الطارق
08-10-2002, 11:28 PM
في تكون الحضارة وبروزها كان للأنهر العظيمة في العالم القديم دورا كبير في هذا البروز وخير مثال على ذلك ظهور حضارات ما بين النهرين في العراق والحضارة المصرية الفرعونية التي اعتمدت على نهر النيل ..
وقد كانت مصر والتي أنجبت الحضارة الفرعونية والتي شاهدها أهرامات الجيزة والتي تدل على عظم هذه الحضارة وما وصلت إليها في العمران بخاصة !
وفي حديثنا هذا ليس شأننا أن نبين تأثير الأنهر في تكون الحضارات وليس حديثنا عن الحضارة الفرعونية وإنجازاتنا ، بقدر ما أشير إلى أمر كثيرا ما عانى منه إقليم مصر ..
وقد تعاني منه دولتنا وكثير من الدول العربية ( وهي قضية التكدس السكاني والعمراني ، ويبدوا أنها من أسس العماره أو بمعنى أصح الحضارة العربية والتي أكثر ما يوضحها الأزقة الضيقة والدور المتقاربة المتلاصقة ) !
كان من أسباب اعتماد مصر على النيل –حتى قيل أن مصر هي هبت النيل – أن أصبحت الكثافة السكانية تمتد عبر النيل في خط واحد من الشمال إلى الجنوب ..
وقد أدى هذا إلى أن يسهل على القوى الخارجية المطلة والمحاذية لإقليم مصر أن تصل إلى عمق الإقليم بأسهل الطرق عند ضعف الدولة ومن ثمه انهيارها ( ( وكان أكثر ما تتعرض مصر للهجوم من الشرق أي من أسيا ولذا ليس بالغريب أن يضم حكام إقليم مصر أجزاء من الشام وسوريا لدولتهم لعلمهم بأهمية الشام في الدفاع عن إقليم مصر ودليل ذلك الصراع الذي حدث بين فراعنة مصر والأشوريين والحيثيين وغيرهم وفي العصر الإسلامي الدولة الإخشيدية والطولونية وصلاح الدين في توحيده لمصر والشام من أجل هزيمة الصليبيين ، ودولة المماليك وصراعها مع التتر على الشام فقد كان الشام وخاصة جنوبه خط الدفاع الأول لحماية مصر في تلك الفترات .. ) ..
وكان هذا سببا من أسباب سرعة انهيار الدول عبر تاريخ مصر ، حتى أصبحت مصر وبرغم ثرواتها وخصائصها الإقليمية في كثير من العصور ليست إلا ولاية تابعة لإمبراطورة ممتدة ( 2 ) ( الأشوريين والفرس والإغريق والرومان والعرب العثمانيون ) .
ولا زالت الكثافة السكانية في مصر في زماننا هذا تنحصر في خمسة بالمائة من مساحة مصر رغم علم الحكومة المصرية بخطر هذا على الأمن القومي المصري وعملها على تفادي هذا الخطر ببناء المدن واستصلاح الأراضي وتشجيع السكان على غزو الصحراء وخططها لتكوين نهر جديد ( الحقيقة لا أذكر ما إسم هذا المشروع ، ولا أدري ما مصيره الآن وبعد التردي الاقتصادي في مصر ! )
حسبنا هذه المقدمة عن مصر وما تعانيه ومنذ القدم من هذا الوضع والذي كان لنهر النيل هبت مصر الدور الكبير في بروزه ! ولنأتي لما نبتغيه في موضوعنا هذا وهو ما يحدث في ( السعودية )
لعل ما يتبادر في الذهن لدى أي قارئ أنه ليس هناك من مقارنه بين حال مصر والمملكة العربية السعودية ، فليس هناك أي نهر حتى تمتد عليه مدنه في خط واحد كما أن المملكة تتكون من أقاليم كان لها مدنها المشهورة كمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض والدمام والظهران والطائف وأبها وحائل وتبوك وغيرها !
إذا فهناك توزيع متساوي ومتقارب بين الإقاليم ( والتي كانت تكون في بعض الأحيان كتل سياسية منفردة أو متحده مع أقاليم داخل الجزيرة أو خارجها )
لكن ما قرأته منذ عدة أسابيع في صحيفة الوطن السعودية عن أن ثلثي عدد سكان المملكة العربية السعودية ينحصرون في أربع مدن من مدن المملكة أثار تعجبي وانزعاجي من هذا الوضع المخيف بالفعل !
فيعني هذا أن كثير من الخدمات تصب في هذه المدن الكبيرة بينما القرى والبلدات والمدن الصغيرة قد تعاني من قلة الخدمات الأولية ( الكهرباء والمياه وغيرها من إدارات حكومية وتعليمية ) التي يسمح لها بالتوسع ..
