علي الشمري
24-12-2004, 08:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنه في يوم الاربعاء الموافق الثاني والعشرين من ديسمر لعام 2004....
وبعد عشر سنوات من الإنتظار و(الشحتفه ) تم أستدعائي عبر الجرائد اليومية لهيئة الأسكان
لإعطائي ( أرض وقرض ) لكي تتحقق دعوة الكثير الذي يردد لي دائماً (يـخـرب بـيـتـك ) وكأن الحكومة الموقرة أنتبهت أن الكثير من تلك الدعوات لي بخراب البيت لم يستجاب لها لأنني لا أملك بيتاً ومقيماً في منزل الوالد رحمه الله حيث أنني ( آخر العنقود ) وبما أن أسمي تم نشره بالجرائد الخمس (لملمت) أوراقي وشهادات ميلاد الأبناء والجنسية ودفتر التطعيم الذي أحتفظت لي به والدتي أطال الله عمرها وشهادة الخلو من الحصبة وكرت الصحة الأبيض القديم وشهادات الأبتدائية والمتوسطة والثانوية وأربع صور مكشوف الرأس وخمسة صورٍ أخرى مستتر الرأس وصورتان (بلا رأس ) كأحتياط خوفاً من شروط الحكومة التعجيزية لكي لا أحرم من الأرض أما القرض (مو مشكلة ) بما أنني خبير (بالبعزقة ) والجيب (مهوي ) وبعد مراجعات طويلة وشد وجذب وروح وتعال لدرجة أنني أفكر أن أشارك بالماراثون في السنة القادمة تم تسليمي ورقة القرعة التي تخولني دخول قرعة توزيع الأراضي (الشرحه)
ودخلت القرعة وكان الأخوة كلٍ يمسك بخريطة في يديه وكنت الوحيد الذي لا أحمل خريطة في هذا التجمع (الخريطي ) وأغلبهم كانوا متبرمين وكانهم في يوم الحشر فالكل زعلان من أنه لم يتم إستدعاؤه وأن رقم قرعته تأخر وأن ( البيوت المميزة ) كلها قد أختيرت وكان الجميع محتقن الوجه وكأنهم يأخذون أبرة شرجية جماعية وذاك ينفخ وذاك يلعن أبو الحظ وذاك يقول سأنسحب ولا أعرف لماذا تذكرت وقتها مخيمات الشتات الفلسطينية وظللت اتابع ردود الفعل التي أراها حولي وأبتسم وكنت الوحيد الذي يبتسم وكلما كلمت واحداً منهم كأنني قد قتلت والديه
المهم أن الكثير خرجوا غير راضيين عن (قرعتهم ) والبعض منهم كأن مصيبة قد وقعت عليه من عمارة سكنية من مائة وعشرين دور , وكنت أريد ان أسأل أحداً عن كيفية الدخول بالقرعة وكيف يتم النداء وهل هو بالأرقام أم بالأسماء وكلما سألت أحداً ألتفت ناحية أخرى فلذت بالصمت في وسط هذا التجمع الملبد بالوجوه المحتقنة وفي الأخير خرج الجميع وكنت الجالس الوحيد في الصالة انتظر أن ينادون عليّ ورأيت أعضاءاللجنة يلملمون أوراقهم
لكي يخرجوا فقمت إليهم لأستفسر منهم عن (أرضي ) فقال أحد أعضاء اللجنة كم رقمك ولم أفهم ماقصده هذا العضو الموّقر وقلت لا اعلم لأنكم لم توزعوا علينا أرقام لدي الدخول فقال ناولني ورقة التخصيص وناولته إياها وقال هـو أنت ؟؟ منذ الأرقام الأولى كنا ننادي على الرقم (91) ولما لم تجيب أخترنا لك أرضاً بعد مشاورة أعضاء اللجنه وهو من المواقع المميزة والمرغوبة من قبل الجميع
وأشار لي على الخريطة الكبيرة قائلاً : (هذي أرضك ) فأبتسمت له وهو يسجل على ورقة التخصيص ويضع رقم قطعة الأرض وقلت له :
هل يحق لي المطالبة بإستقلالها ؟ ؟
فنظر لي طويلاً وانفجر ضاحكاً وانا أفكر في ألوان العلم الذي سوف أرفعه على الأرض وكيف سيكون وضع الحكومة لو فكرت بذلك ووضعتهم أمام محكمة العدل الدولية حاملاً أوراق التخصيص وهل سيعرضون علي الفيدرالية أم الكونفدرالية أم سيأتون بلجنة من الامم المتحدة يسمونها ( لجنة تقرير المصير لأرض علي الشمري بقطعه ثلاثه ) وكيف تقسم النسب لو ظهر بأرضي نفط بعد أعلان أستقلالها وكم سيكون نسبة مبيع النفط وهل سيوافقون على إنضمامي لأوبك أو أوابك ؟
وفي ظل هذه الخيالات المضحكه خرجت مبتسماً والكثير ينظر لي وأرى الحسد في عيون المحتقنين لأنني صاحب موقع مميز بل أن البعض عرض علي مالاً لمجرد أن اوافق على الأستبدال ولكن ما أثارني تلك اللحظة هو لماذا كنت أفكر وأنا أركب سيارتي بمخيمات الشتات الفلسطيني ؟؟؟؟؟
.
.
