PDA

View Full Version : تعالوا نلعب لعبة الأخلاق


فتو
21-07-2003, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الخلق الحسن ، هو عنوان الصدق و الطهارة ، و رمز الإخلاص في العبودية لله جل و علا ...

و لقد امتدح الله جل و علا نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم. فقال: (و انك لعلى خلق عظيم). و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

و من استقرأ نصوص الكتاب و السنة، وجد أنها إنما تدل على الخلق بمعناه الواسع...

ففيها بيان معنى الخُلُق مع الله جل و علا.

و معنى الخُلُق مع الناس بمختلف أشكالهم و عقائدهم.

و معنى الخُلُق مع مفردات الوجود من الحيوان و الجماد و المخلوقات الغيبية.

و لذا فإن الإسلام دين الاخلاق و القيم ، و دين المعاملات الفاضلة و العلاقات السمحة العالية.


فاحرصوا - رعاكم الله - أن تكونوا من صفوة من مثلوا الإسلام اعتقاداً و عملاً، و اعلموا ان خُلُقكم الحسن مع الناس هو عنوان التزامكم و خيريتكم عند الله. يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: :" اكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، و خياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي (1162) و قال: حديث حسن صحيح.

و عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشاً و لا متفحشاً و كان يقول : "إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً" رواه البخاري 10/378 و مسلم (2321)

و قال طاووس : إن هذه الأخلاق منائح يمنحها الله عز و جل من يشاء من عباده ، فإذا أراد الله بعبد خيراً منحه خلقاً صالحاً. (مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص32 )






ملاحظة : المقدمة السابقة أخذتها من كتيب اسمه "و خالق الناس بخلق حسن" من دار ابن خزيمة ...مع تعديل بسيط ..و سوف اكمل سرده من خلال الموضوع بإذن الله...






فالمطلوب منكم يا أعزائي ....كل واحد يدخل الموضوع يذكر لنا خلق واحد حسن ....مع ذكر آية او حديث او حتى عبارة من تأليفه تدور حول هذا الخلق الذي اختاره ....


ارجو منكم ان تحتسبوا الأجرو انتم تكتبون ..لنرتقي بأخلاقنا و نحاول تعديل الأخطاء لدينا :)


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أسير الليل
21-07-2003, 08:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيالله اختنا الفاضله فتو

موضوع جميل ..
ومن حسن الخلق (((( الصدق ))))

لم يكن الصدق مجرد كلمة يتلفظ بها العبد .. بل هي حقيقة ايمان المرء
وارتباطه بكل اقوال وافعال العبد .
قال عبدالرحمن بن زيد (( الصدق الوفاء لله بالعمل ))
وقيل موافقة السر النطق .. وأستواء السر والعلانية .
وقيل القول بالحق في مواطن المهلكه .

وقيل اذا احببت ان تكون من الصادقين فابحث في ثلاث أمور
صدق في الأقوال وهو استواء اللسان على الأقوال
صدق الاعمال وهو استواء الأفعال على الامر والمتابعه
صدق في الأحوال وهو استواء عمل القلب والجوارح على الاخلاص

اذا فلنبحث عن الصدق في عبادتنا مع الله .
ومع العباد في معاملاتهم .

تقبلي كل الاحترام

MUSLIMAH
22-07-2003, 11:58 PM
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،،،

جزاكِ الله خيرًا على هذا الموضوع المثري :)

من حسن الخلق (( الحيـــاء ))

الحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والأثام. والحياء بتعبير آخر هو الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم والكف عن كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق.

قال عليه الصلاة و السلام "الإيمان بضع وسبعون: أفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان "صحيح أبي داود

وقد قال أحد الحكماء في هذا: ((من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه )).

و قال أحد الشعراء ..
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذ ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء

http://www.mknon.net/dawaamj/mkdawa14.htm

بارك الله فيكِ أخيتي و نفع بكِ :)

كهرمانة العين
23-07-2003, 11:48 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاك الله خيرا أختي الكريمة فتو على هذا الموضوع القيم ....


الإخلاص

تعريفه: هو تجريد قصد التقرب إلى الله عزوجل عن جميع الشوائب.
وقيل: هو إفراد الله عزوجل بالقصد في الطاعات.
وقيل: هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.

