مدردش متقاعد
23-11-2002, 08:42 AM
(س) تعرفت على (ص) و نشأت بينهما علاقة عاطفية توجت نهايتها بالزواج لينجبا خلالها طفلة جميلة سمياها (ض)، اكتشفت (س) بعد فترة قصيرة أن زوجها (ص) له علاقات متعددة مع نساء أخريات عن طريق مواقع (الشات) المشبوهة، و هي الآن في حيرة من أمرها هل تواجهه بمعرفتها بتلك العلاقات و تهدده بطلب الطلاق أم تغض الطرف عنه و تتظاهر بأن شيئا لم يكن؟
أما (م) فهو مراهق لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، فقد أبويه في حادث سير أليم عندما كان في الخامسة، مشكلته أنه يحب (خ) بنت الجيران (العانس) بالرغم من أنها تكبره بعشر سنوات لينطبق عليهما المثل العامي الشهير: اتلم (المتعوس) على (خايب الرجا)! إلا أن خجله الشديد هو محور مشكلته فهو لا يجرؤ علىالبوح لها بمدى عشقه و هيامه بها و خائف من ردة فعلها تجاهه، و يرسل متسائلا تحت اسم (العاشق الولهان) هل يتشجع فيصارحها بحبه أم ينهي حياته الكئيبة و ينتحر؟ و إذا أراد الانتحار فما هي (ألطف) طريقة برأيكم؟ أن يرمي نفسه من شرفة (البلكونة) حيث يسكن في الطابق العشرين أم يفتح المذياع على إحدى إذاعات الإف إم و يستمع إلى أحد مطربي (الهشك بشك) ليلقى حتفه بالسكتة القلبية؟
و تختلف مشكلة (ف) التي لقبت نفسها بـ (الجميلة و الوحش) اختلافا كليا عن المشكلتين السابقتين، فتكمن مشكلتها في أن الله حباها بجمال مبهر يسحر الألباب و تجعل من يشاهدها يسيح كما تسيح (الزبدة الدانماركية) و لهذا السبب فهي تعاني بشدة من كثرة معاكسات الشباب لها عند خروجها حتى لو كانت برفقة أحد أفراد عائلتها، جربت لبس الحجاب فقامت بوضع ( شيلة خفيفة) على الرأس و ارتداء عباءة (فرنسية) مطرزة كما قامت بتقصير طول كعب الحذاء الذي تنتعله لكن ذلك لم يزدها إلافتنة و جمالا على حد قولها، خطابها كثيرون و يقفون عند باب منزلهم بالطوابير كل منهم يتمنى الارتباط بها لكن أي منهم لم يستطع أن (يدخل مزاجها)،صارت تكره الخروج إلى الأماكن العامة تجنبا لتلك المعاكسات التي تسبب لها مواقف محرجة و أصبحت تفضل ملازمة غرفتها و الاستماع إلى الموسيقى (الكلاسيكية) الحزينة و تأمل أن تجد حلا لهذه المشكلة العويصة التي تؤرق بالها!
هذه نماذج بسيطة من المشكلات الاجتماعية و العاطفية التي قد تصيب شريحة كبيرة من الناس هذه الأيام، ووجود تلك المشاكل بحد ذاتها ليس بغريب في ظل المتغيرات العديدة التي طالت مجتمعنا و على رأسها ظاهرة التفكك الأسري التي صدعت جدران كثير من البيوت، فقد تنتاب الواحد منا حالات يعجز فيها أحيانا عن التمييز بين الخطأ و الصواب و بين ا لخير و الشر ليصاب بالضيق و الحيرة و بالتالي تكون الحاجة ماسة إلى مستشار أمين ينصت إليك باهتمام و يشاركك حمل الهم الذي يؤرق مضجعك، قد يكون هذا المستشار أحد أفراد أسرتك ممن تثق في استشاراته أو قريب لك كبير في السن له تجارب طويلة في الحياة تمكنه من الإشارة عليك بما يجب فعله أو ربما صديق عزيز ترتاح إلى الحديث معه و تأتمنه على أسرارك.
