PDA

View Full Version : ( أنتــبــهْ .... فأنــتَ بــــه .......!! )


بو عبدالرحمن
21-08-2004, 08:57 AM
قال الراوي :
أقبلت على أخي يوماً وأنا منتفشٌ ، أكاد أشعر أني لا أمشي على الأرض ، بل أطير فوقها !!
ولم أنتظرْ أن ْ يسألني عن سر هذه النشوةِ التي تفيض على ملامحِ وجهي ، وتتطايرُ في عيني ..!!

وبادرتُ أحدثهُ عن ( إنجازاتي ) لأسبوع كاملٍ ، كنت قد وعدته أن أقبل على دوائر متعددة من الطاعات وأعمال الخير ..!!
قلت له : فعلتُ.. وفعلتُ.. وقمتُ... وقدمتُ .. وقلت .. ونفعتُ .. وانتفعتُ .. وأثرتُ ..وتأثرتُ ... الخ

واسترسلتُ في ذكر تلك ( المنجزات ) التي تجعلني أفاخر النجومَ ، وأشعرُ معها أني إنسان آخر ..!!
وكان كعادته يصغي مبتسماً ، يشجعكَ وجههُ على أن تسترسلَ فيما أنتَ فيه ..!
حتى إذا فرغتُ مما عندي ، وأنا لا أزال أهتزُ اهتزازة الوردةِ إذا مر بها نسيم الصباح ، يطبع على وجنتيها قبلاته ، فيفيض وجهها خجلاً ، ويترجم هذا الخجل عبقا وأريجا يهز الحياة من حولها ..!!!

وتمتم بدعاء ، ثم أخذَ يثني ويمتدح ، ويدعو لي .. وسكت قليلا ثم قال :
غير أني ساقول لكَ كلمةً موجزةً .. واشرحها بعد ذلك ..
لكني أرجو أن تحفظَ عني هذه الكلمة ، وأن تجعلها شعارا لك حتى يوافيكَ الموتُ وأنتَ على ذلك ..

وشعرتُ أنه سيقولُ شيئاً جديداً ، فكأنما أزيحتْ ستارةُ الدنيا من على قلبي ، وانكشفَ الكونُ كله ، فإذا هو يصغي معي إلى هذا الحديث الشجي ، الذي يتنزل من سماء السماء ، إلهاما من الله ، وفيض إشراقات ربانية تحيا به القلوب ..!

تنهدَ طويلاً ، ثم قال : الله المستعان ... اسمع هذه الكلمة بكلية قلبك ..
انتبهْ ..فأنتَ به ..!!

ويبدو أنه رأى علاماتِ التعجبِ تملأ وجهي كله..!
فابتسم وبادر يناولني ورقة وقلماً .. وطلبَ مني أن أكتبَ الكلمة .. فكتبتها على النحو التالي : انتبه ..فانتبه ..!!
فهما مني أن المطلوب مني أن انتبه ، فينتبه هو معي !!!

فاستنارَ وجههُ بالضحك حين قرأ ما كتبتُ .. ثم قال :
من حقك إذن أن ترتسمَ علاماتُ التعجب في طولِ وجهك وعرضه !!
وأخذَ يكتبُ ثم ناولني لأقرأ فإذا فيها ( انتبهْ ..فأنتَ به ..!! )
وتأملتها طويلاً .. طويلاً ...!!
غير أني شعرتُ أن المعنى المراد ليس واضحا تماماً .. فسألته التوضيح ..

فما كانَ منهُ إلا أن تدفقَ بحديث شجي ، وسالت على لسانه ألوانٌ من المعاني السماوية الممتعة ، أشبهت كلامه ساعتها بماءِ السماء ينهمر على أرض عطشى ، فيهزها ويحييها بإذن ربها ..
وكان مما قال :

جميلٌ أن تندفعَ إلى ألوانٍ من أعمال الخير ، تهزُ بها نفسكَ ، وتهزُ بها الحياةَ من حولك ..
وجميلٌ جداً أن تنافسَ المتنافسين للوصولِ إلى الفردوس ، ورضوان من الله أكبر ..
وجميلٌ للغاية أن تحرصَ على أن تكون في المقدمة في هذه الميادين الراقية ..
وجميلٌ أن تكونَ من أصحابِ الهمة الذين لا يرضون بغير القمة ..!!
وجميلُ جداً أن تملأ وقتكَ بألوانٍ من الطاعاتِ فتغدو نافعا منتفعاً على مدار الساعة
وجميلٌ للغايةِ أن تصبحَ متميزاً كأنك الشامةِ في وجه الدنيا ..