وقد أمر الله عزوجل بالإخلاص، قال تعالى: ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)) (البينة: 5).
وقال تعالى: ((ألا لله الدين الخالص)) (الزمر: 3).
وقال تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) (الكهف: 110).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له. فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال عليه السلام: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه)) . (رواه النسائي)
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم)) . (رواه الترمذي).


http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=147110


مع تحياتي:)

متاهه
24-07-2003, 03:29 AM
وعليكم السلام والرحمة والبركــــــــــة..

الإبــــــــاء..
يظهر جلياً..
في وقفات العز والصمود..
وفي (روعة الكبرياء وإعلانها)..

من بين الحكم اليابانيــة:
من يريد أن يرفع رأسه عالياً..
عليه أن يملك أولاَ نفساً عالية الإباء..

وعلى لسان الإمام الشافعي:
لو علمت أن الماء البارد يلثم كرامتي..
ما شربته إلا حاراً حتى أفارق الحياة..

همســـــة:
دعوة لأخوتي..
من سبقني ومن سيتفضل بإذن الله..
أسير الليل - مسلمـــة - كهرمانة العين..
فلننعش هذه اللعبة..
كما أنعشنا غيرها بإذنه..:help:

aziz2000
24-07-2003, 06:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

التــواضـــــــع

التواضعُ بين المسلمين خصلةٌ مرجوَّة، هي أسٌّ في خلقِ المجتمعات، ومِِقبض رحى حُسنِ الاتّصال بينهم، لها موادٌّ من الحكمة وأضدادٌ من خلافِها، بتمامِها وصفائها يميز الله الخبيثَ من الطيّب، والأبيض من الأسود المربادِّ المجخِّي كما الكوز.

إنّه لا بدّ أن يكونَ للتواضع بين ظهرانينا محلٌّ طريّ لين، لم تستحكمه الشهوات ولا المصانعات، محلٌّ يُهَشُّ أمامه ويُبَشّ، محلّ يوحِي إلى المجتمع أنهم ليسوا غرباء ولو تفرَّقت نواحيهم، وإلا كان تواضعًا مفقودًا في تيهِ العقل المادّي الذي اكتسى فاقدُه ثيابَ كبر مدمّرةً، لا يهشُّ له الناظر، بل تغضُّ منه العيون، وتنبو عنه الأفئدة الحيّة، وينفضّ الناس من حوله، وحينئذ يكشِف مضمارُ المجتمع عن الستار المسدَل في صراع الأخلاق المحموم بين طغيان الأنَفَة وطوفان الإعوازِ إلى التواضع.

إنّه لا ينبغي لأحدٍ من المسلمين أن يمتنعَ عن التواضع أو يجبنَ عن تحقيقه؛ إذ به تكتسَب السلامة، وتورَث الألفة، ويُرفَع الحِقد، ويشعر الجميع بحقوقِهم تجاهَ غيرهم، والعكس بالعكس.

ألا فإنّ تواضعَ الشريفِ إنما هو زيادةٌ في شرفِه، كما أنّ تكبر الوضيع إنما هو زيادة في ضعته، كالعائل المستكبر الذي لا يكلِّمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكِّيه وله عذاب أليم.

فيا سبحانَ الله، كيف لا يتواضَع من خُلق من نطفة مذِرة، وآخرُه يعود جيفةً قذِرة، وهو بينهما يحمل العذِرةَ أجلَّكم الله؟!

إنّه لو لم يكن في التّواضع خصلة تُحمد إلا أنّ المرءَ كلَّما كثُر تواضعه كلَّما ازدادَ بذلك رفعةً لكان الواجِب على كلّ واحد منّا أن لا يتزيَّى بغيره.

إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ إلا وفي رأسه حَكَمة ـ يعني كاللجام ـ، والحَكَمة بيدِ مَلَك، إن تواضَع قيل للملك: ارفع الحَكَمَة، وإن أراد أن يرفعَ قيل للملك: ضعِ الحَكَمة)) رواه الطبرانيّ والبزّار بسند حسن ، وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تواضَع أحدٌ لله إلاّ رفعه الله)).

فاقدُ التواضع إنما هو امرؤ استعبده الكبر القاتل والعجبُ الغالب، فهو عنيدٌ صلت، به يخبو قبسه ويكبو فرسه.

