حروف سوالف
05-10-2003, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم صعب في الغربة
وصلت إلى المدينة أخيرا بعد هذا الطريق الطويل_كنت أحدث نفسي _ يجب أن أبحث عن مكان لأبيت فيه، لاحظت أن مؤشر الوقود ينبه بنفاذ الوقود من السيارة ، فتوقفت عند أحد المحطات لتعبئة الوقود ، وضعت يدي في جيبي فلم أجد المحفظة !!!.
هكذا من البداية في هذه المدينة الغريبة عني الغريب عنها ؟!!..
بحثت في أرجاء السيارة في كل مكان متوقع وغير متوقع ، لم يقطع محاولات البحث إلا عامل المحطة حيث أشار لي أن انتهيت ، صمت للحظات أحملق فيه كمن يبحث عن جمله مفيدة لأخبره بما جرا لي .
لم يتمالك نفسه فكرر الطلب بلكنته العربية المكسورة ...
تذكرت أني وضعت مبلغا في درج السيارة أخرجته وأعطيته للرجل .
خرجت من المحطة شارد الذهن ، أين أضعت محفظتي ، يبدو لي أني في ورطه ، فلا أعرف أحد هنا ولا أستطيع تدبر أموري .
أصبحت أهيم على وجهي لا أعرف ما يجب علي فعله ، توقفت عند الشاطئ قليلا لعل البحر يساعدني على التفكير ويريح أعصابي المتوترة .
لم أستمتع بنسمات الهواء الباردة فالموقف شل جميع أحاسيسي ، أخيرا الحل الوحيد أن أتصل بأحد معارفي هناك وأخبره بما حدث ليرسل لي مبلغا ...حتى وأن فلن يصل المبلغ حتى صباح الغد ...جلست أفكر حتى ساعة متأخرة فلا يوجد ما أفعله ، أحسست بالجوع الشديد فلم أكل شيء منذ الصباح ، ما أضعف بني أدم هكذا أًصبحت فقيرا معدما لا أستطيع حتى شراء ما أكله ..تذكرت أنه بقي لي بضعة وريقات نقدية في درج السيارة أخرجتها ، قد تكفي لشراء شيء يؤكل هذه الليلة ..
انطلقت بالسيارة وأنا أدعو الله الرازق أن يرزقني ما أكله ، بالرغم من أني أملك وأملك إلا أني عرفت معنا الجوع والضعف ، عرفت معنا الفقر والحاجة ...يا ربي قد استوعبت الدرس جيدا فلا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت .....
الفقر سلطان جائر ، أحسست بضعفي وقلة حيلتي لم أتصور يوم أن أكون في مثل هذه الحالة ، لم أتمالك نفسي وقمت بطلب أخي على الهاتف ، تفاجئ بمكالمتي ، أخبرته بالقصة كاملة لم أجد لديه أجابه الا أن أنتظر الصباح ...
بينما كنت أسير إذا برجل طاعن في السن يظهر عليه الوقار والهيبة ذو لحية كساها البياض ...يحمل حقيبة في يده ويشير لي باليد الأخرى ..
توقفت ...
قال : يا بني هل لك أن توصلني لمنزلي في نهاية المدينة ، أنا شيخ كبير وما عدت أقوى على المشي ..سأدفع لك ما تريد .
الموقف كان غريبا بل مخيفا رجل فوق الرصيف في أخر الليل يحمل حقيبة فارهة ويطلب مني أن أوصله حتى لو اضطر أن يدفع لي ؟!، لم يدع لي مجالا للتفكير حتى مد يده بمبلغ يكفي أن يطعمني عشاء دسما .
وأستدرك قائلا : سأدفع لك مثله إذا أوصلتني لمنزلي .
هذا الرجل شل تفكيري ، تصرفه كان غريبا.
قلت بهدوء : تفضل .
لم نتحدث كثيرا بل ضل صامتا يراقب حركاتي وأنا أتشاغل بالقيادة ، كنت أتلصص عليه بنظراتي بين فينة وأخرى ، حتى وصلت إلى الشارع المطلوب ، ما لبث أن قال توقف عند بوابة هذا البيت ، فتوقفت امتثلا .
مد يده بباقي المبلغ ثم نزل وأغلق الباب أن أنصرف ....
لم أتمالك نفسي ففتحت النافذة وشكرته على المال .
أجابني أن أشكر الله فهو الرازق .
أدركت أن الله بعث لي هذا الرجل ليكون سببا في رزقي .
