PDA

View Full Version : قبل أكثر من عقدين من الزمان ... كانت هناك دولتان (( ماليزيا والعراق ))


مرايا مبعثرة
09-11-2003, 09:37 AM
عقدين من الزمان ... بين مهاتير وصدَّام

قبل أكثر من عقدين من الزمان ... كانت هناك دولتان ...

أولاهما دولة زراعية فقيرة قليلة الموارد تسمى بماليزيا، والأخرى دولة غنية بل من أغنى دول العالم ذات وفرة نادرة في الموارد الطبيعية والبشرية تسمى بالعراق.

أما ماليزيا ... فكان حظها في إدارة دفة الحكم فيها على مدى العقدين السابقين طبيب إنسان خرج من عيادته للبرلمان ومنه إلى منصب رئاسة الوزراء .

أما العراق المسكين ... فكان حظه سفاح لا يعرف إلا لغة السلاح.

وبدأ الطبيب الإنسان يداوي علَّة الفقر في شعبة والضعف في دولته فأعزى المرض إلى الجهل وقلة العلم فاقتطع أربعين في المئة من الدخل العام واستثمره في التعليم الذي أعتبره أقوى سلاح يسلح به الإنسان وتبنى به الدول، وكان يحلم أن ينقل دولته إلى مصاف الدول المتقدمة فوضع خطة عشرين عاماً وعاش مع شعبه ودولته هذا الحلم إلى أن أصبح حلمه واقعاً ملموساً. فكان بحق قائداً حالما صنع لشعبه ودولته واقعاً مليئاً بالعز والتمكين.

أما السفاح صدام فقد استولى على دفة الحكم وأعمل سلاحه في رؤوس المعارضين منذ أول يوم ونشر الرعب والذعر في قلوب أبناء شعبه وكان حلمه يخرج من طبيعته الدموية فصنع السلاح وسحق ودمَّر الإنسان وأعاش شعبه حلمه الدموي وأدخلهم الحرب تلو الأخرى ودمرهم شر تدمير.

أما مهاتير الإنسان فبعد أكثر من عقدين من الزمان وفي قمة النجاح لدولته قرر أن يعتزل منصبة بمحض إرادته وحرصه أن يستفيد شعبه من دماء جديدة بعد أن قفز بشعبه ودولته خمسين عاماً للأمام.

أما السفاح صدَّام فقد خُلع وأسقطت أصنامه التي شيدت على أنقاض شعبه وأصبح طريداً مخلوعاً منبوذاً مكروهاً وقد دخل التاريخ وخرج من أسوأ أبوابه وما زال حتى يومنا هذا لا يعترف بجرائمه ويعتقد أحقيته في الحكم.

وفي يوم الجمعة الخامس من رمضان لعام 1424هـ الموافق 31 أكتوبر لعام 2003م ودع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد المسرح السياسي مرفوع الرأس وقد أعتزل المنصب بمحض الإرادة وهو ودولته في القمة وقدم النموذج الإسلامي في الحكم من خلال إيمانه بقدسية العمل واعمال العقل واحترام الأديان.

وقد تجاوز مهاتير أزمات اقتصادية طاحنة كالتي عصفت بالنمور الآسيوية عام 1997م ولم يتوان عن فضح من كان يعتقد أنهم وراء هذه الأزمات لضرب العالم الإسلامي.

أما السفاح صدام فبعد أن طحن شعبه ودمرَّه وهدد جيرانه وأستنفذ طاقات دولته ودول مجاورة فقد سلَّم كل خيرات بلاده بما تحمله في أرضها من موارد طبيعية وبشرية فريسة سهلة لدول العالم كله تعبث بالعراق وأهله كيفما شاءت صباح مساء.

أما مهاتير فقد سلم دفة الحكم إلى عبد الله أحمد بدوي الرجل المعروف والملقب "بالرجل النظيف" أو "السيد حسن السلوك" الذي ولد من عائلة معروفة متدينة في ولاية جزيرة بينانغ الشمالية الغربية وحصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة ملايا أقدم جامعات البلاد، وعمل منذ 1964م في مناصب حكومية مختلفة منها ثلاث مناصب وزارية كوزير في مكتب رئيس الوزراء (1980 – 1981) ووزيراً للتعليم (1984 – 1986) ووزيراً للخارجية (1991 – 1996) وحينها صدم مهاتير عندما علم أن بدوي لا يمتلك بيتاً ولا شقه في العاصمة بالرغم من أنه تقلد ثلاث مناصب وزارية سابقة.

نعم ... سَلَّم محمد مهاتير دفة الحكم لرجل نظيف أو كذلك يحسبه أهل البلاد ويشهد له تاريخ عمله وكانت آخر كلمات لمهاتير في مؤتمر العالم الإسلامي المنعقد هذا العام تأكيداً لتاريخ هذا القائد المسلم الأبيَّ. وسيتفرغ مهاتير لكتابة مذكراته وتولي رئاسة إحدى المؤسسات الفكرية التي سميت باسمه وتقديم النصيحة للحزب إن طلب منه ذلك.

أما السفاح صدام فانه مازال وإلى يومنا هذا لا يعترف بأنه قد انتهى بكل المعايير وأنه أفنى شعبه ودمَّر دولته وأكسبها العار والدمار وأعادها خمسين عاماً للوراء.