ومن أجل ذلك كله ، فلكَ أن تفاخرَ نجوم السماء ، وتتجاوزها متسامياً عليها ..!!
كل ذلك جميل ورائع وطيب ومطلوب .. ولكن ............!!

ولكن مع هذا كله انتبه ... فأنتَ به ..!!

والمعنى المراد .. انتبه لا يخدعنكَ الشيطانُ فيجر قدميكَ إلى منطقةٍ محظورةٍ ، قد تنسفَ عليكَ كل تلك الأعمال قليلها وكثيرها ، وتجعلها هباءً منثورا !!
عليكَ أن تتذكرَ ابتداءً ودائماً .. أن الشيطانَ لم يمتْ بعد ..!!
وأنه لا زال يتربصُ بك الدوائر ، ويحاول أنْ ينتهزَ الفرصةَ بعد الفرصة ..

فانتبه ، لا تعطهِ مجالا لذلك ، فإنه إذا لاحت له فرصةٌ ، شن على أرض قلبك حملةً قويةً ، وجاس خلال الديار يعيث فيها فساداً ، ويجعل أعزةَ أهلها أذلة ..!!
وبذلك ينسف عليك كل ما بنيته ..!!

انتبه .. ولا تغفل عن ربك سبحانه .. فإنما أنتَ به ..!
أنتَ به كل شيء .. وأنت بدون لا شيء أبداً ..!!

ودعكَ من المغرورين المنتفشين ، الذين لا تزال تسمعهم يقولون : أنا وأنا وأنا وأنا !!

ونسوا أن الشيطان قالها قبلهم !!
وأن فرعون قالها قبلهم أيضا ..!!
غداً سيتبين لهم أنهم عاشوا على وهم وفي غرور ، وسيعضون بنان الندم ، ويقرعون سن الحسرة ، ولكن بعد فوات الأوان .

تذكر دائماً وأبداً أنه سبحانه :
هو الذي وفقكَ .. وهو الذي أعانكَ ..
وهو الذي هداكَ .. وهو الذي يسر لك ..
وهو الذي قواك .. وهو الذي حبب إليك ..
وهو الذي منحك ما لم يمنح سواك ..

ولولاه لم تصلح لشيء أصلاً ..!!
ولولاه لبقيتَ في ضلالك القديم ..!!
ولولاهُ لكنتَ من الغافلين الذين تعج بهم الأرض وتئن منهم ..!

ولو أنكَ عدتَ إلى كلامك الذي بدأتَ حديثكَ به ، لرأيتَ أنك تقول :
فعلتُ .. وقلتُ .. وقمتُ بكذا .. وأنجزتُ كذا .. وقدمتُ كذا .. الخ
تنسب كل ذلك إلى نفسك !!!!
يا مسكين !! انتبه ... فإنما أنتَ به .. !!

لا نعني بهذا أن لا تفرحَ بالطاعةِ تقومُ بها .. كلا .. ولكنا نلفتُ النظر بقوة إلى أن فرحكَ إنما هو فرحاً بتوفيقِ الله لك إليها ، وإعانتك عليها ، وتحبيبه لك ..
كما قال تعالى وهو يربينا على هذا المعنى الكبير :
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
بفضل الله وبرحمته لا بالعمل في حد ذاته .. فانتبه ..إنما أنتَ به ..!!

لتفرح إذا نفعت غيرك ، وانتفعتَ أنت بسواك ..وعملت عملا صالحاً ..
ليتهزَ قلبكَ مسرةً بأنكَ أطعتَ الله سبحانه .. وعصيت الشيطان ، وتغلبت على نفسك الأمارة بالسوء ..
لتباهي الدنيا بالتزامك بهدي نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم والسير على خطواته ..

ولكن بشرط واحد :
هذا الشرط الواحد هو :
أن يبقى قلبكَ موصولاً بالله على أشده ،
وليكن أصل فرحكَ وسروركَ :
لأن اللهَ أعانكَ .. ووفقكَ .. وهداك .. ويسر لك .. وقواك .. وحبب إليكَ ..
في الوقت الذي ترى أكثر الخلق محرومين من هذا النعيم العظيم ، والخير العميم ، والجنة الوارفة الظلال ، الكثيرة الثمار ..!!

ليبقَ قلبكَ يغلي بمحبة الله سبحانه مع كل عمل تقوم به ، ومع كل كلمة تنطق بها ، أو تكتبها لتنفع بها بعض عباد الله ..
ليكن لسانكَ دائم الذكر لله سبحانه ، كثير الثناء عليه ، طويل المدح له ، شديد الالتصاق بذكره ..

فماذا يضيرك لو أنك قلت :
الله وفقني لكذا .. الله يسر لي كذا .. الله سبحانه أعانني على كذا ..
الله جل جلاله هداني إلى كذا .. الله عز وجل قواني على كذا ..
ولولا الله ما استطعت أن أقول كذا ولا أن أفعل كذا .. ونحو هذا ..

المحصلة واحدة ... ولكن الفرق بين الحالين اعظم من الفرق بين السماء والأرض
الأول رجل موصول مع نفسه ، ونفسه احتلت مساحة هائلة من قلبه ..!!
أما الثاني فهو رجل السماء يمشي على الأرض ..!!

فهمَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال التربية القرآنية على يد محمد صلى الله عليه وسلم ، فهموا هذا المعنى الكبير وتربوا عليه .
ولذا تسمعهم يترنمون بمثل هذا البيت :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

نعم .. بل ولا فعلنا شيئا ألبته إلا بتوفيقه سبحانه وإعانته وتيسيره جل في علاه ..
فله الحمد في الأولى والأخرى ..

فبه فلتهتز قلوبنا بالبهجة .. فرحاً به لا بالعمل في حد ذاته ..

وإلا فقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لن يدخل أحدكم الجنة بعمله – قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلاّ أن يتغمدنى الله برحمته )

فلا ينبغي أن تشغلنا النعمةُ عن المنعمِ بها .. ولا الطاعة عن الموفق لها ، والمعين عليها ..
وبهذا ونحو هذا تسد الطريق في وجه الشيطانِ ،

لأنه إذا استطاعَ أن يتسللَ إلى قلبك ، سيبذر فيه بذور العجبِ ، والغرور ، والكبر ، والاستطالة على الناس ، وغير ذلك من آفات ستحرق عليك بستانكَ كله ،
فإذا بكَ تقلّبُ كفيكَ على ما أنفقتَ فيها من وقت وجهدٍ وربما ومال ..!! وها أنت تراها أمام عينيك خاويةً على عروشها ..!!

قال تعالى :
(ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون )

ولك أن تتفكر طويلا في قوله ( لعلكم تفكرون ) ..!!

والخلاصة .. أن عليك أن تتذكرَ دائماً هذه المعاني الراقية لترقى .. ومن بديع الأمر أنك تجدها مصبوبة في جملة قصيرة ، يسهل عليك حفظها ..
انتبه .. فأنتَ به ..!

قال الراوي :
وشعرتُ أن صاحبي حلّقَ بي إلى سماوات بعيدة ، وغسلني هناك بالنور ، ثم أعادني إلى الأرض ، لأستأنف عملي فيها من جديد ، بقلب جديد ، مشرق هذه المرة .. !!
ولذا لا عجب أن وثبتُ إليه ، وقبلته على رأسه وأنا أقول :
أحييتني أحيا الله قلبك .. !

الـفتــــــــى الـمــــــــحب
21-08-2004, 04:54 PM
فعلاً

إن الكبر ما أن يتسرب إلى خلق الإنسان حتى يكاد يفسد كل شيئ

جزيت خيرا أخي :)

shahnaz
21-08-2004, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييتني أحيا الله قلبك .. !


انتبه .. ولا تغفل عن ربك سبحانه .. فإنما أنتَ به ..!
أنتَ به كل شيء .. وأنت بدونه لا شيء أبداً ..!!






موعظة جدا رائعة ..


بارك الله فيك استاذنا الفاضل .. بو عبدالرحمن .. :-)

و جعلنا الله من الذين تهتز قلوبنا بالبهجة .. فرحاً به لا بالعمل في حد ذاته ..

وأبعد الله عنا وسوسة الشيطان ..

زمردة
21-08-2004, 08:39 PM
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )

بفضل الله وبرحمته لا بالعمل في حد ذاته ..

فانتبه ..إنما أنتَ به ..!!




asfah ma agdar ared bel arabi
:cry:

متاهه
22-08-2004, 07:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله و(ب ر ك ا ت ـه)..

(الأنــــــا)..
جمّلها أحدهم فربطها بـ(ـالضمير) الإنساني..
وأراها (تضمير) الإنسان..

حينما تضحى بدايات للكلم ونهايات ووسطا..
تعدم جمالية الحــرف..
وتسئ لصاحب القلم..

بل تمنحني سيرة ذاتية ضوئية بلمح (السمع)..
لأقيّم من يمطرني (أنا) يحملها بين طياته..

لم تكن دوماً..
ضعفاً نقصاً أو تغطية..
فما هي إلا آفة للناجحين..
وابتلاء لتقبل (النعم)..!

وأرى الأنا..
هناك في الجانب الآخر..
لدى من يرفض (الأنا) ويندد ويستنكر..
ويبالغ في رفضه (أنـــا)ه..

بمعنى..
يرفضها على المسامع..
يعيد ويزيد ويكرر لست من عشاق الأنا..(!)
وهو هنا في قمة (الأنأنـــة)..

هل يحق لي أن أخترع هذا المصطلح..
وأطلب براءة اختراعه..
وأخبرك أستاذي..

أنني (أنا) من اخترعه :)

جزيت خير الجزاء..
ندرة حروفك تجعلني أراجع الأبجدية بحثاً عنها!

دمدم
22-08-2004, 10:13 PM
أهلاً بك عزيزي بوعبدالرحمن محلقاً مرة أخرى في سماء الحرف ..

بصراحة .. إن كتابة موضوع بهذه الضخامة .. بل وجعل الموضوع موثقاً بنقولات أصيلة من الكتب والمراجع .. وغيرها من الأمور التي تظهر حرص الكاتب على إتقان عمله ..
يجعلنا نحن القراء .. في حرج من الرد .. بالذات إذا كان الرد مثل ردي هذا .. مجرد أمور حاضرة في الذهن وقت الكتابة .. لا تتساوى أبداً مع تعبك الذي قضيته في صياغتك للموضوع ..


لا شيء يؤثر في الناس مثل النجاح .. ولا شيء أكثر صدقاً من النجاح ..

هذا النجاح .. هو الذي جعل محمداً صلى الله عليه وسلم .. على رأس القائمة .. في كتاب مايكل هارت "الخالدون المئة" .. حيث ظهر على يديه النظام الكامل بصورة يمكن تطبيقها على الأرض ..
هذا النجاح .. هو الذي يجعل الدين الإسلامي أكثر الأديان انتشاراً .. لأنه أفضل الأنظمة تطبيقاً على الصعيد الشخصي .. لكنه في زماننا لم يجد تلك الأمة التي تستطيع أن تجعله دستوراً حقيقياً لها ..

وهنا يأتي السؤال الكبير ....
من منا قادر على تصور الحل الإسلامي لمشاكل الناس والشعوب والمؤسسات والسياسة ..
من منا قادر على إنزال أحكام الشريعة على الواقع .. بكل تعقيدات هذا الواقع ..

إننا نطالب بتحكيم شرع الله .. وترفض كل ما سواه .. وهذا حق .. لا شك فيه ..

لكننا في الحقيقة عاجزون عن تصور كيفية هذا التحكيم .. ولو وضعت السلطة في أيدينا فسنقف حائرين في أمور كثيرة .. عاجزين عن معالجتها .. وكل هذا بسبب ما نعانيه من الجهل .. والحياة بعيداً عن الهموم الحقيقية ..


لو فكرنا ملياً .. سنجد أن مشكلتنا الكبرى .. هي في ( الجهل ) ..
حيث نحن عاجزون عن إرساء قواعد النظام الإسلامي بأساليب العالم الحديث ..
وجعل قواعده دستوراً قابلاً للإرساء والتطبيق ..
ولو كان عندنا من ( العلم ) ما يكفل ذلك .. فإن النجاح أمر حتمي ..
والنجاح كاف لنشر هذا النظام الكامل .. كانتشار الديمقراطية .. بل أكثر ..

أن يستيقظ العلم من جديد .. هذا ما نحن في حاجته فعلاً .. أن يستيقظ العلم من جديد ....

شكرا لكم..:-)..

أبو عبدالله
23-08-2004, 12:50 AM
جزيت خيرا اخي بو عبدالرحمن ..
جزاك الله خيرا على هذا الطرح الطيب ..
وما احوجنا والله لمثل هكذا تذكرة .. لقلوب قد قست ..

وفقك الله ..




ابو عبدالله*

رااحيل
23-08-2004, 06:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ندر الزمان أن يجود بأناس لا يكترثون للأنا خاصه ممن وهبهم المولى عزوجل نعم لا تفوق ولا تحصى
وفي هذا الزمان نسمع بين الحين والآخر فن اتكيت الأنا
فأصبح هذا الفن يمارس في معظم المجالات ويقال أنه من فقد هذا الفن في التعامل فقد ذاتيته والسيطره على نفسه
والغريب أن هذا الفن فن غربي ساد ويسود في مجتمعاتنا الآن غير آخذي بالاعتبار أنهم لولا فضل من الله لما وصلوا إلى ما هم عليه
هذا بشكل عام أما عما تكرمت به وقلته لنا فهذا الشيء العجاب فالمسلم ينشي فرحاً وسروراً عندما يدخل الايمان قلبه وكيانه ويشعشع من صدره وتمتلأ نفسه بضياء الاسلام وهديه فينفش ريشه كالطاووس على الأرض متفاخراً متعاظماً بما منه الله علييه إلا أنه حين يملي عليه قلبه قصص من هم أعلى منه شأناً و مكاناً كأنبياء الله واصحابه واتباعه واتباع اتباعه يتساقط ريشه واحدة تلو الأخرى ويدرك أن ما كان عليه هو من فضل ربه لا من فضل نفسه والناس فيحمد الله حمداً كثيراً ويثي عليه بكرة وأصيلا فالمسلم بحق يعلم أنه مهما تعاظم شأنه وعلت مكانته دينياً أو دنيوياً فهو من تراب ومرده إلى التراب

جزاك الله الجنه استاذنا الفاضل
ورزقك من حيث لا تحتسب

الكلمة الطيبة
25-08-2004, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل أن تعرف للخير طريقاً وتكون أول السالكين

جميل جداً .. أن تفرش الأرض عطراً.. و ورداً .. وتمشي ملكاً

بأفعالك وبمنجزاتك

جميل للغاية.. أن تبادر وتثابر ولا ترضى أن تأتي في الصف الآخر

ولكن تذكر .. ثم تذكر ..

انتبهْ ..فأنتَ به ..!!


نعم فأنت به

لا بأفعالك وأعمالك تبلغ مبتغاك في الآخرة

ولكن برحمته وتذكر دائماً عند كل عمل تعمله إن هذا بفضل الله عز وجل

فشكره وحمده على نعمتة

نعم نعمتة .. أن منّها عليك لا على غيرك







أخي الفاضل .. بوعبدالرحمن

إنها رسالة لطيفة بعثتها إلينا من قلب محب مشفق علينا

اسأل الله أن ينفعنا بك

وأن يجعلك ويجعلنا من المفردون

غفر الله لك وختم لك بالجنة

هايدي
25-08-2004, 10:03 PM
أخي وأستاذي الفاضل ... بو عبدالرحمن



منذ قراءتي للعنوان .. بل وحتى وصلت إلى منتصفها ...
لم أفهم سر الفصل في الكلمة الثانية .. ( فأنتَ به ) ..!!