وقد يكون هذا سببا في هجر الكثير من سكان القرى والهجر ( ويحدث هذا في كثير من القرى والهجر والتي هجرها سكانها وتركوا أراضيهم ومزارعهم لقلة الخدمات ، وللأسف الشديد وبعد أن كانت الهجر والقرى والبلدات عامرة بالسكان قبل ثلاثين سنة أصبحت بعض القرى والهجر خاوية على عروشها ! ) إلى المدن الكبرى وتكدسهم في هذه المدن مما ينتج ضغط على هذه المدن من حيث الخطط نتيجة قلة الميزانية المخصصة لهذه المدن ومن ثم عدم إيفاءها لهذا التكدس!
بل إن هذا قد يكون سبب في تباعد بين المدن والاتصال بينها مما يزيد من تكلفة المشاريع لربط بينها ، مع زيادة التكاليف على المواطن نفسه ، وقد ينتج هذا ضعف في الترابط و التوحد بين المدن وسكانها والمملكة وأقاليمها نتيجة هذا التباعد وعدم الاتصال !
بل أن الوضع يزداد سوء حتى على الأمن الإستراتيجي فلك أن تتصور قيام أي حرب – لا سمح الله - مع تطور أسلحة الدمار الشامل في عالمنا هذا ، واستهداف هذه المدن ليتم القضاء على ما يقارب ثلثي وما ينتجه هذا العدد من السكان ليعتبر هذا الوضع خطير جدا ومدمراً !
ويعني هذا أن هناك فشل كبير في الخطط التي تقوم بها الدولة ( بل يحدث هذا أيضا في بعض المدن الصغيرة فقد تضيق البلدة الناشئة بسبب تزايد سكانها فترتفع أسعار الأراضي نتيجة قلة الأرضي في هذه المدينة ، ويزداد الوضع سوء أما نتيجة غباء القوانين والتي لا تتأقلم مع وضع هذه المدينة [ كأن يسمح بإمتداد الطولي للمبنى ( تعدد الطوابق ) ] أو فساد المسؤولين في البلدية ومرابحتهم من هذا الوضع بتقسيم الأراضي والتلاعب بها ! )
إن لم تتدارك الدولة هذا الأمر فقد يكون الوضع مخيف وقد ينتج عواقب وخيمة مع زيادة الانفجار السكاني وتدهور الحالة المادية مما ينتج الكثير من المخاطر التي لا يعلمها إلا الله ..
وقد كانت مصر والتي أنجبت الحضارة الفرعونية والتي شاهدها أهرامات الجيزة والتي تدل على عظم هذه الحضارة وما وصلت إليها في العمران بخاصة !
وفي حديثنا هذا ليس شأننا أن نبين تأثير الأنهر في تكون الحضارات وليس حديثنا عن الحضارة الفرعونية وإنجازاتنا ، بقدر ما أشير إلى أمر كثيرا ما عانى منه إقليم مصر ..
وقد تعاني منه دولتنا وكثير من الدول العربية ( وهي قضية التكدس السكاني والعمراني ، ويبدوا أنها من أسس العماره أو بمعنى أصح الحضارة العربية والتي أكثر ما يوضحها الأزقة الضيقة والدور المتقاربة المتلاصقة ) !
كان من أسباب اعتماد مصر على النيل –حتى قيل أن مصر هي هبت النيل – أن أصبحت الكثافة السكانية تمتد عبر النيل في خط واحد من الشمال إلى الجنوب ..
وقد أدى هذا إلى أن يسهل على القوى الخارجية المطلة والمحاذية لإقليم مصر أن تصل إلى عمق الإقليم بأسهل الطرق عند ضعف الدولة ومن ثمه انهيارها ( ( وكان أكثر ما تتعرض مصر للهجوم من الشرق أي من أسيا ولذا ليس بالغريب أن يضم حكام إقليم مصر أجزاء من الشام وسوريا لدولتهم لعلمهم بأهمية الشام في الدفاع عن إقليم مصر ودليل ذلك الصراع الذي حدث بين فراعنة مصر والأشوريين والحيثيين وغيرهم وفي العصر الإسلامي الدولة الإخشيدية والطولونية وصلاح الدين في توحيده لمصر والشام من أجل هزيمة الصليبيين ، ودولة المماليك وصراعها مع التتر على الشام فقد كان الشام وخاصة جنوبه خط الدفاع الأول لحماية مصر في تلك الفترات .. ) ..
