العهد
21-02-2005, 11:19 AM
أيها الأحبة
هذه نبذة من سيرة الدكتور عادل الشويخ بقلم الداعية محمد أحمد الراشد التي أوردها في بداية كتاب ( مسافر في قطار الدعوة) للدكتور عادل الشويخ..أنقلها لكم هنا بتصرف يسير راجية أن تكون في هذه النبذة من حياة الدكتور بداية لنا لنسمو بهممنا من جديد
(1)
قرأت للأستاذ كامل الشريف، لمأ أرخ البطولات الإسلامية في مقاومة الإحتلال البريطاني لقناة السويس، أنه كان يعرف بالفراسة علامة الفدائي الذي تنتظره الشهادة قريبا، فيميزه من خلال استبشار يطغي على محياه، و عبر حركة دائبة و نشاط غير عادي يسبق استشهاده
و هكذا نهاية أخي العزيز الحبيب، و عضدي، و سندي، و صاحبي في دربي، و قريني و تلميذي الدكتور عادل عبدالله الليلي الشويخ البصري رحمه الله رحمة واسعة، و جزاه خيرا، و رفع مقامه في جنان الخلد مع علماء الأمة و الشهداء الصالحين.
كان في ذروة حركته طيلة الموسم الذي سبق رحيله، فقدم له في ماليزيا، و أخرى في مورتاينا، و طاف بأمريكا، و عرج على أوكرانيا ينشر فقه الدعوة، و يلقي الدروس، و يحاور المربين و رواد العمل الإسلامي، حتى حمله شوقه على أن يقصد كردستان العراق مبشرا بالأخوة الإيمانية التي تجمع القوميات، و مشجعا للتيار الإسلامي الكردي الصاعد المتنامي، حتى إذا بلغ ذروة البشارة و النذارة و حلقت أرواح من معه عاليا: نزل فجأة إلى قبر هادئ على سفح تل مهيب في ظاهر مدينة السليمانية بعد حادث سيارة، أكرم الله مثواه.
لكني لم أميز اقتراب موته كما ميز الشريف موت أصحابه، و لم ألتفت إلى تلك العلامات الخيرية الكثيرة التي سبقت إنتقاله إلى جوار الله تعالى، فهزني الحادث و أذهلني، و نفضتني صدمة عنيفة لم أرزح تحت تأثيرها، لا أدري ما أقول، و لا ما أفعل، و غير مهتد لطريق تعويض مكانة أبي عبدالله التربوية، و كل الذي أملكه من تسلية: ثقة بالله تعالى، و أمل بأن يقيم منا سيدا كلما مات سيد.
و إن كان لي فخر ، ففخري أن أبا عبدالله كان أكبر تلامذتي، و أمين سري، و النجى الذي أبثه همومي، و المستشار الذي طالما حاورته ففتح لي من نوافذ التفاؤل ما شاء الله ، و أغلق أخرى تطل على أودية التشاؤم، و أنا أسن منه بثمان سنوات، و ترقى علاقتي به إلى ثلاثين سنة، يوم جاء إلى بغداد من البصرة طالبا جامعيا، فكان أوعى من يستوعب دروسي في تأصيل فقه الدعوة، و اكتشفت فيه قرينا مكافئا لا تلميذا، و منذ ذلك اليوم لبث معي على يميني كأرسخ ما يكون الثقة نطور معا مدرسة جديدة و طريقة في إيضاح فقه الدعوة من خلال جرد كتب الفقهاء الأولين و استخراج ما تناثر من أقوالهم مما فيه كشف لمعنى تربوي أو سياسي أو تنظيمي أو تخطيطي، و خلط ذلك بأقوال المعاصرين من الدعاة و المفكرين، و بشواهد تاريخية و بأشعار الحكماء، مع مجازات رمزية و لغة إيمانية، و استدلالات من العلوم التطبيقية، و الخروج من كل ذلك بمزيج متجانس من الكلام الشارح لما ينبغي أن تكون عليه المواقف الدعوية، و قد تلقى الدعاة - بحمد
الله- هذه الطريقة بقبول حسن
آمل أن لا أكون أطلت عليكم...
نكمل في المرة القادمة بإذن الله...