ولكن عندما اكتمل لي المعنى أثناء القراءة لا أنكر أنني سرحت كثيراً مع المعاني وأنا أردد ( سبحان الله .. ما أشد تقصيرنا وأشد اغترارنا بأنفسنا ) ..!!

نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا ..


( ماشاء الله لا قوة إلا بالله ) ...
من شدة تعجبي واعجابي بما قرأت ..

نقلته إلى طالباتي وإلى بعض الأخوات..
واللاتي أبدين ردود أفعال مختلفة وهن يقرأن بحواسهن المعاني .. !!


فجزاك الله عن الجميع خيراً على كل ماكتبته وعلمته وأفهمته لنا ..

وأسأل الله أن لايحرمك ماوهبك إياه دون الغير ....

ولا حرمك الأجر ...

بو عبدالرحمن
07-12-2004, 06:31 AM
أخي الحبيب / الفتى المحب

ملأ الله قلوبنا وقلبك بمحبة الله جل في علاه

حباً يملأ علينا أقطار أنفسنا ، فلا يجعل لقلوبنا وجهة إلا إليه سبحانه

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

صدقت أخي ..

الكبر يفسد كل شيء ..

ولذا ورد في الحديث الشريف ..

أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ..

نسأل الله أن يحرر قلوبنا من كل ألوان الكبر

قليلها وكثيرها ، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وخافيها

اللهم آمين ..

تحياتي المعطرة إلى روحك الطيبة

بو عبدالرحمن
07-12-2004, 06:33 AM
الأخت الفاضلة / شهيناز

...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

بارك الله فيك حيثما كنتِ ..

وأشكر لك هذه المتابعة وأقدرها ..

ولا يسعني إلا أن أدعو الله لك بالتوفيق

وأؤمن على دعائك الطيب :

جعلنا الله من الذين تهتز قلوبنا بالبهجة .. فرحاً به لا بالعمل في حد ذاته ..

وأبعد الله عنا وسوسة الشيطان ..

اللهم آمين .. اللهم آمين

بو عبدالرحمن
07-12-2004, 06:36 AM
الأخت الفاضلة / زمردة

رعاك المولى وحفظك ويسر لك أمورك

جزاك الله خير الجزاء ، وبارك الله فيك ..

وجعلك مباركة حيثما كنتِ .. لتكوني متميزة كالشامة ..

لعل الله ينفع بك من حولك ..

أعانك الله على ( الكيبورد )

وأحسب أن مشكلتك انتهت الآن ..

بدليل أننا رأينا موضوعات جديدة وبلغة عربية فصيحة

أصبح الكيبورد يتكلم عربي ..!! مبرووووك ..!

بو عبدالرحمن
24-12-2004, 11:07 AM
الأخت الفاضلة / متاهة ..
رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين

شكر الله سعيك ، وبارك الله فكرك ، وتقبل الله عملك

جميل هذا المطلع في كلامك ...

(الأنــــــا).. جمّلها أحدهم فربطها بـ(ـالضمير) الإنساني..
وأراها (تضمير) الإنسان.. )

نعم . لله درك ..

( تضمير ) وأي تضمير ..!!

إن الإنسان الذي تورمت عنده ( الأنا ) يصبح أشبه ما يكون بالبالون !!
كبير منتفخ ،، لكنه فارغ في الحقيقة إلا من ( الهواء ) !!
وليس من صحة أن يكبر الورم !!

من عرف حقيقة نفسه ، وأدرك فضل الله عليه ،
فإنه حين يدركه النجاح في عمل ما ،
يبادر إلى أن يرفع عينيه إلى السماء ،
وربما انسابت دموعه وهو يتلو آيات الحمد والشكر لمن وفقه وأعانه وسدد رميته ..

إنك أيها الإنسان لن تستطيع النجاح البتة ،
ما لم تتفتح لك أبواب القبول من الله ، والتيسير ويمدك بعونه ...
وإلا فإنك ( العجز ) بعينه !!

