PDA

View Full Version : حوار مع هبنقة


الطارق
19-07-2003, 06:28 AM
غطت لحيته الطولية جزاء كبيرا من وجه محاوري وصدره ! ورغم هذا فلم تغيب عن ناظري تلك القلادة من الودع والعظام والخزف والتي وضعها على عنقه !
كان محاوري هبنقة أبو نافع هو يزيد بن ثَرْوان ذو الودعات أحد بني قيس بن ثعلبة والذي ضرب به المثل بالحمق فقيل : ( أحمق من هبنقة ! )
أنا : أرحب بك معنا سيدي الكريم في حوارنا هذا والذي أرجو أن يكون خفيفيا عليك وعلينا وعلى القراء الكرام ، لنتعرف فيه على أخبارك وأخبار الحمقى خاصة وأنت زعيمهم وحامل لواءهم وكيف لا وقد ضرب بك المثل في الحمق حتى قيل (( أحمق من هبنقة )) ..

هبنقة : الشكر لك على هذا الاستضافة في هذا الحوار ! وأرجوا أن تكون الأسئلة خفيفة و سهلة علي !

أنا : حسنا أرجو ذلك .. وقبل أن نبدأ في حوارنا أريد الحديث عن اسمك فقد اختلف البعض في اسمك فقيل يزيد بن ثروان وقال البعض يزيد بن مروان ! أحببنا أن تخبرنا عن صحيح اسمك ؟!
هبنقة [ والتذمر بادي على وجهه ] : لست أدري ما صحيح اسمي ! وما أعلمه أنني من طائفة كان من أتباعها ما حدث به أبو العبنس :
قال أبو العنبس‏:‏ صحبني رجل في سفينة فقلت له‏:‏ ممن الرجل فقال‏:‏ من أولاد الشام ممن كان جدي من أصدقاء المنصور علي بن أبي سالم شاعر الأنبار وكان من الذين بايعوا تحت الشجرة مع أبي سالم بن يسار في وقعة الفاروق أيام قتل الحجاج بن يونس بالنهروان على شاطىء الفرات مع أبي السرايا
قال أبو العنبس‏:‏ فلم أدر على أي شيء أحسده على معرفته بالأنساب أم على بصره بأيام الناس أم حفظه للسير‏.‏
فكيف بالله أعرف صحيح أسمي وأنا من هؤلاء !!!!

أنا : ولكن هذا اسمك ولا يمكن أن تجهل اسمك ونسبك !!؟؟

هبنقة : يا هذا لقد جعلت في عُنُقي قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وأنا كبير في السن ذو لحية طويلة، فسألني الناس عن ذلك، فقلت لهم : لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل ..
فكان أن بت ذات ليلة وأخَذَ أخي قلادتَي فتقلَّدها، فلما أصبحت ورأيت القلادة في عنق أخي عجبت من الأمر وقلت : يا أخي أنت أنا فمن أنا !!
أنا [ ضاحكا] : حسنا حسنا .. نعذرك كل العذر فهذا الفعل ليس بغريب عن طائفتك فقد حدث مثل هذا لجحا وهو شبيه لفعل ريطة بنت عامر الحمقاء‏ :‏ كانت تعلم رأس أولادها بالقزع لتعرف أولادها من أولاد غيرها !

هبنقة [ مستدركاً ] : ورغم هذا فإن أردت رأيي فأنا أفضل أن أكون من بني مروان ..

أنا : ولما ؟؟!!

هبنقة : لآن من بينهم الرجل الصالح أبو محمد ! فقد حدثنا معمر قال‏:‏ دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواد فظننت فيهم الخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصو علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست إليه فلما أحس بي وسلم قلت‏:‏ يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون علياً ويشتمونه وجعلت أحدثه بمناقبه وأنه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو الحسنين وابن عم الرسول فقال‏:‏ يا عبد الله ما لقي الناس من الناس ولو أن أحداً نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وحده‏.‏
قلت‏:‏ ومن أبو محمد قال‏:‏ الحجاج بن يوسف‏.‏

أنا [ وكدت أن أموت من الضحك ] : حسنا دعنا من كل هذا ولنواصل
أسئلتنا!
حسنا بديهة أحببنا أن نعلم ولو القليل عن مولدك ونشأتك ؟!

