PDA

View Full Version : قطوف صحائفية وتراثية


الطارق
17-11-2003, 05:46 AM
القارئ لبعض الكتب التاريخية الإسلامية سيجد أن الكثير من المؤرخين العرب و المسلمين قد دونوا في تواريخهم حوادث وأحدث غريب تتعلق بالتاريخ الاجتماعي والإنساني أو الظواهر الطبيعية التي أثارت الخوف في قلوب الناس !

وللأسف أن هذه الحوادث لم يهتم بها الكثير من المؤرخين المحدثين الذي انصب اهتمامهم على التاريخ الذي يخص الدول وقيامها وانهيارها !

وفي هذا الموضوع سأتحدث عن حادثة أسميتها قصة قتلى قندهار ذكرت في بعض المصادر العربية ويذكرها بعض المؤرخين والتي تطرح الكثير من الاستفسارات ومحاولة التحليل :

قصة قتلى قندهار في السند :

في هامش كتاب ( الكامل في التاريخ ) لابن الأثير دار الكتاب العربي )
وفي حوادث سنة 304 هـ سجل التالي :

( من حوادث سنة 304هـ : أنه ورد من خراسان كتاب فيه أنه وجد بالقندهار في أبراج سورها برج متصل بها في خمسة الآف رأس شهيد في سلال من حشيش ، ومن هذه الرؤس تسعة وعشرون رأسا في أذن كل رأس منها ورقة مشدودة بخيط ابريسم باسم كل رجل منهم والاسماء :
شريح بن حيان – حباب بن الزبير – الخليل بن موسى التميمي – الحارث بن عبد الله – طلق بن معاذ السلمي – حاتم بن حسنة – هانئ بن عروة – عمر بن علان – جرير بن عباد المدني – جابر بن خبيب بن الزبير – فرقد بن الزبير السعدي –عبد الله بن سليمان بن عمارة – سليمان بن عمارة – مالك بن طرخان صاحب لواء عقيل ابن لسهيل ابن عمرو – عمرو بن حيان – سعيد بن عتاب الكندي –حبيب بن أنس – هارون بن عروه – غيلان بن العلاء – جبريل ابن عباده – عبد الله البجيلي – مطرق بن صبح ختن عثمان بن عفان رضي الله عنه )

ملاحظة : هذا ما سجلته في دفتر خاص وقد آخذته من كتاب ابن الأثير وهو الآن ليس بحوزتي ...

وفي كتاب كتب المنتظم لابن الجوزي ج6 ص 139 حسب برنامج " مكتبة البيت المسلم ( االتاريخ والحضارة الإسلامية ) / مركز التراث لأبحاث الحاسب الآلي وفي حوادث سنة 304هـ يذكر ابن الجوزي التالي :

( وورد الخبر فى هذه السنة من خراسان انه وجد لقندهار فى ابراج سورها ازج متصل بها فيه الف راس فى سلاسل من هذه الرؤوس تسعة وعشرون رأسا
فى اذن كل رأس رقعة مشدودة بخيط ابريسم باسم كل رجل منهم وكان
من الاسماء شريح بن حيان وخباب بن الزبير والخليل بن موسى وطلق
بن معاذ وحاتم بن حسنة وهانىء بن عروة وفى الرقاع تاريخ من سنة
سبعين من الهجرة فوجدوا على حالاتهم لم تتغير شعورهم الا ان جلودهم
قد جفت )

ويبدوا من سياق القصة أو ما حدث لهؤلاء النفر أنهم تعرضوا للقتل إما من قبل الكفار وهو الاحتمال الأكبر أو نتيجة خلاف بين المسلمين وهو احتمال ضعيف وقد يكون مطروح لأسباب هي :

ورغم أن هذه الحادثة وقعت في أطراف حدود الدولة الإسلامية حيث الفتوحات الإسلامية على أشدها مع الكفار ، إلا أنه قد يكون لهذا علاقة بالخلاف بين الأمويين والزبيريين خاصة وفي سنة 70هـ استفحل هذا الخلاف بين الأمويين ومعارضيهم وإن كانت الأسماء تدل على أن هؤلاء كانوا من رجال الدولة الأموية !

وقد بحثت في هذا البرنامج وفي في برنامج المحدث وموقع الوراق وهذا الموقع يشمل معظم كتب التراث العربي عن أسماء هؤلاء الأعلام فلم أجد لهم من ذكر إلا ما يتعلق بهذه القصة !!

وقد راجعت كتاب الأمم والملوك لطبري لحودث سنة 70 هـ مع العلم أن تاريخ الطبري مدون في برنامج مكتبة البيت المسلم فلم أجد من ذكر لهذه الحادثة في هذا الكتاب !

فهل يعني هذا أن هذه القصة غير حقيقة ؟!

عند قراءتي لتاريخ الطبري حوادث سنة 70 هـ لاحظت أن الطبري لم يهتم كثيرا في تسجيله لحوادث تلك السنة بعكس السنوات الأخر القريبة منها .

فما سجله من حوادث تلك السنة يساوي ربع صفحة أو ما يزيد عليه قليلا ً بينما في حوادث سنة 69 هـ بلغت عدد صفحات حوادث تلك السنة أكثر من خمس صفحات بينا بلغت حوادث سنة 71هـ أكثر من تسع صفحات


فهل كان سبب هذا أنه لم تصل لطبري أي مدونة عن أحداث تلك السنة فخفي عنه ما حدث فيها من حوادث ؟!

كانت تلك الفترة فترة صراع بين الأمويين ( عبد الملك بن مروان ) وعبد الله بن الزبير وكان هذا مهيمناً على الحوادث التأريخ الإسلامي ..

فهل شغل الطبري بتدوين ما حدث في داخل الدولة الإسلامية من فتن عن غزوة يقوم بها جيش إسلامي في أطراف الدولة الإسلامية ؟!

احتمال أن يكون هذا الأمر هو السبب هذا في حالة صدق تلك القصة وما حدث لأصحابها في قندهار ..

لكن هناك رواية قد ترجح صدق تلك القصة والحادثة التي سجلت في سنة 304هـ
وقد تدل على أن هذه الحادثة قد حدثت قبل سنة 70 هـ بمدة لا تقل عن السنة ولا تزيد عن السبعة عشر سنة ..

وهذه الرواية يذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان مادة ( قندهار ) :

( قال يزيد بن مفرغ :

كم بالجروم وأرض الهند من قدم
....... ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا
بقندهار ، ومن تكتب منيته
....... بقندهار يرجم دونه الخبر )

هل يقصد ابن مفرغ بهذه الأبيات التي سجلها ياقوت الحموي في كتابه هل يقصد بالقتلى هؤلاء القتلى أو الشهداء الذين ورد خبرهم وأسماءهم بعد أكثر من مائتين سنة سؤال يتبادر بالفعل ..

الغريب في الأمر أن يزيد بن المفرغ قد توفي سنة 69هـ أي قبل سنة 70 هـ وقد تطرح هذه المعلومة احتمالين :

الأول : أن ابن مفرغ يذكر حادثة غير هذه قتل فيها بعض المجاهدين !

الثاني : أن ابن مفرغ يذكر هذه الحادثة وبذلك تكون حادثة مقتل هؤلاء المجاهدين أو الشهداء في فترة قبل سنة 70 هـ وقبل وفاة ابن مفرغ

هناك مقطع يذكره صاحب فتوح البلدان ( البلاذري ) عن فتح القندهار قد يكشف شيء من هذا الموضوع ، يقول :

((( وغزا عباد بن زياد ثغر الهند من سجستان ، فأتى سناروذ ثم أخذ على حوى كهز إلى الروذبار من أرذ سجستان إلى الهند مند فنزل كش ، وقطع المفازة حتى أتى القندهار ، فقاتل أهلها فهزمهم وفلهم ، وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين ( لاحظوا هذه الجملة ) )) .... إلى أن يقول (( وقال ابن مفرغ :
كم بالجروم وأرض الهند من قدم ** ومن سررائنك قتلى لا هم قبروا
بقندهار ومن تكتب منيته ** بقندهار يرجم دونه الخبر ))

وقد ولي عباد بن زياد ( أخو عبيد الله بن زياد ) سجستان سنة 53هـ يقول صاحب تاريخ خليفة بن خياط ( مكتبة البيت السلم ) :

( وعزل ( أي معاوية ) عبيد الله بن أبي بكر عن سجستان وولاها عباد بن زياد فغزا عباد القندهار حتى بلغ بيت الذهب وجمع له الهند جمعا فقاتلهم فهزم الله الهند ولم يزل على سجستان حتى مات معاوية )

وإن كان يرجح ابن خلكان في وفيات الأعيان أن عباد ولى سجستان في أيام يزيد !
وقد كان لابن مفرغ حادثة مع والي سجستان حبس فيها ثم فر واعتقل بعد ذلك في الشام وأرسل إلى عبيد الله وعذب في حادثة مشهورة !

