جاء عليه ذلك الفتى....
فشبابنا لا هم لهم سوى أحاديث السيارات والموبايلات والبنات....بل ويسعون الى نشر أرقامهن بينهم ..ويتلذذون بفضحهن ...ولا يعرفون دربا لقول..من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله فى الدنيا والأخرة..
إن هذا الحديث يثير الشجون والاسى...لا يمكن أن نقول أن جميع الشباب هكذا لكن أيضا لا نستطيع أن ننكر بأن قلة منهم فقط هم من يتمسكون بالأخلاق والنبل والايمان..قلة..فى مثل هذا الزمن الردىء...زمن المصائب والإحباطات والتقدم والتكنلوجيا.....
فلو أن شابا فى هذا الوقت قام بمثل ما قام به ذلك الفتى وأمسك به أهل الدار..فإنى أجزم جزما قاطعا..من الصفعة الأولى لا بل من الصرخة الأولى سيقر بالحقيقة ويعترف ولربما شتم الفتاة وأهانها على مسمع أهلها....
لله درهم الأولون..كانوا رجالا بحق...أما الان فاننا لا نحظى سوى بقلة منهم أما الباقون...فلا أجد لهم مسمى حتى أنى أستخسر أن أقول عنهم ( أشباه رجال )
وحين بدات الأنوار تنطفىء تجرأ الشاب وقفز على الجدار ..لكن أهل الدار أحسو به...فما كان منه الا أن قفز على مالهم وأخذ ما يمكن أن يأخذه وحاول الفرار لكن هم استطاعوا الامساك به واقتادوه للقضاء..وهناك حين مثل الفتى أما خالد بن عبدالله القمري عامل البصرة فى عهد الدولة المروانية...تأمله بعناية ولاحظ مدى أدبه وحسنه فاستغرب أن يقوم شاب على هذه الطلة بمثل هذا التصرف...حاول خالد معه كثيرا أن يجتر منه حقيقة الأمر لكن الشاب كان يصر بانه السارق ويجب أن يقام عليه الحد وان تقطع يده...
لكن خالد بن عبدالله كان يتأسى على شباب الفتى وحسنه وأخلاقه..حاول اقناعه بان يقول أمرا يخفف عنه الحكم وجلس معه ساعة يتحاور..وظن خالد بان الشاب اقتنع وحين جاء اليوم الموعود..
جلس خالد مع القضاه والناس ينتظرون والفتى بينهم كسير مذلول ينتظر عقابه وبتر يده السارقة....
قال خالد
هؤلاء القوم يزعمون انك دخلت دارهم وسرقت مالهم...ظن خالد ان الفتى سينفى التهمة عن نفسه لكنه تفاجأ حين رد عليه
نعم ايها الامير دخلت دارهم وسرقت مالهم..!
تمالك الامير نفسه وحاول معه ثانية فقال:
لعلك سرقت ما دون النصاب..؟
ورد..بل سرقت النصاب كاملا..!
قال خالد..لعلك سرقته من غيرحرز مثله...بمعنى أن المال كان فى مكان غير ممنوع الدخول فيه..لكن الحقيقة كانت واضحة الشاب سرق من دار القوم وهذا بحد ذاته يعد جريمة وانتهاك للحرمات...
حاول خالد معه مرة أخيرة قائلا
لعلك شريك مع القوم فى شىء منه...!
فنفى الفتى ذلك...فغضب خالد وقام اليه بنفسه وضربه على وجهه بالصوت...والفتى قائم لا يتحرك واستدعى الجلاد ليقطع يده..
وبينما الجميع بين ترقب وخوف وبكاء...خرجت فتاه متنقبة من بين الصفوف وألقت بنفسها على الفتى ...وقد انكشف الغطاء عن وجه كالبدر ..وأمرتهم أن يوقفوا هذا العقاب الجائر فى حقه..
تحدث الامير خالد الى تلك الفتاة بعد أن كادت تحدث مجزرة على انفراد...
قالت الفتاة أن هذا الفتى لها عاشق وهى كذلك وفى تلك الليلة أتى للقائها ورمى بحجر لكن والدها سمعه فما كان منه الا أن جمع قماش الدار ..ليمسك لصا سارقا وتنجو حبيبته وأهلها من الفضيحة...؟
على كل حال فنهاية هذه القصة سعيدة اذ طلب الأمير خالد من والد الفتاة الموافقة على تزويجهما...وقد تم هذا...فمن يضحى بقطع يده من أجل الا تفتضح حبيبته وأهلها عند الناس لجدير بالاحترام ....
هذه القصة جعلتنى اسى على شباب هذه الايام..فهل من المعقول أن نجد شابا يماثل نصف ما جاء عليه ذلك الفتى....
فشبابنا لا هم لهم سوى أحاديث السيارات والموبايلات والبنات....بل ويسعون الى نشر أرقامهن بينهم ..ويتلذذون بفضحهن ...ولا يعرفون دربا لقول..من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله فى الدنيا والأخرة..
إن هذا الحديث يثير الشجون والاسى...لا يمكن أن نقول أن جميع الشباب هكذا لكن أيضا لا نستطيع أن ننكر بأن قلة منهم فقط هم من يتمسكون بالأخلاق والنبل والايمان..قلة..فى مثل هذا الزمن الردىء...زمن المصائب والإحباطات والتقدم والتكنلوجيا.....
فلو أن شابا فى هذا الوقت قام بمثل ما قام به ذلك الفتى وأمسك به أهل الدار..فإنى أجزم جزما قاطعا..من الصفعة الأولى لا بل من الصرخة الأولى سيقر بالحقيقة ويعترف ولربما شتم الفتاة وأهانها على مسمع أهلها....
لله درهم الأولون..كانوا رجالا بحق...أما الان فاننا لا نحظى سوى بقلة منهم أما الباقون...فلا أجد لهم مسمى حتى أنى أستخسر أن أقول عنهم ( أشباه رجال )