تحياتي
حروف سوالف
يوم صعب في الغربة
وصلت إلى المدينة أخيرا بعد هذا الطريق الطويل_كنت أحدث نفسي _ يجب أن أبحث عن مكان لأبيت فيه، لاحظت أن مؤشر الوقود ينبه بنفاذ الوقود من السيارة ، فتوقفت عند أحد المحطات لتعبئة الوقود ، وضعت يدي في جيبي فلم أجد المحفظة !!!.
هكذا من البداية في هذه المدينة الغريبة عني الغريب عنها ؟!!..
بحثت في أرجاء السيارة في كل مكان متوقع وغير متوقع ، لم يقطع محاولات البحث إلا عامل المحطة حيث أشار لي أن انتهيت ، صمت للحظات أحملق فيه كمن يبحث عن جمله مفيدة لأخبره بما جرا لي .
لم يتمالك نفسه فكرر الطلب بلكنته العربية المكسورة ...
تذكرت أني وضعت مبلغا في درج السيارة أخرجته وأعطيته للرجل .
خرجت من المحطة شارد الذهن ، أين أضعت محفظتي ، يبدو لي أني في ورطه ، فلا أعرف أحد هنا ولا أستطيع تدبر أموري .
أصبحت أهيم على وجهي لا أعرف ما يجب علي فعله ، توقفت عند الشاطئ قليلا لعل البحر يساعدني على التفكير ويريح أعصابي المتوترة .
لم أستمتع بنسمات الهواء الباردة فالموقف شل جميع أحاسيسي ، أخيرا الحل الوحيد أن أتصل بأحد معارفي هناك وأخبره بما حدث ليرسل لي مبلغا ...حتى وأن فلن يصل المبلغ حتى صباح الغد ...جلست أفكر حتى ساعة متأخرة فلا يوجد ما أفعله ، أحسست بالجوع الشديد فلم أكل شيء منذ الصباح ، ما أضعف بني أدم هكذا أًصبحت فقيرا معدما لا أستطيع حتى شراء ما أكله ..تذكرت أنه بقي لي بضعة وريقات نقدية في درج السيارة أخرجتها ، قد تكفي لشراء شيء يؤكل هذه الليلة ..
انطلقت بالسيارة وأنا أدعو الله الرازق أن يرزقني ما أكله ، بالرغم من أني أملك وأملك إلا أني عرفت معنا الجوع والضعف ، عرفت معنا الفقر والحاجة ...يا ربي قد استوعبت الدرس جيدا فلا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت .....
الفقر سلطان جائر ، أحسست بضعفي وقلة حيلتي لم أتصور يوم أن أكون في مثل هذه الحالة ، لم أتمالك نفسي وقمت بطلب أخي على الهاتف ، تفاجئ بمكالمتي ، أخبرته بالقصة كاملة لم أجد لديه أجابه الا أن أنتظر الصباح ...
بينما كنت أسير إذا برجل طاعن في السن يظهر عليه الوقار والهيبة ذو لحية كساها البياض ...يحمل حقيبة في يده ويشير لي باليد الأخرى ..
توقفت ...
قال : يا بني هل لك أن توصلني لمنزلي في نهاية المدينة ، أنا شيخ كبير وما عدت أقوى على المشي ..سأدفع لك ما تريد .
الموقف كان غريبا بل مخيفا رجل فوق الرصيف في أخر الليل يحمل حقيبة فارهة ويطلب مني أن أوصله حتى لو اضطر أن يدفع لي ؟!، لم يدع لي مجالا للتفكير حتى مد يده بمبلغ يكفي أن يطعمني عشاء دسما .
وأستدرك قائلا : سأدفع لك مثله إذا أوصلتني لمنزلي .
هذا الرجل شل تفكيري ، تصرفه كان غريبا.
قلت بهدوء : تفضل .
لم نتحدث كثيرا بل ضل صامتا يراقب حركاتي وأنا أتشاغل بالقيادة ، كنت أتلصص عليه بنظراتي بين فينة وأخرى ، حتى وصلت إلى الشارع المطلوب ، ما لبث أن قال توقف عند بوابة هذا البيت ، فتوقفت امتثلا .
مد يده بباقي المبلغ ثم نزل وأغلق الباب أن أنصرف ....
لم أتمالك نفسي ففتحت النافذة وشكرته على المال .
أجابني أن أشكر الله فهو الرازق .
أدركت أن الله بعث لي هذا الرجل ليكون سببا في رزقي .
تحياتي
حروف سوالف