فتى دبي
30-05-2005, 12:22 AM
:ranting:
جاءني منذ أيام خبر عزم أحد معارفي طلاق زوجته دون سبب مهم. وكم آلمني ذلك لأني أعرف أن لديه ابنة صغيرة رائعة.. يتمنى مثلها من حرموا هذه النعمة (وأنا منهم) ويبكون على ذلك مراراً.
هذا الشاب وكل من يستعجل من أمثاله الانفصال عن زوجاتهم يرتكبون خطاً فادحاً في حق أطفالهم. لقد حرموهم من أهم ما يحتاجونه إليه. ألا وهو الشعور بالأمان.
دعوني أخبركم بما قام به أحد العلماء (هاري هارلو Harry Harlow) من تجربة جميلة حيث فصل أحد صغار الشمبانزي بعد أسابيع من ولادته عن أمه الحقيقية. ومن ثم عرض أمام هذا الصغير خيارين: إما أن يلجأ إلى مجسم سلكي يوفر له الطعام والشراب فقط, أو أن يلجأ إلى مجسم آخر من الأسلاك لكنه كساه بوبر ناعم يشبه وبر أمه دون أي طعام. هل تعرفون ماذا اختار ذلك القرد الذي نعتبره أكثر اهتماماً بتلبية حاجته الحيوانية مثل الطعام والشراب وأقل اهتماماً بغيرها مقارنة بنا نحن البشر؟؟. اختار القرد أن يلجأ إلى أن يحتضن بشدة المجسم السلكي المغطى بالوبر الذي يشبه حضن أمه.
قابلت خلال عملي كطبيب نفسي عدداً من الفتيات صاحبات السيرة غير الحسنة (زبونات دائمات لهيئة الأمر بالمعروف!!) كنت استمع باهتمام لما تقوله أعينهن وكلماتهن. عرفت حينها أنهن لسن سيئات بالفطرة لكنهن يبحثن عن الأمان (في المكان الخطأ بالطبع) الذي افتقدنه في مرحلة مبكرة من حياتهن. من هو المسؤول عن ذلك؟
ليس من الحكمة إن أحدد مسؤولا عن ذلك لكن في بعض الأحيان - في مثل حالة صديقنا- هناك – للأسف - أب أناني حرم طفله حنان الأم لأسباب واهية لا تساوي جزءا يسيراً من المعاناة التي سببها لابنه أو ابنته.
قد يقول أحدهم: أين المشكلة؟ ستتكفل أمي برعاية الطفل وهي مستعدة لذلك. وما غاب عن صاحبنا هذا أننا بحاجة لأمهاتنا حتى مرحلة متقدمة من العمر. فتخيل أن ابنك في الرابعة من عمره وأمك في منتصف الخمسينات. بعد عشرة أعوام, من سيرعى ابن الأربعة عشر ربيعاً حيث العمر المتأجج.. هل تتخيل أن امرأة في منتصف الستين تقوم بذلك..!! أم هل تظن أن زوجتك الثانية التي لا تربط بهذا الشاب أي رابط سوى أنهما اجتمعا في بيت واحد أن تقوم بعمل منهك مثل هذا العمل.. الأم هي الشخص الوحيد الذي يمنح الحب بعطاء مذهل دون انتظار أي مقابل. هذه حقيقة لا ينكرها عاقل.
عندما كنت أتحدث مع بعض الشباب حول هذه الفكرة قال أحدهم: فماذا لو ابتلاك الله بزوجة على غير ما تهوى..؟! قلت له: أين ذهبت التضحيات.. أين ذهبت (وعسى إن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).. أين الرجال الذين يتحملون مسؤولية قرارهم في الاختيار ومن ثم يتنازلون عن بعض حقوقهم ومتعهم في سبيل سلامة أبنائهم (أغلى هدية في الكون) من الخوف والقلق والحرمان. أين هو الحرص على إصلاح عيوب الطرف الآخر بالحسنى.. أليست هذه وظيفة الأنبياء والصالحين.. والتي لا نكلف أنفسنا عبء التفكير فيه.. فنحن ننتظر زوجة مثالية خالية من العيوب وإلا فلتذهب مطلقة وسأجد أخرى..!!
إذن خذ هذا الصباح نصيحة خبير.. أسهل طريقة لكي تجني على طفلك وتؤذيه طوال حياته.. طلق أمه.
ملاحظة: أعتذر إن سببت أي أذى لمن فقد زوجته أو فقدت زوجها بسبب أقدار الله الخارجة عن إرادتنا.. لكن مشكلة رعاية طفل من قبل أب أو أم منفصلين مشكلة اجتماعية وعبء كبير ولعلي أجد الفرصة للحديث عن ذلك في مستقبل الأيام. وتقبلوا تحياتي..