إن مهاتير لم يبن لنفسه في ماليزيا تماثيل وأصناماً وإنما بني مواقف حيه في قلوب أبناء شعبه وتاريخاً مشرقاً لدولته وأمته والعالم الإسلامي.

وفوووية
09-11-2003, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقارنة وفقت بها...

فمهاتير كان نعم القائد..رفع وطنه من الحضيض والفقر لتصبح في مطاف الدول المتقدمة...دون...أن يستعين بمساعدات أجنبية...


اهتم بتنمية قطاع السياحة..

قطاع الإقتصاد..

قطاع الزراعة والصناعة..

طور تلك البلاد بحيث صارت مقصد رؤوس الأموال والمستثمرين..

وكانت خاتمة حكمه مسك وعنبر..

فالكلمات التي قالها وختم بها حكمه..

كان وقعها شديداً

مؤثراً..

فما أحوجنا إلى مثله...

وما أحوجنا إلى قائد يحمل بين جنبات عقله ذلك الفكر الفذ..

وبينما نجد البعض متمسك بكرسي الحكم كصدام...رافض للتخلي عنه..حنى ولو بغضه قومه..

نجد مهاتير يستقيل بإرادته وسط حزن ودهشة قومه..

وحسبنا ما قالت أمريكا عنه..

بأنه معاد للسامية..

فأين مهاتير من صدام..

وأين ماليزيا من عراق اليوم..

سردال
09-11-2003, 12:46 PM
أما السفاح، فقد جاء بيد من أزالوه، فهم "برغماتيين" أي يسعون نحو المنفعة والمصلحة، متى ما كان السفاح في صالحهم أبقوه وساندوه ومدوه بالسلاح الذي استخدمه ضد الشعب، ومتى ما انقلب عليهم أو بالأحرى أصبح غير نافع لهم، أزالوه، ومع ذلك هناك من يؤيدهم في كل شيء، تأييد الأعمى المغفل الأحمق، ويتبعهم بل ويصبح عبداً لهم.

المقارنة يجب أن تكون مع كل الدول العربية، الإمارات، السعودية، مصر، الكويت، المغرب، وكل الدول، لا زال هناك فقراء، لا زال هناك أميين وبالملايين، الاستبداد باق لم يتغير، والظلم زاد ولم ينقص، والتطوير يسير بعكازين، والشعوب لاهية بين التناقضات التي يعيشها الفرد المسلم العربي كل يوم.

مرايا مبعثرة
09-11-2003, 02:31 PM
وفوية

جزاك الله خير حبيبتي على مرورك الجميل وكلماتك الرائعة

تحياتي :)

مرايا مبعثرة
09-11-2003, 02:33 PM
اخي سردال


التطوير يسير بعكازين ... نعم
ولا نملك الا الدعاء بان تتحسن الاوضاع ..
ونحلم بغد افضل... ولكنه غد بعيد المنال


شكرا اخي

تحياتي


:)

يعسوب
09-11-2003, 04:49 PM
السلام عليكم
مرايا مبعثرة احسنت يا أخي الكريم على هذا الكلام الجميل
والمقارنة بين شخصيتين هما في الحقيقة مثالين مختلفين
لنماذج مختلفة من قادة الحكم .. ففي الوقت الذي نرى في
النموذج الأول شخصية القائد الشريف النظيف الذي استحق
تقدير كل الطبقات بما قدمه لأبناء امته من انجازات تشهد
بها جميع أطر الحياة .. وهي متبلورة في شخص السيد مهاتير
الا أن الشخصية الأولى اذاقت ابناء امتها ويلات العذاب
نتيجة سياستها الرعناء التي جعلت المنطقة تعيشر مرارة الحرب
منذي عقود مضت مما أدى سلبا على تقدمها وتزودها بوسائل الحضاره
التي كان يجب الأستفادة منها لتقوية الشعوب العربية ..
والسبب في أختلاف النموذجين هو الدافع الحقيقي الذي أتى
بكل منهما ألى سدة الحكم ...

أتمنى كما يتمنى الكثير والكثير من ابناء هذه الأمة التي تحتوي
بين جنباتها على قوى اقتصادية وبشرية هائلة لكنها مدفونة تحت
رماد الانهزامية والرجعيه الذي صنعته القيادات الفاشلة في المنطقة ..
والتي في معظمها يغيب عنها الانضباط والنظام والاحساس بالمسؤلية
مع تفشي الفساد بشكل اصبح فيه من العسير القيام بأي خطوات
اصلاحية الا اذا قمنا بعملية طويلة من الاسئصال لهذه الاورام
الخبيثة المتفشية في اجهزة الدول العربية ..


كلام كثير يمكن ان يقال في هذا المضمار ولكن يجب التنويه الا
ان اي حركات اصلاحية لابد ان تبدأ بابناء الدول وليس نتيجة
ضغوط خارجية او الانقياد لأبواق معايدة مدعومه من مؤسسات صهيونية
وأخرى مشبوه بها .. والله ولي التوفيق



تحياتي

مرايا مبعثرة
09-11-2003, 06:32 PM
جزاك الله خير اخي يعسوب

اضافة ممتازة :)

ووجهة نظرة اثارت قضايا مهمة :)