أبو ريناد الشهري
25-07-2004, 04:06 PM
أذكر وأنا مع الوالد رحمه الله عندما كنا في الخارج للعلاج، أن عجوز ألمانية عمرها فوق التسعين عاما طلت علينا بوجهها عندما كنت أعتني بوالدي، فكانت تنظر إلينا بتمعن وهي بين ابتسامة وحزن وشيء يسير من الدمع كادت تخرج من مقلتيها.
ثم أغلقت الباب وذهبت إلى غرفتها، فخرجت لآخذ شيئاً من الخارج فلمحت العجوز في غرفتها وهي جالسة على الكرسي وعيناها تدمعان من الحزن!
سألنا الممرضين في المستشفى .. وقتها عرفنا أنها وحيدة ولم يزرها أبناءها أو أهلها طيلة إقامتها في المستشفى، فقد كانت تمشي في الأسياب لوحدها وكأن لسان حالها يقول : أين أبنائي ؟ أين أهلي ؟ لماذا لم يسألوا عني ؟ لماذا لم يشاهدوني ولو على الأقل ربع ساعة في اليوم ؟ أليس لديهم أمٌ في هذه الدنيا ؟ من التي كانت تعتني بهم طول حياتهم ؟ من التي تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم؟ من التي كانت تكدح وتشقى من أجلهم ليعيشوا ؟ ... أسئلة كثيرة ولم تجد لها إجابة ، فتطل أحيانا وأحيانا على غرفتنا لتشاهدنا ثم تغلق الباب وهي حزينة ، فقلت في نفسي الحمدلله على نعمة الإسلام حيث وصانا الله ببر الوالدين ورعايتهما فانظروا إلى هؤلاء وإلى ما وصلوا إليه .
قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) ) سورة الإسراء
إخواني الكرام جاءني بريد الكتروني وفيه قصة أمريكية مسلمة نشرتها مجلة الدعوة تحكي لنا قصة إسلامها وقصتها مع بر الوالدين فأحببت نشرها للفائدة، تقول أم عبدالملك :
أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام : كانت أثناء متابعتي لبرنامج
تليفزيوني ، فضحكت من المعلومات التي سمعتها ...
بعد عام من سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى ..
ولكن أين ؟
في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما
امرأة مريضة ..
جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي
وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت تمسح دموعها ..
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ، فأخبرتني أنها أتت
من بلد آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج
لمرضها العضال ..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها
بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها كثيراً !
تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟
تذكرت أمي وقلت في نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها
زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها!
هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟!
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين .. ولا سيما أن حالة الأم صعبة
وهي أقرب إلى الموت من الحياة ..
أدهشتني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها
وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل
هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز !
إني أغبطها كثيرا ...
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية
تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها ..
دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة ، فاستغللتها فرصة لأسألها
عما أريد .. حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام
وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه ، وكيفية
التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءا حارا وكأنهما
طفلان صغيران ...
بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين
في الإسلام ...
وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين ..
ولما قرأته .. عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم
ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة
من عمري .. ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام
سوى حقوق الوالدين فيه ...
الحمد لله تزوجت من رجل مسلم ، وأنجبت منه أبناء ما برحت
أدعو لهم بالهداية والصلاح .. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم ...
أم عبدالملك - أمريكية مسلمة
اختم هذه المقالة بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم في فضل رعاية الأم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ).
فدل الحديث الشريف على أن محبة الأم والشفقة عليها ورعايتها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب.
ثم أغلقت الباب وذهبت إلى غرفتها، فخرجت لآخذ شيئاً من الخارج فلمحت العجوز في غرفتها وهي جالسة على الكرسي وعيناها تدمعان من الحزن!
سألنا الممرضين في المستشفى .. وقتها عرفنا أنها وحيدة ولم يزرها أبناءها أو أهلها طيلة إقامتها في المستشفى، فقد كانت تمشي في الأسياب لوحدها وكأن لسان حالها يقول : أين أبنائي ؟ أين أهلي ؟ لماذا لم يسألوا عني ؟ لماذا لم يشاهدوني ولو على الأقل ربع ساعة في اليوم ؟ أليس لديهم أمٌ في هذه الدنيا ؟ من التي كانت تعتني بهم طول حياتهم ؟ من التي تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم؟ من التي كانت تكدح وتشقى من أجلهم ليعيشوا ؟ ... أسئلة كثيرة ولم تجد لها إجابة ، فتطل أحيانا وأحيانا على غرفتنا لتشاهدنا ثم تغلق الباب وهي حزينة ، فقلت في نفسي الحمدلله على نعمة الإسلام حيث وصانا الله ببر الوالدين ورعايتهما فانظروا إلى هؤلاء وإلى ما وصلوا إليه .
قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) ) سورة الإسراء
إخواني الكرام جاءني بريد الكتروني وفيه قصة أمريكية مسلمة نشرتها مجلة الدعوة تحكي لنا قصة إسلامها وقصتها مع بر الوالدين فأحببت نشرها للفائدة، تقول أم عبدالملك :
أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام : كانت أثناء متابعتي لبرنامج
تليفزيوني ، فضحكت من المعلومات التي سمعتها ...
بعد عام من سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى ..
ولكن أين ؟
في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما
امرأة مريضة ..
جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي
وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت تمسح دموعها ..
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ، فأخبرتني أنها أتت
من بلد آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج
لمرضها العضال ..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها
بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها كثيراً !
تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟
تذكرت أمي وقلت في نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها
زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها!
هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟!
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين .. ولا سيما أن حالة الأم صعبة
وهي أقرب إلى الموت من الحياة ..
أدهشتني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها
وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل
هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز !
إني أغبطها كثيرا ...
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية
تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها ..
دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة ، فاستغللتها فرصة لأسألها
عما أريد .. حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام
وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه ، وكيفية
التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءا حارا وكأنهما
طفلان صغيران ...
بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين
في الإسلام ...
وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين ..
ولما قرأته .. عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم
ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة
من عمري .. ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام
سوى حقوق الوالدين فيه ...
الحمد لله تزوجت من رجل مسلم ، وأنجبت منه أبناء ما برحت
أدعو لهم بالهداية والصلاح .. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم ...
أم عبدالملك - أمريكية مسلمة
اختم هذه المقالة بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم في فضل رعاية الأم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ). قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ).
فدل الحديث الشريف على أن محبة الأم والشفقة عليها ورعايتها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب.