View Full Version : ( قبـــــور تمشــي فــــوق الأرض ...!! )
بو عبدالرحمن
08-05-2003, 09:04 AM
أصبحت امتنا الإسلامية الكبيرة في وضع يُرثى له ........
وضعها يثير الشفقة إلى حد البكاء ، هي اليوم أشبه ما تكون :
بالطائر الذي بلله الماء في ليلة شاتيه ، فهو ينتفض من شدة البرد .!
بل امتنا أسوأ حالا بكثير من هذا الطائر المسكين ،
توشك أمتنا أن تموت على عيون الدنيا والكل يرميها بعيون حادة ولا يقدم لها يد العون ..
حتى أبناؤها الذين هم من صلبها ورضعوا من اثدائها، يتطلعون في شبه ذهول ..
ويواصل كثيرون فينا العزف والرقص والغناء بكل سماجة وبلاهة !!!.
دموعنا تسح بغزارة ، وسكاكين الأعداء تعمل بشراسة في رقاب المسلمين..
ونحن لا نكاد نئن ، بل أكثرنا يتابع المشاهد التي تهتز لها السماء وهو يتناول طعام العشاء !!
والسر في هذه البلادة : ان جرعة التخدير كانت من القوه بمكان ..!
طريقنا أمسى مفروشا بأطنان من الأشواك الحديدية المبثوثة تحت أرجلنا
مبثوثة في كل شبر من الأرض .. وهي أشواك مسمومة ، ملونه بألوان الطيف .
قد تنجو من بعضها ، لكنك قد لا تنجو من البعض الآخر ...
..ثم إن قطاع الطرق لن يدعوك تمضي في سلام..
لقد انتشروا في كل زاوية ، ويتربصون بك عند كل منعطف ..
وشرعوا يشحذون سيوفهم الغادرة في الظلام ،
ينتظرون وقع خطانا ليهتبلوا فرصة غفلتنا فيهجموا في شراسة وعنف ..
وهم في الأصل _ كما أخبرنا ربنا _ لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمه .
والمطلوب .. والمطلوب من هذه الأمة _ كما يُراد لها _ :
أن تواصل السير قدما في ذل إذا أرادت الحياة ، مع أن الموت ينتظرها في الطريق ..!!
والأصل في مثل هذه الحالة : أن بطن الأرض خير من ظهرها ..!
حال مبك مضحك في آن ..!! يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ !
ومع هذا فكل فرد منا غارق حتى أذنيه في هموم صغيره هزيلة
لكنها كثيرة ومتنوعة ومتراكمة أكثر من الرز ...!
بل أكثر من حبات رمل الشاطئ !
غير أنها لا تتعدى في الغالب هموم ( البطن وما دون ) .........!!
النيران المتأججة تحرق كل شئ حولنا ، ونحن كأننا لا سمع ولا بصر ... !
أو كأن هذه النيران العاصفة لا تعنينا في شيء .. كأنها في القمر لا في بيوتنا..!!
ومن ثم ترانا ما زلنا نواصل العزف والرقص والغناء في منتهى البلادة والبلاهة ...... !
أترانا أموات من حيث لا ندري ؟؟
هل بقي فينا من عنصر الإنسانية الكريمة شيء بعد ؟!!
إن الحيوانات وهي حيوانات غير عاقلة ، ليفزعها اللهيب فتفر من مواطن الخطر
إلى مواطن الأمن ، وتتحفز بقرونها كلما أحست بالهلاك ...!!
أما نحن في هذا العصر .. أما نحن ..... !!
أما نحن فلنا الله لم يعد كثيرون فينا حتى مثل الحيوانات في تفاعلها مع الظروف حولها ...!!
مع إننا كنا خير أمة أخرجت للناس ..!!
أمة كانت تعلم الدنيا أفانين الحياة وآدابها ..
كذلك كان آباؤنا الذين لم يتحصلوا على شهادات عالية من المعاهد والجامعات !!!!!!
لكنهم كانوا رجالا دوخوا الدنيا ، وقادوا الأمم ..
أما نحن فشهاداتنا تزين مجالسنا !!!
ونتباهى بها كما تتباهى فتاة بفستان عرسها المعلق في دولابها .. !!
ورثنا المجد عن آباء صدق *** أسأنا في جوارهم الصنيعا
بكاء نسائنا في العالم الإسلامي وعويلهن حرك حتى الجماد ،
وأنين صغارنا يفتت القلوب المتحجرة ، ناهيك عن القلوب الحية ...!!
ومن ثم لم يبق إلا أن نوقن انه لم تعد لنا قلوب أصلا ..!!
لقد غدونا قبورا تمشي فوق قبور ... والقبور تنتظرنا اليوم أو غداً ..!!
يبدو أنه : لم يبق إلا أن نقيم المآتم علينا ، ونتلقى العزاء في أنفسنا ..!!
الذئاب العاوية الجائعة في كل مكان ، تنهش لحوم أبنائنا و بناتنا ،
ونحن نتابع المشهد الدامي ( وقد ) نتأثر قليلا ريثما ينتهي المشهد فحسب
لنعاود الهز والرقص من جديد ..!! ونمصمص الشفاه ونحن نتابع حسناوات الفضائيات ..!!
صغارنا يتساقطون بين أيدينا بالجملة ، ويتكومون في الطرقات ..
كأنهم عظام نخره جمعها كناس ، وتمر الريح بهم لتصفر في خوائهم صفيرها المزعج ،
والجحافل المغولية ما تزال تزحف زحفها المجنون ،
لتسحق كل الرؤوس التي تسجد لله عز وجل ..