كل منا بالتأكيد له طرقه الخاصة في مواجهة مشاكله الحياتية المختلفة و إيجاد السبل المختلفة لحلها فالدنيا مازلت بخير و الأصدقاء الأوفياء مازالوا موجودين لكن لا أعتقدأن أي منكم سيلجأ إلى عرض مشكلته في مطبوعة أو مجلة محلية أو عربية من تلك المجلات التي صارت أغلبها تقوم بتخصيص زوايا خاصة و منفصلة لعرض المشاكل بأنواعها و الرد عليها
و أنا هنا لا أقلل من شأن تلك الزوايا فأغلب من يتولى الرد على تلك المشكلات أطباء نفسانيين أو أخصائيين اجتماعيين تخصصوا في بحث مثل تلك المشاكل و إيجاد الحلول المناسبة لها، و لكن ما يلفت الانتباه هي الردود الغريبة التي يشير بها بعض أولئك (الدكاترة) على صفحات تلك المجلات و خصوصا تلك التي تتعلق بالمشاكل العاطفية بين الجنسين،حيث تفاجأ أن بعضها آرارء و حلول لا يقبلها لا المنطق و لا الشرع و لا تناسب طبيعة مجتمعنا المتحفظ منها على سبيل المثال مشكلة بسيطة و كثيرا ما تكرر و هي أن إحدى الفتيات في إحدى الدول الخليجية وقعت في غرام شاب و حاولت جذب انتباهه بشتى الطرق إلا أنه لم يبد تجاهها أية ردة فعل إيجابية مما أوقعها في حالة إحباط و اكتئاب لترسل إلى إحدى المجلات تبحث عن الحل، فبدلا من أن تقوم محررة الزاوية بنصحها بالابتعاد عن مثل هذه التصرفات الصبيانية غير المسؤولة وبأن تركز اهتمامتها في أمور أخرى تفاجأ بأن الدكتورة (حلالة المشاكل) تشير عليها بأن تخبر أخته أو قريبة له بل تواجهه و تصارحه بمدى حبها له إذا استلزم الأمر ضاربة بتعاليم ديننا الحنيف و عاداتنا و تقاليدنا التي تحث على العفة و الحياء عرض الحائط.
و قصة أخرى مشابهة و لكن بسيناريو يختلف قليلا بطلاها شاب و فتاة في سن المراهقة وقعا في غرام بعض و بسبب اختلاف الطبقة الاجتماعية لكلا الأسرتين تم رفض موضوع زواجهما إلا أن الرد على تلك المشكلة لم يكن أقل غرابة من سابقه فلقد حثت الأخصائية النفسية العاشقان علىالهروب من منزليهما و الزواج في السر كي يضعا أسرتيهما أمام الأمر الواقع فالحب في نظر سعادة الدكتورة رباط مقدس لابد أن يتوج بالزواج حتى لو كان رغما عن أنف الجميع و لكم أن تتخيلوا عواقب مثل هذا التصرف إذا ما حدث بالفعل و أخذ العاشقان برأي تلك الأخصائية الفيلسوفة!
لا تظنوا أن الحديث انتهى لهذاالحد...و لكن للحديث بقية...
:help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help:
أما (م) فهو مراهق لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، فقد أبويه في حادث سير أليم عندما كان في الخامسة، مشكلته أنه يحب (خ) بنت الجيران (العانس) بالرغم من أنها تكبره بعشر سنوات لينطبق عليهما المثل العامي الشهير: اتلم (المتعوس) على (خايب الرجا)! إلا أن خجله الشديد هو محور مشكلته فهو لا يجرؤ علىالبوح لها بمدى عشقه و هيامه بها و خائف من ردة فعلها تجاهه، و يرسل متسائلا تحت اسم (العاشق الولهان) هل يتشجع فيصارحها بحبه أم ينهي حياته الكئيبة و ينتحر؟ و إذا أراد الانتحار فما هي (ألطف) طريقة برأيكم؟ أن يرمي نفسه من شرفة (البلكونة) حيث يسكن في الطابق العشرين أم يفتح المذياع على إحدى إذاعات الإف إم و يستمع إلى أحد مطربي (الهشك بشك) ليلقى حتفه بالسكتة القلبية؟
و تختلف مشكلة (ف) التي لقبت نفسها بـ (الجميلة و الوحش) اختلافا كليا عن المشكلتين السابقتين، فتكمن مشكلتها في أن الله حباها بجمال مبهر يسحر الألباب و تجعل من يشاهدها يسيح كما تسيح (الزبدة الدانماركية) و لهذا السبب فهي تعاني بشدة من كثرة معاكسات الشباب لها عند خروجها حتى لو كانت برفقة أحد أفراد عائلتها، جربت لبس الحجاب فقامت بوضع ( شيلة خفيفة) على الرأس و ارتداء عباءة (فرنسية) مطرزة كما قامت بتقصير طول كعب الحذاء الذي تنتعله لكن ذلك لم يزدها إلافتنة و جمالا على حد قولها، خطابها كثيرون و يقفون عند باب منزلهم بالطوابير كل منهم يتمنى الارتباط بها لكن أي منهم لم يستطع أن (يدخل مزاجها)،صارت تكره الخروج إلى الأماكن العامة تجنبا لتلك المعاكسات التي تسبب لها مواقف محرجة و أصبحت تفضل ملازمة غرفتها و الاستماع إلى الموسيقى (الكلاسيكية) الحزينة و تأمل أن تجد حلا لهذه المشكلة العويصة التي تؤرق بالها!