وإن ثبت هذا الشيء وكانت مقولة ابن مفرغ تقصد هؤلاء الشهداء في قندهار والذين لم يصل خبر وفاتهم إلا في عهد المقتدر ( 304 هـ ) فيدل هذا على أنهم قتلى كفار الهنود وإن كان السؤال الذي يطرح بالفعل :

كيف لم تكتشف جثث هؤلاء قبل هذا التاريخ مع العلم أن تلك المنطقة قد قتحها المسلمين في بداية القرن الأول الهجري ؟!

الطارق
17-11-2003, 05:48 AM
قد لا يثير ذلك الزمن أو العصر الذي سقطت من قبله بغداد 656هـ ( ما عرف بالعصر المملوكي )أي اهتمام كبير بالنسبة لي وبالنسبة لربما للكثير منا !!

وقد يرجع عدم اهتمامي لها العصر الذي غلب عليه المماليك حتى عرف ذلك العصر بهم ، يرجع عدم اهتمامي لشعور قد يكون طاغي برمي ذلك العصر بأنه عصر تخلف علمي وتأخر أدبي و باكورة عصر الانحطاط السياسي والاجتماعي والعلمي !

ولربما تكون حادثة سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وكعبة العلم على يد المغول ( التتار ) السبب في هذا الشعور فقد كانت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية لقرون عديدة تعتبر العصر الذهبي للتاريخ العربي والإسلامي ومتوسطة العالم الإسلامي والمدينة الرائدة في الثقافة والحضارة العربية ، بالإضافة لكسر الجناح الشرقي للعالم الإسلامي ( الجناح الذي هو منبع العلم والعلماء في الحضارة العربية والإسلامية ، وبرغم أن الاجتياح المغولي قد أضعف من العالم الإسلامي إلا أن الإسلام عاد قويا بعد أن احتوى الإسلام هؤلاء ( فقط لتقرأ رحلة ابن بطوطة لتجد إن الإسلام انتشر في مناطق كثيرة لم ينتشر فيها قبل الغزو المغولي !!! ، ولربما كان تأثير المغول أو التتار في إضعاف انتشار اللغة العربية أكبر بكثير من أي شيء أخر ! )

بالإضافة إلا أن السلطة قد انتقلت في مركز العالم العربي الأسلامي الجديد ( القاهرة ) من يد أبناء المنطقة إلى مماليك يحملون من بلدان بعيدة !!! ( لربما كان أحد أكثر نتائج سقوط بغداد هو أن مكن القاهرة ومصر ودولة المماليك في أن تكون الدولة التي هي قبلة الثقافة العربية الإسلامية والدولة الإسلامية المحورية والشرعية المدافعة عن مصالح المنطقة ضد هجمات التتار والصليبيين ( كان انتصار المماليك على الفرنج في المنصورة وعلى التتار في عين جالوت سببا في أن إن يلقى النظام المملوكية القابلية والشريعة لحكم مصر والدفاع عن الدولة الإسلامية )

ورغم كل هذا فقد كانت هناك مظاهر مشعة ظهرت في ذلك العصر فمن ذلك :

أن القاهرة قد أخذت دور بغداد في الدفاع عن العالم الإسلامي وحولت أن تعيد مجد الثقافة العربية وورثت بغداد بعد سقوطها على يد المغول سنة 656 هـ ( الحق يقال أن القاهرة كانت منذ القرن الرابع تعتبر المدينة التي غلبت بغداد من الناحية العمرانية ونافستها سياسيا وعقائديا وإن أفل دورها العقائدي بعد سقوط الدولة الفاطمية إلا أن دورها السياسي كان منافس اًومرجحا وإن كان يعلن دوما الولاء والتبعية المظهرية للخلافة العباسية )


قلنا من قبل أن القاهرة قد أدت دور كبير في الدفاع عن مصالح المنطقة وكان دورها الأكبر في وراثة الثقافة العربية وإنتاج ما عرف بعصر الموسوعات الموسوعات ( على الرغم أن البعض يعتقد أن زمن الموسوعات ( لربما كان أحد أسبب هذا أن الكتاب في ذلك العصر حاولوا أن يعوضون روائع الكتب العربية التي رميت في نهر دجلة ببغداد بعد سقوط بغداد ) قد بدا قبل ذلك فقد ألف ابن عساكر المتوفي ستة 571 هـ موسوعته في تاريخ دمشق كما ألف ابن الجوزي كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم وألف ياقوت الحموي كتابه إرشاد الأريب في معرفة الأديب المعروفة بمعجم الأدباء كذلك ألف معجم البلدان ... الخ – بل إن هذا قد بدا حتى من بواكير الحضارة العربية وشاهد هذا كتاب الحيوان والعقد الفريد وغيرها من الكتب !)

ومهم يكن من أمر فقد اعتبر حقيقة العصر المملوكي عصر الموسوعات العربية ( شاهدها لسان العرب لبن منظور ونهاية الأرب في فنون العرب للنويري ومسالك الأبصار في مسالك الأمصار لبن فضل العمري وصبح الأعشي في كتابة الإنشا للقلقشندي والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة والخطط للمقريزي والدرر الكامنة لابن حجر والوافي بالوفيات للصفدي وغيرها ... )

بل وحتى في ذلك الوقت برزت شخصيتين مغاربيتين انتجت كتابين من أهم كتب الثقافة العربية وأول هذين الشخصين ابن بطوطة صاحب الرحلة الشهيرة التي هي عمدة الرحلات العربية والأخر هو ابن خلدون عالم الإجتماع الشهير !

بل إن ذلك العصر كان البداية في ظهور الدولة العثمانية التي كانت تغزو أوروبا من الشرق ( من الغريب أن يعاصر الفتح الإسلامي في شرق أوروبا مع الانهيار الإسلامي في غرب أوروبا – الأندلس – )
الغريب في الأمر أن المؤرخين المسلمين كانوا ومنذ تلك الفترة يعتقدون بالفعل أن الدولة العثمانية أو ذلك الجزء – من أسيا الصغرى إن توحد فستقوم على أساسه دولة كبرى يقول القلقشندي في حديثه عن الدولة العثمانية : ( قال في مسالك الأبصار ولو قد اجتمعت هذه البلاد لسلطان واحد وكفت بها أكف المفاسد لما وسع ملوك الأرض إلا انتجاع سحابه وارتجاع كل زمان ذاهب في غير جنابه ثم قال الله أكبر إن ذلك لملك عظيم وسلك نظيم وسلطنة كبرى ودنيا أخرى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )

ولن نعدد بعض مآثر وملامح الإشعاع في ذلك العصر فليس هذا سبيلنا ولا غايتنا وإنما ذكرنا لهذا الموضوع وكتابتنا له يعود لقصتين قرأتهما قد تكون نقاط إشعاع وإن خبأت !!؟

إليك القصتين :

القصة الأولى

في ذلك الاعصر انتشر الإسلام في مجاهل إفريقيا وأسست دولة كبيرة هي مملكة مالي وغانة ، لن أتحدث عن هذه الدولة فالحق يقال أني لا أعرف عنها الكثير !! وإن كان المؤلفين المسلمين قد سجلوا بعض المعلومات عنها ! وما يهمني هنا هذه القصة التي يذكرها القلقشندي عن أحد ملوكه ومحاولتها اختراق المحيط الأطلسي وقبل أن تفكر أوروبا بذلك ا يقول : (ثم ملك من بعده محمد بن قو ثم انتقل الملك من ولد ماري جاظة إلى ولد أخيه أبي بكر فولي منهم منسا موسى بن أبي بكر قال في العبر وكان رجلا صالحا وملكا عظيما له أخبار في العدل تؤثر عنه وعظمت المملكة في أيامه إلى الغاية وافتتح الكثير من البلاد قال في مسالك الأبصار حكى ابن أمير حاجب والي مصر عنه أنه فتح بسيفه وحده أربعا وعشرين مدينة من مدن السودان ذوات أعمال وقرى وضياع قال في مسالك الأبصار قال ابن أمير حاجب سألته عن سبب انتقال الملك إليه فقال إن الذي قبلي كان يظن أن البحر المحيط له غاية تدرك فجهز مئين سفن وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين وأمر من فيها أن لا يرجعوا حتى يبلغوا نهايته أو تنفد أزوادهم فغابوا مدة طويلة ثم عاد منهم سفينة واحدة وحضر مقدمها فسأله عن أمرهم فقال سارت السفن زمانا طويلا حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة واد له جرية عظيمة فابتلع تلك المراكب وكنت اخر القوم فرجعت بسفينتي فلم يصدقه فجهز ألفي سفينة ألفا للرجال وألفا للأزواد واستخلفني وسافر بنفسه ليعلم حقيقة ذلك فكان اخر العهد به ! )