وكان هذا سببا من أسباب سرعة انهيار الدول عبر تاريخ مصر ، حتى أصبحت مصر وبرغم ثرواتها وخصائصها الإقليمية في كثير من العصور ليست إلا ولاية تابعة لإمبراطورة ممتدة ( 2 ) ( الأشوريين والفرس والإغريق والرومان والعرب العثمانيون ) .
ولا زالت الكثافة السكانية في مصر في زماننا هذا تنحصر في خمسة بالمائة من مساحة مصر رغم علم الحكومة المصرية بخطر هذا على الأمن القومي المصري وعملها على تفادي هذا الخطر ببناء المدن واستصلاح الأراضي وتشجيع السكان على غزو الصحراء وخططها لتكوين نهر جديد ( الحقيقة لا أذكر ما إسم هذا المشروع ، ولا أدري ما مصيره الآن وبعد التردي الاقتصادي في مصر ! )
حسبنا هذه المقدمة عن مصر وما تعانيه ومنذ القدم من هذا الوضع والذي كان لنهر النيل هبت مصر الدور الكبير في بروزه ! ولنأتي لما نبتغيه في موضوعنا هذا وهو ما يحدث في ( السعودية )
لعل ما يتبادر في الذهن لدى أي قارئ أنه ليس هناك من مقارنه بين حال مصر والمملكة العربية السعودية ، فليس هناك أي نهر حتى تمتد عليه مدنه في خط واحد كما أن المملكة تتكون من أقاليم كان لها مدنها المشهورة كمكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض والدمام والظهران والطائف وأبها وحائل وتبوك وغيرها !
إذا فهناك توزيع متساوي ومتقارب بين الإقاليم ( والتي كانت تكون في بعض الأحيان كتل سياسية منفردة أو متحده مع أقاليم داخل الجزيرة أو خارجها )
لكن ما قرأته منذ عدة أسابيع في صحيفة الوطن السعودية عن أن ثلثي عدد سكان المملكة العربية السعودية ينحصرون في أربع مدن من مدن المملكة أثار تعجبي وانزعاجي من هذا الوضع المخيف بالفعل !
فيعني هذا أن كثير من الخدمات تصب في هذه المدن الكبيرة بينما القرى والبلدات والمدن الصغيرة قد تعاني من قلة الخدمات الأولية ( الكهرباء والمياه وغيرها من إدارات حكومية وتعليمية ) التي يسمح لها بالتوسع ..
وقد يكون هذا سببا في هجر الكثير من سكان القرى والهجر ( ويحدث هذا في كثير من القرى والهجر والتي هجرها سكانها وتركوا أراضيهم ومزارعهم لقلة الخدمات ، وللأسف الشديد وبعد أن كانت الهجر والقرى والبلدات عامرة بالسكان قبل ثلاثين سنة أصبحت بعض القرى والهجر خاوية على عروشها ! ) إلى المدن الكبرى وتكدسهم في هذه المدن مما ينتج ضغط على هذه المدن من حيث الخطط نتيجة قلة الميزانية المخصصة لهذه المدن ومن ثم عدم إيفاءها لهذا التكدس!
بل إن هذا قد يكون سبب في تباعد بين المدن والاتصال بينها مما يزيد من تكلفة المشاريع لربط بينها ، مع زيادة التكاليف على المواطن نفسه ، وقد ينتج هذا ضعف في الترابط و التوحد بين المدن وسكانها والمملكة وأقاليمها نتيجة هذا التباعد وعدم الاتصال !
بل أن الوضع يزداد سوء حتى على الأمن الإستراتيجي فلك أن تتصور قيام أي حرب – لا سمح الله - مع تطور أسلحة الدمار الشامل في عالمنا هذا ، واستهداف هذه المدن ليتم القضاء على ما يقارب ثلثي وما ينتجه هذا العدد من السكان ليعتبر هذا الوضع خطير جدا ومدمراً !
ويعني هذا أن هناك فشل كبير في الخطط التي تقوم بها الدولة ( بل يحدث هذا أيضا في بعض المدن الصغيرة فقد تضيق البلدة الناشئة بسبب تزايد سكانها فترتفع أسعار الأراضي نتيجة قلة الأرضي في هذه المدينة ، ويزداد الوضع سوء أما نتيجة غباء القوانين والتي لا تتأقلم مع وضع هذه المدينة [ كأن يسمح بإمتداد الطولي للمبنى ( تعدد الطوابق ) ] أو فساد المسؤولين في البلدية ومرابحتهم من هذا الوضع بتقسيم الأراضي والتلاعب بها ! )
إن لم تتدارك الدولة هذا الأمر فقد يكون الوضع مخيف وقد ينتج عواقب وخيمة مع زيادة الانفجار السكاني وتدهور الحالة المادية مما ينتج الكثير من المخاطر التي لا يعلمها إلا الله ..