سردال
24-03-2003, 09:55 AM
حوار ساخن سريع بيني وبين أمي (ساخن بموضوعه وليس في أسلوب الحوار بيني وبينها) يدفعني الآن لأقول:
(1)
فئة من الناس يقولون أو هذا لسان حالهم: نحن لا حول ولا قوة لنا، أمريكا ستفعل وتفعل، وكل ما تفعله أمريكا سيتحقق والأمة ستتفكك وتتدمر وتضعف ثم تضمحل وتختفي من على وجه الأرض، نحن ضعفاء لا قوة لنا، نحن لا وزن لنا، ثم يتحسرون على زمان العز الذي مضى، ولا يفعلون شيئاً، هؤلاء أخطر علينا من أعدائنا، لأنهم لا يؤمنون حقاً بوعد الله، فلن تقوم الساعة إلا وأمة الإسلام عادت كما كانت، وستعيش الدنيا في ظل عدل الإسلام، وهذا لا بد له من التضحيات الغالية.
(2)
الشهادة الجامعية، العمل الحكومي، ثنائية أبغضها بشدة، تقول لي أمي: إعمل من أجل المجتمع، فأنت متعلم، قلت: إذاً يجب أن أضحي، لا تهمني الشهادة الجامعية ولا أريد العمل الحكومي، تقول: لماذا؟ أقول: لأن العلم ليس بالشهادات، والرزق يكون بجهد وتعب الإنسان، قالت: لكن الناس لا ينظرون لك إلا من خلال شهادتك وعملك، قلت: أفكار تافهة تلك التي يؤمن بها الناس، إنني يا أمي سأستهلك من عمري سنوات طويلة حتى أحصل على الشهادة والعمل، وأنا أريد أن أعمل الآن، فهل يضمن لي الناس أنني سأعيش إلى أن أحصل على الشهادة الجامعية؟
(3)
العلم ليس بالشهادات، جملة نقولها ونخالفها في واقعنا، فالدكتور الذي زور شهادته والدكتور الذي حصل على شهادته بعد تعب الدراسة كلاهما سواء في نظر الناس، فكلاهما يحمل أمام اسمه حرف "دال"، والخبير الأجنبي ذي العيون الزرق يعطى الرواتب الكبيرة، بينما المواطن الذي يستطيع أن يقدم إنجازاً يفوق الخبير الأجنبي في الكثير من الأحيان يهمش ولا يهتم أحد به، والآن الناس أصلاً لا يهتمون بالعلم والثقافة بل بالمظهر والمكانة والثروة، فكرة القدم والغناء والهشك بشك مقدم في مجتمعاتنا على الندوات الثقافية والقراءة والعلم، فلماذا يتعب البعض من أجل شهادة في ظل مجتمع لا يؤمن بالعلم؟
(4)
إذا فكر الإنسان بفعل شيء ما خارج عن المألوف، فإنه سيواجه بعاصفة عاتية من المعارضة، عنوانها "ماذا سيقول الناس عنك؟!" وربما هذا الفعل الذي يخرج عن المألوف فيه خير كثير، لكن الناس ترفضه لمجرد أنه يخرج عن المألوف، دعوني أعيش كما أريد أنا، بأفكاري ونظرتي للحياة، فالناس لن يأتوا يوم القيامة ليعطوني من حسناتهم أو يحملوا عني بعض سيئاتي (وما أكثرها) الناس لن ينفعوني بكلامهم، ثم متى توقف الناس عن الكلام؟!!
ولكم في قصة جحا وابنه والحمار عبرة، فعندما ركبا عليه قال الناس: عذبوا الحمار، وإذا ركب جحا لوحده قال الناس: إنه يتعب ابنه، وإذا ركب الابن على الحمار قال الناس: هذا ابن عاق لأبيه، وإذا لم يركب أحد على الحمار قال الناس: يا لهم من أغبياء، لماذا لم يركبوا على الحمار؟ فما كان من جحا إلا أن حمل الحمار على ظهره لعل الناس يكفون عن الكلام!!
دعوني أجرب الحياة، دعوني أخطأ وأتعلم كم أريد، أرجوكم لا تؤذوني بكلامكم، شجعوني إن نجحت، وادعموني إن فشلت، لكن لا تفرضوا علي أفكاركم، وإلا فاتركوني.