== =
أما قولك بارك الله فيك :
(وأرى الأنا..هناك في الجانب الآخر..
لدى من يرفض (الأنا) ويندد ويستنكر..
ويبالغ في رفضه (أنـــا)ه..
بمعنى..
يرفضها على المسامع..
يعيد ويزيد ويكرر لست من عشاق الأنا..(!) وهو هنا في قمة (الأنأنـــة) ....

أقول : إن كنت قد أعجبت ( جداً ) بكلامك السابق ،
فإني أخالفك هاهنا ..( على الأقل على ضوء ما فهمت )

ذلك _ ايتها الفاضلة _ أن ما تقولينه هنا : حكمٌ على السرائر
والسرائر لا يعلمها إلا الله وحده ..

إن لنا ظواهر الأمور .. ونكلُ باطنَ الإنسان إلى الله سبحانه
هو الأعلم بما فيه .. والأعلم بنيته ..ومراده .. وغايته

نقول له: (أحسنت )
ونحن نراه _ فيما يظهر لنا _ أنه ماضٍ على الطريق قصدا إلى السماء
أما ماذا ينوي .. وماذا يريد بمواقفه تلك وأقواله التي انبهرنا بها ..
فذلك نكل أمره إلى الله يتولاه سبحانه .. إن شاء عذبه وإن شاء رحمه

غاية ما نصبو إليه .. :
أن نستفيد نحن من تلك المواقف والأقوال ، وننتفع بها لتكون لنا زادا ورصيدا ..

أرجو أن أكون قد أصبت كبد الحقيقة فيما أذهب إليه ..
كما أرجو أن لا يكون فهمي لعبارتك _ الأخيرة _ خانني ..
وعلى كل حال ..
هي فرصة طيبة أن أسوق هذه المعاني أذكر بها نفسي وغيري ..

= =
أما خاتمة كلامك ..فقد ألجمني ..
ويكفي أن تعلمي :
أنني دعوت لك بظهر الغيب دعوة خاصة
أسأل الله أن يتقبلها مني ، وتجدين أثرها في قلبك نورا وهدى وبركة

بوركت هذه الأنفاس .. وأسأله سبحانه أن يجعلك مباركة اينما كنتِ
= =
يبقى أن أقول :
استمري معنا على هذا النحو ..بارك الله فيك ..
اتحفينا بتعقيباتك الرائعة ..
فإنها تقدح عندي وقود المعاني المكتنزة
ومن يدري ....
لعل إنساناً يقرأ تعقيباتك ، والتعليق عليها .. فينتفع بالاثنين معاً

وهذا غاية ما نصبو إليه لعل الله يرضى عنا ، ويتقبل منا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بو عبدالرحمن
05-01-2005, 08:08 PM
أخي الحبيب / دمدم
........ رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين

أحبك الله الذي أحببتني فيه ومن أجله ..
وأسأله سبحانه أن يجمعني وإياك في الدنيا على طاعته ومحبته وخدمته

وفي الآخرة على سرر متقابلين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

اللهم آمين

لقد أعدت قراءة تعقيبك أكثر من مرة ، معجبا به وبصاحبه ..

ولم أجد حين قرأته ما يمكن أن أسوقه إليك لأكحل عينيك به ، جملا على جمال ..

وحتى حين أعدت قراءته ربما لمرة الثالثة ، وجدتني أقف وقفتي الأولى نفسها ..
لا جديد يمكن أن أضيفه ،
ولا عبارة _ أرتضيها _ تسعفني لأقدمها إليك ..

فلا يسعني من ثَم إلا أن أبتهل إلى الله سبحانه :

أن ينير قلبك حتى تتوهج زوايا هذا القلب بالنور ،
فلا يلتفت إلا إليه سبحانه ، ولا يتعلق إلا به سبحانه ..

ولا يبرح عن خدمته ، ولا يمل من طول الوقوف على بابه ،
ولا يتعب من كثرة الحديث عنه بما يحبب الناس إليه ، ويهيجهم نحوه ،
ويشدهم إليه ..

اللهم اجعلني وأخي دمدم كذلك .. حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا .. يا أرحم الراحمين

أعطر تحية ، وأزكى سلام ، وارق دعاء ..
لا تنسني يا أخي من دعائك الطيب