PDA

View Full Version : عندما .. تسقط الشمس ..


علي الشمري
14-06-2004, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

قبل أيام قليلة .. وعلى برنامج البث المباشر الجماهيري في إذاعة إمارة عجمان إتصلت فتاة في العشرينات من عمرها .. لتقول :

عندما كنت في الخامسة عشر من عمري تعرفت على فتيات من نفس عمري ولم أكن أعلم أنهن بنات سوء .. خرجت برفقتهن من المدرسة بعد إلحاح منهن ... وبدون إذن من أهلي لأول مرة في حياتي .. ولم أكن أعلم أنهن على موعد مع بعض الشباب ..

فجأة .. مضت الأحداث بسرعة .. تم ضبط الشباب ومعهن البنات قرب أحد الأسواق إثر بلاغ من أحد أولياء الأمور .. وكنت على مقربة منهن أتجول .. لم أضبط معهن في البداية .. أشارت إحداهن إلي .. وقالت للشرطة .. هذه معنا ..
ولم تعلم أنها بهذه الإشارة .. وبهذه الجملة .. قد أضاعتني ..
تم إعتقالي معهن .. وُأحلت للتحقيق .. تم إستدعاء أهلي .. وُظلمت بعد أن تمت إدانتي وتقرر ايداعي في دار الأحداث لستة شهور .. وإعتبرني القانون .. قاصرة .. جانحة .. .
ستة شهور من البكاء .. ومرارة الظلم .. مضت عليَ في هذه الدار دون أي زيارة أو حتى أي إتصال من أهلي .. ولم أكن أعلم أنني سأواجه ظلماً أكبر عند خروجي من معتقلي هذا .. إلى الناس ..
فوجئت بأهلي يطردونني بدون أي فرصة دفاع .. أمي تتبرأ مني وتهددني بإخواني الذين يريدون قتلي إن عدت إلى المنزل .. !!

وياليتهم قتلوني ...

هربت .. من البيت إلى الشارع .. ومن شارع إلى شارع .. نمت أول ليلة في مصلى النساء في أحد المساجد .. رعتني زوجة إمام المسجد لما يقارب الأربعة شهور ..
سمعت أن أهلي قد أشاعوا بين الناس أنني قد ُمــت في حادث .. لم يسأل عني أحد منذ ذلك الوقت ..

قررت أن أستأنف حياتي .. فإلتحقت بوظيفة متواضعة في شركة يملكها شخص هندي الجنسية .. براتب 1500 درهم شهرياً .. وإستأجرت غرفة صغيرة ملحقة بمنزل إحدى العائلات مقابل 400 درهم .. وواصلت دراستي في المساء .. .
اليوم أكلمكم وأنا على مشارف التخرج من الجامعة فقد وصلت إلى آخر فصل دراسي لي .. بجهدي وصبري ومثابرتي بدون أي دعم أو إستقرار .. بدون أسرة تحميني وترعاني .. طوال هذه السنين .. حافظت على نفسي وسط الذئاب .. وحرصت على سمعة وشرف أهلي الذين تبرأوا مني .. وكم كنت أرى الفساد من حولي سهلاً بلا حسيب ولا رقيب .. وكم كانت حاجتي شديدة .. والفساد مغرياً .. أموال .. وعلاقات .. وإنفلات ..
لكنني رفعت إسم عائلتي أمام عيناي عالياً .. ولم تهن علي نفسي وأنا العزيزة إبنة العائلة المعروفة التي إن ُذكر إسمها عرفها أهل الإمارات .. .
لم أفرط في شرفي رغم تفريط أهلي بي .. وعشت على الكفاف بينما أهلي من أثرياء البلاد .. وها أنا هذه الأيام وبعد كل هذا الكفاح .. أقرأ في الجرائد مثلي مثل أي إنسان غريب .. خبر وفاة والدي .. بعيداً عنه .. وأنا أحوج ما أكون إليه ..
صمتت الفتاة لبرهة ...
فقال المذيع .. سنعمل يا أختي على توفير المسكن الملائم والمصروف الشهري لك بالتنسيق مع أهل الخير !!
صرخت الفتاة .. لا أريد مالاً .. ولا أريد عطفاً .. أريد أمي .. أريد أهلي .. تعبت كثيراً بلا ذنب .. أريد بيتاً تخلى عني ولم أبعه ..... من ُينصفني ... ؟
وإنخرطت في بكاء شديد .. ثم إنقطع الإتصال ...

زمردة
15-06-2004, 04:50 AM
إنه ابتلاء وأيما ابتلاء ..

نسأل الله أن يرزقها الاستقامة على شرعه خالصاً لوجهه وطوعاً لأمره وحرصاً على مرضاته .. حتى يرضى عنها خلقه ..

وأن يردها بقدرته إلى أهلها معززة مكرمة ..

وأن يبدلها عما فقدته خيراً ..