PDA

View Full Version : في كولومبيا الناس يختصرون المسافات


سردال
08-07-2003, 10:47 AM
جلست إلى التلفاز في الظهيرة على غير عادتي، فقد تعبت من تصفح الشبكة العالمية، وحتى القراءة مللت منها، وبدأت في التنقل بين القنوات، أبحث عن شيء مفيد بين حطام الأخلاق في فضائياتنا أو فضائحياتنا، فوجدت في إحدى القنوات برنامجاً ثقافياً أو وثائقياً، ومثل هذه البرامج وغيرها من البرامج العلمية أحرص على مشاهدتها، وقد تعلمت منها الكثير، فهي تنقلك إلى كل مكان في العالم، وتريك أموراً لم ترها من قبل وتتعلم منها الشيء الكثير، كل هذا وأنت جالس في مكانك.

وكان هذا البرنامج عن كولومبيا، وعن منطقة فقيرة فيها تقع بين الجبال، هناك الناس يتنقلون عبر الأسلاك! ولست أعني أنهم يصبحون إشارات كهربائية تنتقل عبر الأسلاك، بل إنهم يربطون بين الجبال أسلاكاً فولاذية، ويستخدمون البكرات للانزلاق على هذه الحبال، فيقطعون مسافات طويلة في دقيقة أو أقل، أما إذا نزل أحدهم من الجبل وقطع الوادي ثم صعد إلى الجبل الآخر فقد يقضي ساعتين أو أكثر في هذا التنقل، فانظروا كيف يختصر الناس المسافات ويقلصون الأوقات بهذه الأدوات البسيطة :)

وكان البرنامج يعرض لمحات عن حياة الناس هناك، فهم يعتمدون على الزراعة والرعي كمصدر للرزق، 80% من الأبناء في هذه المناطق لا يذهبون إلى المدارس بل يعلمون في أعمال شاقة وصعبة، وقد رأيت صورة لطفل قد قطع أصبعه بسبب الأسلاك، حيث وضع اصبعه بالخطأ أمام البكرة فقطعته، واجتمع مجموعة من الرجال للتناقش حول موضوع ما مع رجل يملك الكثير، حيث يريدون إنشاء جسر بين الجبال بدلاً من الأسلاك التي تتسبب في مقتل الكثير من الناس، فكان رد الرجل الغني أن الأسلاك أسرع أم من مات فنحن لسنا مسؤولين عنه، فقد جاء أجله وهذه نهايته! بالطبع هذا رد غريب، وأعجب كيف أن قصص الأغنياء واستبدادهم في مواجهة الضعفاء تتكرر في كل زمان ومكان، وها هو رجل غني يستبد بقوته على هؤلاء الضعفاء.

كان البرنامج مفيداً وممتعاً، لكني تسائلت كثيراً، هل وصل صوت الإسلام لهم؟ هل يعرفون هؤلاء شيئاً عن الإسلام؟ إن حياتهم دوامة لا نهاية لها، من العمل لأجل البقاء على قيد الحياة، لكن لماذا هم يحيون؟ ما الهدف من هذه الحياة؟ أسئلة أظنهم يسألونها لأنفسهم دائماً، لكنهم لا يجدون إجابات تصل بهم إلى اليقين، وهم كما رأيت في البرنامج نصارى، لكن النصرانية أيضاً لا تقدم إجابات للكثير من أسئلتهم، بل قد تزيدهم حيرة واضطراباً.

يعانون في حياتهم من أمراض كثيرة، فهم يشربون المسكرات، ويعانون من الجهل واستبداد الأقوياء، وحروب عصابات المخدرات أمر طبيعي لديهم، فأين المسلمون عن هؤلاء وأمثالهم في العالم؟

لا أخفي عليكم، أشعر كثيراً برغبتي في السفر إلى مثل هذه الأماكن :)

سيف الإمارات
09-07-2003, 08:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير على هذا الموضوع القيم...

أحب أبشرك أن الإسلام وصل هذه البلدان

وأنا عندي صديق كولومبي نسيت شو كان أسمه قبل الإسلام ولكن حاليا إسمه علي :)

كان يدرس معنا ولكن عند عودته إلي كولومبيا وعلم أهله بإسلامه منعوه من السفر:headshak:

ماشاء الله عليه علي
نشيط ومواظب على الصلاة ويحاول يقوم بالدعوة للإسلام في بلده على الرغم من قرب عهده بالإسلام

الله يثبته على الإسلام

وإسمح لي على المداخلة:glasses:

هدووء
09-07-2003, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

سبحان الله قد رأيت هذا البرنامج من قبل ... الجميل أن حياتهم بسيطة
والطبيعة الخلابة عندهم رائعة لكن أحس أن تنقلهم جدااا خطر ..

