king of word
18-11-2002, 12:10 AM
أستاذة جامعية في الإعلام، من إحدى الدول العربية، قالت لإذاعة الرياض أنها "فوجئت" بالمستوى المتميز للإنسان السعودي - وخصوصاً المرأة - عندما زارت المملكة.. ولا أعلم لماذا "فوجئت" هذه الأستاذة الجامعية، خصوصاً أنها أستاذة إعلام يفترض فيها المتابعة.. لكنها مع ذلك "فوجئت" حسب تعبيرها!! وكونها "فوجئت" يدل على أنها كانت تتوقع ان الناس هنا في السعودية أناس متخلفون قياساً إلى بلدها مثلاً.. أو أنها لم تكن مهتمة بهذا الأمر حتى "فوجئت" رغم ان تخصصها هو الإعلام!! ولكن في الحالتين نجد ان ما ذكرته يتردد - في الواقع - على ألسنة مثقفين عرب كثيرين يأتون إلينا في زيارات مرتبة أو غير مرتبة، ثم يقولون أنهم "فوجئوا" بما وجدوا لدينا.
ربما ان بعضهم يريد ان يشيد بمستوى التقدم المادي بالمملكة وبالمستوى التعليمي والثقافي الذي وصل إليه المواطن السعودي بدافع الرغبة في ان يكون ضيفاً لبقاً (ان لم نقل مجاملاً)، وربما ان بعضهم - بالفعل - يحمل تصورات سيئة عن البلد وعن أهلها ثم يكتشف ان هذه الانطباعات ليست في محلها.
وهنا يتبادر إلى الذهن أمران.. الأول هو مدى القصور في إيصال صورة موضوعية عن بلدنا وعن أبناء هذا البلد إلى الأخرين.. ولا أقصد هنا صورة دعائية مليئة بالتضخيم لبعض الأمور التي لا تهم المتلقي بل قد تصرفه أصلا عن قراءة أو مشاهدة الآخر فهو ان بعض أشقائنا العرب ما زالوا يمارسون نظرة فوقية تجاه منطقة الخليج وأهلها.. فهم "يفاجأون" بمستوى الناس هنا وكأنهم - أي ضيوفنا - قد جاءوا من واشنطن أو باريس أو لندن.. مع أن أحوال أمة العرب متشابهة.. فالعرب يشكون من نفس العلل والمتاعب!!
لا أريد، هنا، ان أبدو إقليميا في الوقت الذي انتقد فيه إقليمية بعض أشقائنا العرب حينما يتحدثون عن الخليجيين.. ولكن يصعب - حتى في هذا السياق - ان ينسى المرء على سبيل المثال طروحات كاتب مقروء جدا هو الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما يتحدث عن "المراكز" و"الاطراف" في العالم العربي ويضع عواصم عربية معينة ضمن قائمة المراكز وعواصم عربية أخرى(ومنها العواصم الخليجية) ضمن قائمة الأطراف (اي الهوامش) مع ان هيكل يعزف دائما على وتر القومية والوحدة وما شابههما من المصطلحات.
نحن نعرف عيوب مجتمعنا.. لكن مجتمعنا يتغير، وهو مثل المجتمعات العربية الأخرى التي تتغير ببطء مقارنة بحركة العالم من حولنا.. ومع ذلك فهو يتغير.. وتلك هي سنة الحياة والتاريخ! واعتقد ان التحدي الذي يواجه العرب كافة - وليس العرب الخليجيين وحدهم - هو تسريع التغير وترشيده وتوجيههه نحو مسارات صحيحة وإيجابية فلا يكفي ان تتغير فحسب.. أما الذين يأتون إلينا ويقولون انهم "فوجئوا" بمستوى الناس والحياة في السعودية فنقول لهم أننا "كلنا في الهم شرق " أو "عندنا وعندكم خير" مثلما نقول كلامنا الشعبي اليومي.
عبدالواحد الحميد
التاريخ: 11/16/2002 م
ربما ان بعضهم يريد ان يشيد بمستوى التقدم المادي بالمملكة وبالمستوى التعليمي والثقافي الذي وصل إليه المواطن السعودي بدافع الرغبة في ان يكون ضيفاً لبقاً (ان لم نقل مجاملاً)، وربما ان بعضهم - بالفعل - يحمل تصورات سيئة عن البلد وعن أهلها ثم يكتشف ان هذه الانطباعات ليست في محلها.
وهنا يتبادر إلى الذهن أمران.. الأول هو مدى القصور في إيصال صورة موضوعية عن بلدنا وعن أبناء هذا البلد إلى الأخرين.. ولا أقصد هنا صورة دعائية مليئة بالتضخيم لبعض الأمور التي لا تهم المتلقي بل قد تصرفه أصلا عن قراءة أو مشاهدة الآخر فهو ان بعض أشقائنا العرب ما زالوا يمارسون نظرة فوقية تجاه منطقة الخليج وأهلها.. فهم "يفاجأون" بمستوى الناس هنا وكأنهم - أي ضيوفنا - قد جاءوا من واشنطن أو باريس أو لندن.. مع أن أحوال أمة العرب متشابهة.. فالعرب يشكون من نفس العلل والمتاعب!!
لا أريد، هنا، ان أبدو إقليميا في الوقت الذي انتقد فيه إقليمية بعض أشقائنا العرب حينما يتحدثون عن الخليجيين.. ولكن يصعب - حتى في هذا السياق - ان ينسى المرء على سبيل المثال طروحات كاتب مقروء جدا هو الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما يتحدث عن "المراكز" و"الاطراف" في العالم العربي ويضع عواصم عربية معينة ضمن قائمة المراكز وعواصم عربية أخرى(ومنها العواصم الخليجية) ضمن قائمة الأطراف (اي الهوامش) مع ان هيكل يعزف دائما على وتر القومية والوحدة وما شابههما من المصطلحات.
نحن نعرف عيوب مجتمعنا.. لكن مجتمعنا يتغير، وهو مثل المجتمعات العربية الأخرى التي تتغير ببطء مقارنة بحركة العالم من حولنا.. ومع ذلك فهو يتغير.. وتلك هي سنة الحياة والتاريخ! واعتقد ان التحدي الذي يواجه العرب كافة - وليس العرب الخليجيين وحدهم - هو تسريع التغير وترشيده وتوجيههه نحو مسارات صحيحة وإيجابية فلا يكفي ان تتغير فحسب.. أما الذين يأتون إلينا ويقولون انهم "فوجئوا" بمستوى الناس والحياة في السعودية فنقول لهم أننا "كلنا في الهم شرق " أو "عندنا وعندكم خير" مثلما نقول كلامنا الشعبي اليومي.
عبدالواحد الحميد
التاريخ: 11/16/2002 م