تطرق بي الخيال عند قراءتي لهذا المقطع لتصور وضع عالمنا في هذا الزمان لو نجحت هذه الرحلة فماذا سيكون حال عالمنا الآن وهل سيتغير مسار تاريخ العالم !!؟؟

لا أشك لحظة أن العالم سيتغير قطعا وهل هذا التغير و تحول مطلق أم تغير سطحي !؟ وما مقدر حجم هذا التغير ؟

ثم ما أثارني أكثر في الأمر هو : كيف لم يفكر أحد ملوك المسلمين في شمال أفريقيا بالقيام برحلة مماثلة لهذه ! ثم هل كانت هناك محاولة أخرى لملوك هذه الدولة في اختراق هذا المحيط أم أن فشل هذه المحاولة قد أثرت على عزمهم !!!

كل هذه التساؤلات تندرج تحت تصورات لم تتحقق وهي بعيده عن الواقع التاريخي المسجل والمشاهد والذي قد هيمن فيه الغرب بعد الاستكشافات الغربية ( البرتغالية والأسبانية ) !

القصة الثانية :

عن عالم أسمه القرافي يذكره صاحب الإعلام يقول : (القرافي ( 000 - 684 ه = 000 - 1285 م ) أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن ، ( هامش ) .... أبو العباس ، شهاب الدين الصنهاجي القرافي : من علماء المالكية نسبته إلى قبيلة صنهاجة ( من برابرة المغرب ) وإلى القرافة ( المحلة المجاورة لقبر الامام الشافعي ) بالقاهرة . وهو مصري المولد والمنشأ والوفاة .... قلت : وكان مع تبحره في عدة فنون ، من البارعين في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها ، نقل عن كتابه ( شرح المحصول ) قوله : بلغني أن الملك الكامل وضع له شمعدان كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه ، وخرج منه شخص يقف في خدمة الملك ، فإذا انقضت عشر ساعات طلع الشخص على أعلى الشمعدان ، وقال : صبح الله السلطان بالسعادة ، . فيعلم أن الفجر قد طلع . قال : وعملت أنا هذا الشمعدان ، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة ، وفيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة ، في كل ساعة لها لون ، فإذا طلع الفجر طلع شخص على أعلى الشمعدان ، وإصبعه في أذنه يشير إلى الاذان ، غير أني عجزت عن صنعة الكلام )

هذا ما يذكره الزركلي عن هذا الشخصية ! اما الملك الكامل فقد توفي سنة ( 635 هـ ) أي قبل العصر المملوكي بأكثر من عشرين سنة .. ورغم أن ما بلغه قد لا يكون صحيحا إلا إن هذا الشخصية الذي توفي في سنة 684 هـ ( أي في العصر المملوكي ) قد حاول أن يصنع مثل هذا الشمعدات بل ويطور فيه إلا إنه عجز عن صنع الصوت !!

ولنتصور لو كان هذا التمثال حقيقة وكان يصدر الصوت ( كأنه مسجل للصوت ) أو على الأقل نجح هذا العالم في صنع مثل هذا الشمعدان الكاملي ! فكم سيصل لنا من أصوات المشاهير والعلماء منذ ذلك الوقت وحتى الآن ! وكم سيكشف من الحوادث التاريخية منذ ذلك الزمان وحتى الآن وما مقدار تأثير هذا الاختراع في تطور العالم !؟
وهل كان هذا الاختراع يعجل في زمن الثورة العلمية والحضارية والتي شهدها العالم في العصر الحديث ؟!

لربما هاتين القصتين لا تعني أي شيء وربما تؤكد أن هناك نقاط ضوء في عصر المماليك ذلك العصر الذي سبق الانحطاط الحضاري العربي والإسلامي تستحق التأمل !

MUSTANG-MACH 1
17-11-2003, 11:16 AM
ماشاء الله موضوع طويل وعريض .. يبيلي وقت ليما أخلصه .. :)

مشكوور على ها المقتطفات .. انشاء الله بقراهم .. :)


اخوك عمر ..

وردة بلادي
18-11-2003, 11:04 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تسلم على هذة القطوف

اكثر ماشدنى القصتان من العصر المملوكي برغم من احطاط هذا العصر والتخلف والهمجية وماصاحبة الا ان المماليك ظهروا نبوغهم
في تاريخ الفنون الإسلامية في مصر، فقد كان الإقبال عظيما على صناعة التحف النفيسة

فلو نجح العالم في صنع الشمعدان الكاملي كما تخيلة لكان السبق لهم على الاقل فى اختراع ممكن يساعد فى تطور العلم


جزاك الله كل خير على ما تمتعنا بة من فوائد وسلمت يمينك

خالص شكرى وامتنانى
:)

الطارق
18-11-2003, 04:16 PM
المصدر

كثيرا ما تقرأ قصص في التاريخ العربي والإسلامي قصص وأخبار لا تعلم ما هي مصدر هذه القصة ومن أين أتى بها مؤلف الكتاب ! ليس سبيلنا الآن أن نعدد هذه القصص فهذا يطول ويحتاج إلى بحث طويل وشاق ! ولكن هناك قصة يرويها ابن كثير عن ابن الجوزي عن لصوص عرفوا بالعيارين فعلوا الأفاعيل ( خاصة في العصر البويهي والسلجوقي ) يقول ابن كثير في حوادث سنة 364 هـ :

( قال ابن الجوزي: وفي هذه السنة عظم البلاء بالعيارين ببغداد وأحرقوا سوق باب الشعير، وأخذوا أموالاً كثيرة، وركبوا الخيول، وتلقبوا بالقواد، وأخذوا الخفر من الأسواق والدروب، وعظمت المحنة بهم جداً، واستفحل أمرهم حتى أن رجلاً منهم أسود كان مستضعفاً نجم فيهم، وكثر ماله حتى اشترى جارية بألف دينار، فلما حصلت عنده حاولها عن نفسها فأبت عليه، فقال لها: ماذا تكرهين مني؟
قالت: أكرهك كلك.
فقال: فما تحبين؟
فقالت: تبيعني.
فقال: أو خير من ذلك؟
فحملها إلى القاضي فأعتقها وأعطاها ألف دينار وأطلقها، فتعجب الناس من حلمه وكرمه مع فسقه وقوته.)

ويبدوا أن مصدر هذه القصة هو أبو حيان التوحيدي الذي يذكرها في كتابه ( الإمتاع والمؤانسة ) ص 387 في الليلة الثامنة والثلاثون يقول :

فمن غريب ما جرى أن أسود الزبد كان عبدا يأوي إلى قنطرة الزبد ويلتقط النوى ويستطعم من حضر ذلك المكان بلهو ولعب وهو عريان لا يتوارى إلا بخرقة ولا يؤبه له ولا يبالي به ومضى على هذا دهر فلما حلت النفرة أعني لما وقعت الفتنة وفشا الهرج والمرج ورأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف واعمله طلب سيفا وشحذه ونهب وأغار وسلب وظهر منه شيطان في مسك إنسان وصبح وجهه وعذب لفظه وحسن جسمه وعُشق وعشق والأيام تأتي بالغرائب والعجائب ... فلما دعي قائداً وأطاعه رجال وأعطاهم وفرق فيهم وطلب الرآسة عليهم صار جانبه لا يرام وحماه لا يضام .
فمما ظهر من حسن خلقه مع شره ولعنته وسفكه للدم وهتكه للحرمة وركوبه للفاحشة وتمرده على ربه القادر ومالكه القاهر أنه اشترى جارية كانت في النخاسين عند الموصلي بألف دينار وكانت حسناء جميلة فلما حصلت عنده حاول منها حاجته فامتنعت عليه فقال لها : ما تكرهين مني ؟ قالت : أكرهك كما أنت . فقال لها : فما تحبين ؟ قالت : أن تبيعني ، قال لها : أو خير من ذلك أعتقك وأهب لك ألف دينار ؟ قالت : نعم فأعتقها وأعطاها ألف دينار بحضرة القاضي ابن الدقاق عند مسجد ابن رغبان فعجب الناس من نفسه وهمته وسماحته ومن صبره على كلامها وترك مكافأتها على كراهتها فلو قتلها ما كان أتى ما ليس من فعله في مثلها )

عن ذكر المصادر في التراث العربي إن قرأت بعض الكتب الأدبية القديمة لوجدت أن الأخر يأخذ من الأول دون أن ينسب هذا لصاحبه وقارن في هذا بين كتب الجاحظ وعيون الأخبار وغيرها من الكتب !