فاقدُ التّواضع عقله محصود؛ لأنّه بعُجبه وأنَفَته يرفع الخسيس ويخفِض النّفيس، كالبحر الخضمّ تسهل فيه الجواهر والدرّ، ويطفو فوقَه الخشَاش والحشاش، أو هو كالميزان يرفع إلى الكفَّة ما يميل إلى الخِفّة.

فاقدُ التواضع عديم الإحساس بعيد المشاعر، شقيٌّ لا يتَّعظ بغيره، غير مستحضرٍ أنّ موطِئه قد وطِئه قبلَه آلاف الأقدام، وأنَّ مَن بعده في الانتظار.

ألا وإنّه ما رُؤي أحَدٌ ترك التّواضعَ وترفَّع على من هو دونه إلا ابتلاه الله بالذّلّة لمن فوقه، ومن استطالَ على الإخوان فلا يثقَنَّ منهم بالصفاء.


سعود الشريم
خطبة الحرم المكي في يوم الجمعة الماضي 18/5/1424 هـ

Huda76
24-07-2003, 07:13 AM
للإمـام الشــافعي

لما عفوت ولم أحقد على أحد *** أرحت نفسي من هم العداوات

إني أحيي عدوي عند رؤيته *** لأدفع الشــر عني بالتحيات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه *** كما إن قد حشى قلبي محبات

الناس داء وداء الناس قربهم *** وفي اعتزالهم قطع المـودات

MUSLIMAH
24-07-2003, 12:44 PM
السلام عليكم :)

إن شاء الله يا متاهة :)

سلامة الصدر من الأحقاد أو بمعنى آخر (( النقاء ))

ليس أروح للمرء و لا أطرد لهمومه و لا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب ، مبرأ من وساوس الضغينة و ثوران الأحقاد.
إذا رأى نعمة تنساق إلى أحد رضى بها و أحس فضل الله فيها و فقر عباده إليها و ذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم " اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد و لك الشكر " [رواه أبو دواد]

و إذا رأى أذى يحلق أحدًا من خلق الله رثى له ، و رجا الله أن يفرج كربه و يغفر ذنبه و ذكر مناشدة الرسول ربه :
إن تغفر اللهم تغفر جمّا *** و أي عبدٍ لك ما ألمّا

فسلامة الصدرفضيلة تجعل المسلم لا يربط بين حظه من الحياة و مشاعره مع الناس ، ذلك أنه ربما فشل حيث نجح غيره، و ربما تخلف حيث سبق آخرون.
فمن الغبار أو من الوضاعة أن تلتوي الأثرة بالمرء ، فتجعله يتمنى الخسارة لكل إنسان لا لشيء ، إلا أنه هو لم يربح !
ثم إن المسلم يجب أن يكون أوسع فكرة و أوكرم عاطفة ، فينظر إلى الأمور من خلال الصالح العام ، لا من خلال شهواته الخاصة !

يقول الله عزوجل في كتابه العزيز " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدرو و هدى و رحمة للمؤمنين * قل بفضل الله و برحمته فب1لك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " [سورة يونس:57،58]

و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله و فيح جهنم ، و لا يجتمع في جوف عبد الإيمان و الحسد " [رواه البيهقي]

يقول أحد الشعراء ..
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالكل أعذاء له و خصوم

كتاب (( خلق المسلم )) لفضيلة الشيخ / محمد الغزالي

========

بعد ما كتبت استوعبت أن هدى كاتبه أبيات شعر عن مضمون مشاركتي :confused:

MUSLIMAH
24-07-2003, 04:50 PM
الإخــــــــ :) ــــــــــاء

الاخوة هي روح الإيمان الحي ، و لباب المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه ، حتى أنه ليحيا بهم و يحيا لهم ، فكأنهم أغصان انبثقت من دوحة واحدة أو زوج واحد حل في أجسام متعددة .
و قد حارب الإسلام الأثرة الظالمة بالأخوة العادلة ، و أفهم الإنسا أن الحياة ليست له وحده ، و أنها لا تصلح به وحده ، فليعلم أن هناك أناسصا مثله ، إن ذكر حقه عليهم و مصلحته عندهم فليذكر حقوقهم و مصالحهم عنده ، و تذكر ذلك يخلع مع المرء من أثرته الصغيرة ، و يحمله على الشعور بغيره حين يشعر بنفسه ، فلا يتزيد و لا يفتات.

