زمردة
13-10-2002, 01:35 PM
قصة عجيبة
قرأتها
كتبها صاحبها
وهو في الزنزانة
سنة 1965
وهو الكاتب المصري المعروف
مصطفى أمين
رئيس تحرير جريدة الأخبار
يقول
كان من بين وسائل التعذيب التي لجأوا اليها
أن صدر قرار
بمنعي من الأكل والشرب
والحرمان من الأكل مؤلم
ولكنه محتمل
ولكن العطش عذاب لايحتمل
وخاصة أننا في أواخر شهر يوليو ، الحرارة شديدة وقاسية
وأنا مريض بالسكر ، ومرضى السكر يشربون الماء بكثرة
وفي اليوم الأول تحايلت على الأمر
دخلت الى دورة المياه
فوجدت فيها إناءا للإستنجاء
وشربت
من مياه الاستنجاء
وفي اليوم التالي
فوجئت بأنهم عرفوا أنني شربت ماء الاستنجاء
فوجدت الاناء خاليا
واضطررت أن أشرب من ماء
البول
حتى ارتويت
وفي اليوم الثالث
لم أجد بولا لأشربه
الجوع لمدة 3 أيام أمر محتمل
أما العطش
فهو عذاب مثل ضرب السياط
كنت أسير في زنزانتي
كالمجنون
لساني جف
حلقي جف
أحيانا أمد لساني وألحس
الارض
لعل الحارس نسي
نقطة ماء
وهو يغسل البلاط
وبينما أنا أدور حول نفسي وأترنح
رأيت باب الزنزانة يفتح في هدوء
ورأيت يدا تمتد في ظلام الزنزانة تحمل
كوب ماء مثلج
فزعت
تصورت أنني جننت
ومالبثت أن وجدت أن الكوب حقيقي
ومددت يدي ولمست الكوب
وقبضت على الكوب بأصابعي المرتعشة
ورأيت حامل الكوب يضع اصبعه على فمه
وكأنه يقول لي لاتتكلم
وشربت الماء
ألذ ماء شربته في حياتي
لو كان معي مليون جنيه
في تلك اللحظة
لأعطيتها للحارس المجهول
ثم اختفى الحارس المجهول
بسرعة
ورأيت ملامح الحارس المجهول
شاب أسمر قصير القامة
ولكني أحسست أنه أحد الملائكة
شعرت في بعض اللحظات
أن اليد التي حملت كوب الماء البارد
ليست يد
بشر
وكانوا يغيرون الحراس
كل يوم
وذات يوم رأيت أمامي الحارس المجهول
وكنا على انفراد
وقلت له هامسا
لماذا فعلت ما فعلت ؟
لو ضبطوك
كانوا سيفصلونك
فقال الحارس
يفصلونني فقط ؟
كانوا سيقتلونني رميا بالرصاص
قلت : ما الذي جعلك تقوم بهذه
المغامرة ؟
قال
انني أعرفك وأنت لاتعرفني
منذ 9 سنوات تقريبا
أرسل فلاح في الجيزة خطابا لك
يقول فيه
أنه فلاح في احدى القرى
وأن أمنية حياته
أن يشتري بقرة
وأنه مكث 7 سنوات يقتصد في قوته وقوت عياله
حتى جمع مبلغا
ثم باع مصاغ زوجته واشترى بالمبلغ
بقرة
وكان هذا الفلاح
أكثر أهل القرية تقى وورعا وصلاة وصياما
وبعد ستة أشهر فقط
ماتت البقرة
مع أن جميع البقر الذي يملكه الفلاحون في القرية
الذين لايصلون
ولايصومون
ولايعرفون الله
بقي
على قيد الحياة
وفي ليلة القدر
بعد ذلك بشهور
دق باب البيت الصغير الذي يملكه
الفلاح
ودخلت محررة من جريدة أخبار اليوم
تجر وراءها
بقرة
وكانت أخبار اليوم ، يقول مصطفى ، قد اعتادت
أن تحقق
أحلام
مئات من قرائها
في ليلة القدر
من كل عام
وسكت الحارس المجهول
لحظة
ثم قال
هذا الفلاح الذي أرسلتم له البقرة منذ 9 سنوات
هو أبي
يقول مصطفى
ألم أقل لك أن الله كان معي ... في الزنزانة ؟
آسف للإطالة ...