بينما ستجد أن الكتب المتأخرة في العصر الأيوبي والمملوكي حرص بعض الكتاب على ذكر المصدر ومثال ذلك معجم البلدان لياقوت الذي حرص كثيرا على ذكر المصادر بدقه كبيرة وكذلك وصبح الأعشى للقلقشندي !

ولكن لا يمكن أن يعتبر قاعدة مطلقة فمثالا على هذا تاريخ الطبري سجل فيه المصادر بإمانه بينما لا تجد مثل هذا في شهيرة في التاريخ لم تذكر المصادر التي اعتمدت عليها في التأليف كالكامل في التاريخ لابن الأثير !!

الطارق
18-11-2003, 04:19 PM
هذه قصة يذكرها الجاحظ في كتاب الحيوان ( ج2 / ص 156 ) أعجبتني :

( وزعم علماء البصرة وذكر أبو عبيدة النحوي وابو اليقظان سحيم بن حفص وأبو الحسن المدائني وذكر ذلك عن محمد بن حفص عن مسلمة بن محارب وهو حديث مشهور في مشيخة أصحابنا من البصريين أن الطاعوناً جارفاً جاء على أهل دار فلم يشك أهل تلك المحلة أنه لم يبقى فيها صغير ولا كبير وقد كان فيها صبيي يرتضع ويحبو ولا يقوم على رجليه فعمد من بقى من المطعونين من أهل تلك المحلة إلى باب تلك الدار فسده فلما كان بعد ذلك بأشهر تحول فيها بعض ورثة القوم ففتح الباب فلما أفضى إلى عرصة الدار إذا هو بصبي يلعب مع أجراء كلب وقد كانت لأهل الدار فراعه ذلك فلم يلبث أن أقبلت كلبه كانت لأهل الدار فلما رآها الصبي حبا إليها فأمكنته من أطبائها فمصها ، فظنوا أن الصبي لما بقى في الدار وصار منسيا واشتد جوعه ورأى أجراءها تستقى من أطبائها حبا إليها فعطفت عليه فلما سقته مرة أدامت ذلك له وأدام هو الطلب ) اهـ

سبحان الله أنظر كيف جعل الله من هذه الكلبة سببا في بقاء هذه الطفل ( من بين جميع عائلته ) ثم أنظر كيف رحمت هذه الكلبة هذا الطفل وأرضعته مع جرائها ( بل ويلعب معهم وكأنه اعتقد أنهم من إخوانه ! ) وأنظر كيف ألهم الله عز وجل ذلك الطفل لكي يحبو ويرتضي من تلك الكلبة ويدوم هذا عدة أشهر ليبقى هذا الطفل من بين أهل سليماً !!

وما يشبه هذه قصة سمعنا بها وقيل أنها حدثت في طريق مكة المكرمة قالوا :

أن زوجين وطفلهم الصغير قد توقفوا بسيارتهم على طريق مكة لأمر ما ثم اكملوا طريقهم فلاحظت الزوجة أن الرضاعة ليس بها حليب وليس من عادة الطفل أن يشرب كل الحليب فسألت ابنها هل شرب الحليب فقال : لا ولكن الولد قد شربه !؟

فاستغربوا من هذا فسألوه أي ولد فقال : الولد الذي نزل من الجبل !!

وعندما وصلوا إلى أقاربهم حدث الرجل عمه بهذا الشيء فأقترح هذا الأخير أن يعودوا إلى ذلك الموضوع .. وعندما وصلوا لذلك الموضع بحثوا في ذلك المكان فوجدوا صبي في ما يقارب الثالثة من عمره في قريبا من ذلك المكان وبعد أن استدعي الأمن واستقصي خبر هذا الصبي تبين أنه حدث حادث بسيارة لعائلة ومات كل من فيها وكان الصبي هو المفقود الذي لم تجد جثته فتبين أنه كان الوحيد الذي نجى من هذا فنقل إلى أهله ( أو كبير عائلته ) !!!

الطارق
18-11-2003, 04:23 PM
حياك الله أخي عمر :)

مرحبا بتواجد وتعقيبك أخي الكريم ..
وأرجو أن يكون في الموضوع الفائدة ..

تحياتي وسلمت أخي الكريم

الطارق
18-11-2003, 04:37 PM
بارك الله فيك أختي ميرانة ..
وسلمك الله من كل شر ..

نعم أختي الفاضلة اشتهرت مصر في العهد المملوكي بالتحف النفيسة
كما أشتهرت بفن العمارة وخاصة المساجد التي تسابق سلاطين المماليك على بناءها وشاهد ذلك القاهرة التي تسمي مدينة الالف مإذنة ..

عن قصة الشمعدان الكاملي لا شك لو نجح هذا العالم في صنع هذا الشمعدان لكان له دفعه كبيرة للعلم ولو انتشر لربما كان له دور في معرفة التاريخ على الأقل :)

على فكره هذا الموضوع عن الشمعدان كتبته من اكثر من سنتين في السوالف وقد كتبته من الذاكرة بعد أن قرأت عنه في الأأعلام للزركلي ثم أضعت موضعه من الكتاب وانا منذ سنتين أحاول البحث عنه فلم أجده إلا بعد تحميلي لكتاب الأعلام للزركلي وبحثي فيه عن كلمة الشمعدان :)

وبالمناسبة قرأت أيضا أنه في شمال أفريقيا قد صنع ما يشبه المصعد في أحد الجوامع فكان عندما يخطب الإمام يصعد على هذا ليرتقي المنبر فيخطب بالمصلين !!


والشكر لك على التعقيب ..

الطارق
19-11-2003, 08:07 PM
( لا تشكل خطورة على البشر وتأثيرها محدود على الأقمار
شهب الاسديات تتوهج في السماء غداً
في عام 1833 تم لاول مرة رصد ظاهرة شهب الاسديات حيث ظهرت على شكل ندف الثلج ووصل عدد شهبها الى الف شهاب في الساعة واحدثت هذه الظاهرة ضجة كبيرة في امريكا, وظهرت بعد 33 عاماً في اوروبا الا انها لم تظهر سنتي 1900م-1933م بسبب انحراف نهر الغبار (مصدر الشهب) عن مدار الارض نتيجة جاذبية كوكبي المشتري وزحل عليه, وبالتالي لم تظهر العاصفة ولكنها ظهرت من جديد سنة 1966م. الدكتور عبدالرحمن ملاوي استاذ الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة يقول ان شهب الاسديات سميت بذلك نسبة الى برج الاسد الذي تظهر من جهته مبيناً ان الشهب عبارة عن ذرات غبارية لايزيد حجمها عن حبة الحمص.
ويؤكد د. ملاوي ان هذه الشهب تحترق في طبقات الجو فلا تصل للارض وبالتالي لاتشكل خطورة على البشر, وتأثيرها محدود على الاقمار الصناعية.
تمبل تيتل
وبعد انقضاء زخة الشهب الاولى التي حدثت يوم الخميس الماضي والتي شهدتها المنطقة العربية في بداية تلك الليلة والتي دخلت اغبرتها التي خلفها المذنب تمبل تيتل الذي يدور حول الشمس مرة كل 33 عاماً نشهد غداً زخة جديدة وعدداً كبيراً من الشهب التي ستدخل الغلاف الجوي مرة اخرى على شكل خطوط ضوئية بسبب تقاطع الارض مع مدار هذا المذنب مرة اخرى اذ ستعبر بقايا المذنب ذاته والتي خلفها في دورته للعام 1533م غلافنا الجوي بمعدل خمسين شهاباً لامعاً في الساعة لكن افضل من ستتاح له فرصة مشاهدتها هي البلدان الغربية اذ ستحدث ذروة الزخة حينما يكون الليل عندهم في اخره في الوقت الذي يكون النهار قد طلع في البلاد العربية وهذا لايعني اننا لن نشاهد الشهب بل بالعكس فبرج الاسد الذي ينسب اليه اسم هذه الزخة والذي اشتهر في الماضي بعواصفه الشهابية سيكون مرتفعاً في السماء ليتمكن كل الناس الذين يراقبون السماء من رؤية هذه الشهب التي ستدخل الغلاف الجوي بمعدل شهاب واحد للدقيقة.

