صـادوه

[فتى دبي]

البرنامج الكويتي اليومي خفيف الظل ، صادوه ، نموذج لما عليه كثيرون اليوم من ضيق الصدر وسرعة التوتر وارتفاع الضغط لأقل موقف غير عادي يتعرضون له.. ولعل الطريف في البرنامج أن كل الضحايا هم من الممثلين ، الذين يجب أن يكونوا من أقدر الناس على فهم المواقف التي أمامهم إن كان أصحابها جادين أو أنهم يمثلون ويصطنعون المواقف واللحظات. لكن تبين أنهم سريعو الغضب حتى قبل أن يقوم مقدم البرنامج بالتعمق في دردشاته.. لاحظ البرامج الأمريكية والأوربية عموماً الشبيهة به ، ولاحظ كيف يتصرف الناس في المواقف المختلفة. تجدهم عكسنا تماماً.. فالبرود هو السمة الغالبة عليهم ، ليس لأنهم عديمو احساس أو تفاعل ، بل لأن عقولهم لا تستوعب الذي يحصل أمامهم ، باعتبار أنها لا يمكن أن تكون حقيقية وواقعية ، وأنه ربما ثمة خطب أو أمر خفي يحدث ، فتجدهم يستمرون الى نهاية الموقف ليستكشفوا الأمر ، ولكن دون أن يتم استخدام اليد في التخلص من الحاصل أمامهم ، عكس ما شاهدناه في " صادوه " أو من ذي قبل في عدد من البرامج العربية الشبيهة. أحسب ان مثل هذه البرامج العربية والغربية ، فرصة لأساتذة علم النفس والاجتماع استخلاص عشرات الدروس منها وتحليلها وشرح تكوينات الشخصية العربية والغربية والفروقات العديدة بينهما. لماذا العربي يشتاط غضباً ويرتفع ضغطه في مواقف هي ربما نفسها التي تقع للغربي الذي يكون أهدأ بشكل عام ، وتعامله يكون أيضاً أرقى وفيه نوع من الذوق ؟ هل السبب يعود إلى التكوين والنشأة الاجتماعية ، أم أن التربية والبيئة المحيطة تلعبان دوراً في ذلك ، أم أنها الثقافة أم أن هناك غير ذلك من عوامل وأسباب ؟