فتى الإيمان
27-10-2003, 03:15 AM
في رحاب آيـة
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
هذا هو جزاء المحسنين ولكن قولة: {ربنا الله}.. ليست كلمة تقال. بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير. إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه. {ربنا الله} فله العبادة، وإليه الاتجاه. ومنه الخشية وعليه الاعتماد. {ربنا الله} فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه، ولا خوف ولا تطلع لمن عداه. {ربنا الله} فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه. {ربنا الله} فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه. {ثم استقاموا}. وهذه أخرى. استقامة النفس وطمأنينة القلب. استقامة المشاعر والخوالج.. واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار. والذين يقسم الله لهم المعرفة والاستقامة هم الصفوة المختارة. وهؤلاء {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. وفيم الخوف وفيم الحزن؟ {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}.
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ.
حـديث اليــوم
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شفع لأحد شفاعة ، فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من الربا". رواه أحمد في مسنده.
الجاه والمكانة بين الناس من نعم الله على العبد إذا شكرها ، ومِنْ شكرِ هذه النعمة أن يبذلها صاحبها لنفع المسلمين ، وهذا يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أحدا فليفعل" ومن نفع بجاهه أخاه المسلم في دفع ظلم عنه أو جلب خير إليه دون ارتكاب محرم أو اعتداء على حق أحد فهو مأجور عند الله ـ عز وجل ـ إذا خلصت نيته كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " اشفعوا تؤجروا ". وحديث أبي أمامة المتقدم يدل على أنه لا يجوز أخذ مقابل على هذه الشفاعة والواسطة، ولقد شاع في عصرنا من يعرض بذل جاهه ووساطته مقابل مبلغ مالي يشترطه لتعيين شخص في وظيفة أو نقل آخر من دائرة أو من منطقة إلى أخرى أو علاج مريض ونحو ذلك، وكل هذا محرم بنص الحديث. وحسب فاعل الخير الأجر من الله يجده يوم القيامة، جاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل : علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ؟.
حكمة اليوم
الملك مَنْ ينشرُ أثواب الفضل، ويبسطُ أنواعَ العدل.
ابتسامة اليوم
من يفهم ممن؟
كان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعِّرين في اللغة واستعمال حُوشي الكلام وغريب اللفظ، دخل يوما على الطبيب وقال : إني أكلت من لحوم هذه الجَوَازِل (1) فطَسِئْتُ (2) طَسْأةً ، فأصابني وجَعٌ بين الوابلة (3) إلى دأْية (4) العنق ، فلم يزل يربو ويَنْمى ، حتى خالَطَ الخِلْبَ (5) ، فألمتْ له الشراسِفُ (6) ، فهل عندك دواء ؟ فقال له الطبيب: خذ خَرْبَقا وشَلْفقاً وشَبْرَقاً ، فزهزقهُ وزقزِقهْ واغسلهُ بماء روْثٍ واشربه. فقال أبو علقمة : أعد عليَّ ويحك ، فإني لم أفهم منك شيئا. فقال له الطبيب : لعن الله أقلّنا إفهاماً لصاحبه ، وهل فهمتُ منك شيئاً مما قلت ؟ الجوازل = مفردها جوزل ، وهو فرخ الحمام طسأ = اتّخم الوابلة = طرف العضد في الكتف الدأي = ملتقى ضلوع الصدر، ودايات العنق : فقارها الخلب = حجاب الكبد الشراسف = مفردها شرسوف ، وهو طرف الضلع المشرف على البطن
من قصص الصالحين
أسماء بنت يزيد (خطيبة النساء)
هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل بن الحارث، الأنصارية، الأوسية، الأشهلية. وقد اختلف بعض المؤرخين والرواة حول اسمها فبعضهم قال: (أسماء بنت عبيد الأنصاري) وكانت تكنى أم سلمة و (أم عامر الأوسية) وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه، تعد من المحدثات الفاضلات وهي مجاهدة جليلة كانت من ذوات العقل والدين والخطابة حتى لقبوها خطيبة النساء. فها هي تتقدم النساء وتتزعمهن ويذهبن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له: (أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجل والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟. وما انتهت أسماء من حديثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ثم قال: (هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه؟). فقالوا بلى يا رسول الله. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال). فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما أسلم ابن عمها معاذ بن جبل- رضي الله عنه سألته عن الإسلام وما يدعو إليه فتلا عليها آيات من الذكر الحكيم وأخبرها أنه عليه الصلاة والسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ونبذ عبادة الأصنام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فأتت أم عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت وكانت أول من بايع من النساء. وكان عليها سواران من ذهب فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيصهما فقال عليه الصلاة والسلام: (ألقي السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟) ابن ماجة. فما كان منها إلا أن سارعت فنزعتهما وألقتهما أمامه. وشهدت أسماء بنت يزيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد وكانت تخدم رسول الله تقول: (إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله إذ نزلت سورة المائدة كلها فكادت تدق عنق الناقة. وقد امتد العمر بأسماء- رضي الله عنها- فقد شهدت (موقعة اليرموك سنة 15هـ) وشاركت فيها فكانت مجاهدة جليلة وتذكر الروايات أنها قتلت تسعة من جنود الروم بعمود خيمتها وعاشت بعد ذلك دهراً رضي الله عنها. (من موقع الدر المكنون).
أينَ أهلُ الدِّيارِ مِنْ قَوْم نُوح * ثم عادٌ من بعدها وثَمود
بينما هُمْ على الأسرة والأنـ * ـماطِ أَفضت إلى التُّراب الخُدود
وصحيحٌ أَمْسى يعُودُ مريضاً * وهو أَدنى للموت ممَّن يَعود
ثم لم ينقض الحديثُ ولكنْ * بعد ذا كلِّه وذاك الوَعِيد
عَدِيّ بن زَيْد
بنت الجنوب
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
هذا هو جزاء المحسنين ولكن قولة: {ربنا الله}.. ليست كلمة تقال. بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير. إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه. {ربنا الله} فله العبادة، وإليه الاتجاه. ومنه الخشية وعليه الاعتماد. {ربنا الله} فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه، ولا خوف ولا تطلع لمن عداه. {ربنا الله} فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه. {ربنا الله} فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه. {ثم استقاموا}. وهذه أخرى. استقامة النفس وطمأنينة القلب. استقامة المشاعر والخوالج.. واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار. والذين يقسم الله لهم المعرفة والاستقامة هم الصفوة المختارة. وهؤلاء {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. وفيم الخوف وفيم الحزن؟ {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}.
دعاء اليوم
اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ.
حـديث اليــوم
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شفع لأحد شفاعة ، فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من الربا". رواه أحمد في مسنده.
الجاه والمكانة بين الناس من نعم الله على العبد إذا شكرها ، ومِنْ شكرِ هذه النعمة أن يبذلها صاحبها لنفع المسلمين ، وهذا يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أحدا فليفعل" ومن نفع بجاهه أخاه المسلم في دفع ظلم عنه أو جلب خير إليه دون ارتكاب محرم أو اعتداء على حق أحد فهو مأجور عند الله ـ عز وجل ـ إذا خلصت نيته كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " اشفعوا تؤجروا ". وحديث أبي أمامة المتقدم يدل على أنه لا يجوز أخذ مقابل على هذه الشفاعة والواسطة، ولقد شاع في عصرنا من يعرض بذل جاهه ووساطته مقابل مبلغ مالي يشترطه لتعيين شخص في وظيفة أو نقل آخر من دائرة أو من منطقة إلى أخرى أو علاج مريض ونحو ذلك، وكل هذا محرم بنص الحديث. وحسب فاعل الخير الأجر من الله يجده يوم القيامة، جاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل : علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ؟.
حكمة اليوم
الملك مَنْ ينشرُ أثواب الفضل، ويبسطُ أنواعَ العدل.