اوضح ذلك الراصد الفلكي هاني الضليع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمعيد بكلية المعلمين في ابها واشار الى ان ثمة شروطاً يجب اتباعها لرؤية مثل هذه الارصاد وهي اختيار مكان مظلم نسبياً بعيداً نوعاً ما عن اضواء الشوارع والمدن ويفضل ان يكون بعيداً كلياً وافضل اماكن الرصد على الاطلاق هي الصحراء.. والمداومة على النظر الى السماء باتجاه برج الاسد او حوله لمدة طويلة لان دخول الشهاب للغلاف الجوي ليس محدد الوقت ولا الاتجاه ولايلزم في رصد الشهب أية وسائل بصرية كالمنظار او التلسكوب انما هو رصد مقتصر تماماً على العين المجردة ولكن ان توفرت كاميرات ذات عدسات جيدة من اجل التصوير الذي يعرف بالتعريض الطويل فيمكن توجيه الكاميرا نحو أية بقعة نختارها في السماء ونفتح عدسة الكاميرا لمدة عشر دقائق لكل صورة فإذا ما مر الشهاب امام الكاميرا ظهر في الصورة ولاتنفع الكاميرات العادية ولا الديجتال.
شهب الاسديات
من جانبه قال الراصد الفلكي الاردني عماد مجاهد ان القارة الامريكية واستراليا وشرق اسيا ستكون افضل المناطق في العالم لرصد زخة الشهب التي ستظهر ما بين 13-19 من الشهر الحالي.. حول سر تكرارعاصفة شهب الاسديات كل33 عاما قال مجاهد ان اصل العاصفة هو المذنب (تمبل تيتل) الذي يدور حول الشمس مرة واحدة كل33 عاما وعندما يقترب من الشمس والارض معا فانه يشحن مداره بكميات هائلة من ذرات الغبار التي يتركها في طريقه ويتقاطع مداره مع مدار الارض يوم 17 تشرين الثاني من كل عام فتظهر العاصفة مرة واحدة وبشكل دوري كل33 عاما0 وقال مجاهد ان الشهب عبارة عن ذرات غبارية لا يزيد حجمها عن حبة الحمص ومنتشرة في الفضاء واثناء دوران الارض حول الشمس يدخل بالغلاف الغازي الارضي عدد كبير منها بسرعة تتراوح مابين11كم و74كم في الثانية مما يؤدي الى احتكاكها بقوة بالغلاف الغازي الارضي يؤدي الى تولد حرارة كبيرة ثم توهجها لذلك تظهر الشهب على شكل حزمة نارية لامعة لثوان ثم تختفي نتيجة احتراقها وتحولها الى رماد0 واضاف مجاهد ان هذه الشهب تبدأ بالظهور عادة على ارتفاع 120 كيلومترا من سطح الارض ثم تتحول الى رماد خفيف على ارتفاع 60 كيلومترا من سطح الارض وبالتالي لايصل اي من هذه الشهب سطح الارض.
واكد على ان هذه الشهب لا تشكل خطورة على سكان الارض على الاطلاق ولكنها يمكن ان تؤثر على الاقمار الصناعية التي تدور حول الارض والموجودة خارج غلافها الغازي مثل اقمار الاتصالات والرصد الفلكي التي يمكن ان تصاب خلاياها واجهزتها الدقيقة جراء هذه العاصفة الشهابية. )

هذا ما تذكره صحيفة عكاظ في عدد اليوم !

فهل هذه الظاهرة تفسر ظاهرة ذكرها المؤرخين العرب أنها حدثت في عصر المتوكل العباسي ( تحديدا في سنة 241 هـ ! ) يقول المسعودي في كتاب مروج الذهب :
( وفي هذه السنة ( أي سنة 241 هـ ) انقضت الكواكب الانقضاض الذي لم يرى مثله قط وذلك في ليلة الخميس لست خلون من جمادى الآخر وقد كان في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة انقضاض لكوكب عظيم هائل وهي الليلة التي وقعت فيها القرامطة بحاج العراق من طريق الكوفة وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة )

ويذكر ابن كثير في حوادث تلك السنة : ( قال ابن جرير: وفي هذه السنة انقضت الكواكب ببغداد وتناثرت، وذلك ليلة الخميس لليلة خلت من جمادى الآخرة ) البداية والنهاية

فهل هذه الظاهرة هي التي تفسر هذه الحوادث التي ظهرت في العصر العباسي ؟؟!!
مع العلم أن هذه الظاهرة أيضا ذكرها ابن بشر في حوادث سنة 1248 هـ يقول ابن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد :

( وفي تاسع عشر جمادي الآخر ليلة الثلاثاء بعد نصف الليل تطايرت النجوم في السماء كأنها الجراد وكأنها شعل النار وقدح الزند من جميع الجهات وصار فيها شهب عظيمة تنقض وتضيء بالأرض ويبقى موضع الشهاب ساعة لا يزول ولنزعج الناس لذلك واستمر طلوع الفجر حتى ستره النهار . وأخبرني من أثق به أنه رأى شهبا تنقض بعدما طلعت الشمس يراها كأنها الدخان . وعند ذكر هذه الحادثة ينبغي أن نذكر نظير ذلك مما وقع قبل ذلك . فمن ذلك ما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء وصاحب تاريخ الخميس أنه في سنة تسع وتسعين وتسعمائة في انسلاخ المحرم ماجت النجوم وتطايرت تطاير الجراد ودام ذلك إلى الفجر وانزعج الناس وضجوا بالأبتهال إلى الله تعالى )

وقال : ( وذكر القطب الحنفي في تاريخ مكة في ترجمة المتوكل بن المعتصم قال وفي أيامه وقع عجائب منها أن النجوم ماجت في السماء وتناثرت الكواكب ولم يعهد قط مثل ذلك ورميت قرية السويد بناحية مصر باحجار من السماء فوزن حجر منها فكان عشرة أرطال وسار جبل باليمن عليه مزارع إلى جبل أخر ... )

وللحقيقة فقد ذكر المؤرخين العرب حوادث وظواهر سماوية ولم يجدوا من تفسير لها ! ولربما كانت هذه الظاهرة التي حدثت في سنة 241 هـ وسنة 999 هـ وسنة 1248 ( لا أدري إن كانت هذه السنة تطابق سنة 1833 م ) هي نفس الظاهرة التي ستحدث غدا ؟؟!

والشيء بالشي يذكر ، تذكر المصادر الإسلامية كثير من انقضاض الكواكب والمذنبات فهل رصد المسلمون والعرب مذنب هالي ( لا زلت أذكر عندما قيل لنا ونحن في المرحلة الابتدائية عن مذنب هالي وكان أخرها في سنة 1406 هـ إن كنت أذكر ) وقبل عدة سنوات سجلت في حادثة يذكرها ابن الأثير في سنة 389 هـ ويقول فيها : ( وفي هذه السنة عاشر ربيع الاول انقض كوكب عظيم ضحوة نهار ) ذكرت أمام هذه الحادثه أنه مذنب هالي ولست أدري إن كانت يصح هذا وإن اعتمد حسابي على ما ذكره صاحب دائرة معارف القرن العشرين ( محمد فريد وجدي ) الذي يقول أن عن ظهور مذنب هالي : ( وفي سنة 1835 ظهر مذنب ( هالي ) المشهور بكونه مذنب عرفت مدة دورانه فإن الأستاذ ( هالي ) قارن بين ما ورد من أخبار المذنبات فعرف أن المذنب الذي ظهر سنة 1531 و 1607 و 1682 هو نجم واحد رجع مرات متتالية وقدر أن مدة دورانه 75 سنة وأنبأ بضرورة رجوعه سنة 1758 أو أول سنة 1759 م فظهر ذلك النجم عينه في السنة التي تنبأ بها وهي 1758
لهذا النجم نبأ عجيب عند الأمم فإنه معروف منذ سنة 130 م قبل المسيح )
ولست أدري إن كان قد صحت حساباتي ! ورغم هذا فقد ذكرت الكثير من الحوادث عن سقوط كواكب ونجوم ومذنبات وهذه بعضها من كتاب البداية والنهاية :

# سنة 278 هـ : قال ابن الجوزي: في المحرم منها طلع نجم ذو جمة ثم صارت الجمة ذؤابة
# 307 هـ : وفي ذي القعدة منها انقضّ كوكب عظيم غالب الضوء وتقطع ثلاث قطع، وسمع بعد انقضاضه صوت رعد شديد هائل من غير غيم.
# 310هـ : وفيها: في جمادى الآخرة فيها ظهر كوكب له ذنب طوله ذراعان في برج السنبلة .
# 313 هـ : قال ابن الجوزي: في ليلة بقيت من المحرم انقض كوكب من ناحية الجنوب إلى الشمال قبل مغيب الشمس، فأضاءت الدنيا منه وسمع له صوت كصوت الرعد الشديد

#330 هـ : قال ابن الجوزي: في المحرم منها ظهر كوكب بذنب رأسه إلى المغرب وذنبه إلى المشرق، وكان عظيماً جداً، وذنبه منتشر، وبقي ثلاثة عشر يوماً إلى أن اضمحل.

