المجاهد عمر
10-07-2003, 03:02 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه
الحمد لله الذي قال في محكم كتابه...
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12)
من منا يا إخواني ويا أخواتي يستشعر عظم هذه الآية ؟ من منا يعبد الله وكأنه يراه ؟ من منا يجعل الله أهون الناظرين إليه أو العكس ؟ إن مصيبتنا بأننا قد أغرانا طول الأمل ، فأمنا مكر الله سبحانه وتعالى !
نحن من نخادع ؟ أنخادع الله ؟ أم نخادع أنفسنا ؟
(أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)
أقسمت بالذي رفع السماء بلا عمد ، ما قالها الواحد القهار إلا صادقاً ! هلا سألنا أنفسنا وحاسبناها حساباً شديدا ؟!
إذن لنتوقف قليلاً ، مع شاب حاسب نفسه تذكر واسترجع المواقف ولنرى ما هي النتيجة...
أخذ هذا الشاب يتذكر أحداث اليوم ويحاسب نفسه ، يتمتم بكلام غير مسموع...
اليوم كنت أصلي ، فلما أحسست بأن زميلي ينظر إلي أخذت أطيل في الركوع والسجود ، ليرى بأنني خاشع !
واليوم أيضاً وبعد خروجي من المسجد ، وجدت منادياً ينادي…(تبرعوا ولو بشق تمرة !)..وكدت أن أتجاهله ، ولكن من هذا ؟ هذا جارنا أبي عبد الله ، هو شخص ملتزم منذ سنوات ، إنه الآن ينظر لي ، ثم وبحركة مصطنعة وضعت يدي في جيبي وأخرجت بعض المال لأضعه في الكيس على مضض ! ولا بأس من التظاهر بأنني لا أراه !
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك:14)
يا سبحان الله ! ألا يعلم من خلق ؟؟ بلى والله إنه ليعلم !
ثم لنستكمل باقي الأحداث…
هاأنذا أقود سيارتي عائداً للبيت ، وحينما انحرفت بسيارتي يميناً ، ما شاء الله ! ما هذه الفتاة الجميلة صاحبة القوام الرائع !
مررت بجانبها وأمعنت النظر إليها…الله ! ما أجملها ! والآن سوف أنحرف مرة أخرى لأكون مواجهاً لها…إنني أقترب..ولكن من هذا ! يا إلهي ! هذا جارنا أبو محمد ، وانحرف فجأة للدخول يساراً حتى لا يظن بي جارنا الظنون ، وأحرج منه ، فنحن نعرفهم منذ زمن ، وهو يحمل عني فكرة بأنني ولد عاقل…
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء:108)
ثم ماذا ؟ هل أكمل ؟ نعم سوف أكمل…
الآن أدخل إلى غرفتي ، وأرفع صوت المسجل ، نعم إنها أغنية مشهورة ، والمغني يغني وأنا أردد معه بعض أبياتها طرباً ! ما هذا ؟ طرقاً خفيفاً على الباب ! أغلق المسجل وأفتح الباب…أخي الأكبر عبد الرحمن ! (شاب ملتزم ، كان أحد الذين جاهدوا الروس)…أهلاً أخي…أقولها بخجل وجبيني يتصبب عرقاً…فيرد علي بهدوئه وأدبه المعهود..هل أدخل ؟ أود التحدث معك قليلاً. أرد ولكن بإرتباك واضح..نعم نعم تفضل .
وتبدأ النصائح تتوالى ، وكما قلت بهدوء وأدب ، كان جميع كلامه قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الشيطان جعلني مطية له ، وأورثني العناد والتكبر والجدال ! فأنا كما قال الله سبحانه وتعالى…
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (البقرة:206)
ولكن أخي لا ييأس مني ، ويتبع الآية تلو الآية…
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281)
(إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران:5)
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:30)
أحسست بالدنيا تلف بي وتدور ! حتى وكأنني أسمع هذه الآيات ولأول مرة ! أحسست بخفقان شديدٍ في قلبي ، وغصة في حلقي ، وأخي لا يزال بـ قال الله وقال الرسول ، لم يحتد ولم يتعكر صفو هدوءه ، ثم يذكر هذه الآية أمامي…
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
يا إلهي ! أخي الكبير ، المجاهد الذي زلزل الروس ، يبكي !
ما ظننت أن هذا الشخص ممكن أن يبكي في يومٍ ما ، وحينها…لم أستطع ! أهملت عيناي دمعهما ! واحتضنت أخي ، وعاهدت الله وعاهدته بأن لا أقترف المعاصي ، كانت تلك اللحظات هي بدايتي في الطريق إلى الالتزام والتوبة ، صفحة من الذكريات !
---------------------------------------------------------------------------------------
صدقوني يا إخواني بأن الأمر سهل ، إن الأمر هو :
الإقلاع عن المعصية ، التوبة إلى الله من الذنب ، العزم على عدم العودة !
فهل نحاسب أنفسنا مثلما فعل الشاب قبل لحظات ، ونتوب إلى الله ، ونستشعر بأنه يرانا في كل لحظة ؟؟
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، واستر عوراتنا كما سترتها في الدنيا ، انه لا يغفر الذنوب إلا أنت !