منقول من مجموعة عزة المسلم البريدية
http://groups.yahoo.com/group/3zzat_almuslem
هذه نبذة من سيرة الدكتور عادل الشويخ بقلم الداعية محمد أحمد الراشد التي أوردها في بداية كتاب ( مسافر في قطار الدعوة) للدكتور عادل الشويخ..أنقلها لكم هنا بتصرف يسير راجية أن تكون في هذه النبذة من حياة الدكتور بداية لنا لنسمو بهممنا من جديد
(1)
قرأت للأستاذ كامل الشريف، لمأ أرخ البطولات الإسلامية في مقاومة الإحتلال البريطاني لقناة السويس، أنه كان يعرف بالفراسة علامة الفدائي الذي تنتظره الشهادة قريبا، فيميزه من خلال استبشار يطغي على محياه، و عبر حركة دائبة و نشاط غير عادي يسبق استشهاده
و هكذا نهاية أخي العزيز الحبيب، و عضدي، و سندي، و صاحبي في دربي، و قريني و تلميذي الدكتور عادل عبدالله الليلي الشويخ البصري رحمه الله رحمة واسعة، و جزاه خيرا، و رفع مقامه في جنان الخلد مع علماء الأمة و الشهداء الصالحين.
كان في ذروة حركته طيلة الموسم الذي سبق رحيله، فقدم له في ماليزيا، و أخرى في مورتاينا، و طاف بأمريكا، و عرج على أوكرانيا ينشر فقه الدعوة، و يلقي الدروس، و يحاور المربين و رواد العمل الإسلامي، حتى حمله شوقه على أن يقصد كردستان العراق مبشرا بالأخوة الإيمانية التي تجمع القوميات، و مشجعا للتيار الإسلامي الكردي الصاعد المتنامي، حتى إذا بلغ ذروة البشارة و النذارة و حلقت أرواح من معه عاليا: نزل فجأة إلى قبر هادئ على سفح تل مهيب في ظاهر مدينة السليمانية بعد حادث سيارة، أكرم الله مثواه.
لكني لم أميز اقتراب موته كما ميز الشريف موت أصحابه، و لم ألتفت إلى تلك العلامات الخيرية الكثيرة التي سبقت إنتقاله إلى جوار الله تعالى، فهزني الحادث و أذهلني، و نفضتني صدمة عنيفة لم أرزح تحت تأثيرها، لا أدري ما أقول، و لا ما أفعل، و غير مهتد لطريق تعويض مكانة أبي عبدالله التربوية، و كل الذي أملكه من تسلية: ثقة بالله تعالى، و أمل بأن يقيم منا سيدا كلما مات سيد.
و إن كان لي فخر ، ففخري أن أبا عبدالله كان أكبر تلامذتي، و أمين سري، و النجى الذي أبثه همومي، و المستشار الذي طالما حاورته ففتح لي من نوافذ التفاؤل ما شاء الله ، و أغلق أخرى تطل على أودية التشاؤم، و أنا أسن منه بثمان سنوات، و ترقى علاقتي به إلى ثلاثين سنة، يوم جاء إلى بغداد من البصرة طالبا جامعيا، فكان أوعى من يستوعب دروسي في تأصيل فقه الدعوة، و اكتشفت فيه قرينا مكافئا لا تلميذا، و منذ ذلك اليوم لبث معي على يميني كأرسخ ما يكون الثقة نطور معا مدرسة جديدة و طريقة في إيضاح فقه الدعوة من خلال جرد كتب الفقهاء الأولين و استخراج ما تناثر من أقوالهم مما فيه كشف لمعنى تربوي أو سياسي أو تنظيمي أو تخطيطي، و خلط ذلك بأقوال المعاصرين من الدعاة و المفكرين، و بشواهد تاريخية و بأشعار الحكماء، مع مجازات رمزية و لغة إيمانية، و استدلالات من العلوم التطبيقية، و الخروج من كل ذلك بمزيج متجانس من الكلام الشارح لما ينبغي أن تكون عليه المواقف الدعوية، و قد تلقى الدعاة - بحمد
الله- هذه الطريقة بقبول حسن
آمل أن لا أكون أطلت عليكم...
نكمل في المرة القادمة بإذن الله...
منقول من مجموعة عزة المسلم البريدية
http://groups.yahoo.com/group/3zzat_almuslem