النجم الأخضر
03-02-2004, 06:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول من البريد لكن موضوع مهم وجميل تعالوا نرى ماذا كتب الدكتور إبراهيم علوي حول هذا الموضوع
عندما حل علينا شهر رمضان قبل حوالى عشرين عاماً عام 1403هـ كان النهار طويلاً والجو حاراً يستوي فيه الرطب بعد الإنسان حيث كان التاريخ 13/6/1983م ومعروف ان ذلك هو أول أيام الصيف الذي لا يقل عن ثلاثة أشهر في بلادنا المباركة. ولقد أكرمنا الله بانتشار المكيفات تلك الفترة حيث ان الذين صاموا في الدورة الماضية أي عام 1370هـ حين كان التاريخ 6/6/1950م (علماً بان الجو يتكرر كل 33 عاماً تقريباً) لم تكن المكيفات معروفة في عالم التقنية وكان التكييف عبارة عن صناعة وطنية (مروحة يدوية من سعف النخيل). مع تواجد المكيفات خلال أيام الصيف استسلم الناس للراحة في نهار الصوم وللتسوق والزيارة ليلاً. بدأ الناس في النوم معظم نهار رمضان والقيام معظم الليل بالتجارة والزيارة، وبدأت فكرة إحياء ليالي رمضان تتحول تدريجياً من العبادة إلى العادة، ونشط شياطين الإنس والجن في وضع برامج هذه العادة التي بدأت بلقاءات لا تضر ولا تنفع حتى تحولت تدريجياً إلى برامج عليا لنيل غضب الله الجبار حيث تفننت دور الإعلام في إغراق الصائم بالفتن التي تقضي على الحسنات التي جمعها الصائم. لا يتعرض موضوعنا اليوم لتلك الفتن ولكن نستخلص عادة اكتسبها القوم خلال تلك السنين وهي السهر في ليالي رمضان والنوم في نهاره حتى وان كان الجو بارداً أو جميلاً ممتعاً مثل هذا العام. وبالتالي تسللت هذه العادة إلى أيام العيد، ولذا لو حاولت أن تجرب حظك في المعايدة نهاراً أيام العيد الماضي (كما فعلت انا) فانك ستصاب بخيبة أمل، وقد تعود إلى بيتك ولم يفتح لك أحد بابه لان بابا نائم. في المقابل قد يتصل عليك شخص الساعة الواحدة ليلاً ليخبرك انه قادم لزيارتك (قبل أذان الفجر)، ولو اكتشف انك نائم تلك الساعة لنعتك بأنك دجاجة. هذه قضية قد نتعود عليها نحن معشر البشر خلال العشر السنوات القادمة حيث يوافق العيد يومها 24/8/2012م أي لا يزال الجو حاراً تماماً ولن يطيق أحد ان يخرج من بيته قبل غروب الشمس لان أجساد الرجال ستصبح نواعم. لكن هناك قضية حضارية لاحظتها خلال جولة العيد هذا العام وهي عدد الدور التي يمكن زيارتها خاصة إذا كانت الجولة مسائية. العدد قليل جداً نظراً لاتساع رقعة المدن وتباعد البيوت وازدحام الطرقات، فلا أظن العدد سيتجاوز الثلاثة في الليلة الواحدة حيث ان مشوار السيارة سيستغرق نصف ساعة على اقل تقدير. هنا يأتي السؤال المهم: كيف كان الناس يتزاورون في هذا العيد؟ المعايدة هذه السنة (والعام الماضي) كانت حملة لجمع التبرعات لصالح شركة الاتصالات. كل من ابتلاه الله بجوال استلم عشرات التهاني بالعيد عبر رسائل الجوال. هذه المعايدة تدر على الشركة ملايين الريالات يومياً وفي الوقت ذاته هي فكرة ذكية للتواصل في عالم التكنولوجيا. لكن كيف ستكون التقنية بعد عشرة أعوام؟ أتوقع ان كل مسكن سيكون به حاسب آلي وكاميرا متصلين بالإنترنت، لذا أتوقع ان تتم المعايدات بالإنترنت حيث سيزور الناس بعضهم (صورياً) من خلال الشبكة العنكبوتية حيث يسلم كل شخص على الآخر بتلويح يده امام الكاميرا ويصافح في الفضاء ويوزع الابتسامات وربنا سامع الدعاء. اما حلوى العيد فستكون من جيب كل منا حيث ان كل شخص سيشتري لنفسه وعياله لا للضيوف، وعندما يعايد في الهواء يمد يده إلى طبق بيته ليشارك بها زميله المراقب على الخط. لكن قد تنشأ مشكلة في التوفيق بين دوام الناس، فبعضهم دوامهم صيفي يسهرون كالخفاش وآخرون بياتهم شتوي ينامون كالدجاج. الحل إذاً ان ترسل معايدات مصورة في ملفات ملحقة بالرسائل الإلكترونية. المحصلة أن العلاقات بين الناس ستكون إلكترونية وبالتدريج إذا مرض شخص فسنزوره عبر موقع المستشفى في الإنترنت وندخل الغرفة التي بها صاحبنا ونطمئن عليه. وأخيراً من يدري لعلنا نحضر حفلات عشاء عن طريق الإنترنت أيضاً برؤية الأكلات على شاشة الكمبيوتر صورياً ونتذوق الأكل حسياً ونشبع من الأكل نفسياً ونحلي بعدها بطبق فول عملياً. وكل عام وانتم بخير إلكترونياً.!! *
الموضوع منقول من البريد لكن موضوع مهم وجميل تعالوا نرى ماذا كتب الدكتور إبراهيم علوي حول هذا الموضوع
عندما حل علينا شهر رمضان قبل حوالى عشرين عاماً عام 1403هـ كان النهار طويلاً والجو حاراً يستوي فيه الرطب بعد الإنسان حيث كان التاريخ 13/6/1983م ومعروف ان ذلك هو أول أيام الصيف الذي لا يقل عن ثلاثة أشهر في بلادنا المباركة. ولقد أكرمنا الله بانتشار المكيفات تلك الفترة حيث ان الذين صاموا في الدورة الماضية أي عام 1370هـ حين كان التاريخ 6/6/1950م (علماً بان الجو يتكرر كل 33 عاماً تقريباً) لم تكن المكيفات معروفة في عالم التقنية وكان التكييف عبارة عن صناعة وطنية (مروحة يدوية من سعف النخيل). مع تواجد المكيفات خلال أيام الصيف استسلم الناس للراحة في نهار الصوم وللتسوق والزيارة ليلاً. بدأ الناس في النوم معظم نهار رمضان والقيام معظم الليل بالتجارة والزيارة، وبدأت فكرة إحياء ليالي رمضان تتحول تدريجياً من العبادة إلى العادة، ونشط شياطين الإنس والجن في وضع برامج هذه العادة التي بدأت بلقاءات لا تضر ولا تنفع حتى تحولت تدريجياً إلى برامج عليا لنيل غضب الله الجبار حيث تفننت دور الإعلام في إغراق الصائم بالفتن التي تقضي على الحسنات التي جمعها الصائم. لا يتعرض موضوعنا اليوم لتلك الفتن ولكن نستخلص عادة اكتسبها القوم خلال تلك السنين وهي السهر في ليالي رمضان والنوم في نهاره حتى وان كان الجو بارداً أو جميلاً ممتعاً مثل هذا العام. وبالتالي تسللت هذه العادة إلى أيام العيد، ولذا لو حاولت أن تجرب حظك في المعايدة نهاراً أيام العيد الماضي (كما فعلت انا) فانك ستصاب بخيبة أمل، وقد تعود إلى بيتك ولم يفتح لك أحد بابه لان بابا نائم. في المقابل قد يتصل عليك شخص الساعة الواحدة ليلاً ليخبرك انه قادم لزيارتك (قبل أذان الفجر)، ولو اكتشف انك نائم تلك الساعة لنعتك بأنك دجاجة. هذه قضية قد نتعود عليها نحن معشر البشر خلال العشر السنوات القادمة حيث يوافق العيد يومها 24/8/2012م أي لا يزال الجو حاراً تماماً ولن يطيق أحد ان يخرج من بيته قبل غروب الشمس لان أجساد الرجال ستصبح نواعم. لكن هناك قضية حضارية لاحظتها خلال جولة العيد هذا العام وهي عدد الدور التي يمكن زيارتها خاصة إذا كانت الجولة مسائية. العدد قليل جداً نظراً لاتساع رقعة المدن وتباعد البيوت وازدحام الطرقات، فلا أظن العدد سيتجاوز الثلاثة في الليلة الواحدة حيث ان مشوار السيارة سيستغرق نصف ساعة على اقل تقدير. هنا يأتي السؤال المهم: كيف كان الناس يتزاورون في هذا العيد؟ المعايدة هذه السنة (والعام الماضي) كانت حملة لجمع التبرعات لصالح شركة الاتصالات. كل من ابتلاه الله بجوال استلم عشرات التهاني بالعيد عبر رسائل الجوال. هذه المعايدة تدر على الشركة ملايين الريالات يومياً وفي الوقت ذاته هي فكرة ذكية للتواصل في عالم التكنولوجيا. لكن كيف ستكون التقنية بعد عشرة أعوام؟ أتوقع ان كل مسكن سيكون به حاسب آلي وكاميرا متصلين بالإنترنت، لذا أتوقع ان تتم المعايدات بالإنترنت حيث سيزور الناس بعضهم (صورياً) من خلال الشبكة العنكبوتية حيث يسلم كل شخص على الآخر بتلويح يده امام الكاميرا ويصافح في الفضاء ويوزع الابتسامات وربنا سامع الدعاء. اما حلوى العيد فستكون من جيب كل منا حيث ان كل شخص سيشتري لنفسه وعياله لا للضيوف، وعندما يعايد في الهواء يمد يده إلى طبق بيته ليشارك بها زميله المراقب على الخط. لكن قد تنشأ مشكلة في التوفيق بين دوام الناس، فبعضهم دوامهم صيفي يسهرون كالخفاش وآخرون بياتهم شتوي ينامون كالدجاج. الحل إذاً ان ترسل معايدات مصورة في ملفات ملحقة بالرسائل الإلكترونية. المحصلة أن العلاقات بين الناس ستكون إلكترونية وبالتدريج إذا مرض شخص فسنزوره عبر موقع المستشفى في الإنترنت وندخل الغرفة التي بها صاحبنا ونطمئن عليه. وأخيراً من يدري لعلنا نحضر حفلات عشاء عن طريق الإنترنت أيضاً برؤية الأكلات على شاشة الكمبيوتر صورياً ونتذوق الأكل حسياً ونشبع من الأكل نفسياً ونحلي بعدها بطبق فول عملياً. وكل عام وانتم بخير إلكترونياً.!! *