PDA

View Full Version : "الأحادية"أو"الفكر الأحادي"وماذا يعني به مروجوه؟أهو الشريعة؟


غير شكل
27-01-2004, 09:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من الأفكار التي راجت أخيرا الفكرة القائلة بأن من أخطر وأسوأ السمات الموجودة في بلادنا ومجتمعنا ما يطلق عليه بالأحادية ، أو الأحادية الفكرية ، فيا ترى ما الأحادية ؟.

الأحادية تعني عند هؤلاء وجود الفكر الواحد في المجتمع وعدم السماح لغيره بالحضور والوجود والتعبير عن نفسه ، وقد يطلقون عليه لفظا آخر وهو : الرأي الواحد ، ولو جئنا لنحلل الخطاب الذي يوجه هذا الاتهام لمجتمعنا وعلمائنا لوجدنا أنه خطاب يهاجم الأحكام الشرعية في الدرجة الأولى ومن ذلك : الهجوم على الحجاب واحكامه وتطبيقاته وغاياته والهجوم على قرار المرأة في بيتها والهجوم على تأصيل العلوم تأصيلا إسلاميا والهجوم على الإعلام النقي من الابتذال العلماني والهجوم على الاقتصاد الإسلامي ومصارفه والهجوم على السياسة الشرعية والشورى وعلى الثقافية الإسلامية وتطبيقاتها وغيرها ، ولا ريب أن تفكيك هذا الخطاب ، أعني الخطاب الذي يتهم مجتمعنا وعلماءنا بالأحادية تفضي إلى حقيقة كبيرة جدا وهي : ان المقصود بالأحادية الشريعة الإسلامية ، وهذا واضح من خلال متابعة هدف هجوم هؤلاء وعداء هؤلاء وهو الشريعة وأحكامها كما أسلفنا ، وإن كان هؤلاء لا يصرحون بأنهم يعادون الشريعة ، ولكن خطابهم واضح جدا في استهدافهم الشريعة في المقام الأول وإن سموها باسم ""الفكر الواحد "". وهؤلاء يحاولون هدم المجتمع ومسلماته من داخله ، هذا ومما يوضح المسألة جيدا هجوم العلمانيين على شريعتنا من الخارج هجوما مباشرا ولا مواربة فيه ، وذلك لوجودهم في بلاد يظنون أنهم آمنون فيها ، وما علموا أن الله عليهم قدير ولو كانوا في بروج مشيدة .

إن تعبير ( الأحادية الفكرية ) واضح في أهدافه ، فالفكر نتاج عقيدة ، ولايوجد فكر لا عقيدة توجهه وتتبناه وتقدمه ، والقول بأن الفكر لا يعني العقيدة سفسطة ولعب واستغفال ، فهل من المعقول أن يوجد فكر دون خلفية عقدية وثقافية ؟ وهل يمكن أن يقدم عقل خال من كل عقيدة و معرفة ، هل يمكن أن يقدم عقل هذا شأنه فكرا؟.

إننا ننبه علماءنا إلى ضرورة رؤية ما وراء الأكمة وان يقرأوا أفكار دعاة الفكر الآخر جيدا على ضوء نتاجهم ""الفكري"" في امتداداته العامة وتشعباته وفي مختلف البيئات ، وألا يكتفوا بسماع هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح هنا أو هناك مستغلين طيبة المجتمع و تسامحه فيما يعملون ليل نهار على هدمه من أسسه ، واقرأوا مقالة بعضهم التي تشكك في الأسس التي تحكم بلادنا وقامت على أساسها في بعض الصحف .

----------- علي التمني

أبها ــ في 25/11/1424