هبنقة : لا أدري لم أسئلتك صعبة ! وما يدريني أنا متى ولدت ! وكيف نشأت !؟
وهل كنت أعقل أنا ساعة مولدي ! حتى أعرف متى ولدت !؟ ثم هل يعقل الصبي كيف نشأ وماذا جرى له في صغره !!!!

أنا : عفوا .. عفوا .. ولكن قطعا لربما أخبرت من أهلك أو أي قريباً لك متى كان مولدك ؟! وقطعا تذكر ولو قليل عن نشأتك !!

هبنقة : أسمع لا أذكر شيئا من هذا ! لكن أن أردت فلربما ولدت في رأس الهلال للنصف من رمضان بعد العيد بثلاثة أيام وأحسب الآن أنت كيف شئت ..

أنا : لكن .. لكن هذا لا يتفق أبدا مع ...

هبنقة [ بغضب ] : أسمع ! هل كنت أنت معي حين مولدي ! أم لعله مولدك وليس مولدي ! أو لعله أنت أنا وأنا ليس بأنا ، مع أن قلادتي في عنقي !!!

أنا [ وأنا أضحك ] : حسنا .. حسنا لا تغضب .. فلا يعنينا متى ولدت وكيف نشأت فالمصادر شحيحة في هذا الأمر و أنت لا تعلم أو قل لا تذكر عن هذا الآمر من شيء !
وإن كانت تذكر هذه المصادر أنك كنت معاصر لعبيد الله بن زياد الذي جمعك بأحمق أخر اسمه شَرَنْبَثٍ.ويقال جرنبذ وهو منافس لك في الحمق حيث يقال أحمق من شرنبث !؟

هبنقة : أذكر هذا .. أذكر هذا .. ولي معه قصة فقد كاد أن يفقأ عيني بحجارته ! بل كاد أن يقتلني بسبب تحريض ابن زياد ! ولا أدري من سيدفع لي ديتي عند وفاتي !!

[ وأخذ ينشد متوجعا ]

ِذا ما طلبتَ الأرضَ ثم تباعَدَتْ * عليكَ فضعْ كورَ المطيةِ وانزلِ
وإِن كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهلُها * ولم تكُ مكبولاً بها فتحوَّلِ
وإِن كنتَ ذا مالٍ قليلٍ فلا تكنْ * لزوماً لقعرِ البيتِ ما لم تموَّلِ

كنت أتمنا والله أن يحدث لي مع ابن زياد مثل ما حدث للجصاص مع ابن الفرات فقد دخل ابن الجصاص يوماً على ابن الفرات الوزير الخاقاني وفي يده بطيخة كافور فأراد أن يعطيها الوزير ويبصق في دجلة فبصق في وجه الوزير ورمى البطيخة في دجلة فارتاع الوزير وانزعج ابن الجصاص وتحير وقال‏:‏ والله العظيم لقد أخطأت وغلطت أردت أن أبصق في وجهك وأرمي البطيخة في دجلة‏.‏
فقال له الوزير‏:‏ كذلك فعلت يا جاهل‏.‏

ولكن حالنا مع ابن زياد أنا وشرنبث ليس كحال ابن الجصاص مع ابن الفرات بل كحال أحد السلاطين الذي دعا مجنونَينِ ليحرِّكَهما فيضحكَ ممّا يجيء منهما فلما أسمعاه وأسمعهما غضِب ودعا بالسيف فقال أحدُهُما لصاحبه‏:‏ كنَّا مجنونَين فصرنا ثلاثة !!



أنا ( وأنا بالكاد أكتم ضحكتي ) : حسنا .. حسنا .. فلنواصل الأسئلة ..
لا نعرف الكثير عن حياتك العملية فلم يذكر عنك أنك دخلت الكتاب ...

فقاطعني هبنقة قائلا : وهل أنا مجنون حتى يعلمني معلم صبيان !!

أنا :ولما !!