:)
المجاهد عمر السلفي
الحمد لله الذي قال في محكم كتابه...
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12)
من منا يا إخواني ويا أخواتي يستشعر عظم هذه الآية ؟ من منا يعبد الله وكأنه يراه ؟ من منا يجعل الله أهون الناظرين إليه أو العكس ؟ إن مصيبتنا بأننا قد أغرانا طول الأمل ، فأمنا مكر الله سبحانه وتعالى !
نحن من نخادع ؟ أنخادع الله ؟ أم نخادع أنفسنا ؟
(أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)
أقسمت بالذي رفع السماء بلا عمد ، ما قالها الواحد القهار إلا صادقاً ! هلا سألنا أنفسنا وحاسبناها حساباً شديدا ؟!
إذن لنتوقف قليلاً ، مع شاب حاسب نفسه تذكر واسترجع المواقف ولنرى ما هي النتيجة...
أخذ هذا الشاب يتذكر أحداث اليوم ويحاسب نفسه ، يتمتم بكلام غير مسموع...
اليوم كنت أصلي ، فلما أحسست بأن زميلي ينظر إلي أخذت أطيل في الركوع والسجود ، ليرى بأنني خاشع !
واليوم أيضاً وبعد خروجي من المسجد ، وجدت منادياً ينادي…(تبرعوا ولو بشق تمرة !)..وكدت أن أتجاهله ، ولكن من هذا ؟ هذا جارنا أبي عبد الله ، هو شخص ملتزم منذ سنوات ، إنه الآن ينظر لي ، ثم وبحركة مصطنعة وضعت يدي في جيبي وأخرجت بعض المال لأضعه في الكيس على مضض ! ولا بأس من التظاهر بأنني لا أراه !
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك:14)
يا سبحان الله ! ألا يعلم من خلق ؟؟ بلى والله إنه ليعلم !
ثم لنستكمل باقي الأحداث…
هاأنذا أقود سيارتي عائداً للبيت ، وحينما انحرفت بسيارتي يميناً ، ما شاء الله ! ما هذه الفتاة الجميلة صاحبة القوام الرائع !
مررت بجانبها وأمعنت النظر إليها…الله ! ما أجملها ! والآن سوف أنحرف مرة أخرى لأكون مواجهاً لها…إنني أقترب..ولكن من هذا ! يا إلهي ! هذا جارنا أبو محمد ، وانحرف فجأة للدخول يساراً حتى لا يظن بي جارنا الظنون ، وأحرج منه ، فنحن نعرفهم منذ زمن ، وهو يحمل عني فكرة بأنني ولد عاقل…
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء:108)
ثم ماذا ؟ هل أكمل ؟ نعم سوف أكمل…
الآن أدخل إلى غرفتي ، وأرفع صوت المسجل ، نعم إنها أغنية مشهورة ، والمغني يغني وأنا أردد معه بعض أبياتها طرباً ! ما هذا ؟ طرقاً خفيفاً على الباب ! أغلق المسجل وأفتح الباب…أخي الأكبر عبد الرحمن ! (شاب ملتزم ، كان أحد الذين جاهدوا الروس)…أهلاً أخي…أقولها بخجل وجبيني يتصبب عرقاً…فيرد علي بهدوئه وأدبه المعهود..هل أدخل ؟ أود التحدث معك قليلاً. أرد ولكن بإرتباك واضح..نعم نعم تفضل .
وتبدأ النصائح تتوالى ، وكما قلت بهدوء وأدب ، كان جميع كلامه قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الشيطان جعلني مطية له ، وأورثني العناد والتكبر والجدال ! فأنا كما قال الله سبحانه وتعالى…
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (البقرة:206)
ولكن أخي لا ييأس مني ، ويتبع الآية تلو الآية…
(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281)
(إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران:5)
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:30)
أحسست بالدنيا تلف بي وتدور ! حتى وكأنني أسمع هذه الآيات ولأول مرة ! أحسست بخفقان شديدٍ في قلبي ، وغصة في حلقي ، وأخي لا يزال بـ قال الله وقال الرسول ، لم يحتد ولم يتعكر صفو هدوءه ، ثم يذكر هذه الآية أمامي…
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
يا إلهي ! أخي الكبير ، المجاهد الذي زلزل الروس ، يبكي !
ما ظننت أن هذا الشخص ممكن أن يبكي في يومٍ ما ، وحينها…لم أستطع ! أهملت عيناي دمعهما ! واحتضنت أخي ، وعاهدت الله وعاهدته بأن لا أقترف المعاصي ، كانت تلك اللحظات هي بدايتي في الطريق إلى الالتزام والتوبة ، صفحة من الذكريات !
---------------------------------------------------------------------------------------
صدقوني يا إخواني بأن الأمر سهل ، إن الأمر هو :
الإقلاع عن المعصية ، التوبة إلى الله من الذنب ، العزم على عدم العودة !
فهل نحاسب أنفسنا مثلما فعل الشاب قبل لحظات ، ونتوب إلى الله ، ونستشعر بأنه يرانا في كل لحظة ؟؟
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، واستر عوراتنا كما سترتها في الدنيا ، انه لا يغفر الذنوب إلا أنت !
:)
المجاهد عمر السلفي