أما بخصوص الاسلام بفضل من الله تقوم الهيئات الخيرية في الامارات بأنشاء المراكز والمساجد هناك وهذا دليل على وجود الاسلام لكن لايعني انتشاره بشكل كبير ... وأكيد هناك دعاة للاسلام في هذه البلاد .. لكن لابد من أخواننا الدعاة أن ينتبهوا لمثل هذه البلدان ليزيد فيها رصيد المسلمين لأن بالفعل الحياة بدون الاسلام يكون فيها الانسان في دوامة ويمشي خبط عشواء

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وفيرا لاينقطع .. أعجبني الموضوع ولفت انتباهي التساؤلات الأخيرة التي تعكس ما في خبايا نفسك من ايمان رائع ..أسال الله لك التوفيق

سردال
10-07-2003, 03:15 PM
سيف الإمارات: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :)
والله خبر طيب أخوي، جميل أن نعرف أن الإسلام وصل لهم، والله يثبته ويهدي الناس علي إيده، ودي لو تخبرنا قصة إسلامه والتفاصيل الصغيرة، يعني من هم السبب في إسلامه؟ وين كان يدرس ويسكن؟ أتمنى أني ما أزعجتك بهذي الأسئلة :)


هدووء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :)
الطبيعة لديهم شيء جميل جداً، وأعتقد شخصياً أنهم لو جاءوا إلينا في الشتاء ورأوا الصحراء والبحار لقالوا أن الطبيعة لدينا جميلة، لأن الإنسان يحب أن يرى شيئاً مختلفاً عما تعود عليه، وبالطبع لو جاءوا في الصيف فستكون تلك زيارتهم الأولى والأخيرة :laugh:

أتمنى فعلاً أن أعرف عن النشاط الدعوي في كل بلدان العالم، سمعنا عن الدعوة في أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، لكن أمريكا الجنوبية لم أسمع عنها الكثير، كذلك هناك مناطق بعيدة في العالم ربما لم يصلها أحد من قبل، وأعني بذلك الجزر البعيدة في المحيطات، وهي بالمناسبة كثيرة جداً، ودول لم نسمع عناها شيئاً من قبل، لا بد أن يصل لهم الإسلام.

جزاك الله خيراً.

نور بوظبي
10-07-2003, 03:25 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

في مثل هذه مشاهدة مثل هذه المناظر .. و جب علينا شكر الله تعالى على ما أنعم الله به علينا ..

أخي الفاضل .. بصراحة أثرت كلماتك في نفسي في أن البعض لا يصل إليهم الإسلام و لا يجدوا من يعلمهم

شعرت بالتقصير مع أخواننا المسلمين في البقع النائية :(

دانا
10-07-2003, 03:42 PM
هلا سردال

والله شكله برنامج رائع .... يالتني شفته :rolleyes:

و فعلا نحمد الله على الحياة اللي نحن فيها ... الحمدلله والشكر

و أعتقد أن أغلبيتهم ما يعرفون شي عن الاسلام مساكين :rolleyes:


تحياتي

سيف الإمارات
11-07-2003, 03:11 AM
^1

لا أبد ما في إزعاج سردال

ويمكن شباب المنتدى يستفيدون من كيف أسلم هذا الشاب:)

********************************
القصة الله يسلمك

الكولومبي هذا شاب لا يتجاوز عمره ال19
كان ساكن بالصدفة مع أثنين كويتين يدرسون بكلريوس في استراليا
وكانوا الثلاثة مع عائلة استرالية لتعلم اللغة

بعد فترة قرروا الثلاثة ينتقلون في بيت بروحهم عند دخول الجامعة

الشباب الكويتيين كانوا شباب عاديين ولكن محافظين على الصلاة و الأخلاق الإسلامية وفي نفس عمر الكولومبي

علي (الشاب الكولومبي) أعجب بشخصية الكويتيين الإسلامية وقام يسألهم من فترة لفترة عن الدين وهم في نفس الوقت ما الحوا عليه يسلم وخلوه على راحته

بصراحة من أول ما شفت علي هذا معاهم أرتحت له ما أدري ليش
وجهه بشوش وطيب وكان يمشي معاهم كأنه أخوهم

ولا أقدر أوصف لكم فرحتي يوم أسلم
تفاجأت به يقولي أنا مسلم

بكل هدوء في يوم جاهم وقالهم يا شباب أنا أريد أسلم
كلنا فرحنا به

وهنا أبين لكم كيف أهمية حسن المعاملة والأخلاق الإسلامية مع غير المسلمين...

الحمدلله وعلى الرغم من منع أهل علي من رجوعة استراليا للدراسة ولكنه على إتصال مع الكويتيين دائم
وأبشركم أنه يدعو أخوانه وأصدقائة للإسلام ويقول كلهم منبهرين بالتغيير إلي صار له

أدعوا له بالثبات على الإسلام

وشكرا

:glasses:

بو عبدالرحمن
12-07-2003, 02:16 AM
-
أخي الحبيب / سردال
... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

موضوعك يحتاج إلى وضع اليد فيه على مجموعة نقاط
إما محور الموضوع فإني أتجاوزه وأدعه ..!! لأنه واضح ...!!
وأحسب أن رسالتك وصلت إلى كل من يقرأ كلماتك الطيبة هذه
لكني أحب أتوقف في محطتين
الأولى :
هذا التنقل بين ( الشبكة ) و ( القراءة ) و ( التلفاز ) و ( أهمية الانتقاء مما يعرضه هذا الجهاز العجيب )
و ..و.. ويمكن غيرها مما هو طيب
هذه نقطة يجب ان نتوقف عندها طويلا ، ونعيد الطرح لها مراات

وإني أبارك لك ما حباك الله إياه من ( وعي ) في قضية التنقل هذه
فكثيرون يجدون أنفسهم ( اسرى ) دائرة أو دائرتين ... ثم يصابون بما يصابون به ..
ومنهم من يتنكس بعد هداية .. ومنهم من تضيق به الحياة وتخنقه !!

أن تكون هناك ( دوائر ) عدة .. و( بدائل ) متنوعة واضحة بين يدي الإنسان
ثم يحاول أن يكيف نفسه على ضوئها فإن هذا حل مثالي رائع لمشكلة يعاني منها كثير من الشباب ..
وكلما كثرت الدوائر وتعددت البدائل تيسر الحل وارتاح الإنسان

وألفت نظرك إلى تعدد ( صور العبادة ) وما ذلك إلا لنفس الحكمة
بل وهناك حكم أخرى عجيبة ..

فما رايكم أدام الله فضلكم ، أن تخصصوا موضوعا حول هذه القضية
أعني ما تحدثت عنه قبل طرحي لقضية صور العبادة ..
فإنها قضية جديرة بالمناقشة والطرح .

أما المحطة الثانية .
فهي التي جعلتك متألقا متميزاً
( وأنت في الأصل كذلك عندنا .. والسر هو السر ذاته
ذلك لأننا نعلم أن هذه القضية أصبحت لازمة من لوازم حياتك )
أعني بها :
هم دينك هو الذي يشغلك ..
( وهذا أمر يجعلك على طريق الأنبياء عليهم االسلام )

فكثيرون غيرك شاهدوا ما شاهدت ، وتابعوا ما تابعت
ولكن كم عدد الذين تساءلوا كما تساءلت ، أو فكروا كما فكرت ..؟!
أحسبهم أقل القليل .. فهنيئا لك أن تكون من القليل النادر

اسأل الله أن يجعلك ممن قال فيهم ( وقليل من عبادي الشكور )
لله درك ايها الطيب ..
واقول : ولهذا أحببناك .. وندعو الله أن يجمعنا بك على طاعته في الدنيا
وفي الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء

تقبل تحياتي المعطرة .. وخالص دعواتي
ولا تنسني من دعائك الطيب يا أخي

سردال
16-07-2003, 10:39 AM
نور بوظبي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشعور بالتقصير يجب أن يبقى في الصدور! حتى لا يتوقف المسلمون عن الدعوة لدين الله، والحمدلله أن هناك دعاة ضحوا بأوقاتهم وحياتهم في سبيل الدعوة إلى دين الله، وأتمنى أن يصبح هم الدعوة هماً للمجتمعات المسلمة.


دانا: من رأى وعرف كيف يعيش الناس في أنحاء العالم، سيعلم أنه يعيش في نعمة لا يعرف قدرها، أما هؤلاء المساكين فنحن مسؤلون عنهم، يحب أن يستشعر كل مسلم أنه مسؤول عن هؤلاء، على الأقل يخبرهم أن هناك دين يسمى الإسلام وهذه مبادئه وهذه عباداته وهذا تشريعه، وبعد ذلك نترك لهم اتخاذ القرار.


سيف الإمارات:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير، فعلاً هذه القصة تثبت كغيرها أن الشخصية المسلمة الملتزمة، تكون رسالة ودعوة للآخرين دون أن يتحدث بكلمة، فقط أفعاله تخبر الناس أن هناك ديناً يجعله هكذا، بارك الله فيك :)



بو عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البدائل في هذا الزمن صعبة، وهذا يجب أن يكون دافعاً للبحث عن بدائل واستخدامها، إلا أن البعض يضيق على نفسه، فيقول: هذا التلفاز فيه وفيه، وخير لي ألا أشاهده أبداً، والخروج إلى التنزه فيه وفيه، فخير لي ألا أخرج، وهكذا يضيق على نفسه حتى يصل إلى مرحلة "الاختناق" فربما انتكس ورجع إلى الوراء ودمر كل ما بناه، فخير له أن يبحث عن بدائل، وكما نقول: من بغا الصلاة ما تفوته، فكذلك من أراد البديل فبكل تأكيد سيجده والمجال رحب لا يضيقه إلا عقل المرء وتفكيره.

أخيراً: أحبك الله الذي أحببتنا فيه.


وسامحونا على التأخير والتقصير.