PDA

View Full Version : بأي ذنب اغتصبت


المزوحي
20-04-2003, 05:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وردتني مكالمة من شخص لا اعرفه طالبا مني الحضور إلى مستشفى (.......) قسم العناية المركزة دون تقديم أية إيضاحات، ساورتني الشكوك أثناء توجهي للمستشفى فلا أنا اعرف من المتصل و لا اعرف مالحكاية، كنت طوال الطريق إلى المستشفى أفكر فيمن يرقد في العناية المركزة، استقبلني الشخص عند مدخل العناية المركزة، آثار الإعياء واضحة على ملامحه، عيناه متورمتان يبدو كأنه لم يذق طعم النوم منذ عدة أيام.

اصطحبني لزيارة ابنته (نورة) الراقدة في قسم العناية المركزة، طفلة لم تبلغ عامها السادس ترقد على السرير، الأنابيب و الأجهزة الطبية تمتد إلى أجزاء مختلفة من جسدها، رغم سوء حالتها ابتسمت ابتسامة المتفائل، ألقيت التحية عليها و اطمئنيت على حالها، سألت والدها سؤال هز قلبه و قلب الطفلة في آن واحد: خير إن شاء الله، من ماذا تشكي ابنتك؟، نظر لي و قال: سأروي لك ما حدث بالتفصيل خارج الغرفة.

استجمع قواه التي خارت في الأيام الأخيرة و فتح قلبه، بدأ يحكي ما حدث لإبنته، ابنته تدرس في إحدى روضات مدينة دبي، في ذلك اليوم المشئوم و بطريق الصدفة كانت تمشي سيدة في الفريج فسمعت أنات مكتومة في سكة قريبة، كان صوت جريح يستغيث، ينادي و يطلب المساعدة، توجهت السيدة إلى السكة فصعقت بمنظر ينفطر القلب له، شاهدت شخص يعتدي على طفلة صغيرة، منظر كفيل بجعلك تبكي لايام طويلة، المجرم فر بمجرد رؤيتها، كانت الصدمة اكبر على السيدة عندما رأت الدماء تنزف من أماكن متفرقة من جسد الطفلة، لم تكن غريبة عنها، و لم تكن المرة الأولى التي تشاهد فيها هذه الطفلة، تعرفها تمام المعرفة لما لا فهي إبنة شقيقها التي من لحمها و دمها.

نقلت الطفلة فورا إلى المستشفى حيث أجريت لها عمليتان جراحيتان لإيقاف النزيف الداخلي، و يتوقع أن يتم إجراء جراحة تجميلية لها في غضون أيام، الطفلة تعاني من نوبات هستيرية تبكي خلالها و تصرخ، تشرح تفاصيل الجريمة التي لم تفكر بها يوما، عقلها الصغير غير قادر على تخيلها و تصورها، لكنها عانت منها و أصبحت ضحية لحيوان اعتدى عليها بأبشع نوع من الاعتداء، اعتداء حيواني خسيس قذر، بل من الظلم أن نقول حيواني فالحيوان لا يقتل للتسلية، و الحيوان لا يعتدي جنسيا على حيوان آخر.

تم إبلاغ الشرطة التي باشرت التحقيق في الموضوع، اتضح ان المجرم قد اقدم على التحرش ببعض الفتيات من قبل، و إلى ساعة كتابة هذه السطور لم يتم إلقاء القبض على المجرم القذر الذي سرت إشاعات بأنه غادر البلاد بجواز سفر مزور.

و بعد أن أنهى الأب المكلوم رواية ما حدث، طلب نقل الصورة من خلال صفحات المجلة، طلب أن يعرف الناس حجم المشاكل التي نعاني منها، أراد محاسبة جميع المقصرين، و جميع من ساهموا بحدوث هذه الجريمة بطريقة غير مباشرة.

الأب يلوم نفسه على ما حدث لها و يحس بالتقصير و تأنيب الضمير، الأب يتساءل من المسئول الحقيقي عن هذه الجريمة البشعة، هل تكون إدارة المدرسة مسئولة ما حدث مشاركة مع مؤسسة الإمارات للمواصلات لعدم وجود مشرفات في الباصات والتأكد من وصول الأطفال إلى بيوتهم؟، هل تتحمل البلدية المسؤولية كونها لم تقم بالتدقيق على العزاب الذين يسكنون في الأحياء السكنية الممنوعين من السكن فيها؟، أم أن المسؤولية تقع على عاتق معدومي الضمائر الذين قاموا بتأجير منازلهم و غرفهم لمجرمين عزاب؟.

الجريمة البشعة ألقت بضلالها في الفريج، و تركت أثرا سلبيا في نفوس الشباب الذين اخذوا يهاجمون معظم الآسيويين في الفريج، اقتحموا عددا من المنازل للبحث عن المجرم فيها، شاهدوا مناظر كريهة مقيتة تحدث في هذه المنازل، صور و أشرطة جنسية، ممارسات لا أخلاقية يشارك فيها السكان، وللأسف لا يوجد من يهتم و يبالي و يراقب و يحاسب.

كل من قصر في أداء واجبه مذنب، القسم المختص بالرقابة على سكن العزاب في البلدية مذنب، إدارة المدرسة و مؤسسة المواصلات مذنبة، كل من لم يتحرك لتصحيح أوضاع التركيبة السكانية مذنب، وحتى نحن مذنبون لأننا دائما نعتمد على الآخرين في حل المشاكل و لا نقوم بحلها و التصدي لها.

هذه ليست الجريمة الأولى، و لن تكون الأخيرة طبعا في وطن صار فيه المواطنون أقلية، و الآسيويون أكثرية، و إذا لم توجد الحلول، و توضع الإجراءات القوانين الرادعة فمن يدري كيف سيكون حالنا بعد سنوات.

زهرة الكركديه
20-04-2003, 10:25 AM
لن نجد لمثل هذه " القذارات التى تحدث وستحدث " لا حلا ولا حلولا..
مادامت بلادنا تكثر من استحضار هذه العمالة الأجنبية.. وكل مواطن يحرص على ان يكفل له نفر أو نفرين منهم.... هذا اذا اغفلنا جانب المتسللين إلى بلادنا وتركنا إحصاءهم جانبا.

اذا لا حل..!