# 359 هـ : وانقضّ كوكب في ذي الحجة فأضاءت له الأرض حتى بقي له شعاع كالشمس، ثم سمع له صوت كالرعد

# 392 :
قال ابن الجوزية: وفي ليلة الاثنين منها ثالث القعدة انقض كوكب أضاء كضوء القمر ليلة التمام، ومضى الشعاع وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراعين في رأي العين، ثم توارى بعد ساعة

# 396 هـ :
قال ابن الجوزي: في ليلة الجمعة مستهل شعبان طلع نجم يشبه الزهرة في كبره وكثرة ضوئه عن يسار القبلة يتموج، وله شعاع على الأرض كشعاع القمر، وثبت إلى النصف من ذي القعدة، ثم غاب.

# 403 هـ : قال ابن الجوزي: وفي رمضان منها انقض كوكب من المشرق إلى المغرب عليه ضوء على ضوء القمر، وتقطع قطعاً وبقي ساعة طويلة

# 407 هـ : وفي ذي القعدة منها انقضّ كوكب عظيم غالب الضوء وتقطع ثلاث قطع، وسمع بعد انقضاضه صوت رعد شديد هائل من غير غيم.

# 417 هـ وفي رمضان منها انقض كوكب سمع له دوي كدوي الرعد

# 448 هـ :
قال ابن الجوزي: وفي العشر الثاني من جمادى الآخرة ظهر وقت السحر كوكب له ذؤابة طولها في رأي العين نحو من عشرة أذرع، وفي عرض نحو الذراع، ولبث كذلك إلى النصف من رجب، ثم اضمحل

وقد ذكر ابن الأثير حوادث وظواهر فلكية حقيقة لم تلاقي الكثير من التفسير والبحث للأسف الشديد ومنها :

سنة 147 : فيها تناثرت النجوم وخاف الناس مما في ذلك

سنة 222 هـ : وفيها ظهر عن يسار القبلة كوكب فبقي يرى نحوا من أربعين ليلة وله شبه الذئب وكان أول ما طلع نحو المغرب ثم روي بعد ذلك نحو المشرق وكان طويلا جداً فهال الناس ذلك وعظم عليهم ذكره ابن أبي أسامة في تاريخه وهو من الثقات الاثبات .

سنة 241 : فيها كثر انقضاض النجوم فكانت كثيرة لا تحصى فبقيت ليلة من العشاء الأخر حتى الصبح .

278 هـ : فيها ظهر كوكب ذو جمة وصارت الجمة ذؤبة

280 هـ : في شوال انكسف القمر وأصبح أهل دبيل والدنيا مظلمة ودامت الظلمة عليهم فلما كان عند العصر هبت ريح سوداء فدامت إلى ثلث الليل ، فلما كان ثلث الليل زلزلوا فخربت المدينة ولم يبقى من منازلهم إلا قدر مائة دار وزلزلوا بعد ذلك خمس مرات وكان جملة من أخرج تحت الردم مائة ألف وخمسون ألف كلهم موتى .

300 : فيها انقضت الكواكب انقضاضاً كثيرا إلى جهة المشرق
302 هـ : في ليلة الأضحى انقض ثلاثة كواكب كبار أثنان أول الليل وواحد أخره سوى كواكب صغار كثيرة .

307 هـ : فيها انقض كوكب عظيم فاشتد ضوؤه وعظم وتفرق ثلاث فرق وسمع عند انقضاضه مثل صوت الرعد الشديد ولم يكن في السماء غيم .

310 هـ : فيها في جمادي الأخر انقض كوكب عظيم له ذنب في المشرق في برج السنبلة طوله نحو ذراعين .

313 هـ : فيها انقضى كوكب كبير وقت المغرب له صوت مثل الرعد الشديد وضوء عظيم اضاءت له الدنيا .

317 : وفيها في أخر ذو القعدة انقض كوكب عظيم وصار له ضوء عظيم جداً .

319 هـ : في يوم الخميس لخمس بقين من شوال ظهرت في السماء فيما يلي القبلة من مدينة السلام حمرة نارية شديدة لم يرى مثلها .


323 هـ : وفيها في الليلة الثانية عشر من ذي القعدة وفي الليلة التي أوقع القرمطي بالحجاج انقضت الكواكب من أول الليل إلى أخره انقضاضا دائما مسرفا جدا لم يعهد مثله .

وقد ذكر الكامل كثير من الحوادث مثل هذه في سنة 336 هـ وسنة 361 هـ وكان له نور عظيم وصوت كالرعد وسنة 373 هـ أضاءت له الدنيا وسمع له دوي وسنة 389 هـ وفي رمضان سنة 393 هـ طلب كوكب كبير وفي ذو القعدة وكان ضوءه كضوء القمر عند تمامه وامتحق نوره وبقى جرمه يتموج وفي سنة 403 في رمضان انقضى كوكب من المشرق إلى المغرب عليه ضوء على ضوء القمر وتقطع قطعا وفي سنة 417 هـ وفي رمضان وفي سنة 420 هـ انقضى كوكب عظيم كالرعد في رجب أضاءت منه الأرض وسمع له صوت كالرعد وتقطع أربع قطع وانقضى بعد ليلتين كوكب أخر دونه وانقضى بعد ذلك كوكب أكبر منهما وأكثر ضوء

427 هـ : في رجب انقضى كوكب عظيم غلب نوره على نور الشمس وشوهد في آخره مثل التنين

443 هـ : ظهر في بغداد في يوم الأربعاء سابع صفر وقت العصر كوكب غلب نوره على نور الشمس له ذؤبة نحو ذراعين وسار سيرا بطيئا والناس يشاهدونه .

وسجلت مثل هذه الحوادث في سنة 448 هـ وسنة 452 هـ 456 هـ ، 457 هـ ، 458 هـ وقال فيه : في العاشر الأولى من جمادي الأول ظهر كوكب كبير له ذؤبة طويلة بناحية المشرق وعرضها نحو ثلاث أذرع وهي ممتدة إلى وسط السماء وبقى إلى السابع والعشرين من الشهر وغاب ثم ظهر أيضا أخر الشهر المذكور عند غروب الشمس كوكب قد استدار نوره عليه كالقمر فا رتاع الناس وانزعجوا ولما أظلم الليل صار له ذوائب نحو الجنوب وبقى عشر أيام ثم أضمحل .

وأخيرا سنة 477 هـ : في هذه السنة في صفر انقض كوكب من المشرق إلى المغرب كان حجمه كالقمر وضؤوه كضوئه وسار مدى بعيد على مهل وتؤده في نحو ساعة ولم يكن له شبيه من الكواكب ..

خارج النطاق
26-11-2003, 03:49 PM
سلمت يداك اخوي ,,,,,,,

الطارق
26-11-2003, 09:15 PM
سلمك الله وعافاك في الدنيا والأخرة ..

البحاري
05-12-2003, 12:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما مبدع يا الطارق ..

أستمتعت بما قرأت .. ولطول الموضوع حفظته على الجهاز ..

لكن كلمة شكر لعلها توفيك حقك وجهدك أيها المبدع :cool:

مدردش متقاعد
09-12-2003, 03:33 AM
ماشاء الله .. معلومات قيمة و غزيرة أقرؤها لأول مرة.. فلك مني جزيل الشكر..

بالغرم من أنني قرأته إلا أنني سأقوم بحفظه لأقرأه على (رواقة) عندما أكون على ظهر السفينة:)


لك مني أعذب التحيات:cool:

الطارق
12-12-2003, 02:40 AM
حياك الله أخي البحاري ..
المنتدى قد أزدان بتواجدك اسمك :)

والشكر لك أخي الكريمة على هذه الكلمات اللطيفة ..
وليست بغريبة على شخصكم الطيب ..