هبنقة : هل سمعت ما قاله الجاحظ ! قال : لقد مررت بمعلم و الصبيان يضربونه وينتفون لحيته فتقدمت لأخلصه فمنعني وقال‏:‏ دعهم بيني وبينهم شرط إن سبقتهم إلى الكتاب ضربتهم وإن سبقوني ضربوني واليوم غلبني النوم فتأخرت ولكن وحياتك إلا بكرت غداً من نصف الليل وتنظر فعلي بهم فالتفت إليه صبي وقال‏:‏ أنا أبات الليلة ها هنا حتى تجيء وأصفعك‏.‏..
فبالله عليك كيف تريدني أن أتعلم ومعلمينا هكذا !!؟

أنا : حسنا حسنا .. لم يكن رأي الجاحظ في المعلمين طيب .. ورغم هذا كان هذا سببا لكي تكون راعيا ترعى غنم وإبل أهلك !
ويقال أنه كانت لك سياسة في الرعي ؟!

هبنقة : نعم فقد كنت أرعى أغنام وإبل أهلي وكنت أرعى السِّمَان في العشب وأنحي المهازيلَ الضعاف فقيل لي: ويحك! ما تَصْنَع؟ فقلت لهم : لا أفسد ما أصلحه اللّه ! ولا أصلح ما أفسده !

أنا : لذا لما خَلَع قتيبةُ بن مسلم سليمانَ بن عبد الملك بخراسان قام خطيباً فقال‏:‏ يا أهل خراسان أتدرون مَن ولِيُّكم !؟
إنّما وليُّكم يزيد بن ثروان ..
شبه سليمان بك لإنك كنت تحسن من الإبل إلى السِّمان وتدع المهازيل وتقول ‏:‏

إنّما أكرِمُ من أكرم اللَّه وأهين من أهان اللَّه ، وكذلك كان سليمانُ يعطي الأغنياء ولا يعطي الفقراء ويقول‏:‏ أُصلح ما أصلح اللَّه وأُفسد ما أفسَد اللَّه !

هبنقة : لا شك أن سليمان قد احسن في الحكم ! وليس بغريب فقد أخذ بسنتي وحكمي !

أنا : لا أشك في هذا ! ومن أحكامك العجيبة تلك القصة التي تقول :

اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا، ثم قالوا: رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم ، فلما رأوك قالوا: إنَّا لِلَّه! مَنْ طلع علينا؟ فلما دنوت منمه قَصُّوا عليك قصتهم، فقلت: الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان.

هبنقة : وهل أخطأت في الحكم !؟

أنا : لا .. وحتى لو أخطأت في الحكم فلم تبلغ ما بلغه أحد طائفتك وهو أحد ولاة الرشيد فقد حكم على شاة بالحد فقالوا إنها بهيمة‏.‏
فقال‏:‏ الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا‏.‏
فانتهى خبره إلى الرشيد فلما وقف بين يديه قال‏:‏ من أنت قال‏:‏ مولى لبني كلاب فضحك الرشيد وقال‏:‏ كيف بصرك بالحكم قال‏:‏ الناس والبهائم عندي واحد في الحق ولو وجب الحق على بهيمة وكانت أمي أو أختي لحددتها ولم تأخذني في الله لومة لائم‏.‏
فأمر الرشيد أن لا يستعان به‏ !

هبنقة : نعم الرجل هو فقد أحسن ! وهذا لو كان في زمانكم لكان من أتباع
المساوة المطلقة بين الخلق !

أنا : دعنا من هذا .. يقال أنك أضعت بعيراً فجعلت تنادي : من وجده فهو له فقيل لك‏:‏ فلم تنشده فقلت ‏:‏ فأين حلاوة الوجدان !

هبنقة : وماذا في هذا !!! وهل أحلى من حلاوة الوجدان !

أنا [ وأنا أضحك ] : حسنا لا اعتقد أنك أخطأت !! فلا أحلى من حلاوة الوجدان !
لم يبقى من الآمر إلا أن أذكر ما ذكره ابن الجوزي في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين عن قصص من أصحابك وطائفتك وأرجو أن تنال رضاك واستحسانك ..
******
مرض صديق لحامد بن العباس فأراد أن ينفذ ابنه إليه ليعوده فأوصاه وقال‏:‏ يا بني إذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض‏:‏ ما تشكو فإذا قال‏:‏ كذا وكذا فقل له‏:‏ سليم إن شاء الله وقل‏:‏ من يجيئك من الأطباء فإذا قال‏:‏ فلان فقل‏:‏ ميمون وقل‏:‏ ما غداؤك فإذا قال‏:‏ كذا وكذا فقل‏:‏ طعام محمود‏.‏
فذهب‏.‏
فدخل على العليل وكان بين يده منارة فجلس عليها لارتفاعها فوقعت على صدر العليل فأوجعته ثم قال للمريض‏:‏ ما تشكو فقال‏:‏ أشكو علة الموت فقال‏:‏ سليم إن شاء الله فمن يجيئك من الأطباء قال‏:‏ ملك الموت قال‏:‏ مبارك ميمون فما غداؤك قال‏:‏ سم الموت قال‏:‏ طعام طيب محمود‏.‏
*****
وقال أحد القصاصين وهو يعض ‏:‏ إذا كان يوم القيامة خرج من النار رأس عظيم من صفته كذا وكذا‏.‏
وكان رجل يستمع في المجلس وهو يميد من الخوف فقال له‏:‏ ما الذي بك ! أتنكر قدرة الله قال‏:‏ لا بل إني رجل مزين ( حلاق ) فلو كلفت حلق هذه الرأس كيف كنت أعمل‏ !!!
******
ورأى الجاحظ معلم و قد جاءه غلامان قد تعلق كل واحد منهما بالآخر فقال‏:‏ يا معلم هذا عض أذني فقال‏:‏ ما عضضتها وإنما عض نفسه فقال‏ المعلم :‏ يا ابن الخبيثة جمل حتى يعض أذن نفسه !!
*******
‏وكان رجل كثير المخاصمة لامرأته وله جار يعاتبه على ذلك فلما كان في بعض الليالي خاصمها خصومة شديدة وضربها فاطلع عليه جاره فقال‏:‏ يا هذا اعمل معها كما قال الله تعالى‏:‏ إما إمساك إيش اسمه أو تسريح ما أدري إيش‏.‏
فهل كان هذا خيرا مني !!

*******
وحدث عبد الرحمن بن مسهر قال‏:‏ ولاني القاضي أبو يوسف القضاء بجبل‏.‏
وبلغني أن الرشيد منحدر إلى البصرة فسألت أهل جبل أن يثنوا علي فوعدوني أن يفعلوا ذلك وتفرقوا فلما آيسوني من أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت له فوافى وأبو يوسف في الحراقة فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل قد عدل بينا وفعل وصنع وجعلت أثني على نفسي فرآني أبو يوسف فطأطأ رأسه وضحك فقال هرون‏:‏ مم تضحك فقال‏:‏ إن المثني على نفسه هو القاضي‏.‏
فضحك هرون حتى فحص رجليه وقال‏:‏ هذا شيخ سخيف سفلة فاعزله فعزلني

*******

وصلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول وكان اسم الأعرابي مجرماً فقرأ الإمام‏:‏ والمرسلات‏.‏
‏.‏
إلى قوله‏:‏ ‏"‏ ألم نهلك الأولين ‏"‏ فتأخر البدوي إلى الصف الآخر فقال‏:‏ ‏"‏ ثم نتبعهم الآخرين ‏"‏ فرجع إلى الصف الأوسط فقال‏:‏ ‏"‏ كذلك نفعل بالمجرمين ‏"‏ فولى هارباً وهو يقول‏:‏ ما أرى المطلوب غيري‏.
*****
وعن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال‏:‏ كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق فغرق في البحر شلنديتان من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى إن شلنديتين أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي تلفوا قال‏:‏ فكتب إليه أمير حلب‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه أدب كاتبك أي إصفعه واستبدل به أي اعزله فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انقضى الكتاب‏.

وقد انقضى حوارنا هذا فشكرا هبنقة على سعة صدرك !‏

فيجا الكبير
20-07-2003, 05:03 AM
:D:D:D...

طلع جحا ذكي على الآآآآخر..

أكثر ما عجبني في القصة كلها آخرلا فقرة..


وعن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال‏:‏ كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق فغرق في البحر شلنديتان من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى إن شلنديتين أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي تلفوا قال‏:‏ فكتب إليه أمير حلب‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه أدب كاتبك أي إصفعه واستبدل به أي اعزله فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انقضى الكتاب‏.


:D:D..

فعلا موضوع رااااائع..

شكرا لك أخونا الطارق على الموضوع الجميل...


أخوك
فيجا الكبير

aziz2000
20-07-2003, 07:45 AM
رااائع أخي الطارق :D

بصراحة انت تثري معلوماتنا التاريخية عن هذه الشخصيات وهذه القصص التي لم نسمع بها من قبل :D

لكن هبنقة .. طلع حاجة ثانية ;)

أكيد الحلقة القادمة عن شَرَنْبَثٍ ؟ ;)

روتي
20-07-2003, 11:23 AM
شكرا لك ولهبنقة على سعة صدره .. وعلى هذا الحوار الذي لا يخلوا من الطرافة :D

لكن المشرف الذي قام بتثبيت الرابط في الشريط أعلاه أخطأ في كتابة الاسم ( هنبقة )
تدارك الأمر أخي الطارق .. قبل أن ينتقم منك هبنقة :D
يعني عندما سألته عن مولده وخالفته ( عصب عليك :D ) فكيف بالاسم :)

شكرا لك مرة أخرى

حروف سوالف
20-07-2003, 07:47 PM
رائعه ..
ياليت تتحفنا بالمزيد :)
اخوك حروف سوالف

الطارق
20-07-2003, 11:03 PM
حياك الله أخوي فيجا الكبير :)
سعدت أخي أن ينال هذا الحوار رضاك
والشكر لك أخي الكريم على الرد اجميل ..

على فكرة هبنقة كان منافس لجحا في زعامة
المضحكين العرب وإن اشتهر جحا أكثر من هبنقة

ومع أن لجحا مثل (( أحمق من جحا )) كهبنقة يقال عنه
إلا أنه يقال أن جحا يدعي الحمق مع أنه ليس كذلك !!!

وكتبت حوار مع جحا من قبل وإن كنت لا أدري أين ذهب !!!:(


أشكرك أخي مرة أخرة
وتحياتي :)

الطارق
21-07-2003, 10:21 PM
هلا بالعزيز عزيز :)
حياك الله أخوي ..

قرأت عن هبنقة في الكتب الأدبية وكتب
الجاحظ بخاصة ..
ومنذ عدة أيام حملت كتاب (( كتاب الحمقى والمغفلين )
لابن الجوزي من الإنترنت فكانت معظم هذه المعلومات من
هذا الكتاب :)

عن الحوار عن شرنبث :)
مستحيل لإنه ليس له أي ذكر إلا قصته مع هبنقة !
الطريف في الأامر أني اعتقدت أن اسمه ربما يكون فارسي
لكن بالبحث في برنامج المحدث وفي كتاب لسان العرب لابن منظور
وجدت التالي :

(( شربث: الشَّرَنْبَثُ والشُّرابِثُ، بضم الشين: القبيحُ الشديدُ؛ وقيل:
هو الغليظُ الكَفَّين، وفي الصحاح: والرِّجْلَيْنِ، وفي المحكم:
والقَدَمَيْنِ الخَشِنُهُما؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْسُ الدَّيْرْ،
واللهُ نَفَّاحُ اليَدَيْن بالخَيْرْ
التهذيب في الخماسي: الشَّرَنْبَثُ الغليظُ الكَفِّ وعُروقِ اليدِ،
وربما وُصِفَ به الأَسَدُ. والشَرَنْبَثُ: الأَسَدُ عامَّةً. وأَسدٌ
شَرَنْبَثٌ: غليظ. وشَجَّة شَرَنْبَثة: منتفخة مُتَقَبِّضة؛ قال سيبويه: النون
والأَلف يتعاوران الاسمَ في معنًى، نحو شَرَنْبَثٍ وشُرابثٍ، وجَرَنْفَسٍ
وجُرافِس. وشَرَنْبَثٌ وشُرابِثٌ: اسم رجل. ))

شوف سعة لغة العرب وغنى معاجمها !!!!

تحاتي أخوي :)

الطارق
22-07-2003, 11:24 PM
حياك الله أختي روتي
والشكر لك على التعقيب :)

لاحظت هذا الخطأ في اسم هبنقة
بالنسبة لي فأنا أنفي عن نفسي
أي علاقة بهذا الخطأ الشنيع في حق هبنقة واخلي
مسؤوليتي من المشاركة في هذا الخطأ
وأخلي مسؤوليتي من أي المطالبة بحق التعويض
المادي أو المعنوي من قبل هبنقة وجماعته !!:)
كل شيء إلا وتعصيبة هبنقة :)

ولست أدري إن كان إلغاء هذا الشريط كان من قبل
مراقبين السوالف أو من عملية اختراق من هبنقة وربعه !! :glasses2:

تحياتي أختي
والشكر لك على الرد :)

الطارق
22-07-2003, 11:30 PM
حياك الله أخي حروف الحب ..
جزاك الله خير أخي الكريم على التشجيع .


وأرجو أن يكون هناك حوار أخر قريب !!!:)
تحياتي وتقديري أخي الكريم ..

أسير الليل
23-07-2003, 12:04 AM
هلا اخوي الطارق

موضوع شيق مع هبنقه وجماعته :)
بالصدفه اتابع موضوعك وامام عيني
كتاب ( اخبار المحقى والمغفلين ) لابن الجوزي :)

كتاب مليئ بتصرفاتهم واقوالهم المضحكه :)

تحيااتي لك

الطارق
24-07-2003, 03:35 AM
حياك الله أخوي أسير الليل ..
تسلم أخوي على هذه الكلمات ..

مر بي هذا الكتاب (( أخبار الحمقى والمغفلين ))
وفقدته من مكتبتي أو بمعنى اصح مكتبة الوالد !:(
ككثير من الكتب التي لا تعلم فجأة كيف اختفت ..

ومنذ مدة حملت الكتاب من النت وكتبت هذا الموضوع :)

مايثيرني أنك لو اطلعت على هذا الكتاب لعتقدت أن ابن الجوزي
ربما كان احد الظرفاء أو المجان أو خفيفي الظل المعروفين
بقصصهم الطريفة
ولكن الغريب ان ابن الجوزي احد العلماء ( الحنابلة ) المعروفين
واحد الخطباء الفصحاء ، وقد امتدح ابن جبير ابن الجوزي في رحلته الشهيرة يقول عنه :
(( ثم شاهدنا صبيحة يوم السبت بعده مجلس الشيخ الفقيه الأغمام الأوحد جمال الدين أبي الفضائل بن علي الجوزري ، ..... فشاهدنا مجلس رجل ليس من عمرو ولا زيد وفي جوف الفرا كل صيد ، آية الزمان وقرة عين الإيمان رئيس الحنابلة والمخصوص في العلوم بالرتب العلية إمام الجماعة وفارس حلبة هذه الصنعة ، والمشهود له بالسبق الكريم في البلاغة والبراعة ومالك أزمة الكلام في النظم والنثر ..... الخ )

وقد ذكر ابن كثير ترجمة فقال :