- منقول -
قرأتها
كتبها صاحبها
وهو في الزنزانة
سنة 1965
وهو الكاتب المصري المعروف
مصطفى أمين
رئيس تحرير جريدة الأخبار
يقول
كان من بين وسائل التعذيب التي لجأوا اليها
أن صدر قرار
بمنعي من الأكل والشرب
والحرمان من الأكل مؤلم
ولكنه محتمل
ولكن العطش عذاب لايحتمل
وخاصة أننا في أواخر شهر يوليو ، الحرارة شديدة وقاسية
وأنا مريض بالسكر ، ومرضى السكر يشربون الماء بكثرة
وفي اليوم الأول تحايلت على الأمر
دخلت الى دورة المياه
فوجدت فيها إناءا للإستنجاء
وشربت
من مياه الاستنجاء
وفي اليوم التالي
فوجئت بأنهم عرفوا أنني شربت ماء الاستنجاء
فوجدت الاناء خاليا
واضطررت أن أشرب من ماء
البول
حتى ارتويت
وفي اليوم الثالث
لم أجد بولا لأشربه
الجوع لمدة 3 أيام أمر محتمل
أما العطش
فهو عذاب مثل ضرب السياط
كنت أسير في زنزانتي
كالمجنون
لساني جف
حلقي جف
أحيانا أمد لساني وألحس
الارض
لعل الحارس نسي
نقطة ماء
وهو يغسل البلاط
وبينما أنا أدور حول نفسي وأترنح
رأيت باب الزنزانة يفتح في هدوء
ورأيت يدا تمتد في ظلام الزنزانة تحمل
كوب ماء مثلج
فزعت
تصورت أنني جننت
ومالبثت أن وجدت أن الكوب حقيقي
ومددت يدي ولمست الكوب
وقبضت على الكوب بأصابعي المرتعشة
ورأيت حامل الكوب يضع اصبعه على فمه
وكأنه يقول لي لاتتكلم
وشربت الماء
ألذ ماء شربته في حياتي
لو كان معي مليون جنيه
في تلك اللحظة
لأعطيتها للحارس المجهول
ثم اختفى الحارس المجهول
بسرعة
ورأيت ملامح الحارس المجهول
شاب أسمر قصير القامة
ولكني أحسست أنه أحد الملائكة
شعرت في بعض اللحظات
أن اليد التي حملت كوب الماء البارد
ليست يد
بشر
وكانوا يغيرون الحراس
كل يوم
وذات يوم رأيت أمامي الحارس المجهول
وكنا على انفراد
وقلت له هامسا
لماذا فعلت ما فعلت ؟
لو ضبطوك
كانوا سيفصلونك
فقال الحارس
يفصلونني فقط ؟
كانوا سيقتلونني رميا بالرصاص
قلت : ما الذي جعلك تقوم بهذه
المغامرة ؟
قال
انني أعرفك وأنت لاتعرفني
منذ 9 سنوات تقريبا
أرسل فلاح في الجيزة خطابا لك
يقول فيه
أنه فلاح في احدى القرى
وأن أمنية حياته
أن يشتري بقرة
وأنه مكث 7 سنوات يقتصد في قوته وقوت عياله
حتى جمع مبلغا
ثم باع مصاغ زوجته واشترى بالمبلغ
بقرة
وكان هذا الفلاح
أكثر أهل القرية تقى وورعا وصلاة وصياما
وبعد ستة أشهر فقط
ماتت البقرة
مع أن جميع البقر الذي يملكه الفلاحون في القرية
الذين لايصلون
ولايصومون
ولايعرفون الله
بقي
على قيد الحياة
وفي ليلة القدر
بعد ذلك بشهور
دق باب البيت الصغير الذي يملكه
الفلاح
ودخلت محررة من جريدة أخبار اليوم
تجر وراءها
بقرة
وكانت أخبار اليوم ، يقول مصطفى ، قد اعتادت
أن تحقق
أحلام
مئات من قرائها
في ليلة القدر
من كل عام
وسكت الحارس المجهول
لحظة
ثم قال
هذا الفلاح الذي أرسلتم له البقرة منذ 9 سنوات
هو أبي
يقول مصطفى
ألم أقل لك أن الله كان معي ... في الزنزانة ؟
آسف للإطالة ...
- منقول -