جاءني منذ أيام خبر عزم أحد معارفي طلاق زوجته دون سبب مهم. وكم آلمني ذلك لأني أعرف أن لديه ابنة صغيرة رائعة.. يتمنى مثلها من حرموا هذه النعمة (وأنا منهم) ويبكون على ذلك مراراً.
هذا الشاب وكل من يستعجل من أمثاله الانفصال عن زوجاتهم يرتكبون خطاً فادحاً في حق أطفالهم. لقد حرموهم من أهم ما يحتاجونه إليه. ألا وهو الشعور بالأمان.
دعوني أخبركم بما قام به أحد العلماء (هاري هارلو Harry Harlow) من تجربة جميلة حيث فصل أحد صغار الشمبانزي بعد أسابيع من ولادته عن أمه الحقيقية. ومن ثم عرض أمام هذا الصغير خيارين: إما أن يلجأ إلى مجسم سلكي يوفر له الطعام والشراب فقط, أو أن يلجأ إلى مجسم آخر من الأسلاك لكنه كساه بوبر ناعم يشبه وبر أمه دون أي طعام. هل تعرفون ماذا اختار ذلك القرد الذي نعتبره أكثر اهتماماً بتلبية حاجته الحيوانية مثل الطعام والشراب وأقل اهتماماً بغيرها مقارنة بنا نحن البشر؟؟. اختار القرد أن يلجأ إلى أن يحتضن بشدة المجسم السلكي المغطى بالوبر الذي يشبه حضن أمه.
قابلت خلال عملي كطبيب نفسي عدداً من الفتيات صاحبات السيرة غير الحسنة (زبونات دائمات لهيئة الأمر بالمعروف!!) كنت استمع باهتمام لما تقوله أعينهن وكلماتهن. عرفت حينها أنهن لسن سيئات بالفطرة لكنهن يبحثن عن الأمان (في المكان الخطأ بالطبع) الذي افتقدنه في مرحلة مبكرة من حياتهن. من هو المسؤول عن ذلك؟
ليس من الحكمة إن أحدد مسؤولا عن ذلك لكن في بعض الأحيان - في مثل حالة صديقنا- هناك – للأسف - أب أناني حرم طفله حنان الأم لأسباب واهية لا تساوي جزءا يسيراً من المعاناة التي سببها لابنه أو ابنته.
قد يقول أحدهم: أين المشكلة؟ ستتكفل أمي برعاية الطفل وهي مستعدة لذلك. وما غاب عن صاحبنا هذا أننا بحاجة لأمهاتنا حتى مرحلة متقدمة من العمر. فتخيل أن ابنك في الرابعة من عمره وأمك في منتصف الخمسينات. بعد عشرة أعوام, من سيرعى ابن الأربعة عشر ربيعاً حيث العمر المتأجج.. هل تتخيل أن امرأة في منتصف الستين تقوم بذلك..!! أم هل تظن أن زوجتك الثانية التي لا تربط بهذا الشاب أي رابط سوى أنهما اجتمعا في بيت واحد أن تقوم بعمل منهك مثل هذا العمل.. الأم هي الشخص الوحيد الذي يمنح الحب بعطاء مذهل دون انتظار أي مقابل. هذه حقيقة لا ينكرها عاقل.
عندما كنت أتحدث مع بعض الشباب حول هذه الفكرة قال أحدهم: فماذا لو ابتلاك الله بزوجة على غير ما تهوى..؟! قلت له: أين ذهبت التضحيات.. أين ذهبت (وعسى إن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).. أين الرجال الذين يتحملون مسؤولية قرارهم في الاختيار ومن ثم يتنازلون عن بعض حقوقهم ومتعهم في سبيل سلامة أبنائهم (أغلى هدية في الكون) من الخوف والقلق والحرمان. أين هو الحرص على إصلاح عيوب الطرف الآخر بالحسنى.. أليست هذه وظيفة الأنبياء والصالحين.. والتي لا نكلف أنفسنا عبء التفكير فيه.. فنحن ننتظر زوجة مثالية خالية من العيوب وإلا فلتذهب مطلقة وسأجد أخرى..!!
إذن خذ هذا الصباح نصيحة خبير.. أسهل طريقة لكي تجني على طفلك وتؤذيه طوال حياته.. طلق أمه.
ملاحظة: أعتذر إن سببت أي أذى لمن فقد زوجته أو فقدت زوجها بسبب أقدار الله الخارجة عن إرادتنا.. لكن مشكلة رعاية طفل من قبل أب أو أم منفصلين مشكلة اجتماعية وعبء كبير ولعلي أجد الفرصة للحديث عن ذلك في مستقبل الأيام. وتقبلوا تحياتي..