وجماهير كثيره في أمتنا ما تزال تتلهى بالسفا سف ،
وتنشغل في ليلها ونهارها بالتفاهات ، والقيل والقال ، والمجون ..
من يدري ؟ لعل هؤلاء يظنون أنهم سينجون بهذه السفاهة في دنياهم قبل أخراهم ..؟!
هيهات هيهات ........ !!
يراد لأمتنا أن تحيا حياة الديدان الحقيرة ..وأكثرنا استمرأ المهانة وخاض فيها حتى الركب..!
عقولنا امتلأت بالغثاء ، وبطوننا اكتظت بالشهوات المحرمة ،
ونفوسنا لا تهوى إلا ما يتساقط من الموائد القذرة في هوليود وأمثالها.. !
والسر : أن قلوبنا أترعت بالهموم المتواصلة في أشياء هذه الدنيا القريبة
– وليتها كانت أشياء نافعه ومثمره حقا –
وفي ذات اللحظة نسيت جماهير أمتنا الآخرة .. وما أدراك ما الآخرة ؟؟
الآخرة التي هي موعد الصدق الذي لا مفر منه ..
فلما نسيت هذا الموعد ، أصبحت غثاء فعاقبها الله بالذل والمهانة والخزي ..
ويتعجب أناس بعد ذلك .. إذا نزلت بالأمة المصائب تترى :
يتعجبون فيتساءلون في دهشة وبلاهة مقززة :
كيف يحدث لنا ذلك ونحن مسلمون ؟! كيف ؟ لماذا لا ينصرنا الله !؟
وهذا جهل مركب .. أو هو استهبال ، وسذاجة تبلغ مستقر العظم ..!
ألسنا نقرأ ، أو نستمع للقرآن كل يوم .. !؟
فهل بحثنا عن إجابة لأسئلتنا التي تحيرنا في طيات كلام ربنا الجليل ..
هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
إن جواب السؤال واضح وضوح الشمس في كبد السماء :
(.. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) >>
نعم بما كسبت أيدينا مع سبق الإصرار والترصد ..!!
وقال تعالى : ( .. إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ..
ونحن لم ننصر الله في ذوات أنفسنا .. لا زلنا في ( أسر ) الشهوات مكبلين أذلاء !!
فشيء طبيعي أن لا ننتظر نصر الله ، حتى نحرر أنفسنا ابتداء من ( الأسر ) !!
وقال تعالى :
(..وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
.. نعم .. نسينا الله .. وهو المحسن إلينا ، المنعم علينا .. القريب منا !!!
ولأن الجزاء من جنس العمل ..
نسيناه ، فنسينا أن نعمل من أجل كرامة أنفسنا !! فهان علينا أن نتمرغ في الذل !!
وقال تعالى
(.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ..
( زاغوا ) ..!! يا لهذه الكلمة التي تصور حالنا كله في خمسة أحرف فقط !!
زاغوا ، وقد كانوا على الطريق الموصل لهم إلى كل خير !!!
وقال تعالى :
(.. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ؟؟
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..!!
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ..
يا لها من آية ، يرتعش لها ومعها القلب الحي !!
وقال تعالى :
(.. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ..
فهذا الذي نذوقه ليس سوى العذاب ( الأدنى ) ...!!! فكيف بالعذاب الأكبر !!
يا لطيف ..!
والآيات كثيرة جداً لمن أراد حقا أن يبحث عن إجابات شافية ..........
ومع هذا كله ، ورغم هذا كله ، غير أننا موقنون تمام اليقين :
أن هذه الأمة على موعد مع النصر ..
لسبب بسيط للغاية : أن الله وعد هذه الأمة بالنصر ..
وما دام قد وعد .. فسيفي لها بما وعد ..
ولكن سنة الله ماضية .. وحتى تعرف سنة الله تأمل هذه الآية الكريمة جيداً :
(... وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ..
أن تتولوا أنتم ... فسوف يأتي الله بقوم غيركم ، ثم لا يكونون مثلكم !!
وعلى أيدي أولئك سيولد النصر ، ويبزغ فجر الأمة وتشرق شمسها ويطلع نجمها ..
(... وَيَقُولُونَ : مَتَى هُوَ ؟؟ .. قُلْ: عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) وكل آتٍ فهو قريب
ويبقى أن نقول _ لفريق من الناس _ في ثقة :
)... إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) ..!!
والله مولانا ولا مولى لكم ..هو حسبنا ونعم الوكيل ..
حياك الله شيخي وبياك
فيموضوعك هذا أود الدردشه معك رغبه في أخذ نصحك.
أخي كتبت طويلا ولكنك لم تكتب لنا الحل العملي للقضيه بيكينا ولو تقل لنا كيف نمسح دموعنا. لماذا ياتري مازالت الخطب القديمه هي مانقرأه ونسمعه؟
في إنتظار ردك أخي الحبيب
حرف
بو عبدالرحمن
09-05-2003, 05:14 AM
_
أخي الحبيب / حرف
......... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين
كم يسعدني أن أراك متابعا لأخيك .. تلقتط فوائده ، ولا تسكت عن زلله ..
ولا يحملك عدم السكوت على انتهاز الفرصة لإساءة الأدب ..
بل تبقى متحليا بكامل الأدب حتى وأنت تعترض !!
فلله درك ...
ثانيا .. أقول وارجو أن يتسع صدرك العامر بفيض الإيمان لما سيقوله أخوك الأصغر ( ربما سنا ) أما مقاما فلا شك أنه اصغر ..رغم أنفه :)
سبحان الله ..
لو غيرك قال هذا ؟!
لو سواك ابدى هذا التساؤل ؟؟
أما أنت فقد كنت أحسبك ممن يقرأ ( الكلمة ) ويعرف على الفور ما تخفي وراءها !!
ويمر ( بالعبارة ) ويدرك غور ما فيها ..
ويسمع إلى ( الخطبة ) فيفهم منها أكثر وابعد وأعمق مما يفهمه الآخرون !!
بل كنت أعدك مما يقرأ ( الكلمة) ويمر ( بالعبارة ) ويسمع ( الخطبة ) وليس فيها سوى ما هو ظاهرها ،
لكنه يذهب إلى أبعد مما أراد قائلها ...فيستخرج فوائدها ..
ويعرض ما فيها من بدائع واسرار ولطائف ، وأن صاحبها اراد بها كذا وكذا
ولعل صاحبها لم يخطر بباله شيئ من ذلك !!
وهذا وهذا حين تكون ( الكلمة ) لا توحي بأن وراءها شيئاً اصلا !!
ولا في ( االعبارة ) غير ما يظهر منها ، مجرد خاطرة فحسب ..!!
ولا في ( الخطبة ) ما يشير أنها قد تعطي أكثر من كونها صف كلمات أو مجموعة مواعظ !!!
فما بالك إذن حين تكون ( الكلمة ) واضحة المعنى .. و( العبارة ) بينة المقصد ..
و( الخطبة ) يتجلى فيها أهدافها راي العين ..!؟
وعلى كل حال ..
مع هذا كله .. فإني أحسبك ممن ينطبق عليه ما جاء في الحديث الشريف
( فعجبنا له .. يسأله ويصدقه ) :)
لأني على ثقة تامة أنك قد وقفت على ما أريد أن أدفع القارئ إليه وأحثه عليه ..
ولكنك ببراعة اسلوبك تريد أن تسوق السؤال بلسانك عن غيرك
على اعتبار أن هناك من قد يلتبس عليه الأمر ...
فيثور في ذهنه السؤال ولكنه يتحرج أن يسأل ..
فتطوعت أنت بالنيابة عنه لتسأل مع أنك أعرف بالإجابة :)
ولهذا لا باس سأجاريك في هذا وأجيب عن سؤالك الذكي
اقول لك : ما معنى سردي لكل هذه الايات.. وتعليقي عليها ؟؟
(.. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) >>
نعم بما كسبت أيدينا مع سبق الإصرار والترصد ..!!
وقال تعالى : ( .. إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ..
ونحن لم ننصر الله في ذوات أنفسنا .. لا زلنا في ( أسر ) الشهوات مكبلين أذلاء !!
وقال تعالى :
(..وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
.. نعم .. نسينا الله .. وهو المحسن إلينا ، المنعم علينا .. القريب منا !!!
(.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ..
زاغوا ، وقد كانوا على الطريق الموصل لهم إلى كل خير !!!
وقال تعالى :
(.. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ؟؟
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..!!
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ..
يا لها من آية ، يرتعش لها ومعها القلب الحي !!
وقال تعالى :
(.. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ..
فهذا الذي نذوقه ليس سوى العذاب ( الأدنى ) ...!!! فكيف بالعذاب الأكبر !!
يا لطيف ..!
والآيات كثيرة جداً لمن أراد حقا أن يبحث عن إجابات شافية ..........
بل .. ماذا تفهم من قولي بكل صراحة ووضوح :
فهل بحثنا عن إجابة لأسئلتنا التي تحيرنا في طيات كلام ربنا الجليل ..
هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
أليس في هذا وهذا ( دعوة صريحة واضحة جلية أن ):
نقطة البداية الصحيحة للخروج من المأزق الذي نعيشه هو :
العودة الصادقة الحميمة . والإقبال بهمة على كتاب الله تعالى
ألم يقلها رسول الله بكل وضوح
حين تحدث عن الفتن المتلاطمة التي تدع الحليم حيران
( وأحسبه صلى الله عليه وسلم كان يصف فتن هذا الزمان )
حين سئل ما المخرج منها يا رسول الله ؟
قال : كتاب الله .. عليكم بكتاب الله ..._ أو كما قال _
ولم يضع خطة خمسية ولا عشرية :)
ولم يطولها وهي قصيرة ..
ولم يتفلسف كثيرا ، ولكنه اختصر الطريق في كلمات ..
عليكم بكتاب الله ..
وهذا بالضبط ما هدفت إليه .. وما أردت أن اسوق القارئ إليه
أن يقبل على كتاب الله سبحانه .. اقبال المحب ، أو اقبال الجندي في الثكنة !!
للأسف الشديد أخي الكريم أنك تجد كثير ممن ( ينظرون ) وتحدثون طويلا عن ( الحلول )
تجد اقبالهم على كتاب الله ضعيفا للغاية !!!!!
وهذا بعكس السنة النبوية تماما ..
لايتحدث عن الحلول إلا إنسان ( انصهر ) مع كتاب الله حتى (( توهج )) قلبه
عندها سيخرج كلامه من مشرقا مقبولا مؤثرا ..
فقد قالوا وصدقوا :
كل كلام يخرج وعليه كسوة القلب الذي منه خرج
بمعنى : حين يكون القلب منورا يكون الكلام منورا ..
ولا تنوير للقلب إلا بالإقبال الشديد على كتاب الله .. قراءة وتدبرا ودراسة ومدارسة وتفهما وعملا ..
ما لم نقبل على كتاب الله فسنتعب كثيرا .. ونبقى في المتاهة لزمن أطول ..
وكل الحلول الأخرى .. قناعاتي أنها تكون تفريعاً لهذا الأصل ..!
أحسب بهذا أنني أجبت صاحبك الذي جاء سؤالك بلسانه :)
ولك مني أعطر تحية ، ,اجمل سلام ، وأخلص دعاء
ولا تنسني ايها الطيب الفاضل من دعائك الكريم المبارك
حياك الله أخي الحبيب وحيا الله سعت صدرك لتلميذك الذي أتاك طلبا لسؤال.
أخي الحبيب يعلم الله أني أتعلم منك فأنت قد أعطاك الله ما أفقده أنا من علم شرعي وفقه في دينه لذلك أخي أقدر لك ردك علي وتفهمك لي وشكرا لك.
وتأكد اني متابع لماتكتب وما أنا إلا شخص عادي يفهم من الكلمه ضاهرها لقلة فهمه. وتأكد بان أي موضوع أجد في نفسي سؤال سوف أكتبه اخي الحبيب.
أخي حتي أزيل كل مابصدري من إستفهامات أود أن أكتب:
أخي هل كل الصحابه كانو يقرؤون وعلي علم بكتاب الله؟
فكما أعلم أخي بأن هناك هناك من الصحابه من شغل بالجهاد فلم يذكر عنهم أنهم كانو وعاض أو قراء لكاتب الله أو حتي ممن يحفظ من القرأن الشيء الكثير وعلي ما أعتقد وأترك تعليمي لك اخي مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهم من المجاهدين الذين أسلمو بعد الهجره ولم تلتلمذو علي يد رسول الله بل كانومنذ إسلامهم يخرجون للغزوات ولم ينكر عليهم رسول الله ولم يجلسهم عن الجهاد وعن المشوره قلة دراستهم لكتاب الله.
وكلنا كان يعرف عن عمرو بن العاص رضي الله عنه وشدة ذكاءه.
أخي الحبيب كذلك.
هل أخي تريد من الأمه أن ترجع الي كتاب الله ثم بعد ذلك تبدأ في محاربة اعداء الله.
إن كانت الإجابه بنعم فهيهات هيهات لأن من ضمن أمة الإسلام المؤمن فقط والمسلم والموحد وطبقات من الإسلام وليس طبقه واحد وعدم قرات الناس لكتاب الله كل يوم لايعد سبب رئيسي لما وصلت إليه الأمه من منزلق. ثم إن نهضت الأمه ومحاربت الكفر ليس بالضروره العوده لكتاب الله فقد نزلت الأمه وحوربت من قبل المغول والتتار والصليبيين وغيرهم وكان سبب خلاصها هو تيسر الله لثبات عالم ووجود حاكم أو قائد مخلص.
جزاك الله خير وتأكد باني أكتب عن صفاء قلب حب في معرفة الشرع في ذلك
جزاك الله خير
حرف
بو عبدالرحمن
11-05-2003, 09:39 AM
معذرة .. ظهر الرد مرتين ..
بو عبدالرحمن
11-05-2003, 09:40 AM
أخي الحبيب / حرف
حيا الله أصحاب القلوب الطيبة الباحثة عن الحق اينما كان ..
لا تؤاخذني على تأخري عن الرد عليك .. فقد قيل إذا عرف السبب بطل العجب .!
ابتداء .. اسأل الله أن ينير قلبك ودربك وقبرك ..
وأن يرزقك علما وفهما وحسن تأتي للأمور ..
.وأن يلهمك رشدك ، وان يجعلك مباركا أينما كنت ..
أخي الكريم ...
أولا .. أنا ممن لا يرى المناقشة العلنية .. وقناعتي أنها ( في الغالب ):
لا تؤتي ثمارها المرجوة منها ، وأن من الخير في أي مناقشة لأية قضية
أن تكون بين اثنين لا ثالث معهما إلا الله ..
ومثل هذه المناقشة تكون نهاياتها في غاية الروعة ..
ربما جاءت هذه القناعة بعد تجربة ، ومشاهدة ، ومتابعة وقراءات كثيرة ...
ثم ألهمني الله سبحانه أن تستوقفني آية في كتابه الكريم ، وظللت مشدودا معها ،
وفرحت بها فرحا شديدا ، كأنما عثرت على كنز .. لكن يبقى أن استوثق من فهمي لهذه الآية ..
فتابعت في أكثر من تفسير ، فتألق الشيخ الجليل الشعراوي رحمه الله
وجاء فيها ما جعلني ألهج بحمد الله كثيرا أن قرر مؤكدا ما فهمته منها .. وما كنت على قناعة مسبقة به ..
والآية الكريمة هي قوله تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا :
مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) ..
وخلاصة ما تضمنته الآية :
أن خير طريقة وأفضلها لمناقشة قضية ما أحد وسيلتين :
إما أن تدفع بالطرف الآخر إلى أن ينفرد بنفسه ويدير تلك القضية في صفاء في ذهنه
ويتفكر فيها _ يمكن أن تضع بين يديه كتابا مثلا .. _ المهم أن يخلو بربه
ويشرع في اعادة التفكير الجاد في القضية مستعيناً بالله أن يلهمه رشده ، ويلح عليه بالدعاء ..
والوسيلة الثانية : أن يلتقي اثنان على انفراد ثالثهما الله جل جلاله .. ويتجاذبان أطراف الحديث ، ويتناقشان ، ويستعينان بالله أن يقذف بالحق في قلبيهما ..
في مثل هذه الحالة سيتأكد الطرف الآخر ، أنك لا تبغي طلب الغلبة لنفسك ،
ولا يعنيك أن يصفق لك الآخرون ، أو يعجبون بطريقة طرحك ، وقوة حجتك ونحو هذا ..
وسيتضح له جليا أنك لا تطلب غير الحق ، وحين تشعر أنه نجح في اقناعك
فلن تستنكف من قبول الحق لأن الحق غلبك وليس الشخص الذي يعرضه !!!
ولن تأخذ أي طرف العزة بالإثم ، لأنه غالبا ما يحدث في المناقشات العلنية هذا ،
حيث يتمحل الطرف الآخر الأعذار لنفسه ويشقق الكلام ، ويفلسف الأمور ،
حتى لا يظهر بغير الصورة التي لا يحب ..!!! وهذه مصيبة ..
المهم ..
أقول : رغم أن قناعتي أني لا أحب الدخول في حوار عام ، ليس عجزا عن الحجة ،
كلا والله ، ولكن لما اسلفت .. وتطبيقا لهذه القناعة هممت أن أكتب لك على البريد بكل ما أرغب قوله ..
ولكن قررت بعد ذلك أن أخالف هذه القاعدة هذه المرة فحسب ..!!
وقبل أن أنتقل للنقطة الثانية ..
أحب أن اشكرك شكرا جزيلا أن أتحت لي الحديث عن هذه القضية
التي فكرت مرارا أن اكتب فيها في المنتدى لكني رأيت أنه يصعب عليّ أن أتحدث عن نفسي ..!!
فجاءت هذه المناسبة لأوضح هذه النقطة لعلي أشجع كثيرين على ترك الجدال والمراء والمناقشات العلنية ،
لأن من ثمراتها السلبية أيضا أنها قد تكون سببا في التشويش على أناس آخرين غير مقصودين بالكلام أصلا ،
ولكنهم يتابعون ، فنتحمل وزرهم ، ويكفينا أوزارنا يا سيدي !!!
ثالثا : ..
كنت قد أعددت رداً طويلا مستفيضاً فيه حشد من الشواهد والوقائع ..
ثم طويت ذلك كله لأعرض الموضوع في شكل نقاط موجزة مكثفة .. فإن لم تقتنع بها فلا أراك ستقتنع بشيء اصلا حتى لو ظللت أحاورك شهرا بطوله !!
والسر في هذا أن ذهنك في هذه الحالة تكون قد استقرت فيه قناعة لا تتزحزح
ولا تتأثر إلا بما يوافقها ويجري مجراها فحسب ..
رابعا ..
رأيتك من خلال ردك هذا :
تقرأ قراءة انتقائية !!!!!! تأخذ ما تشاء من كلامي وتترك ما لا يوافق هواك !!!
وليس هذا شأن طالب العلم الحريص على الوصول إلى الحق ، حتى لو كرهت نفسه !!
قد تسألني : كيف ذلك ؟ .. وأجيبك :
ما لي أراك أعرضت عن كلامي حول الحديث الشريف حول الفتن التي كقطع الليل المظلم ،
والتي سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المخرج منها .. فلم يزد على أن قال : عليكم بكتاب الله .. !!!!!!!!!!!
وهذا الحديث بالذات اصل أصيل في القضية التي نتحاور فيها وحولها ..
لم يزد رسول الله على أن دلهم على كتاب الله .. اقبالا عليه ودراسة له ..
واسوق إليك الحديث بنصه كما وجدته :
عن حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن بن أخي الحارث عن الحارث قال :
دخلت المسجد فإذا أناس يخوضون في أحاديث فدخلت ، فقلت :الا ترى ان أناسا يخوضون في الأحاديث في المسجد.
فقال قد فعلوها قلت نعم قال أما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ستكون فتن.. قلت وما المخرج منها ؟؟
قال : كتاب الله كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ، من تركه من جبار قصمه الله.، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ،
فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه لم ينته الجن إذ سمعته ان قالوا : قرآنا عجبا .. من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى..) ..
والذي يعنيني هنا هو قوله :
أما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون فتن قلت وما المخرج منها قال كتاب الله كتاب الله.... الخ
ذكر الفتن .. وأنه لا سبيل للمخرج منها سوى الإقبال على كتاب الله بكل همة ..
خامساً :
للأسف الشديد أخي الكريم ، أن تصورك عن القرآن خاطئ ..
فإني أحسبك تتتعامل مع القرآن على أنه كتاب( للبركة ) فحسب .. أو ( لزيادة الحسات ) فقط !!!!!!
ولذا أراك تقرر أن الذين يدعون الأمة إلى الإقبال على كتاب الله ..
إنما يدعونهم إلى الانعزال عن الناس ، والعيش في بيوتهم أو مساجدهم ويدعون الحياة لغيرهم !!
أليس هذا كلامك في الإسلامية فاقرأه هنا .. تقول :
( .. .. أيضا عباره أخري أري بعض الأخوه يروجون لها.
وهي العوده الي كتاب الله وسنة نبيه.
عباره مطاطيه منومه متبعها يعيش في غرفه صوفيه مقفلة الأبواب.... ) الخ
وقد عجبت لك وأنا اقرأ ذلك الكلام أن يكون صدر من رجل مثلك ..
المهم ..
أن هذا سوء ظن بمن يدعون الأمة للعود إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم ..
وسوء الظن من كبائر الذنوب ، لأنه مرض قلبي في الصميم ،
وقد ينسف على الإنسان حسناته وهو يضحك !!! لأنه يحسب أنه يحسن صنعا ..!!
وإني انتهزها فرصة لأدعوك لتخلو بنفسك شهرا أو شهرين ( فقط ) تكثر فيها من النوافل ، وقراءة القرآن والإلحاح في الدعاء ، والاعتكاف والصيام ..
لعل ثمرة هذه الخلوة أن تجد اشراقة واضحة تصحح معها بعض المفاهيم لديك .
وهذه دعوة اقولها لك لأني جربتها ، فقد كنت أسير في ذات الاتجاه الذي تسير فيه أنت الآن ..
ولكن الله رحمني برحمة من عنده ، واتضح لي جليا كم كنت واهما في اثناء تلك ( الاندفاعة )
التي كنت أحسبها هي الحق وما عداها أبطل الباطل !!!
المهم ..
أن تصورك هذا عن الذين ينادون الأمة للعودة إلى كتاب الله ، أوقعك في سلسلة من الأخطاء ..
ولو أنك اقتنعت تمام الاقتناع أن القرآن ( كتاب تربية ) أقول وأعيد ,اكرر لأقرر :
( كتاب تربية ) في المقام الأول .. لو اقتنعت بهذا لتغيرت نظرتك مائة وثمانين درجة ..!!
إن الأصل الأصيل :
أن من أقبل على القرآن ( بهمة ) لابد .. وأعيد لأقرر ( لابد ) أن تتسلل إلى قلبه شوارق أنوار القرآن شيئا فشيئا حتى يستنير قلبه
فيتربى من خلال هذه الأنوار التي تزداد توهجا مع الأيام ..
فحين تعلق ( معاني ) الايات _ من كثرة اقباله عليها صباح مساء ..
حين تعلق في قلبه تستقر في عقله الباطن ، فإذا استقرت فلا بد أن تملي عليه سلوكا فيما بعد ..
أقول : هذا هو الأصل .. ولكل قاعدة شذوذ ...
سادسا ..
ومن دلائل أنك تقرأ قراءة انتقائية .. أنني اشرت بل أخذت أؤكد لك
أن ( نقطة الانطلاق ) لأي إنسان هي الإقبال على كتاب الله ..
فإذا بك تغفل عن هذه النقطة .. وتتحدث عن خالد وعمرو رضي الله عنهما ..
أما كان من الأجدر بك أن تحدثني بشيء من التفصيل عن :
( سياسة ) رسول الله التربوية خلال ( ثلاث عشرة سنة ) في مكة ..!! أعيد واكرر لأقرر .. خلال ثلاث عشرة سنة .. وليس ثلاثة عشر يوما أو أسبوعاً !!!!!!!
على أي شيء كان يربي رسول الله ذلك الجيل القرآني الفريد خلال تلك المدة كلها !؟؟؟؟؟؟
وشيء آخر ..:
في دار الأرقم .. ماذا كان يشغل رسول الله اصحابه وهو يربيهم على عينه !؟؟
لقد منعهم عن التعلق بأي شيء .. حتى أنه منعهم من كتابة أحاديثه الشريفة مع أنه لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ...
على أي شيء يدل ذلك ..
وهنا وقفة .. لابد منها ..
لقد منعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الانشغال بأي شيء غير القرآن ...
واسألك ( كما اسأل نفسي ) هل اتبعنا هذه السياسة ولو لسنة واحدة فقط ناهيك عن ثلاث عشرة سنة !!؟؟
بحيث لا نقرأ ولا نتابع شيئا يلهينا عن القرآن !؟ سنة واحدة فقط !!!!!!
إننا مشغولون حتى العظم بأشياء كثيرة جدا جدا عن القرآن .. وجعلنا ( فضلة أوقاتنا للقرآن ) ثم نزعم أننا نريد أن نخرج هذه الأمة من مأزقها !!؟؟ يا راااااااجل !!!؟
وشيء ثالث يؤكد النقطة السابقة :
أنه لم يكتف بذلك .. بل أخذ يصلي بهم قيام الليل _ قيام طووووووويل _ حتى ((تورمت )) اقدامهم ..لمدة سنة كاملة بشكل يومي !!!
هل أسألك واسأل نفسي أيضا عن هذه النقطة .. !!!
وشيء آخر يعزز نفس النقطة :
يروى أن رسول الله صلى الله عليه رأى في يد عمر رضي الله عنه ورقة يقرأ فيها ،
فسأله عنها ، فأخبره أنها ورقة من التوراة .. وأنه يقرأ فيها (( ليرقق ) بها قلبه .......
لاحظ النية الرائعة لعمر .. (( يرقق ) بها قلبه .. لأن القلب الرقيق قريب من الله !!!!!!!
ولكن ماذا كان رد رسول اله صلى الله عليه وسلم .. لقد غضب ، وانتزع الورقة من يد عمر وكورها وعاتب عمر ، وأخبره لو أن موسى وعيسى عليهما السلام حيين ما صح لهما إلا اتباعه ..
مرة ثانثة ..اريد أن الفت نظرك إلى :
أن عمر كان يقرأ كلاما يرقق به قلبه .... ومع هذا غضب منه ..
ولابد أن أسألك ( واسأل نفسي ) فماذا نقرأ نحن ؟؟؟؟؟؟ يا رااااااجل خليها مستورة !!!:؟
سابعاً : .
عد واقرأ سيرة الصحابة رضي الله عنهم .. وركز كثيرا على علاقتهم بكتاب الله ..
ستجد العجب .. قد يهولك لو أخبرتك أن أكثرهم كان يختم المصحف كل عشر أيام ......
وكثيرون يختمونه في اسبوع فقط ...
وايضا ( أسألك واسأل نفسي : في كم نختم نحن القرآن ) !!!!!!
