مدردش متقاعد
09-12-2002, 03:21 AM
ابراهيم هو اسم ناطور البناية التي أسكن فيها.. دوامه يبدأ في السابعة مساءا إلى السابعة صباحا كل يوم..هو هو نفسه لم يتغير منذ أن عرفته .. فهو مازال يحتفظ بابتسامته المشرقة التي نادرا ما تختفي من على وجهه.. و مازال مصرا على لبس تلك (القحفية) البيضاء كما نسميها التي تخفي تحتها مساحة خالية من الشعر (صلعة!) بإمكانها أن تراها من بين ثقوب تلك (القحفية) لكنه بالمقابل محافظ على الشعر في مؤخرة رأسه طويلا و مسترسلا:)...(عليك ببلكريمََ!)
لا يتردد في مساعدتي عندما آتي من السوق أو الجمعية حاملا أكياسي فيهرع إلى حمل بعض منها و توصيلها عند باب الشقة..
فضلا عن كونه ناطور و حارس البناية يراقب الداخل و الخارج و يحميها من عبث اللصوص و الفضوليين .. لديه اهتمامات أخرى يشغل بها وقت فراغه عندما يهدأ الجو و يعم الصمت المكان بعد منتصف الليل..فهو متخصص في تصليح الأدوات الكهربائية و الإلكترونية بأنواعها..و من النادر أن تجده جالسا على كرسيه في محرابه دون أن يشغل يديه بجهاز ما فمرة تجده عاكف على إصلاح تلفزيون أحد السكان.. و آخر يعطيه الراديو كي يكتشف العطل الذي أخرسه عن الكلام..لذلك لم يتردد أخي الصغير في إعطائه جهاز (البلاي ستيشن) الخاص به لإصلاحه..
و بالرغم من ذلك يغلبه النعاس أحيانا ربما من جهاز استعصى عليه إصلاحه فتراه نائما بكل هدوء على كرسيه و رأسه مائلة إلى الخلف..لذلك أحاول قدر الإمكان أن أستقل المصعد دون أن أحدث أي إزعاج.. إلا أنه سرعان ما يقوم بفتح عينيه و ما يلبث أن يعود إلى النوم من جديد عندما يتأكد من أنني أحد الوجوه المألوفة لكنه يبقى حذرا من أن يقوم (نيكولاي) وكيل البناية بضبطه متلبسا بالجرم المشهود و هو نائم..فإن حصل.. فياويله و يا سواد ويله!!
و ما يعجبني فيه أنه أمين و قنوع في نفس الوقت.. فهو يخبرك بالتفصيل عن المشكلة التي يعاني منها الجهاز و ثمن قطعة الغيار التي تحتاج إلى تبديل..و يأخذ أي مبلغ تعطيه له ثمنا للتصليح..دون تأفف كباقي المهندسين..
دردشت معه ذات مرة عن هوايته الممتعة هذه.. فأخبرني على ما أتذكر بأنه حاصل على درجة جامعية في مجال الإلكترونيات كما أنه يمتلك محل لتصليح الأجهزة الكهربائية..و لكن أين؟... في مسقط راسه مدينة كيرلا.. في الهند.. و دائما ما يتفقد أحواله عندما يقوم بزياراته كل سنتين إلى بلاده..
راتبه زهيد كغيره من النواطير الآسيويين حيث لا يزيد عن 1200 درهم فقط..لكن هوايته في تصليح الأجهزة الكهربائية قد تدر عليه مداخيل إضافية تغنيه عن هذاالراتب الزهيد...
كثير هم أمثال إبراهيم.. لكنه يبقى حالة خاصة بين النواطير...فهو ناطور و مهندس في آن واحد.... أي 2 في 1! (فل أبشن) :D
تحياتي للجميع:glasses:
لا يتردد في مساعدتي عندما آتي من السوق أو الجمعية حاملا أكياسي فيهرع إلى حمل بعض منها و توصيلها عند باب الشقة..
فضلا عن كونه ناطور و حارس البناية يراقب الداخل و الخارج و يحميها من عبث اللصوص و الفضوليين .. لديه اهتمامات أخرى يشغل بها وقت فراغه عندما يهدأ الجو و يعم الصمت المكان بعد منتصف الليل..فهو متخصص في تصليح الأدوات الكهربائية و الإلكترونية بأنواعها..و من النادر أن تجده جالسا على كرسيه في محرابه دون أن يشغل يديه بجهاز ما فمرة تجده عاكف على إصلاح تلفزيون أحد السكان.. و آخر يعطيه الراديو كي يكتشف العطل الذي أخرسه عن الكلام..لذلك لم يتردد أخي الصغير في إعطائه جهاز (البلاي ستيشن) الخاص به لإصلاحه..
و بالرغم من ذلك يغلبه النعاس أحيانا ربما من جهاز استعصى عليه إصلاحه فتراه نائما بكل هدوء على كرسيه و رأسه مائلة إلى الخلف..لذلك أحاول قدر الإمكان أن أستقل المصعد دون أن أحدث أي إزعاج.. إلا أنه سرعان ما يقوم بفتح عينيه و ما يلبث أن يعود إلى النوم من جديد عندما يتأكد من أنني أحد الوجوه المألوفة لكنه يبقى حذرا من أن يقوم (نيكولاي) وكيل البناية بضبطه متلبسا بالجرم المشهود و هو نائم..فإن حصل.. فياويله و يا سواد ويله!!
و ما يعجبني فيه أنه أمين و قنوع في نفس الوقت.. فهو يخبرك بالتفصيل عن المشكلة التي يعاني منها الجهاز و ثمن قطعة الغيار التي تحتاج إلى تبديل..و يأخذ أي مبلغ تعطيه له ثمنا للتصليح..دون تأفف كباقي المهندسين..
دردشت معه ذات مرة عن هوايته الممتعة هذه.. فأخبرني على ما أتذكر بأنه حاصل على درجة جامعية في مجال الإلكترونيات كما أنه يمتلك محل لتصليح الأجهزة الكهربائية..و لكن أين؟... في مسقط راسه مدينة كيرلا.. في الهند.. و دائما ما يتفقد أحواله عندما يقوم بزياراته كل سنتين إلى بلاده..
راتبه زهيد كغيره من النواطير الآسيويين حيث لا يزيد عن 1200 درهم فقط..لكن هوايته في تصليح الأجهزة الكهربائية قد تدر عليه مداخيل إضافية تغنيه عن هذاالراتب الزهيد...
كثير هم أمثال إبراهيم.. لكنه يبقى حالة خاصة بين النواطير...فهو ناطور و مهندس في آن واحد.... أي 2 في 1! (فل أبشن) :D
تحياتي للجميع:glasses: