PDA

View Full Version : تأمل ثم قرر !


دموع تائبة
27-01-2004, 07:32 AM
الحمد لله رب العالمين ، شرع الدين وجعل أركانه طهرة لنفوس العابدين بتحقيقها يشع نور الإيمان ليضيء درب السالكين فتستقيم أمور الحياة على منهج الدين.

وإن حياة المسلم لتعمر بمواسم للخيرات على تفاوت بينها في الأفضليات ، وإن هذه العشر التي أضلتنا-أعني عشر ذي الحجة-لأفضل مواسم الخير على الإطلاق إذ اجتمعت فيها جل الأركان المحققة للإيمان...الصيام والصلوات والحج والصدقات! ومن هنا فاق فضلها ماعداها من مواسم الخير والقربات.

من وفق للعمل الصالح فيها فقد حاز من الخير أغلبه، ونال من الأجر أجزله!!

فعن ابن عباس رصي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"رواه البخاري.

ثم إنك إن تأملت تأمل المحصي الأرب لم تخل من وقفتين تأمليتين : ذاك إنك إن تأملت مدتها محصيا لم يطل بك العهد بل تقاصر دونك الأمد..فما هي إلا أيام عشر. ثم إنك إن تأملت أبواب خيرها محصيا استمد بك الأمد وتقاصر دونك الجلد..فإن أسلمتك الوقفتان إلى المبادرة لإستغلال هذه الأيام فقد غنمت وظفرت ، وإن أحجمت
وسوفت فقد حرمت الخير وخسرت...فتأمل ثم قرر !!!

فيا من حرمت مرافقة وفود الحجيج.. اجتهد في هذه العشر لتنال من الأجر أوفر الحظ والنصيب فما لا يدرك كله لا يترك جله..

وإنما يتعين في هذه الأيام إحياء ما اندثر من السنن كالجهر بالتكبير فيها، وقد ذكر الإمام البخاري رحمه الله:

أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

ولكن ليحترز المسلم من التكبير الجماعي إذ هو مما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف وإنما يكبر بمفرده مسمعا من حوله ومذكرا لهم به ، ولعل مما تحزن له النفس ويمتعض له القلب تباعد الغالبية العظمى من المسلمين عن إحياء سنة الفداء بإراقة الدماء قربة لفاطر الأرض والسماء...ذاك أن هذا التباعد من شأنه أن يسلم إلى اندثار تلك الشعيرة "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" الحج (32) ثم إنها لمن أحب الأعمال إلى الله في يوم النحر...

فعن سليمان بن يزيد الكعبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إهراق دم ، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا" رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

الله أكبر..أي ثواب أسره الله لمن أراق الدم قربة وبغية لأجره ورضاه؟! ثم إنه"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" الحج (37). نعم إنها التقوى...وما أحوجنا إليها!!

فالبدار البدار ، فليست الدنيا بدار قرار ، فغدا تنقضي الأعمار ولا ينفع مستعتب ولا تقبل الأعذار .

اللهم وفقنا لعمل الصالحات واغفر لنا السيئات واجعلنا من الآمنين في الغرفات.


التوقيع :

قال الحافظ ابن حجر في الفتح :

"والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولايتأتى ذلك في غيره".



بقلم أختكم

دموع

بشاير
28-01-2004, 02:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخيتي دموع

نريد من يذكرنا بما هو صالح وخير من فترة لفترة أخيتي دموع

ذكرك الله بالشهادة بعد طول عمر وحسن عمل

دموع تائبة
08-01-2005, 04:47 PM
السلام عليكم

هل تتذكرون هذا الموضوع ؟

للتذكير

اديب
08-01-2005, 09:46 PM
الله المستعان ..

أيام مضت ..
وشهور أنقضت ..

ونحن في غفلتنا سائرون ..

شكرا لهذه التذكرة ..
ولا حرمك الله الأجر

رااحيل
10-01-2005, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اختي الغاليه دموع

جزاك المولى جنة الفردوس ونعيمها

(وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين)

بورك مسعاك غاليتي فما أحوجنا لمثل هذه التذكره

ذكرك الله بالشهادتين دائماً وأبدا