يقول الحبيب صلى الله عليه و سلم " مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى "[رواه البخاري]

و التألم الحق هو الذي يدفعك دفعًا إلى كشف ضوائق إخوانك ، فلا تهدأ حتى تزول غمتها و تدبر ظلمتها ، فإذا نجحت في ذلك استنار وجهك و استراح ضميرك يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه ، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، و من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة "[رواه البخاري و مسلم]

و من ثم كانت الأخوة الخالصة نعمة مضاعفة ، و لا نعمة التجانس الروحي فحسب ، بل نعمة التعاون المادي كذلك . و قد كرر الله عزوجل ذكر هذه النعمة مرة و مرة في آية واحدة " و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا "[سورة آل عمران:103]

و في المجتمع المتحاب بروح الله ، الملتقي على شعائر الإسلام ، يقوم إخاء العقيدة مقام إخاء النسب ، و ربما ربَتْ رابطة الإيمان على رابطة الدم . و الحق أن أواصر الأخوة في الله هي التي جمعت أبناء الإسلام أول مرة و أقامت دولته ، و رفعت رايته ، و عليها اعتمد الرسول صلى الله عليه و سلم في تأسيس أمة صابرت هجمات الوثنية الحاقدة و سائر الخصوم المتربصين ، ثم خرجت بعد صراع طويل و هي رفيعة العماد وطيدة الأركان .

قال تعالى " أذلةٍ على المؤمنين ، أعزة على الكافرين "[سورة الفتح]
و يقول عز من قائل " وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " [سورة الحشر]

فتو
26-07-2003, 09:54 PM
ما شاء الله ...




الصدق ... الحياء ... الإخلاص ... الإباء ... التواضع ... سلامة الصدر ... الإخاء



صفات غاية في الروعة... اسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا ممن يتحلون بها نحن و جميع المسلمين ...




أسير الليل ... مسلمة ... كهرمانة العين ... متاهة ... عزيز 2000 ... هدى 76


الله يجزاكم الفردوس :)

الحور
28-07-2003, 04:13 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب

(((((((( الرحمة ))))))))

بسم الله الرحمن الرحيم

الرحمـــــة


الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين . .. أما بعد

فالرحمة خلق رفيع ، وخصلة نبيلة ... كيف لا ! وقد وصف الله بها نفسه في أكثر من موضع من كتابه الكريم منها قوله تعالى : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا ! مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً } والآيات في ذلك كثيرة جدًا.

وحد الرحمة باختصار شديد هي : مشاركة الآخرين ألأمهم وأفراحهم إذ أن الرحمة عبارة عن انفعالات وعواطف تعرف بظواهرها لا بحقيقة تكوينها.

ولقد سطر لنا إمامنا وقدوتنا الأولى المطلقة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الرحمة في أروع صورها بمختلف أشكالها وألوانها.

جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : عثر أسامة بعتبة الباب فشج وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أميطي عنه الأذى )) فتقذرته فجعل يمس عنه الدم ويمجه عن وجهه ثم قال : (( لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه )) الصحيحة 1019 ، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقوم فزعا ً إلى أسامة بن زيد حبه وابن حبه ، وينظف وجهه وجرحه من الدم وما علق في وجهه من تراب ونحوه ، وهو يسكته ، ويهدى من روعه بالعبارات السابقة ، كما لو سقط أبن أحدنا فإنه يقوم إليه ، ويلاطفه بألفاظ مطيبة للخاطر ، منسية للألم مثل : سأذهب بك إلى البقالة ، أو سأشترى لك لعبة ، ونحو ذلك من الألفاظ حتى تهدأ نفسه ، وينسى الألم.

وفي ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في مسجده وسط أصحابه فإذا بالحسن بن علي رضي الله عنهما يمر من أمامه فتحركت عاطفة الأبوة بين جنبيه الطاهرين ورق قلبه العظيم له فأمسك به وقبَّله فقال الأقرع بن حابس التميمي : يا رسول الله تقبلون الصبيان ؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : نعم ! قال : والله لي عشرة من الصبيان ما قبلت أحداً منهم . فنظر إليه صلى الله عليه وسلم وقال : (( أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم )) ، بل إن رحمته تجاوزت حدود البشرية لتشمل جميع المخلوقات.