هذه نماذج بسيطة من المشكلات الاجتماعية و العاطفية التي قد تصيب شريحة كبيرة من الناس هذه الأيام، ووجود تلك المشاكل بحد ذاتها ليس بغريب في ظل المتغيرات العديدة التي طالت مجتمعنا و على رأسها ظاهرة التفكك الأسري التي صدعت جدران كثير من البيوت، فقد تنتاب الواحد منا حالات يعجز فيها أحيانا عن التمييز بين الخطأ و الصواب و بين ا لخير و الشر ليصاب بالضيق و الحيرة و بالتالي تكون الحاجة ماسة إلى مستشار أمين ينصت إليك باهتمام و يشاركك حمل الهم الذي يؤرق مضجعك، قد يكون هذا المستشار أحد أفراد أسرتك ممن تثق في استشاراته أو قريب لك كبير في السن له تجارب طويلة في الحياة تمكنه من الإشارة عليك بما يجب فعله أو ربما صديق عزيز ترتاح إلى الحديث معه و تأتمنه على أسرارك.
كل منا بالتأكيد له طرقه الخاصة في مواجهة مشاكله الحياتية المختلفة و إيجاد السبل المختلفة لحلها فالدنيا مازلت بخير و الأصدقاء الأوفياء مازالوا موجودين لكن لا أعتقدأن أي منكم سيلجأ إلى عرض مشكلته في مطبوعة أو مجلة محلية أو عربية من تلك المجلات التي صارت أغلبها تقوم بتخصيص زوايا خاصة و منفصلة لعرض المشاكل بأنواعها و الرد عليها
و أنا هنا لا أقلل من شأن تلك الزوايا فأغلب من يتولى الرد على تلك المشكلات أطباء نفسانيين أو أخصائيين اجتماعيين تخصصوا في بحث مثل تلك المشاكل و إيجاد الحلول المناسبة لها، و لكن ما يلفت الانتباه هي الردود الغريبة التي يشير بها بعض أولئك (الدكاترة) على صفحات تلك المجلات و خصوصا تلك التي تتعلق بالمشاكل العاطفية بين الجنسين،حيث تفاجأ أن بعضها آرارء و حلول لا يقبلها لا المنطق و لا الشرع و لا تناسب طبيعة مجتمعنا المتحفظ منها على سبيل المثال مشكلة بسيطة و كثيرا ما تكرر و هي أن إحدى الفتيات في إحدى الدول الخليجية وقعت في غرام شاب و حاولت جذب انتباهه بشتى الطرق إلا أنه لم يبد تجاهها أية ردة فعل إيجابية مما أوقعها في حالة إحباط و اكتئاب لترسل إلى إحدى المجلات تبحث عن الحل، فبدلا من أن تقوم محررة الزاوية بنصحها بالابتعاد عن مثل هذه التصرفات الصبيانية غير المسؤولة وبأن تركز اهتمامتها في أمور أخرى تفاجأ بأن الدكتورة (حلالة المشاكل) تشير عليها بأن تخبر أخته أو قريبة له بل تواجهه و تصارحه بمدى حبها له إذا استلزم الأمر ضاربة بتعاليم ديننا الحنيف و عاداتنا و تقاليدنا التي تحث على العفة و الحياء عرض الحائط.
و قصة أخرى مشابهة و لكن بسيناريو يختلف قليلا بطلاها شاب و فتاة في سن المراهقة وقعا في غرام بعض و بسبب اختلاف الطبقة الاجتماعية لكلا الأسرتين تم رفض موضوع زواجهما إلا أن الرد على تلك المشكلة لم يكن أقل غرابة من سابقه فلقد حثت الأخصائية النفسية العاشقان علىالهروب من منزليهما و الزواج في السر كي يضعا أسرتيهما أمام الأمر الواقع فالحب في نظر سعادة الدكتورة رباط مقدس لابد أن يتوج بالزواج حتى لو كان رغما عن أنف الجميع و لكم أن تتخيلوا عواقب مثل هذا التصرف إذا ما حدث بالفعل و أخذ العاشقان برأي تلك الأخصائية الفيلسوفة!
لا تظنوا أن الحديث انتهى لهذاالحد...و لكن للحديث بقية...
:help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: :help: