دموع تائبة
17-10-2003, 09:59 AM
الحمد لله الذي ارتضى الإسلام دينًا للبشرية...أعز بها جانبها ، ورفع بها قدرها ، وألقى به الرعب في قلوب أعدائها فكان لنعمة الإسلام النصر والتمكين ثم كان الفتح المبين من لدن العزيز الحكيم القائل في محكم التنزيل :
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فالحمد لله على نعمة الإسلام أولاً و آخرًا وظاهرًا وباطنًا..حمدًا تدركه نفوس عرفة نعمت الإسلام يوم ذاقت حلاوته وتقلبت في نعمته ، فأيقنت أن لا عزة لها إلا بالانتماء إليه ورفع رايته والاستقامة على منهاجه وشريعته.
لقد كفل الله بهذا الدين لأمة الإسلام أسباب العز والتمكين حتى كان لها من علو الشأن ومهابة السلطان ما مكنها من تقويض دعائم أعظم دولتين عرفهما التاريخ وأعني بهما مملكتي الفرس والروم وكفى بالتاريخ شاهدًا على تلك البطولات آنذاك.
نعم كان ذاك يوم أن أعز المسلم دينه فأعزه الله به.. يوم أن كانت للمسلم قوته وصلابته المستمدة من قوة دينه وعقيدته يوم كان لمنطقه سدادة ولمظهره مهابة ، اعتز بدينه فأذل الله له رقاب الجبابرة ، أعرض عن الدنيا فأتت إليه راغمة حتف الآناف…هذه حقيقة يكذبها الواقع المعاصر لأمة الإسلام أو يصدقها!!
إن الناظر بعين الإنصاف والموضوعية إلى واقع المجتمع الإسلامي اليوم يجده كعملة متقطعة الملامح مجهولة الهوية حيث التميع والتبعية...فعزة المسلم تستتر خلف دعوى التحضر والمدنية.
أما الوجه الأول لتلك العملة فمسلم لا يحمل من الإسلام سوى اسمه لا يحل حلالا ولا يحرم حرامًا ، لا يقر معروفًا ولا ينكر منكرًا ، إنما هو إمعة يلهث وراء سراب ما يسمونه بالمدنية...إن نظرت إليه اقشعر بدنك لمرآه... فالزي غريب مبتذل وافد من بلاد الكفرة ثم هو لا يليق بمقام الرجال ، ثم إنك إن حاورته وجدته كالطبل الأجوف فلغة الخطاب منمقة لا تعدو عن كونها شعارات زائفة ما أنزل الله بها من سلطان يرددها كالببغاء لا يدرك أبعادها ولا يفقه مغزاها ولا مرادها…الدين عنده تزمت ورجعية وبحسبه منه صلوات تؤدى في المناسبات !!
صورة مزرية ولكن…زعموا أنها مدنية !!
ثم إنك إن يممت النظر إلى الوجه الآخر من العملة ذاتها وجدت ما تمتعض له القلوب وتفيض له المقل فهي مسلمة، ولكن أي مسلمة ؟! مسلمة هتكت ستر الله الذي صانها به من فوق سبع سماوات فألقت بالحجاب، ولهثت وراء آخر صرعات الموضات والأزياء حيث التعري والانسلاخ من العفة والحياء ثم هي تخالط الرجال وتنادى بحقها بالمساواة بين الجنسين ناهيك عما في هذا المزلق الخطر من تبعات ، قد تجردت من الإسلام فلم تحمل منه سوى اسمه !!
لعمري إنها لجاهلية ، ولكن زعموا أنها مدنية !!
إننا إذا تأملنا هذا الواقع الأليم لأمة الإسلام لم نستغرب ما آل إليه حالها ولا ما وصل إليه حاضرها فمن القوة إلى الضعف ، ومن العزة إلى المهانة ، ومن القيادة إلى التبعية...
وزعموا أن ذلك مدنية !!
لقد تكالبت على أمة الإسلام الأمم فأضحت كالدمية المتراقصة في يد محركها يمنة ويسره…فلا حمية لا غيرة لا عقلانية...
إنما هو التقليد الأعمى المزعوم بالمدنية !!
ثم تجد أبناء جلدتنا يتشدقون في المحافل ويضربون راح أيديهم ببعضها أن وفقنا في إدراك ركب الحضارة فسطعت علينا أنوار المدنية !! فأي مدنية يزعمون ؟!!
إن الإسلام ما كان ليرضى بالتخلف والجمود أو الرجعية كما يزعم الزاعمون ثم هو لا يحارب المدنية وإنما يقرها ويدعو إليها ، وما كان استخلاف الله للبشرية في الأرض إلا لتعميرها ولن يكون ذلك إلا بتطويرها والمضي بها قدمًا ولكن شريطة أن يدور ذلك التعمير في فلك الإسلام ومجرته فما حاد من المدنية عن هذا النطاق فمردود وما دار في هذا الفلك فمحمود ، فالإسلام مهذب للمدنية وهو يريد منها التعمير لا التدمير وجماع ذلك كله أن نعول في أمر المدنية إلى مجهر الدين فنقبل ما تفحصه منها فأقره ونرفض ما سوى ذلك ، وهنا حتمًا سنبلغ أعلى مراتبها ، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)
فإن المدنية كهذه فبها ونعم…فهي المدنية الحقيقية لا تلك التي يزعمون.
