دموع تائبة
10-11-2003, 04:58 PM
الحمد لله الأوحد ، خلق الكون على نظام محكم متفرد ، وأوجد فيه من الأضداد ما إن أحصي لم ينفد ، وكلً محصيه بما عدد ، ثم هو يشهد بألوهية الخالق بلا تردد ، ويدين بربوبيته بلا تمرد..
(اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد)
سبحانك كورت الليل والنهار ، وقدرت العمى والإبصار ، وجعلت الظلمة والأنوار ، وأوجدت الرمضاء والظلال..
(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور)
وإنما كان ذاك التضاد سنة من سنن الله في الكون والعباد لإرادة بالغة وحكمة جامعة يدركها كل ذي لب عاقل إذ بضدها تتمايز الأشياء ، فلولا هداية السنن ما تبين ضلال البدع.ولا يزال الصراع بين السنة والبدعة قائمًا ما استدارت الأعوام وتعاقبت العصور والأزمان ، يمحص الله به قلوب المؤمنين فيلزمهم الثبات على الدين والاسترشاد بالكتاب المبين ، وموالاة أهل السنة السالفين والبراءة من أهل البدعة المحدثين، وصدق المبعوث رحمة للعالمين إذ أوضح سبيل الرشاد للسالكين فقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)
وإنما سرت البدع في جسد أمة الإسلام حين ابتعد المسلمون عن الأخذ بأسباب الدين القويم وتفشى بينهم الجهل بكتاب الله وهدي نبيه الكريم فاعتل من العقيدة مضمونها السليم وانحجب نورها المبين وخيرها العميم خلف ما ران عليها من بدع ذميمة ومنكرات أثيمة ، واحتفالات سقيمة كدرت صحوها وعكرت صفوها فكان لابد من إزالة الران بالعودة إلى كتاب المنان وسنة نبي الرحمن. وبما أن الإسلام دين الكمال فالإنقاص منه خطأ ذميم والزيادة فيه اعتداء أثيم فقد حذر عليه أجل الصلاة وأوفر التسليم من الإحداث والزيادة فيه بما ليس منه فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه.
ومن الأمور المبتدعة ما تعارف أهل الخليج العربي خاصة على تسميته بـ (القرقيعان) وهو احتفال منكر آثم إذ يقام في الليلتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من شهر الصيام الذي هو موسم استزادة من الخير وفرصة للإقلاع عن الآثام !!! والله المستعان. وفي الليلتين المذكورتين يلبس الناس أطفالهم الأثواب الشعبية ، ويرددون معهم الأناشيد الفلكلورية ، ويدفعونهم إلى جوب الشوارع وطرق المنازل لجمع القرقيعان تعبيرا عن سعادتهم بما يتوهمون أنه إحياء للتراث وهو في حقيقة الأمر إحياء للبدع وبعث لها بعد الموات.
لقد كان ذلك نواة تلك البدعة ثم ما لبثت أن تضخمت وانتهى بها الأمر إلى قرع الطبول وضرب الدفوف وإقامة العرضات الشــعبية على أرصفة الشوارع مما يدفع الناس إلى التزاحم للمشاركة والاستئناس..كبارا و صغارا رجالأ ونساءً!!! وربما تعهد بالأمر من عظموا له القدر والشأن فأقاموه في الفنادق ، وتفننوا في إعداد (القرقيعان) ، و أنفقوا الأموال الطائلة إحياء لذلك العرف الشعبي.
إننا إن تأملنا الأمر تبين لنا أنه نذير خطر وبالتهاون فيه سيعم الضرر إذ كانت البدعة في أول أمرها شرارة ثم ما لبثت يوم تركت أن استطار شرها وانتشر!!! فالواجب علينا أمة سيد البشر التناهي عن الانجراف مع ما ظهر من البدع عظم أو صغر لنصدق قول الرب فينا :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
فالأمر جد خطير وها قد قدم النذير ، فلنعتبر قبل أن يشملنا الوعيد العسير واستحقاق الطرد والإبعاد عن حوض النذير إذ قال عليه الصلاة والسلام :
(أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول: أي رب ! أصحابي.فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد) وفي رواية : (فأقول سحقا لمن بد ل بعدي)
فلنتق الله في أنفسنا وفي من أوكل الله إلينا رعايتهم من ناشئة وأطفال إذ ينبغي البعد بهم عن مواطن البدع ومراتع الجهل حتى لا تترسخ في أفهامهم وتقر في أذهانهم فيشبون على البدعة ثم لا ينكرونها ولا يردونها وإنما تجب تنشئتهم على تعظيم شعائر الله التي غض عنها الطرف فأوشكت أن تندرس إذ عنها المسلم قد كف كالأضحية وصلاة العيدين مما يندب إليه الكتاب وتقره السنة ولا ينكره العرف.
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
فلنعلن الهجرة من مراتع البدعة إلى مواطن السنة وشتان بين الاثنين حالأ واثرا وثوابا وإنما يدرك الفرق بالمقارنة..وبضدها تتمايز الأشياء !!
فالبدار البدار إلى نبذ المخالفة في الحال فهو الحري بالمسلم والجدير به لا سيما في أوقات انتشار الفتن وكثرة الفساد ، فيجب الحذر من الانجراف إلى المهلكات فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، نعوذ بالله من ذلك المآل ونسأله أن يمن علينا بالهداية وينجينا من ضلالات المغضوب عليهم والفجار .
ألا هل بلغت…اللهم فاشهد !
التوقيع :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة . قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
فتوى اللجنة الدائمة....
جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان ( القريقعان ) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا انه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال ؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بان الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا اصل لها في الإسلام ( وكل بدعة ضلالة ) فيجب تركها والتحذير منها ولاتجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القران والدعاء. والله الموفق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
عضو : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ .
عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان .
عضو : صالح بن فوزان الفوزان .
عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد .
بقلم :
أختكم في الله
دموع تائبة
(اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد)
سبحانك كورت الليل والنهار ، وقدرت العمى والإبصار ، وجعلت الظلمة والأنوار ، وأوجدت الرمضاء والظلال..
(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور)
وإنما كان ذاك التضاد سنة من سنن الله في الكون والعباد لإرادة بالغة وحكمة جامعة يدركها كل ذي لب عاقل إذ بضدها تتمايز الأشياء ، فلولا هداية السنن ما تبين ضلال البدع.ولا يزال الصراع بين السنة والبدعة قائمًا ما استدارت الأعوام وتعاقبت العصور والأزمان ، يمحص الله به قلوب المؤمنين فيلزمهم الثبات على الدين والاسترشاد بالكتاب المبين ، وموالاة أهل السنة السالفين والبراءة من أهل البدعة المحدثين، وصدق المبعوث رحمة للعالمين إذ أوضح سبيل الرشاد للسالكين فقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)
وإنما سرت البدع في جسد أمة الإسلام حين ابتعد المسلمون عن الأخذ بأسباب الدين القويم وتفشى بينهم الجهل بكتاب الله وهدي نبيه الكريم فاعتل من العقيدة مضمونها السليم وانحجب نورها المبين وخيرها العميم خلف ما ران عليها من بدع ذميمة ومنكرات أثيمة ، واحتفالات سقيمة كدرت صحوها وعكرت صفوها فكان لابد من إزالة الران بالعودة إلى كتاب المنان وسنة نبي الرحمن. وبما أن الإسلام دين الكمال فالإنقاص منه خطأ ذميم والزيادة فيه اعتداء أثيم فقد حذر عليه أجل الصلاة وأوفر التسليم من الإحداث والزيادة فيه بما ليس منه فقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه.
ومن الأمور المبتدعة ما تعارف أهل الخليج العربي خاصة على تسميته بـ (القرقيعان) وهو احتفال منكر آثم إذ يقام في الليلتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من شهر الصيام الذي هو موسم استزادة من الخير وفرصة للإقلاع عن الآثام !!! والله المستعان. وفي الليلتين المذكورتين يلبس الناس أطفالهم الأثواب الشعبية ، ويرددون معهم الأناشيد الفلكلورية ، ويدفعونهم إلى جوب الشوارع وطرق المنازل لجمع القرقيعان تعبيرا عن سعادتهم بما يتوهمون أنه إحياء للتراث وهو في حقيقة الأمر إحياء للبدع وبعث لها بعد الموات.
لقد كان ذلك نواة تلك البدعة ثم ما لبثت أن تضخمت وانتهى بها الأمر إلى قرع الطبول وضرب الدفوف وإقامة العرضات الشــعبية على أرصفة الشوارع مما يدفع الناس إلى التزاحم للمشاركة والاستئناس..كبارا و صغارا رجالأ ونساءً!!! وربما تعهد بالأمر من عظموا له القدر والشأن فأقاموه في الفنادق ، وتفننوا في إعداد (القرقيعان) ، و أنفقوا الأموال الطائلة إحياء لذلك العرف الشعبي.
إننا إن تأملنا الأمر تبين لنا أنه نذير خطر وبالتهاون فيه سيعم الضرر إذ كانت البدعة في أول أمرها شرارة ثم ما لبثت يوم تركت أن استطار شرها وانتشر!!! فالواجب علينا أمة سيد البشر التناهي عن الانجراف مع ما ظهر من البدع عظم أو صغر لنصدق قول الرب فينا :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
فالأمر جد خطير وها قد قدم النذير ، فلنعتبر قبل أن يشملنا الوعيد العسير واستحقاق الطرد والإبعاد عن حوض النذير إذ قال عليه الصلاة والسلام :
(أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول: أي رب ! أصحابي.فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد) وفي رواية : (فأقول سحقا لمن بد ل بعدي)
فلنتق الله في أنفسنا وفي من أوكل الله إلينا رعايتهم من ناشئة وأطفال إذ ينبغي البعد بهم عن مواطن البدع ومراتع الجهل حتى لا تترسخ في أفهامهم وتقر في أذهانهم فيشبون على البدعة ثم لا ينكرونها ولا يردونها وإنما تجب تنشئتهم على تعظيم شعائر الله التي غض عنها الطرف فأوشكت أن تندرس إذ عنها المسلم قد كف كالأضحية وصلاة العيدين مما يندب إليه الكتاب وتقره السنة ولا ينكره العرف.
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
فلنعلن الهجرة من مراتع البدعة إلى مواطن السنة وشتان بين الاثنين حالأ واثرا وثوابا وإنما يدرك الفرق بالمقارنة..وبضدها تتمايز الأشياء !!
فالبدار البدار إلى نبذ المخالفة في الحال فهو الحري بالمسلم والجدير به لا سيما في أوقات انتشار الفتن وكثرة الفساد ، فيجب الحذر من الانجراف إلى المهلكات فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، نعوذ بالله من ذلك المآل ونسأله أن يمن علينا بالهداية وينجينا من ضلالات المغضوب عليهم والفجار .
ألا هل بلغت…اللهم فاشهد !
التوقيع :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة . قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
فتوى اللجنة الدائمة....
جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان ( القريقعان ) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا انه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال ؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بان الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا اصل لها في الإسلام ( وكل بدعة ضلالة ) فيجب تركها والتحذير منها ولاتجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القران والدعاء. والله الموفق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
عضو : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ .
عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان .
عضو : صالح بن فوزان الفوزان .
عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد .
بقلم :
أختكم في الله
دموع تائبة