PDA

View Full Version : أريد هذا البحث بسررررررررررررررررعة !! لو ممكن


الخير
04-12-2003, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني الفاضل

أخواتي الفاضلات

الخير يطلب منكم هذه المساعدة العاجلة

أريد مقال أو موضوع او بحث عن :

(( العولمة وتأثيرها على الشرق الوسط ))

بسررررررررررررررررررررررعة 00

وجزاكم الله عز وجل خيرا مقدمااااااااااااا0

علي الشمري
05-12-2003, 12:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لك ماتريد اخي الخير

هذا هو طلبك وباذن الله يكون هذا المقال الذي تبحث عنه

5- ظهور العولمة وتأثيرها على الشرق الأوسط للأمم الأربعة:

ماذا تعني العولمة: العولمة تعني انقلاب الشيطان إلى ملاك . إنها أكبر مفاجئة أظهرها لنا التاريخ . فمنذ ثمانين عاماً من قيام دولنا القومية في منطقتنا ونحن نربي أجيالنا على الكلمات التالية: الاستعماريون - الإمبرياليون - الرجعيون - المستغلون لخيرات الشعوب . كنا ننام ونستيقظ على ترديد الكلمات وكنّا نذّكر العالم بأننا نحن الذين صنعنا الحضارة ونشرنا العدل والمساواة بين الناس وحاربنا الظلم والظالمين ونحن أصحاب رسالة مدنية وحضارة . ها قد نهضنا لنقضي على الاستعمار والإمبريالية ولنخلص العالم من شرهم . والحقيقة التاريخية نقول: فعلاً كانوا شياطين وكانوا استعماريين وإمبرياليين وهم نفسهم كانوا شياطين سايكس بيكو الذين قسمونا وفرقونا وقبلنا بهم ومارسنا السياسة على أساس هذا التقسيم للجغرافية والبشر . ونحن أضفنا تقسيم آخر هو تقسيم الصفات والنعوت وتحولنا نحن مواطنين الأمم الأربعة وبكل بساطة إلى مؤمن وكافر - شريف وخائن - تقدمي ورجعي - انفصالي وإرهابي - واتخذناها فلسفة لنا في الحياة فإذا لم تكن معي أو لم توافق على رأيي أو وجهة نظري فأنت ضدي أنت لست سوى كافر - خائن - رجعي - انفصالي - إرهابي - عميل مخابراتي . لقد أدرنا ظهرنا لكل القيم والمثل العليا والعقائد والمبادئ والتاريخ المشترك والجيرة والعشرة مع بعضنا البعض منذ آلاف السنين ونسينا أن كل عقائدنا ومبادئنا تحذر قتل الأخ لأخيه وأن سفك دم الأخ حرام إلا بالحق وبدأنا نتعامل مع بعضنا البعض بالمطلقات . ولكن بالرغم من كل هذه القيم والمبادئ والمثل العليا والعوامل المشتركة التي نقرأها في كتبنا المقدسة والدنيوية ونرددها شعراً ونثراً وخطاباً . مارسنا العنف وما زلنا نمارسه ونزرع الحقد والكراهية والبغضاء ونزرع الشوك ومن يزرع الشوك لا يحصد سوى الشوك وكان حصاداً رهيباً .
قتل العربي العربي مـن المحيط إلى الخليج في الصراع على السـلطة والمال.

وقـتـل التركي الـتـركي مـنـذ ثـمـانين عاماُ في الـصراع على السلطة والمال .

وقتل الفارسي الفارســي مـنـذ ثمانين عاماً في الـصراع علـى السلطة والـمال.

وقتل العربي والفارسي والتركي معاً الكردي فأنكروا وجوده وتاريخه وحتى التكلم بلغته ودمروا عشرات الألوف من قراه وهّجَروا الملايين واستعملوا الأسلحة الكيماوية لتوضع حلبجة إلى جانب هيروشيما وناغازاكي شوكة في الضمير الإنساني العالمي.

وبالمصلحة .. توقفت عملية التطور والنمو وتحولت كامل الحياة الإنسانية بين شعوب المنطقة وبين أفراد كل شعب إلى مجتمعات الحرب والدمار واختفى الأمن والسلام الاجتماعي وأصبحت المنطقة بكاملها مهيأة لارتكاب مجازر بشرية بعد إدخال أسلحة الدمار الشامل . لقد زرع السياسيون الشوك وبقي على الشعوب أن تحصد .

كيف ظهرت العولمة : وكيف كانت تعمل؟ وكيف كنا نعمل؟

لا يمكن معرفة ظهور العولمة ما لم نجب على الأسئلة التالية:

1- كيف كانوا يعملون ؟ وكيف كنا نعمل ؟

2- ما هي الثوابت الموافقة للعولمة ؟ وما هي ثوابتنا بالمقابل ؟

3- هل هناك فراغ عندنا بحاجة إلى إملائه أم لا ؟

4- هل العولمة شيطان جاء بلباس آخر ؟ أم رحمان جاء يخلصنا من العنف ويجبرنا على أن نعيش مع بعضنا كبشر ومع العالم الإنساني .

كيف كانوا يعملون ؟ لم تظهر العولمة فجأة فسواء اعتبرناها نظرية أو مرحلة تاريخية أو حضارية بل ظهرت نتيجة سلسلة طويلة من التفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .لقد ظهرت العولمة نتيجة ثورة علمية والعلم قوانين فكان ثورتهم ثورة قوانين شملت كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والحقوقية والقانونية وبالرغم من ظهور عدة محاولات لانتكاسة تلك الثورات والرجوع بها إلى القديم تمكنوا من الخلاص من تلك الانتكاسات بسرعة مدهشة دفعوا ثمنها غالياً من دماء أبنائها وتخريب حضاراتهم ، لقد أوجدت هذه الثورات في القوانين مناخاً للتطور وفي ظله دار دولاب الإبداع: فزينوا أديم جغرافيتهم بألوف المعامل والمصانع ومراكز الأبحاث العلمية وزادوا إنتاجهم وبذلك أوجدوا مجتمع الوفرة الذي ساد فيه الأمن والسلام بين الناس لم يتركوا شيئاً في البر والبحر والجو إلا ووضعوه تحت المجهر وبدؤوا بكشف أسرار المادة الواحدة تلو الأخرى وبذلك خلقوا تطوراً مادياً وحضارياً فاق كل التاريخ البشري ولكن بنفس الوقت بدؤوا يشعرون بالاختناق من أكوام البضائع المصنعة الهائلة التي أنتجوها فكان لا بد من تصريفها وتصريف البضاعة يحتاج إلى أمكنة فيها فراغ وهكذا وجدوا عندنا الفراغ التام وهاهي للمرة الثانية تندفع إلينا العولمة لتملأ الفراغ .

إن هذا الفراغ الحضاري هو الذي يجلب لنا البلاء في كل مرة وفي هذه المرة يحمل اسم العولمة .

والعولمة ترافقها حتى الآن الثوابت التالية:

1- عولمة الاقتصاد والسياسة .

2- عــولـمــة ديـمـقـــراطـيـة .

3- عولمــة حـقـوق الإنســـان .

4- عولـمـة الثقافة .

الفراغ القاتل : إن أي مقارنة بيننا وبينهم تظهر لنا نحن شعوب الشرق الأوسط الفرق الكبير والمخيف في هذه الثوابت الأربعة ونحن لا نملك أي توازن في هذه الثوابت لا سياسياً ولا اقتصاديا ولا ديمقراطياً ولا ثقافياً ولا حقوق الإنسان وهذا يعني أن المنطقة وشعوبنا الأربعة العربية والفارسية والتركية والكردية في حال فراغ تام ولا بد من الاصطدام بالعولمة فإن لم يكن اليوم فغداً أما ماذا ستكون النتيجة فهذا لا يمكنني تحديده كل ما يمكن الاستشهاد به هو مصير يوغسلافيا سابقاً والعراق عندما اصطدم بالعولمة والنتيجة على ما أعتقد واضحاً لكل من يجيد قراءة التاريخ .