ابتسامة اليوم
من يفهم ممن؟
كان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعِّرين في اللغة واستعمال حُوشي الكلام وغريب اللفظ، دخل يوما على الطبيب وقال : إني أكلت من لحوم هذه الجَوَازِل (1) فطَسِئْتُ (2) طَسْأةً ، فأصابني وجَعٌ بين الوابلة (3) إلى دأْية (4) العنق ، فلم يزل يربو ويَنْمى ، حتى خالَطَ الخِلْبَ (5) ، فألمتْ له الشراسِفُ (6) ، فهل عندك دواء ؟ فقال له الطبيب: خذ خَرْبَقا وشَلْفقاً وشَبْرَقاً ، فزهزقهُ وزقزِقهْ واغسلهُ بماء روْثٍ واشربه. فقال أبو علقمة : أعد عليَّ ويحك ، فإني لم أفهم منك شيئا. فقال له الطبيب : لعن الله أقلّنا إفهاماً لصاحبه ، وهل فهمتُ منك شيئاً مما قلت ؟ الجوازل = مفردها جوزل ، وهو فرخ الحمام طسأ = اتّخم الوابلة = طرف العضد في الكتف الدأي = ملتقى ضلوع الصدر، ودايات العنق : فقارها الخلب = حجاب الكبد الشراسف = مفردها شرسوف ، وهو طرف الضلع المشرف على البطن
من قصص الصالحين
أسماء بنت يزيد (خطيبة النساء)
هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل بن الحارث، الأنصارية، الأوسية، الأشهلية. وقد اختلف بعض المؤرخين والرواة حول اسمها فبعضهم قال: (أسماء بنت عبيد الأنصاري) وكانت تكنى أم سلمة و (أم عامر الأوسية) وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه، تعد من المحدثات الفاضلات وهي مجاهدة جليلة كانت من ذوات العقل والدين والخطابة حتى لقبوها خطيبة النساء. فها هي تتقدم النساء وتتزعمهن ويذهبن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له: (أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجل والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجُمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفلا نشارككم في هذا الأجر؟. وما انتهت أسماء من حديثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ثم قال: (هل سمعتم بمقالة امرأة أحسن من سائلة في أمر دينها من هذه؟). فقالوا بلى يا رسول الله. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال). فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما أسلم ابن عمها معاذ بن جبل- رضي الله عنه سألته عن الإسلام وما يدعو إليه فتلا عليها آيات من الذكر الحكيم وأخبرها أنه عليه الصلاة والسلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ونبذ عبادة الأصنام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فأتت أم عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت وكانت أول من بايع من النساء. وكان عليها سواران من ذهب فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيصهما فقال عليه الصلاة والسلام: (ألقي السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟) ابن ماجة. فما كان منها إلا أن سارعت فنزعتهما وألقتهما أمامه. وشهدت أسماء بنت يزيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد وكانت تخدم رسول الله تقول: (إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله إذ نزلت سورة المائدة كلها فكادت تدق عنق الناقة. وقد امتد العمر بأسماء- رضي الله عنها- فقد شهدت (موقعة اليرموك سنة 15هـ) وشاركت فيها فكانت مجاهدة جليلة وتذكر الروايات أنها قتلت تسعة من جنود الروم بعمود خيمتها وعاشت بعد ذلك دهراً رضي الله عنها. (من موقع الدر المكنون).
أينَ أهلُ الدِّيارِ مِنْ قَوْم نُوح * ثم عادٌ من بعدها وثَمود
بينما هُمْ على الأسرة والأنـ * ـماطِ أَفضت إلى التُّراب الخُدود
وصحيحٌ أَمْسى يعُودُ مريضاً * وهو أَدنى للموت ممَّن يَعود
ثم لم ينقض الحديثُ ولكنْ * بعد ذا كلِّه وذاك الوَعِيد
عَدِيّ بن زَيْد
بنت الجنوب