تقديري ومعزتي لك ،،

الطارق
12-12-2003, 02:51 AM
حياك الله أخي مدردش متقاعد :)

الله يرضى عليك أخي على هذه الكلمات الطيبة ..
وأرجو أن تكون هذه المعلومات فيها الفائدة للجميع ..

حفظك الله دوما من كل شر
وجعلك سالماً غانماً أينما كنت ..

أشكر لك أخي الكريم :)

الطارق
14-12-2003, 02:59 PM
حملات الحج في الزمن المبارك !!!

هذا ما يذكره ابن كثير عن عبد الله بن المبارك الإمام المعروف المتوفى في سنة 181هـ :

( وكان إذا عزم على الحج يقول لأصحابه: من عزم منكم في هذا العام على الحج فليأتني بنفقته حتى أكون أنا أنفق عليه، فكان يأخذ منهم نفقاتهم ويكتب على كل صرة اسم صاحبها ويجمها في صندوق.

ثم يخرج بهم في أوسع ما يكون من النفقات والركوب، وحسن الخلق والتيسير عليهم، فإذا قضوا حجتهم فيقول لهم: هل أوصاكم أهلوكم بهدية ؟

فيشتري لكل واحد منهم ما وصاه أهله من الهدايا المكية واليمنية وغيرها، فاذا جاؤوا إلى المدينة اشترى لهم منها الهدايا المدنية.

فإذا رجعوا إلى بلادهم بعث من أثناء الطريق إلى بيوتهم فأصلحت وبيضت أبوابها ورمم شعثها، فإذا وصلوا إلى البلد عمل وليمة بعد قدومهم ودعاهم فأكلوا وكساهم، ثم دعا بذلك الصندوق ففتحه وأخرج منه تلك الصرر ثم يقسم عليهم أن يأخذ كل واحد نفقته التي عليها اسمه، فيأخذونها وينصرفون إلى منازلهم وهم شاكرون ناشرون لواء الثناء الجميل.

وكانت سفرته تحمل على بعير وحدها، وفيها من أنواع المأكول من اللحم والدجاج والحلوى وغير ذلك، ثم يطعم الناس وهو الدهر صائم في الحر الشديد. )

انظروا الفرق في تعامل بين هذا العالم وبين سوء تعامل المؤسسات التي تقوم بحملات الحج في زماننا هذا !

ولكن لو عرف السبب لبطل العجب !!!

فلا مقارنة بين هذا العالم الذي لا يريد من فعله إلا الأجر والمثوبة من الله عز وجل بينما من يقوم بحملات الحج في هذا الزمان ليس لهم من هم إلا الكسب والنهب والغش وحتى على حساب ركن من أركان الإسلام ؟!

رحم الله الإمام عبد الله بن المبارك ..

الطارق
15-12-2003, 05:30 AM
النبوات والغيبيات في التاريخ العربي الإسلامي !

للحقيقة فقد ملئ التاريخ العربي والإسلامي بالكثير من قصص الغيبات والنبوات عن ظهور الدول أو بروز الشخصيات ويكفي أن نذكر من أمثله على هذا لتراجعها بناء واسط من قبل الحجاج وسبب اعتقال الحجاج ليزيد بن المهلب ، والأشهر ظهور الدولة العباسية التي ذكرت المصادر التاريخية الكثير من التنبؤات لظهورها بل أكثر من هذا لتعجب من أن تلك المصادر تذكر أن المتضررين بتلك النبوة كانوا يعلمون بصحة هذه الحوادث وصدق حدوثها ورغم هذا فلم يردعهم هذا من جعلهم عقبه أمام حدوثها ؟؟!!

ولو قمنا بتسجيل بعض من هذه الحوادث لكان من أشهرها قصة الحجاج في بناء واسط :

(( فبينا هو في موضع واسط إذا راهب قد أقبل على حمار له وعبر
دجلة فلما كان في موضع واسط تفاجت الأتان فبالت فنزل الراهب فاحتفر
ذلك البول ثم احتمله فرمى به في دجلة وذلك بعين الحجاج فقال علي
به فأتي به فقال ما حملك على ما صنعت قال نجد في كتبنا أنه يبنى في
هذا الموضع مسجد يعبد الله فيه ما دام في الأرض أحد يوحده فاختط الحجاج
مدينة واسط وبنى المسجد في ذلك الموضع ) الطبري

وهل تريدني أن أقنع بهذه القصة وما يتبين منها من إختلاق ، ثم ليت شعري كيف علم هذا الراهب ببناء هذا المسجد في هذا الموقع ! ثم لو علم بهذا فهل سيكون صنعه هذا مع عداوة الدين !

هناك قصة وفي عزل يزيد بن المهلب للحجاج أيضاً :

(( ذكر السبب الذي من أجله عزله الحجاج عن خراسان واستعمل المفضل
ذكر علي بن محمد عن المفضل بن محمد أن الحجاج وفد إلى عبدالملك فمر
في منصرفه بدير فنزله فقيل له إن في هذا الدير شيخا من أهل الكتب
عالما فدعا به فقال يا شيخ هل تجدون في كتبكم ما أنتم فيه ونحن قال
نعم نجد ما مضى من أمركم وما أنتم فيه وما هو كائن قال أفمسمى أم
موصوفا قال كل ذلك موصوف بغير اسم واسم بغير صفة قال فما تجدون
صفة أمير المؤمنين قال نجده في زماننا الذي نحن فيه ملك أقرع من
يقم لسبيله يصرع قال ثم من قال اسم رجل يقال له الوليد قال ثم ماذا قال
رجل اسمه اسم نبي يفتح به على الناس قال أفتعرفني قال قد أخبرت بك
قال أفتعلم ما ألي قال نعم قال فمن يليه بعدي قال رجل يقال له يزيد قال
في حياتي أم بعد موتي قال لا أدري قال أفتعرف صفته قال يغدر غدرة
لا أعرف غير هذا قال فوقع في نفسه يزيد بن المهلب وارتحل فسار
سبعا وهو وجل من قول الشيخ وقدم فكتب إلى عبدالملك يستعفيه من
العراق .. الخ )) الطبري

وهذه قصة أيضا وهي أيضا عن دير وشيخ ( أي راهب أو ما يشبهه ، وكأن من سجل هذا من أهل الكتاب ! أو على الأأصح أن أهل الكتاب لديهم علم كل شيء من نبوة ! ) يعلم الحوادث قبل حدوثها وإن كان لا يعلم جل تفاصيلها فهو لا يعلم عن يزيد هل سيحكم في حياة الحجاج أو بعد أن يموت !!


وفي ظهور الدولة العباسية الكثير من الرويات بل أنك لتعجب من المقدار الكبير من الرويات التي تتحدث عن ظهور الدولة العباسية وانتصارهم في المعارك وشهرة ظهورهم واعتقاد الناس بهذا! وفقط لنذكر رواية عن ظهور العباسيين وهي عن ابن عباس رضي الله عنه يذكرها المسعودي يقول :

(( وقد روي عن ابن العباس أنه قال : والله ليملكن بنو العباس ضعف ما ملكته بنو أمية باليوم يومين وبالشهر شهرين وبالسنة سنتين وبالخليفة خليفتين ))



وفي حكم أبو جعفر المنصور :

((
وقد اتفق سجن المنصور في أيام بني أمية فاجتمع به نوبخت المنجم وتوسم فيه الرياسة فقال له: ممن تكون ؟
فقال: من بني العباس.
فلما عرف منه نسبه وكنيته قال: أنت الخليفة الذي تلي الأرض.
فقال له: ويحك ! ماذا تقول ؟
فقال: هو ما أقول لك، فضع لي خطك في هذه الرقعة أن تعطيني شيئاً إذا وليت.
فكتب له، فلما ولي أكرمه المنصور وأعطاه وأسلم نوبخت على يديه، وكان قبل ذلك مجوسياً، ثم كان من أخص أصحاب المنصور )) الطبري

وقد رويت الكثير من القصص عن نوبخت هذا !
وإن كان مما يناقض هذه القصة ( أو يؤكدها ! ) ما ذكره صاحب العقد الفريد من أن أحدهم قد التقى بأبي جعفر المنصور وأخبره بحدوث دولتهم وكان ذلك قبل ظهور دولتهم أي في زمن الأمويين



وفي مولد أبو جعفر المنصور وحكمه :

(( ذكر عن سلامة أم المنصور أنها قالت : رأيت لما حملت بأبي جعفر المنصور كأن أسداً خرج من قبلي فأقعى وزأر وضرب بذنبه فأقبلت إليه الأسد من كل ناحية فكلما انتهى إليه أسد منها سجد له )) المسعودي