كيف كنا نعمل ؟ لقد بدى الغرب مع العولمة بالثورات في القوانين ونحن أيضاً بدأنا بالثورات ولكن ثوراتنا كان في تغيير القبعات والعقال والجلابية والعمامة والحجاب ولنرى كيف تمت تلك الثورات العجيبة الغريبة عن منطق التاريخ ظهرت ثلاثة ثورات:

1- الثورة الأولى قام بها الأتراك وكان بطلها مصطفى كمال باشا مع تشكيل الجمهورية التركية العلمانية أصدر فرماناً سياسياً وكان مضمونه صنع "شـمقة" تركية بدل من الطربوش العثماني الأحمر واعتقد أنها بهذه الثورة في تغيير القبعة نقل الشعب التركي من القرون الوسطى إلى عصرنا .

2- وقام العرب بتقليد الأتراك ونحن العرب أدرنا قرص التاريخ بالعكس وأرجعنا شعوبنا إلى لبس العقال والجلابية.. إلى الأصالة . وهكذا تمت ثورتنا .

3- وأخيراً قام الفرس باستكمال هذه الثورات العجيبة فأصدر الخمينيون فرماناً سياسياً بعودة الشعب الإيراني إلى لبس العمامة والحجاب للمرأة .

وهكذا انتهت ثوراتنا وقامت دولنا بإصدار دساتير وقوانين المحافظة على الشمقة والعقال والجلابية والعمامة والحجاب كهدف استراتيجي بالإضافة إلى الصراع على السلطة والمال .

عاش تسعون بالمائة من أبناء مجتمعاتنا في حالة فقر وجهل ومرض وتخلف حضاري من الصعب معالجة قضاياها المعيشية . فكان من الطبيعي أن يرفض التاريخ مثل هذه الثورات .

لقد قلنا سابقاً إننا لم نفهم التاريخ والتاريخ لم يفهمنا والتاريخ احتار فينا فأوقعنا بكامل أوطاننا وشعوبنا في فراغ حضاري تام ، لقد أعطانا التاريخ فرصة نادرة جداً ثمانون عاماً من الزمن لكي نفهم التاريخ ونسير معاً ونغير لباسنا ولكننا تابعنا ثوراتنا العجيبة وأعتقد أن هذه المرة لا يمكن تحمل مسؤولية اندفاع العولمة إلينا ، بل تقع كامل المسؤولية علينا وأعتقد أيضاً إن لمْ تأتي العولمة إلينا فسنذهب إليها بأرجلنا وهذا ما حصل بالضبط . فبعد حروب طويلة وصراعات سلطوية لم نتمكن من حل أي مشكلة من مشاكلنا ولم نتمكن حتى على حكم أنفسنا بأنفسنا كما يريد لنا التاريخ ، لقد تحولت حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى عداوة يملؤها الحقد والكراهية القاتلة . لقد تركنا شعوبنا دون إبداع تكنولوجي ولا تقوم الحضارة العصرية بدونه . بعد التخلف الاقتصادي بات من المستحيل التكلم عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو التطور الثقافي ، لقد تحولت ثقافتنا بالكامل إلى ثقافات: المؤمن والكافر - الشريف والخائن - التقدمي والرجعي - والانفصالي والإرهابي . هذه هي منجزات الثوريين والثورات التي قمنا بها ، لقد وصلنا إلى درجة نقول فيها للعولمة: تعالوا فَهموُّنا . الديمقراطية وحقوق الإنسان . أعطونا التكنولوجيا والدواء . فهل من الغرابة أن أعرف العولمة بانقلاب الشيطان إلى ملاك ؟ ولا بد من السؤال : هل نستسلم للموت ؟

أنا أقول: لا.. إن غريزة الحياة أقوى من الموت .

إني أحاول أن أقوم بواجبي باتجاه الأمة العربية وجيراني والإنسانية فأقوم بطرح قوانيني للتعامل مع الواقع ، ربما أستطيع أن أنير الدرب نحو مجتمع الأمن والسلام الاجتماعي .

ملاحظه كنت اتحدث في مقال اعلاه عن ست محاور اذا اردتها ساكتبها لك واهي

1- الشرق الأوسط والأمم الأربعة ومجتمع الندرة وفقدان الأمن والسلام الاجتماعـي .

2- لــماذا لم نفهم التاريخ ولم يفهمنا التاريــخ ؟

3- الجذور التاريخية للاختلاف . الصراع المدمر وفقدان الأمن والسـلام الاجتماعي .