(( عبدا لرحمن بن علي
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي نسبة إلى فرضة نهر البصرة ابن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبدا لرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق الشيخ الحافظ الواعظ جمال الدين أبو الفرج المشهور بابن الجوزي القرشي التيمي البغدادي الحنبلي أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحوا من مائتي مجلدة وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والادراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو وله من المصنفات في ذلك ما يضيق هذا المكان عن تعدادها وحصر أفرادها منها كتابه في التفسير المشهور بزاد المسير وله تفسير أبسط منه
ولكنه ليس بمشهور وله جامع المسانيد استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي وله كتاب المنتظم في تواريخ الأمم من العرب والعجم في عشرين مجلدا قد أوردنا في كتابنا هذا كثيرا منه من حوادثه وتراجمه ولم يزل يؤرخ أخبار العالم حتى صار تاريخا وما احقه بقول الشاعر
ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدا * حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا
وله مقامات وخطب وله الاحاديث الموضوعة وله العلل المتناهية في الاحاديث الواهية وغير ذلك ولد سنة عشر وخمسمائة ومات أبوه وعمره ثلاث سنين وكان أهله تجارا في النحاس فلما ترعرع جاءت به عمته إلى مسجد محمد بن ناصر الحافظ فلزم الشيخ وقرا عليه وسمع عليه
الحديث وتفقه بابن الزاغوني وحفظ الوعظ ووعظ وهو ابن عشرين سنة او دونها وأخذ اللغة عن ابي منصور الجواليقي وكان وهو صبي دينا مجموعا على نفسه لا يخالط أحدا ولا يأكل ما فيه شبهة ولا يخرج من بيته إلا للجمعة وكان لا يلعب مع الصبيان وقد حضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء ومن سائر صنوف بني آدم وأقل ما كان يجتمع في مجلس وعظه عشرة آلاف وربما اجتمع فيه مائة ألف أو يزيدون وربما تكلم من خاطره على البديهة نظما ونثرا وبالجملة كان استاذا فردا في الوعظ وغيره وقد كان فيها بهاء وترفع في نفسه وإعجاب وسمو بنفسه أكثر من مقامه وذلك ظاهر في كلامه في نثره ونظمه فمن ذلك قوله
ما زلت أدرك ما غلا بل ما علا * وأكابد النهج العسير الأطولا
تجري بي الآمال في حلباته * جرى السعيد مدى ما أملا
أفضى بي التوفيق فيه إلى الذي * اعيا سواي توصلا وتغلغلا
لو كان هذا العلم شخصا ناطقا * وسألته هل زار مثلي قال لا
ومن شعره وقيل هو لغيره * إذا قنعت بميسور من القوت
بقيت في الناس حرا غير ممقوت
ياقوت يومي إذاما در حلقك لي * فلست آسى على در وياقوت
وله من النظم والنثر شيء كثيرا جدا وله كتاب سماه لقط الجمان في كان وكان ومن لطائف كلامه قوله في الحديث
اعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين إنما طالت أعمار من قبلنا لطول البادية فلما شارف الركب بلد الاقامة قيل لهم حثوا المطى وقال له رجل أيما أفضل أجلس أسبح أو أستغفر فقال اثوب الوسخ أحوج إلى البخور وسئل عمن أوصى وهو في السياق فقال هذا طين سطحه في كانون والتفت إلى ناحية الخليفة المستضيء وهو في الوعظ فقال يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك وإن قول القائل لك اتق الله خير لك من قوله لكم إنكم أهل بيت مغفور لكم كان عمر بن الخطاب يقول إذا بلغني عن عامل لي أنه ظلم فلم أغيره فأنا الظالم يا أمير المؤمنين وكان يوسف لا يشبع في زمن القحط حتى لا ينسى الجائع وكان عمر يضرب بطنه عام الرمادة ويقول قرقرا ولا تقرقرا والله لا ذاق عمر سمنا ولا سمينا حتى يخصب الناس قال فبكى المستضيء وتصدق بمال كثير وأطلق المحابيس وكسى خلقا من الفقراء ولد ابن الجوزي في حدود سنة عشر وخمسمائة كما تقدم وكانت وفاته ليلة الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من رمضان من هذه السنة وله من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤس الناس وكان الجمع كثيرا جدا ودفن بباب حرب عند ابيه بالقرب من الامام احمد وكان يوما
مشهودا حتى قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الابيات
يا كثير العفويا من * كثرت ذنبي لديه
جاءك المذنب يرجو الصد * فح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء ال * ضيف إحسان إليه
وقد كان من الأولاد الذكور ثلاثة عبد العزيز وهو أكبرهم مات شابا في حياة والده في سنة أربع وخمسين ثم أبو القاسم علي وقد كان عاقا لوالده إلبا عليه في زمن المحنة وغيرها وقد تسلط على كتبه في غيبته بواسط فباعها بأبخس الثمن ثم محيي الدين يوسف وكان أنجب أولاده وأصغرهم ولد سنة ثمانين ووعظ بعد ابيه واشتغل وحرر وأتقن وساد أقرانه ثم باشر حسبة بغداد ثم صار رسول الخلفاء إلى الملوك بأطراف البلاد ولا سيما بني أيوب بالشام وقد حصل منهم من الأموال والكرامات ما ابتنى به المدرسة الجوزية بالنشابين بدمشق وما أوقف عليها ثم حصل له من سائر الملوك أموالا جزيلة ثم صار أستاذ دار الخليفة المستعصم في سنة أربعين وستمائة واستمر مباشرها إلى أن قتل مع الخليفة عام هارون تركي بن جنكيزخان وكان لأبي الفرج عدة بنات منهن رابعة أم سبطة أبي المظفر بن مزعلي صاحب مرآة الزمان وهي من أجمع التواريخ وأكثرها فائدة وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات فأثنى عليه وشكر تصانيفه وعلومه ))


فتعجب بعدها كيف ألف هذا العالم العظيم هذا الكتاب الخفيف الروح وكيف وضع فيه بعض القصص التي قد تثير في زماننا الكثير من النقد والاستهجان !!


تحياتي أخوي :)