لقد سألت كثيرين والله .. فكانت الإجابة مخجلة يندى لها الجبين ،
ولاسيما أن هؤلاء يكتبون في المنتديات أو يتحدثون عن .. وعن .. وعن ..!!!
مما يبهرك وأنت تقرأ لهم !!!!!! ثم تكتشف أن هناك حالة (( جفاء )) بينهم وبين القرآن .!! حسبنا الله ونعم الوكيل !!
المهم ...
ثم قد يهولك أن تكتشف أن عدد لا باس به من الصحابة كانوا يختمون القرآن في أقل من سبع ..
ثم العدد الأقل كان يختمه في ثلاث ..ثم الأقلون عددا منهم كانوا يختمونه في اقل من ثلاث أيام !!!!!!!!!
وشيء آخر قد تكتشفه .. أنهم إذا اجتمعوا :
كان شاغلهم الرئيسي هو القرآن .. وفي كثير منى الأحيان يكلفون أحدهم أن يقرأ وهم يصغون ويبكون ...
اسألك واسأل نفسي : كيف حالنا في مجالسنا ؟!!!!
أكثره جدال ومراء ثم خروج بلا أية ثمرة ..!!!!
ثامناً وتاسعاً وعاشراً ..
طال الكلام ... ولكن والله أن الرد الذي أعددته كان ضعف هذا الرد كثيرا ..
وذكرت هناك نماذج وشواهد ووقائع كثيرة ، وأحاديث كثيرة عن القرآن
.. واقوال من كتب التفسير عن بعض الايات التي تتحدث عن القرآن .. وغير هذا كثير ..
ولكني أكتفي بهذا ...
لأقول لك في خاتمة حديثي :
ورد في الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لم ترك المراء وإن كان محقا ، ..)
وقد قنعت بما وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم _ إن شاء الله _
لأني أرى أن إطالة المناقشة في أمر واضح كهذا سيدخلنا في مراء ،
وأنا أربأ بك أن لا تنافسني في ترك المراء حتى لو كنت محقا ..
وهذه دعوة لي ولك وللجميع ..
دعوة لمجموعة من القضايا تضمنها كلامي ..
وعلى كل من يقرأ أن يعيد ويبحث عن هذه القضايا ،
ويحاسب نفسه عليها .. ذلك خير من الدوران في حلقة مفرغة ..
ثم شيء أخير .. أختم به حديثي ..
يا عزيزي ، ويا استاذي الفاضل ويا أخي الحبيب ..
سر في طريقك وامض فيه أن كنت ترى أنك على الحق ، ولا يغرنك قلة السائرين معك ،
ودع غيرك يسير في طريقه ( يكثف حول القضايا الإيمانية ونحوها ) وماذا يضيرك أن يفعل ذلك!!؟
إني أعجب لك والله ..
الأصل أن تشجعه أنت ، لا أن تكسر مجاديفه ،بحجة أنك ناصح !!!
مادام النية خالصة منك ومنه ، والهدف واحد ، والغاية نفسها ، وهي السعي لتحصيل مرضاة الله
فماذا يزعجك أن يعمل الآخرون في تهييج القلوب بالإيمانيات على حد زعمك !!!!!!
فوفر طاقتك وجهدك لتشن حملاتك الرائعة على من يعادي هذا الدين اصلا ...!!
ودع إخوانك يمضون في طريقهم ، ولا تفتح مزيدا من الجراح ، ثم تنثر فوقها الملح !!!
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
وتقبل أعطر تحياتي وخالص دعواتي أن يحفظك الله ويرعاك وينير قلبك ودربك وقبرك .. اللهم آمين
ولا تنسني أخي الكريم من دعواتك الطيبة المباركة ..
البراء
12-05-2003, 02:16 AM
الحمد لله حمداً حمدا والشكر له على ما أنعم شكراً شكرا
أهنئكم اخوتي في الله حرف وبو عبدالرحمن على أدبكم الجم في تحاوركما وهذاوالله ما نحتاجه في حواراتنا
اخوتي في الله
لايمكن لأي عمل أن يكون أو ينجح مالم يوافق الكتاب والسنة . وأنا لنا أن نعرف انه موافق للكتاب والسنة مالم نكون قد أسسنا أنفسنا عليها ؟
حتى لا أطيل عليكم أروي لكم ماحصل بيني وبين أحد الإخوة المجاهدين زهز من تونس .
التقيته وسألته كيف تكونت لديك فكرة الجهاد ؟
قال : كنت في الجامعة الإسلامية وكنت متخصصاً في الفقه وما أن وصلت إلى باب الجهاد وفهمته ضوابط الجهاد وحفظت ألأحاديث المرغبة في الجهاد والشهادة إلا وأنا نفسي تتوق للقاء الله فطويت كتبي وتوجهت إلى ساحات الوغى فإن كتب الله لي الشهادة وهذا ما أرجوه فالحمد لله والمنة له وإن لم يكن فسوف أعود لأفتح ماطويت من الكتب إلى أن يهيء الله لنا ساحة أخرى .
اخوتي في الله
القصد من إيراد تلك القصة هو أن كل عمل مالم يقوم على أسس واضحة كما كان يعمل سلفنا الصالح .
عذارً على الإطالة وربما خرجت قليلاً عنالموضوع ولكن أحببت أن أشارك في وأدلي بدلوي لعل الله أن يكتب لنا ولكم الأجر .
أخوكم في الله البراء
شيخي ومعلمي
أشكرك جزيل الشكر علي حسن ردك وكرمك ونبل أخلاقك والتي لاتصدر إلا عن رجل صاحب خلق ودين.
أخي الحبيب الإختلاف لايفسد للود قضيه أبدا ووالله لو أنك منذ البدايه قلت لي أنك تريد إقفال النقاش لأقفلته لأنه تهمني كثيرا صفاء القلوب من حولي.
ولن أرد عليك لأنك طلب ذلك وهذه رغبتك .
؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي الحبيب لكل منا وجهة نظره والتي أتمنا من الله أن ينور قلوبنا بنوره ويلهمنا طريقه المستقيم وتأكد أخي بأن نقاشي معك لن يوقفني أبدا في فتح باب النقاش معك مره أخري في موضوع أخر.
تأكد بأني أخذ كلامك محمل الجد والأهميه البالغه ولم أنتقي للكلام وسوف أفكر مليا بما نصحتني به.
ومايميز نقاش الأخوه في الله أن الصفاء يحيط بهم وحتي ولو إختلفو تبقي قلوبهم نحو بعضهم صافيه ولله درك من رجل صافي القلب ويعلم الله أني أحبك في الله ولقد سعدت بتجربتي معك.
حرف
بو عبدالرحمن
14-05-2003, 08:23 AM
أخي العزيز وشيخنا الفاضل : البراء
....... كتب الله لنا ولك براءة من الكفر والنفاق .. اللهم آمين
أسعدني حضورك ، أسعدك الله في الدنيا والآخرة ..
وجزاك الله خير الجزاء على حسن ثنائك ، ودعواتك ..
ولكني أريد أن ألفت نظرك إلى أمر أرجو أن لا يغيب عنك ، وهو :
إن كان هاهنا _ أعني في هذا الحوار _ أحد ممدوحا ( بعد الله سبحانه )
فهو بلا شك أخي حرف حفظه الله .. فهو صاحب الفضل ..
ولقد تألق بأخلاقه وأدبه .. كما تألق بمبادرته في عرض اعتراضه المتأدب ..
ولكم يفرح الإنسان حين يجد أخاً على هذا النحو من الأخلاق الفاضلة
رغم ما قد يكون بينهما من وجهات نظر متباينة .
إننا ايها الحبيب ، لا نفتقد كثرة الكلام ، فلساننا طويل ..!!
ولا نفتقد كثرة المعلومات ، فشلال المعلومات أصبح متيسرا بنقرة زر ..!!
ولكننا نفتقد روح المحبة الصادقة ، والمودة الأخوية التي هي الأصل بين المسلم والمسلم ..مهما اختلفت الأراء ..
وأخي حرف ترجم هذا بشكل رائع .. فله مني الشكر ، وله من الله الأجر ..
ولعلي في ردي القادم عليه أكيل له ما يستحق من الثناء المعطر .. والدعاء الخالص .. ولكني وجدتها هنا فرصة فأحببت أن أنتهرها لألفت نظرك أيها الكريم
أنني لا أستحق ثنائك الجميل ، وإن كنت مستحقا له فكتابع يسير خلف أخيه الحبيب ..
وقد تعلمنا أنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل ..
من هنا فأنا أتشبه بهؤلاء الذين يعطون كل حق حقه ,,
وما قلته حتى الآن ليس سوى فيض مما جاشت به نفسي تجاه أخي الحبيب حرف ..وبعد أن قرأت ثناءك المعطر على كلينا ،
فأردت أن أضع النقاط على حروفها ..
وأرجو أن أكون قد نجحت في تسليط الضوء على من يستحق الثناء بحق ..
ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر مرورك من هنا .. وأدعو الله لك بكل خير
يبقى أن أقول ..
أن قصتك التي أوردتها معبرة بحق .. وتقدم نموذجا متألقا نطمح إليه ..
ولكن ملاحظتي الوحيدة أنني كنت أرغب أن أسمع رأيك في صلب ما نحن فيه ..
لكن يبدو أنك تريد أن تترفق بأحدنا . ..:)
فلك مني ومن أخي حرف أطيب تحية وأعطر سلام ، وأخلص دعاء ..
ولا تنسنا من دعائك الطيب المبارك ..
البراء
14-05-2003, 10:21 AM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
================
ولكننا نفتقد روح المحبة الصادقة ، والمودة الأخوية التي هي الأصل بين المسلم والمسلم ..مهما اختلفت الأراء ..
وأخي حرف ترجم هذا بشكل رائع .. فله مني الشكر ، وله من الله الأجر
===============
أما أخي حرف فشهادتي فيه مجروحة ومهما ذكرت عن أخلاقه فاني لن أوفيه حقه فهو أو من عرفت من سوالف وله علي فضل بعد الله في الالتحاق بمجموعات تحفيض القرءان في سوالف وكان والله من خير الإخوة الذين التقيت بهم خارج النت .
أخي بو عبدالرحمن
الحقيقة اني وضعت رداً مطولاً على الموضوع ولكن بضغطة زر خطأً فقدت كل شيء ولضيق الوقت اظطررت لأن أختصر على ماقرأتم واسأل الله أن يكون فيه خير .
أخي بو عبدالرحمن
ان من نعم الله على العبد أن يهيء له الصحبة الصالحة وفي زماننا هذا قد يكون لك أصحاب صالحون لاتلتقي بهم كما هو حادثٌ الآن فكم من اخواننا الذين نحسب من الصالحين والله حسيبهم تكونت بيننا علاقات ولم نراهم أو يرونا ولم نجتمع معهم ؟
كثير وأولهم أنت يابو عبدالرحمن فاسأل الله تعالى أن لم يجمعنا في هذه الدنيا الفانية اسأله أن يجمعنا على سرر متقابلين في جنات النعيم إنه جواد كريم .
أخوكم ومحبكم في الله البراء