4- التعامل مع التاريخ بشكل عشوائي وظهور مجتمعات العنف .

5- ظــهور العـولمة وتأثـيـرها على العالم والشـــرق الأوســط .

6- قوانــيـنـي الـمـطروحة للـــتعامل مـــع الــواقــع الـتـاريخي .

7- (ذكر) قد تنفع الذكرى .

حبكم
هيرو

الخير
05-12-2003, 12:36 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله عز وجل خيرا أخي الفاضل "هيرو "

ونفع بك أشكرك على سرعة اجابتك وحضورك

وننتظر الزيادة !!

فمن عنده زيادة فليزيدنا مشكورا مأجورررررررا 00

البراء
06-12-2003, 08:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل

أخي في الله
هذه محاضرة جميلة لفضيلة الشيخ ناصر الأحمد بعنوان العولمة لعلك تجد فيها مرادك وعذراً على التقصير.
http://www.islamcvoice.com/mas/open.php?cat=38&book=582

أخوك ومحبك في الله البراء

الخير
07-12-2003, 01:37 AM
الأخ الفاضل " البراء "

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك اللله عز وجل خيرا 00

وبارك الله عز وجل فيك00 وأثابك على ما قدمت جعله الله في ميزان أعمالك 00

البراء
16-12-2003, 01:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمل أن تقرأ ماقاله فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر في هذه المقالة .

الثقافة الإسلامية وعولمة الثقافة 17/10/1424


أ. د .ناصر بن سليمان العمر





العلاقة بين الثقافة الإسلامية والعولمة:





إن الله هو رب العالمين، والدين الذي ارتضاه للعالم هو الإسلام "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" (1)، وقد بعث الله محمداً _صلى الله عليه وسلم_ رحمة للعالمين، فأدى الرسول الكريم رسالة ربه، فخاطب العرب والعجم، بل دعا الثقلين، ثم أخبر من لاينطق عن الهوى بأن دين هذه الأمة ظاهر، وأنه أكثر الأنبياء تبعاً.






فأمة الإسلام مبعوثة لتنقل ركناً ركيناً من أركان الثقافة إلى البشرية بل إلى العالم، فقد قال الله _تعالى_ عن نبيه محمداً _صلى الله عليه وسلم_: "وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلاّ ذكر وقرآن مبين ~ لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين" (2) ومما قيل في معناها: "لينذر بهذا القرآن المبين كل حي على وجه الأرض"(3).



وقال _سبحانه_: "قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ~ إن هو إلاّ ذكر للعالمين" (4)، "وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلاّ ذكر للعالمين" (5)، " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (6)، وقال _سبحانه_: " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً" (7)، " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (8).


وفي حديث الصحيحين: "أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي" قال _صلى الله عليه وسلم_: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة" (9).


فاستجاب نبينا _صلى الله عليه وسلم_ لأمر ربه وبدأ بدعوة قومه، فاستجاب له قلة وجمع من الضعفاء على استخفاء، أما الأقوياء والكبراء فقد فرحوا بما عندهم من العلم، "وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين" (10) فجاهروا بصريح العداء، وزعموا أن ما جاء به محمد _صلى الله عليه وسلم_ معتقدات (راديكالية) بالية، لها جذور قديمة، لا أساس لها من الصحة "إن هذا إلاّ خلق الأولين" (11)، "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً" (12).


ولكن سنة الله في الأمم تمضي فما هي إلاّ سنوات قلائل حتى تغيرت الحال، ومما امتن الله به على عباده المؤمنين: "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" (13).





وتنفيذاً لأمر الله لم يكتف _صلى الله عليه وسلم_ بدعوة من بدأ بهم من عشيرته الأقربين، فدعى قومه ثم سائر العرب، بل خاطب الأمم والشعوب ممثلة في عظمائها، وكان من ثمرات ذلك إسلام بعضهم كالنجاشي بأرض الحبشة، وإقامة جسور للدعوة بأرض مصر عن طريق الاتصال بمقوقسها، أما كسرى فمزق رسالة محمد _صلى الله عليه وسلم_ فمزق الله ملكه، وعظيم الروم آثر اتباع الهوى من بعد ما تبين له الحق.