قال ابن عباس رضي الله عنهما : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل قد ضجع شاة وهو يحد شفرته فقال له : (( أتريد أن تذبحها ذبحتين هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها )) فهذه المواشي أيها الأخوة تدرك وتعرف أنها ستذبح؛ وهذا أمر ملاحظ جدًا فأنت عندما تذهب إلى سوق الغنم لتشتري ذبيحة فإنك وبمساعده البائع وقد تحتاج إلى شخص ثالث حتى يساعدوك على إدخال هذه الذبيحة إلى السيارة، فهي تقاوم بكل ما أوتيت من قوة؛ لكن إذا نزلت المسلخ، ورأت الذبح أمامها فما هو حالها ؟ تأمل كيف أنك ستسحبها سحبًا و بلكراع وهي مستلقاة على الأرض لا تستطيع الوقوف على رجليها لأنها انهارت تمامًا مما تراه من مشاهد الذبح وألوانه؛ فليتنا نرحم هذه الدواب ولا ندخلها إلى المسلخ إلا بعد حجز الرقم وانتظار الدور وشرا الكرتون والأكياس المخصصة للـَّحم ، فالرحمة هنا مطلوبة .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا يسأل الله عنها يوم القيامة )) قالوا : وما حقها يا رسول الله ؟ قال : (( حقها أن تقتلها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمى به )) ، انظروا أيها الأخوة إلى رحمته بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ، فلقد شملت رحمته البر والفاجر والحر والعبد البُهم والناطق ، لقد شملت الجميع.

فأين الذين يصيدون أكثر من حاجتهم ، وأين من يتعلم الصيد في هذه الطيور ألا يعلمون أنهم قد وقعوا في المحذور.

إذًا عزيزي القارئ فالرحمة صفة إلهيه وخلق نبوي كريم حريٌ بنا أن نتخلق به وأن تجتهد في التحلي به لعل الله أن يرحمنا برحمتنا لخلقه.

شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة في قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم (( إذا أردت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم أطعم المسكين )). هذا أحد الحلول لإذابة جليد القسوة المتجمدة على القلب فما أحوج اليتيم إلى من يشفق عليه ويرحمه، وما أحوج من قسى قلبه إلى الشعور باليتيم وبحاجته إلى المحبة والعطف التي فقدها، كما أن إطعام المسكين والإحسان إليه دليل على رقة القلب وشفا فيته، وهو حلٌ لمن يشكو قسوة قلبه.

والله عز وجل أرحم الراحمين ورحمته سبحانه وتعالى سبقت غضبه وهي قريبه من عباده المؤمنين ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تَحلـُبُ ثديها تسقي، إِذ وجدت صبيًا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : (( أترون هذه طارحة ولدها في النار )). قلنا : لا ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال : (( لله أرحم بعباده من هذه بولدها )). متفق عليه.
فرحمته واسعة، ولكن يجب أن نجتهد في طاعته سبحانه وتعالى والخوف منه ولا نستمر في الذنوب والأثام متكلين على سعة رحمته من غير عمل فتجد الإنسان منغمس في الشهوات والمعاصي ، وإذا كلمته قال لك : يا أخي الله غفور رحيم ؛ أو : يا أخي الله رحمته واسعة؛ وغيرها من العبارات؛ فنقول : نعم الله غفور رحيم ولا ننسى أنه شديد العقاب ولا ننسى قوله تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا } لمن ستكتب هذه الرحمة للعصاة المتخاذلين ؟! ! لمن ستكتب . { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ }.

ختامًا فقد يشوب الرحمة بعض الأمور كرحمت من لا يستحق الرحمة من الظالمين الذين تقام عليهم الحدود الشرعية، أو من يكون مصدر خطر و مثار رهب فيكون من مصلحة العامة أن يكف شره وضرره وأن يؤخذ على يده رحمة به وبالناس أجمعين. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه
أبو عبد الله فهد بن فرج الأحمدي
المدينة النبوية 11/ 4 / 1424هـ
Fahad1409@hotmail.com


لا تنسوني من دعائكم الطيب
الصفحة الرئيسة



وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

متاهه
24-08-2003, 02:34 PM
حياك ربي مسلمـة..
ينشد فيك الظهر :)
شكلي أنا اللي مضيعة..:rolleyes:

الرفـــق..
لا يكون الرفق في شئ إلا زانه..
اللطف يفعل أكثر مما يفعل العنف..(لافونتين)..
باللطف نستطيع فتح جميع الأبواب..(حكمة إنجليزية)..