PDA

View Full Version : الباب المفتوح 000000000000


الرميصاء
23-01-2003, 05:38 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على النبي الأمين وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس
من مغربها ))
هاهو مكبل بالذنب ، محاط بالخطيئة ، الذئاب
تحاصره ، فما بين شيطان مارد ، وما بين
شهوة ثائرة ، تراه حيران وقف في ممنتصف
الطريق ، يرى بابا واسعا كبيرأ مضيئا ، يناديه
: " قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تنقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا " ويرتد طرفه فيرى أبوابا لا حصر ولا عد
لها كلها مفتوحه تنادي ، الشيطان يناديه
استمع ، أعص الله ، لا تكن جبانا ، جرب ، وترى
باب الهوى يناديه ، ريح نفسك ، هذا شيء
رائع ، إنك بحاجة للترفيه والراحة ، فتجده
يقلب طرفه في باب أخر ضيق مظلم ضنكا
بشبهه تماما لكنه وجه بشع ، اراه حقيقة
نفسه ، إنها نفسه الأمارة بالسوء تناديه أي
هلم أي تقدم لا خوف عليك أنت قوي مازلت
شابا ، الله غفور رحيم ، إنها متعه 000000
تجده يقلب النظر بين تلك الأبواب المفزعه
وبين باب واسع لا يحيد يناديه بصوت حنون ، يرى
على جنباته كثير من الهالكين ، ولكنه يرى
هناك في أخره نورا ساطعا حتى يكاد يعمي
بصره لشدة قوته ، فتهفو نفسه لولوج هذا الباب
برغم أنه يرى مدى الصعاب ، وقد قاسى ألوان
العذاب ، وخاض أنواع المراد ، بلا خجل ولا حياء
من الله ، لكنه كان يبكي بالدم قبل الدموع يريد
أن يتوب ، يريد أن يعود ، يريد أن يثوب إلى رشده
، يريد تحطيم كل الأبواب ، كم كان معرضا ، بل كم
كان غافلا ، قد انساه الشيطان ذكر ربه ، قد اعمته
الشهوة عن التعاسة ، قد أعمته نفسه عن الحكمة
من وجوده ، تكالبوا عليه ليقضوا عليه ، فعاش تعيسا
ومضى كئيبا ، وصدره ضيق ، قال تعالى : " ومن
أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " وهل هناك
ضنك كمثل هذا الضنك إلا في الجحيم ن نعم كره
الحياة والناس ، لا يستطيع أن ينسى همومه إلا
بدخول أحد تلك الأبواب ، " فصدره ضيقا حرجا
كأنما يصعد في السماء " طوال الوقت في تنهيد ،
وتأفف ، وضجر ، كمن ركب الطائرة أو سافر بالبحر ،
تجد الآهات تخرج من صدر ضاق وكاد ينفجر 0000

تأمل رويدا حاله ، تذكر لحظة السعادة في المعصية
ولحظات الكدر والضيق والضنك بعدها ، يراها ترافقه
إينما حل وارتحل ، عندها شد العزم بقدم ثقيل ،
وبصوت عال سأدخل هذا الباب ولن يخرجني منه
مخرج سوى أعدائي هناك ، ولكني عائد دوما إليه
تائب دوما ، منيب دوما إليه ، فيلج الباب ويرى الضوء
فينشرح الصدر ، وتضيء الروح ، ويسهل الصعب ،
ويرى الشيطان على حقيقته ، ويشعر بتلك النفس
الأمارة ضعيفة مهانة ذليلة كسيرة خاضعة يسيرها
بقلب واسع ملأه نور اليقين بالله ، ويرى ذل الهوى ،
ويرى الهوان نهايته ، إنه باب مفتوح يريك كل شيء
على حقيقته ، فتعلم : (( الله غفور رحيم )) وهو
(( يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ))

أقبل إليه بصدق ولو شبر ستجده اقترب منك ذراعا
، حتى تصل إلى جنات النعيم 00000000000

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والإكثار
من الاستغفار باب من التوبة مفتوح لا يغلقه إلا لسانك
، ولا يذهبه إلا جنانك ، فقل واقبل مهما عصيت مهما
غويت مهما أذنبت أقبل 000000000000فمازال الباب مفتوح 0

الشروق
23-01-2003, 12:53 PM
بارك الله فيج يا الغالية...

وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ...:)

الرميصاء
23-01-2003, 04:02 PM
وفيك بارك أختي في الله الشروق وأشكر لك كثيرا متابعتك الواعية وقراءتك الطيبة نفعنا الله بما علمنا 0000000

F_Ashoor
24-01-2003, 06:48 AM
جزاك الله خير وبارك فيك


نسأل الله أن يمن على المسلمين بالتوبة النصوح

الرميصاء
24-01-2003, 12:46 PM
وجزاك وبارك فيك الأخ الفاضل ف- عاشور 0000000

العائدة
26-01-2003, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

غاليتي (( الرميصاء )) جزاك الله خير الجزاء ... اسأل الله ان يجعله في موازين حسناتك ان شاء الله ....

(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ،،وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ،،واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ،،أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ،،أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين)ا

التوبة تجديد دائم للحياة ، للتخلص من أوزار الماضي وتنقيه النفس ، وفتح لباب الأمل والرجاء أمام المخطئين ليتمكنوا من التخلص مما اقترفوه من إثم ومعصية .

وسمى التائب تائبا لرجوعه إلى أمر الله من نهيه والى طاعته من معصيته وبهذا استحق التائب ان يكون حبيب الله ، فان الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين وإنما يحب الله تعالى من فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه .

(( اللهم أجعلنا من التوابين والمتطهرين ))