ولأنه _صلى الله عليه وسلم_ رحمة للعالمين لم يكتف بدعوة البشر، بل دعا _صلى الله عليه وسلم_ الجن أيضاً فانقسموا "فمن أسلم فؤلئك تحروا رشداً" (14)، "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ~ يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا" (15)، "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ~ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ~ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ~ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" (16).





وقد تكفل الله بنشر دعوة الإسلام، فعن ثوبان _رضي الله عنه_، قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها"(17)، فهذا وعد بقبول دعوة الإسلام وعالميتها، وفي حديث ابن عباس: خرج علينا النبي _صلى الله عليه وسلم_ يوماً، فقال: "عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق فرجوت أن يكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب" (18).





إن هذا الانتشار الواسع لأمة جاءت في ختام الأمم، لدليل يبين أن لديها من الخصائص والمميزات ما لا يوجد في سواها.


كما أن لسيادتها وظهورها في عصرها الأول عندما قام أهلها بها حق القيام، لدليل على صدق الوعد بظهورها في الآخرين على سائر الملل.


فإذا سرنا على نفس الطريق تحقق الوعد الإلهي بظهور هذه الدعوة وقبولها على نطاق واسع، وإذا تأخرنا تأخر، وبشائر الحاضر _بحمد الله_ حاضرة شاهدة، فعجلة الدعوة رغم النكوص والعراقيل والحواجز والسدود لم تتوقف وإن تباطأت، فدعوة الإسلام –بحمد الله- في اطراد مستمر، والناس يدخلون في دين الله يوماً بعد يوم، رغم ضعف الآلة الإعلامية والمقومات المادية الأخرى.


ومتى رجع المسلمون لسابق عهدهم وترسموا خطى سلفهم، ازدادت قوة دعوتهم، وانتشرت ثقافتهم واكتسحت، كما ظهر الصدر الأول وعلا في سنوات قلائل.


ومن البشائر أيضاً أنه ليس ثمة مكان -بحمد الله- في أرض الله يخلو من مسلم، وهذا يدل على مواءمة دعوة الإسلام وثقافته لكافة المجتمعات، وعلاجها لظروف أي زمان ومكان، وليس هذا تنظيراً علمياً بل هو واقع عملي.


وليس معنى هذا أن دعوة الإسلام خاضعة للتشكل كالطين أو العجين، يلعب به الصبيان فيصورونه كيف شاؤوا، ولكن المراد بيان أن في شريعة الله علاجاً لكافة أوضاع البشر أين كانوا وأيان وجدوا، وأن من تمسك بها فهو موعود بالحياة الطيبة، وكل المطلوب ممن أرادها هو أن ينهل من المعين الصافي الذي نهل منه الصدر الأول، دون أن يحاول تغيير مجراه، أو تحسين محتواه، فالذي وضعه عليم خبير، والذي أداه حريص أمين.


فالواجب أن نؤدي ما علينا من تبليغ دعوة الله، فنأخذ بالأسباب المادية، ونضع الخطط والبرامج الاستراتيجية، والله قد كفل القبول والعالمية.





أما ما يرد إلينا من علوم وثقافات وافدة، فإن فيها حقاً وخيراً، وهذا يقبل ممن جاء به، كما أن فيها باطلاً وشراً، وهذا يرد على من جاء به، وهو غالب ما يرد، والمطلوب ألا نخضع شريعتنا ونلويها حتى توافق ما وفد، وإنما نُحكِّمها فيما يرد، ونرضى بحكمها، ثم لا نجد حرجاً فيما قضت، ونوقن بأنه الخير والحق.


إن في سنة نبينا _صلى الله عليه وسلم_ وفي عمل الصدر الأول تقريراً لهذا المنهج، فقد نقل أهل السير لنا استفادته -صلى الله عليه وسلم- من ثقافة الفرس يوم حفر الخندق بمشورة سلمان الفارسي _رضي الله عنه_، وقد لبس -صلى الله عليه وسلم- جبة من صوف رومية، وعرف الاستبرق وأصله أعجمي، وأطلقوا على الجمال طويلة العنق ما كان يطلقه العجم، فقالوا: بختي وبختية، ورمى الصحابة بالمنجنيق وهي فارسية، واستعملوا سيوف الهند، وعرفوا الصولجان، وقرؤوا المجال -مفرد مجلة- وهي وافدة، وأقر نبينا -صلى الله عليه وسلم- الدركلة ضرب من لعب الحبشة حتى جاء في الأثر: "خدوا يا بني أرفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة" (19).