وفي بناء بغداد :

((وذكر عن إبراهيم بن عيسى أن حمادا التركي قال بعث المنصور رجالا في
سنة خمس وأربعين ومائة يطلبون له موضعا يبني فيه مدينته فطلبوا وارتادوا
فلم يرض موضعا حتى جاء فنزل الدير على الصراة فقال هذا موضع
أرضاه تأتيه الميرة من الفرات ودجلة ومن هذه الصراة وذكر عن محمد
بن صالح بن النطاح عن محمد بن جابر عن أبيه قال لما أراد أبو جعفر
أن يبني مدينته ببغداد رأى راهبا فناداه فأجابه فقال تجدون في كتبكم
أنه تبنى هاهنا مدينة قال الراهب نعم يبنيها مقلاص قال أبو جعفر أنا
كنت أدعى مقلاصا في حداثتي قال فأنت إذا صاحبها قال وكذلك لما أراد
أن يبني الرافقة بأرض الروم امتنع أهل الرقة وأرادوا محاربته وقالوا
تعطل علينا أسواقنا وتذهب بمعاشنا وتضيق منازلنا فهم بمحاربتهم
وبعث إلى راهب في الصومعة فقال هل عندك علم أن يبنى هاهنا
مدينة فقال له بلغني أن رجلا يقال له مقلاص يبنيها قال أنا مقلاص
فبناها على بناء مدينة بغداد سوى السور وأبواب الحديد وخندق منفرد
)) الطبري

وفي وفاة أبو جعفر المنصور :

(( وذكر عيسى بن محمد أن موسى بن
هارون حدثه قال لما دخل المنصور آخر منزل نزله من طريق مكة نظر
في صدر البيت الذي نزل فيه فإذا فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم
أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت سنوك وأمر الله لا بد واقع أبا جعفر
هل كاهن أو منجم لك اليوم من حر المنية مانع قال فدعا بالمتولي لإصلاح
المنازل فقال له ألم آمرك ألا يدخل المنزل أحد من الدعار قال يا أمير
المؤمنين والله ما دخلها أحد منذ فرغ منها فقال اقرأ ما في صدر البيت
مكتوبا قال ما أرى شيئا يا أمير المؤمنين قال فدعا برئيس الحجة فقال
اقرأ ما على صدر البيت مكتوبا قال ما أرى على صدر البيت شيئا فأملى
البيتين فكتبا عنه فالتفت إلى حاجبه فقال اقرأ لي آية من كتاب الله جل
وعز تشوقني إلى الله عز وجل فتلا بسم الله الرحمن الرحيم وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون فأمر بفكيه فوجئا وقال ما وجدت شيئا تقرؤه
غير هذه الآية فقال يا أمير المؤمنين محي القرآن من قلبي غير هذه
الآية فأمر بالرحيل عن ذلك المنزل تطيرا مما كان وركب فرسا فلما كان
في الوادي الذي يقال له ستر وكان آخر منزل بطريق مكة كبا به الفرس
فدق ظهره ومات فدفن ببئر ميمون وذكر عن محمد بن عبد الله مولى
بني هشام قال أخبرني رجل من العلماء وأهل الأدب قال هتف بأبي جعفر
هاتف من قصره بالمدينة فسمعه يقول أما ورب السكون والحرك إن
المنايا كثيرة الشرك عليك يا نفس إن أسأت وإن احسنت بالقصد كل ذاك
لك ما اختلف الليل والنهار ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل السلطان
عن ملك إذا انقضى ملكه إلى ملك حتى يصيرا به إلى ملك ما عز
سلطانه بمشترك ذاك بديع السماء والأرض والمر سي الجبال المسخر
الفلك فقال أبو جعفر هذا والله أوان أجلي )) الطبري

وتلاحظ هنا العدد الكبير من النبؤات التي تخص أبو جعفر المنصور حتى لتعتقد أن ذلك العصر عصر الغيبيات والتنبؤات مع العلم أنه عرف عن أبو جعفر اهتمامه بالفلك وجزء منه التنجيم وقد ملأت المصادر التاريخية بقصص ونبؤات في عهد أبو جعفر المنصور وما عليك إلا مراجعة الطبري لترى الشيء الكثير من هذه القصص في عهده !!!
بل أن هناك نبوءة عن خلع الأمين أيضاً يقصها المسعودي ويذكرها عن أبو جعفر المنصور ومعرفة بخلع الأمين ونشوب الفتن !!

ويذكر المسعودي رواية عن ابنه المهدي في وفاته ( أي المهدي ) شبيه لهذه وإن كانت رؤيا رآها في النوم !! وقال أنه توفى بعده بعشرة أيام ! بل إن المهدي له رؤيا في خلافة ابنيه الهادي والرشيد ومدة حكمهما وأزدهار حكم الرشيد ودوام ملكه وقد فسر الرؤيا ابن اسحاق الصيمري !!


وقد انتشرت مثل هذه التنبؤات في الكثير من المصادر التاريخية عن الدول الإسلامية الأخرى كالفاطميين ومنها كمثال بناء المهدية لتعصم الفواطم من أحد الخارجين وملك بني بويه الثلاثة وما رآه والدهم وتفسير المنجم لذلك وصفع والده لهذا المنجم !!

بل إن هناك نبؤات يبدوا أنها لم تتحقق قد اشتهرت في عهد ابن جبير حيث يذكر أنه وفي زيارته للقاهرة إن أهل القاهرة يعتقدون بسقط القاهرة في يد الموحدين لسقوط تمثال ناظر إلى المغرب بعد أن سقط تمثال ناظر إلى المشرق وسيطرة الغز ( يبدوا أنه يقصد الأيوبيين ) على مصر من قبل حتى أن أحد الفقهاء وزعمائها قد حبر خطبها أعدها لاستقبال أمير الموحدين ( أمير المؤمنين ) ورغم هذه فإن النبؤة لم تتحقق !

وقد ذكر ابن بطوطة الكثير من الحوادث عن كرامة البعض وتحققها في رحلته وقد اشتهر ذلك العصر بهذه الحوادث والكرامات ! وقد ذكر ابن خلدون فصول شيقة عن النبوة وعن حدثان الدول والأمم في مقدمته تتحدث عن هذا !!


أخيرا نأتي إلى السؤال المهم :


هل كل ما ذكرته هذه الكتب حق !؟

أم ما هي إلا قصص لا حقيقة لها وضعت أما لتسليه أو رواية القصص أو لتقديس بعض الدول والشخصيات ؟؟! ( ألم يقل ابن خلدون أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم ؟! )

قد يجب على هذا السؤال هذه النبؤة الأخيرة وهو ما نختم به تلك التنبؤات ويذكرها يذكرها الأمير شكيب ارسلان في حاضر العالم الإسلامي يقول عن قيام الدولة السعودية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب :

(( ويقال أن جد سليمان وكان منسوبا إلى آل البيت وناشئا في بني تميم قد رأى فيما يرى النائم ناراً خرجت من سرته فأضاءت البوادي كلها فعبر بعضهم هه الرؤيا بأنه يخرج من صلبه رجل يهدي الأقوام ويؤسس ملكاً كبيراً فكان الرجل هو حفيده محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ))

وطبعا فقط لنقول أن هذه الرواية لم تذكر في المصادر المعتمدة في تاريخ الدولة السعودية ولم يذكرها ابن بشر ويبدو لي أن مبتكر هذه الرواية جاهلا تماما بتاريخ هذه الدولة !!!!

هل تريدوني أن أقول يرحمكم الله أني بعد هذه القصة اعتقد أن هذه الرواية قد تكون قاعدة لسواها من الروايات والقصص والرؤى التي ذكرناها من قبل !
وقد ترجح هذه الرواية كذب الرويات والرؤى الأخرى واختلاقها !!!؟

وردة بلادي
15-12-2003, 03:30 PM
جزاك الله خير

سلمت يمينك على ما تتحفنا بة من قطوف رائعة


تقبل شكرى وتقديرى:)

shahnaz
17-12-2003, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزيت خيرا اخي الطارق على القطوف الرائعة !!


بوركت جهودك و دوما نطمع بالمزيد !! :)

الطارق
17-12-2003, 03:00 PM
سلمك الله أخي الفاضلة
وجزاك الله خيرا على تعقيبك الكريم ..


وشكري وتقديرك لك أختي الفاضلة ..

الطارق
17-12-2003, 03:05 PM
بارك الله فيك أختي الفاضلة
وجزاك الله كل خير ..

وارجو أن تنال هذه القطوف استحسان الجميع ..