تحياتي لكم
محبكم
علي الشمري
أنه في يوم الاربعاء الموافق الثاني والعشرين من ديسمر لعام 2004....
وبعد عشر سنوات من الإنتظار و(الشحتفه ) تم أستدعائي عبر الجرائد اليومية لهيئة الأسكان
لإعطائي ( أرض وقرض ) لكي تتحقق دعوة الكثير الذي يردد لي دائماً (يـخـرب بـيـتـك ) وكأن الحكومة الموقرة أنتبهت أن الكثير من تلك الدعوات لي بخراب البيت لم يستجاب لها لأنني لا أملك بيتاً ومقيماً في منزل الوالد رحمه الله حيث أنني ( آخر العنقود ) وبما أن أسمي تم نشره بالجرائد الخمس (لملمت) أوراقي وشهادات ميلاد الأبناء والجنسية ودفتر التطعيم الذي أحتفظت لي به والدتي أطال الله عمرها وشهادة الخلو من الحصبة وكرت الصحة الأبيض القديم وشهادات الأبتدائية والمتوسطة والثانوية وأربع صور مكشوف الرأس وخمسة صورٍ أخرى مستتر الرأس وصورتان (بلا رأس ) كأحتياط خوفاً من شروط الحكومة التعجيزية لكي لا أحرم من الأرض أما القرض (مو مشكلة ) بما أنني خبير (بالبعزقة ) والجيب (مهوي ) وبعد مراجعات طويلة وشد وجذب وروح وتعال لدرجة أنني أفكر أن أشارك بالماراثون في السنة القادمة تم تسليمي ورقة القرعة التي تخولني دخول قرعة توزيع الأراضي (الشرحه)
ودخلت القرعة وكان الأخوة كلٍ يمسك بخريطة في يديه وكنت الوحيد الذي لا أحمل خريطة في هذا التجمع (الخريطي ) وأغلبهم كانوا متبرمين وكانهم في يوم الحشر فالكل زعلان من أنه لم يتم إستدعاؤه وأن رقم قرعته تأخر وأن ( البيوت المميزة ) كلها قد أختيرت وكان الجميع محتقن الوجه وكأنهم يأخذون أبرة شرجية جماعية وذاك ينفخ وذاك يلعن أبو الحظ وذاك يقول سأنسحب ولا أعرف لماذا تذكرت وقتها مخيمات الشتات الفلسطينية وظللت اتابع ردود الفعل التي أراها حولي وأبتسم وكنت الوحيد الذي يبتسم وكلما كلمت واحداً منهم كأنني قد قتلت والديه
المهم أن الكثير خرجوا غير راضيين عن (قرعتهم ) والبعض منهم كأن مصيبة قد وقعت عليه من عمارة سكنية من مائة وعشرين دور , وكنت أريد ان أسأل أحداً عن كيفية الدخول بالقرعة وكيف يتم النداء وهل هو بالأرقام أم بالأسماء وكلما سألت أحداً ألتفت ناحية أخرى فلذت بالصمت في وسط هذا التجمع الملبد بالوجوه المحتقنة وفي الأخير خرج الجميع وكنت الجالس الوحيد في الصالة انتظر أن ينادون عليّ ورأيت أعضاءاللجنة يلملمون أوراقهم
لكي يخرجوا فقمت إليهم لأستفسر منهم عن (أرضي ) فقال أحد أعضاء اللجنة كم رقمك ولم أفهم ماقصده هذا العضو الموّقر وقلت لا اعلم لأنكم لم توزعوا علينا أرقام لدي الدخول فقال ناولني ورقة التخصيص وناولته إياها وقال هـو أنت ؟؟ منذ الأرقام الأولى كنا ننادي على الرقم (91) ولما لم تجيب أخترنا لك أرضاً بعد مشاورة أعضاء اللجنه وهو من المواقع المميزة والمرغوبة من قبل الجميع
وأشار لي على الخريطة الكبيرة قائلاً : (هذي أرضك ) فأبتسمت له وهو يسجل على ورقة التخصيص ويضع رقم قطعة الأرض وقلت له :
هل يحق لي المطالبة بإستقلالها ؟ ؟
فنظر لي طويلاً وانفجر ضاحكاً وانا أفكر في ألوان العلم الذي سوف أرفعه على الأرض وكيف سيكون وضع الحكومة لو فكرت بذلك ووضعتهم أمام محكمة العدل الدولية حاملاً أوراق التخصيص وهل سيعرضون علي الفيدرالية أم الكونفدرالية أم سيأتون بلجنة من الامم المتحدة يسمونها ( لجنة تقرير المصير لأرض علي الشمري بقطعه ثلاثه ) وكيف تقسم النسب لو ظهر بأرضي نفط بعد أعلان أستقلالها وكم سيكون نسبة مبيع النفط وهل سيوافقون على إنضمامي لأوبك أو أوابك ؟
وفي ظل هذه الخيالات المضحكه خرجت مبتسماً والكثير ينظر لي وأرى الحسد في عيون المحتقنين لأنني صاحب موقع مميز بل أن البعض عرض علي مالاً لمجرد أن اوافق على الأستبدال ولكن ما أثارني تلك اللحظة هو لماذا كنت أفكر وأنا أركب سيارتي بمخيمات الشتات الفلسطيني ؟؟؟؟؟
.
.
تحياتي لكم
محبكم
علي الشمري