ملاحظة:
كلام كتبته دون أي مراجعة، من القلب إلى المنتدى مباشرة.
(1)
فئة من الناس يقولون أو هذا لسان حالهم: نحن لا حول ولا قوة لنا، أمريكا ستفعل وتفعل، وكل ما تفعله أمريكا سيتحقق والأمة ستتفكك وتتدمر وتضعف ثم تضمحل وتختفي من على وجه الأرض، نحن ضعفاء لا قوة لنا، نحن لا وزن لنا، ثم يتحسرون على زمان العز الذي مضى، ولا يفعلون شيئاً، هؤلاء أخطر علينا من أعدائنا، لأنهم لا يؤمنون حقاً بوعد الله، فلن تقوم الساعة إلا وأمة الإسلام عادت كما كانت، وستعيش الدنيا في ظل عدل الإسلام، وهذا لا بد له من التضحيات الغالية.
(2)
الشهادة الجامعية، العمل الحكومي، ثنائية أبغضها بشدة، تقول لي أمي: إعمل من أجل المجتمع، فأنت متعلم، قلت: إذاً يجب أن أضحي، لا تهمني الشهادة الجامعية ولا أريد العمل الحكومي، تقول: لماذا؟ أقول: لأن العلم ليس بالشهادات، والرزق يكون بجهد وتعب الإنسان، قالت: لكن الناس لا ينظرون لك إلا من خلال شهادتك وعملك، قلت: أفكار تافهة تلك التي يؤمن بها الناس، إنني يا أمي سأستهلك من عمري سنوات طويلة حتى أحصل على الشهادة والعمل، وأنا أريد أن أعمل الآن، فهل يضمن لي الناس أنني سأعيش إلى أن أحصل على الشهادة الجامعية؟
(3)
العلم ليس بالشهادات، جملة نقولها ونخالفها في واقعنا، فالدكتور الذي زور شهادته والدكتور الذي حصل على شهادته بعد تعب الدراسة كلاهما سواء في نظر الناس، فكلاهما يحمل أمام اسمه حرف "دال"، والخبير الأجنبي ذي العيون الزرق يعطى الرواتب الكبيرة، بينما المواطن الذي يستطيع أن يقدم إنجازاً يفوق الخبير الأجنبي في الكثير من الأحيان يهمش ولا يهتم أحد به، والآن الناس أصلاً لا يهتمون بالعلم والثقافة بل بالمظهر والمكانة والثروة، فكرة القدم والغناء والهشك بشك مقدم في مجتمعاتنا على الندوات الثقافية والقراءة والعلم، فلماذا يتعب البعض من أجل شهادة في ظل مجتمع لا يؤمن بالعلم؟
(4)
إذا فكر الإنسان بفعل شيء ما خارج عن المألوف، فإنه سيواجه بعاصفة عاتية من المعارضة، عنوانها "ماذا سيقول الناس عنك؟!" وربما هذا الفعل الذي يخرج عن المألوف فيه خير كثير، لكن الناس ترفضه لمجرد أنه يخرج عن المألوف، دعوني أعيش كما أريد أنا، بأفكاري ونظرتي للحياة، فالناس لن يأتوا يوم القيامة ليعطوني من حسناتهم أو يحملوا عني بعض سيئاتي (وما أكثرها) الناس لن ينفعوني بكلامهم، ثم متى توقف الناس عن الكلام؟!!
ولكم في قصة جحا وابنه والحمار عبرة، فعندما ركبا عليه قال الناس: عذبوا الحمار، وإذا ركب جحا لوحده قال الناس: إنه يتعب ابنه، وإذا ركب الابن على الحمار قال الناس: هذا ابن عاق لأبيه، وإذا لم يركب أحد على الحمار قال الناس: يا لهم من أغبياء، لماذا لم يركبوا على الحمار؟ فما كان من جحا إلا أن حمل الحمار على ظهره لعل الناس يكفون عن الكلام!!
دعوني أجرب الحياة، دعوني أخطأ وأتعلم كم أريد، أرجوكم لا تؤذوني بكلامكم، شجعوني إن نجحت، وادعموني إن فشلت، لكن لا تفرضوا علي أفكاركم، وإلا فاتركوني.
ملاحظة:
كلام كتبته دون أي مراجعة، من القلب إلى المنتدى مباشرة.