التوقيع :
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
بقلم :
أختكم "دموع تائبة"
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فالحمد لله على نعمة الإسلام أولاً و آخرًا وظاهرًا وباطنًا..حمدًا تدركه نفوس عرفة نعمت الإسلام يوم ذاقت حلاوته وتقلبت في نعمته ، فأيقنت أن لا عزة لها إلا بالانتماء إليه ورفع رايته والاستقامة على منهاجه وشريعته.
لقد كفل الله بهذا الدين لأمة الإسلام أسباب العز والتمكين حتى كان لها من علو الشأن ومهابة السلطان ما مكنها من تقويض دعائم أعظم دولتين عرفهما التاريخ وأعني بهما مملكتي الفرس والروم وكفى بالتاريخ شاهدًا على تلك البطولات آنذاك.
نعم كان ذاك يوم أن أعز المسلم دينه فأعزه الله به.. يوم أن كانت للمسلم قوته وصلابته المستمدة من قوة دينه وعقيدته يوم كان لمنطقه سدادة ولمظهره مهابة ، اعتز بدينه فأذل الله له رقاب الجبابرة ، أعرض عن الدنيا فأتت إليه راغمة حتف الآناف…هذه حقيقة يكذبها الواقع المعاصر لأمة الإسلام أو يصدقها!!
إن الناظر بعين الإنصاف والموضوعية إلى واقع المجتمع الإسلامي اليوم يجده كعملة متقطعة الملامح مجهولة الهوية حيث التميع والتبعية...فعزة المسلم تستتر خلف دعوى التحضر والمدنية.
أما الوجه الأول لتلك العملة فمسلم لا يحمل من الإسلام سوى اسمه لا يحل حلالا ولا يحرم حرامًا ، لا يقر معروفًا ولا ينكر منكرًا ، إنما هو إمعة يلهث وراء سراب ما يسمونه بالمدنية...إن نظرت إليه اقشعر بدنك لمرآه... فالزي غريب مبتذل وافد من بلاد الكفرة ثم هو لا يليق بمقام الرجال ، ثم إنك إن حاورته وجدته كالطبل الأجوف فلغة الخطاب منمقة لا تعدو عن كونها شعارات زائفة ما أنزل الله بها من سلطان يرددها كالببغاء لا يدرك أبعادها ولا يفقه مغزاها ولا مرادها…الدين عنده تزمت ورجعية وبحسبه منه صلوات تؤدى في المناسبات !!
صورة مزرية ولكن…زعموا أنها مدنية !!
ثم إنك إن يممت النظر إلى الوجه الآخر من العملة ذاتها وجدت ما تمتعض له القلوب وتفيض له المقل فهي مسلمة، ولكن أي مسلمة ؟! مسلمة هتكت ستر الله الذي صانها به من فوق سبع سماوات فألقت بالحجاب، ولهثت وراء آخر صرعات الموضات والأزياء حيث التعري والانسلاخ من العفة والحياء ثم هي تخالط الرجال وتنادى بحقها بالمساواة بين الجنسين ناهيك عما في هذا المزلق الخطر من تبعات ، قد تجردت من الإسلام فلم تحمل منه سوى اسمه !!
لعمري إنها لجاهلية ، ولكن زعموا أنها مدنية !!
إننا إذا تأملنا هذا الواقع الأليم لأمة الإسلام لم نستغرب ما آل إليه حالها ولا ما وصل إليه حاضرها فمن القوة إلى الضعف ، ومن العزة إلى المهانة ، ومن القيادة إلى التبعية...
وزعموا أن ذلك مدنية !!
لقد تكالبت على أمة الإسلام الأمم فأضحت كالدمية المتراقصة في يد محركها يمنة ويسره…فلا حمية لا غيرة لا عقلانية...
إنما هو التقليد الأعمى المزعوم بالمدنية !!
ثم تجد أبناء جلدتنا يتشدقون في المحافل ويضربون راح أيديهم ببعضها أن وفقنا في إدراك ركب الحضارة فسطعت علينا أنوار المدنية !! فأي مدنية يزعمون ؟!!
إن الإسلام ما كان ليرضى بالتخلف والجمود أو الرجعية كما يزعم الزاعمون ثم هو لا يحارب المدنية وإنما يقرها ويدعو إليها ، وما كان استخلاف الله للبشرية في الأرض إلا لتعميرها ولن يكون ذلك إلا بتطويرها والمضي بها قدمًا ولكن شريطة أن يدور ذلك التعمير في فلك الإسلام ومجرته فما حاد من المدنية عن هذا النطاق فمردود وما دار في هذا الفلك فمحمود ، فالإسلام مهذب للمدنية وهو يريد منها التعمير لا التدمير وجماع ذلك كله أن نعول في أمر المدنية إلى مجهر الدين فنقبل ما تفحصه منها فأقره ونرفض ما سوى ذلك ، وهنا حتمًا سنبلغ أعلى مراتبها ، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)
فإن المدنية كهذه فبها ونعم…فهي المدنية الحقيقية لا تلك التي يزعمون.
التوقيع :
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصًا جناحاه
بقلم :
أختكم "دموع تائبة"