وبالمقابل نبذ الصدر الأول ثقافات وعادات وافدة، ومنها: اللعب (بالإسبرنج) وهي الفرس التي في الشطرنج، وعرفوا الشطرنج وما فيه من بياذق أوبيادق وكلها فارسية، وجاء في الأثر: "من لعب بالنرد شير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه" (20)، وعرفوا لعبة السُّدُّر -نوع من القمار- وأنكروها، وعرفوا السمسرة من فارس وتكلموا فيها،


و لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: ما هذا؟ قال: يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك.


قال: "فلا تفعل" (21).


بل أكثر من ذلك كان عندهم نوع استقراء وتحليل للثقافة الوافدة، فقد تصوروا بعضها، وحكموا عليها –حكماً خاصاً- قبل أن تفد، ومن ذلك ما جاء في البخاري: عن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: لما اشتكى النبي- صلى الله عليه وسلم- ذكرت بعض نسائه كنيسة رأينها بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وكانت أم سلمة وأم حبيبة - رضي الله عنهما- أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فرفع رأسه فقال:"أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" (22).





فينبغي للمسلمين أن يعدوا الدراسات ويقيموا الثقافات من حولهم، حتى يميزوا بين حقها وباطلها وفقاً لضوابط الشرع، فيقبلوا ما فيها من خير، ويحصنوا المجتمعات ضد ما فيها من شر، وأول ذلك يكون بتقرير الثقافة الإسلامية في نفوس ذويها، وترسيخ مفاهيمها وبيان محاسنها قبل دعوة الآخرين إليها.




--------------------------------------------------------------------------------



1 سورة آل عمران: 85.


2 سورة يس: 70-71.


3 تفسير ابن كثير 3/581.


4 سورة ص: 87.


5 سورة يوسف: 104.


6 سورة الأنبياء: 107.


7 سورة الفرقان: 1.


8 سورة سبأ: 28.


9 حديث جابر رواه البخاري 1/128، ومسلم 1/370.


10 سورة سبأ: 35.


11 سورة الشعراء: 137.


12 سورة الفرقان: 5.


13 سورة الأنفال: 26.


14 سورة الجن: 14.


15 سورة الجن: 1-2.


16 سورة الأحقاف 29-32.


17 صحيح مسلم 4/2215.


18 صحيح البخاري 5/2170.


19 انظر زوائد الهيثمي، مسند الحارث 2/826، والصحيحة 4/443 رقم (1829)، وقد أعلها أبو حاتم كما في العلل لابن أبي حاتم 2/297، ولكن جاء بمعناه عند الإمام أحمد 6/116: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يومئذ: "لتعلم زفر أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة"، قال ابن كثير (التفسير 2/199): " أصل الحديث مخرج في الصحيحين والزيادة لها شواهد من طرق عدة".


20 حديث بريدة ابن الحصيب في صحيح مسلم 4/1770، ورواه غيره.


21 رواه ابن حبان في صحيحه 9/479، والحاكم في مستدركه 4/190، وروى نحوه أبو داود في السنن 2/244، وابن ماجة 1/595، ومسند أحمد 4/381، ورواه غيرهم وقد صححه الألباني في الإرواء 7/55-56 وأدب الزفاف 178 والصحيحة 1203 وغيرها.


22 صحيح البخاري 1/450، ومسلم 1/376، ورواه غيرهما.

البراء
16-12-2003, 04:00 AM
أرجو من أخي الخير الرجوع لهذا الرابط
http://www.almoslim.net/admin_prod/articles_list_main.cfm?id=42

الخير
16-12-2003, 07:21 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نفع الله تعالى بك أيها الفاضل كما نفعتنا

وبارك فيك00

وفي الشيخ ناصر العمر00 وحفظه00