PDA

View Full Version : رحم الله الشيخ الداعوق


بندوق
30-03-2006, 09:37 AM
رحم الله الداعوق
قبل اسابيع كنت اجمع معلومات عن التلفزيون الأبيض والأسود الذي أنشأته دولة الكويت الشقيقة في دبي عام ،1969 وكان يعرف آنذاك بتلفزيون الكويت/القناة الثانية من دبي.

كنت ابحث عن الذين عملوا في تلك المرحلة العمرية من عمر منطقة الامارات التي كانت تعرف بالامارات المتصالحة.

وجدت ضمن الاسماء اللامعة في المجال الاعلامي في تلك الأيام اسم فضيلة الشيخ محمد عمر الداعوق الذي كان يقدم البرنامج الديني عبر تلفزيون الكويت من دبي.

ان الشيخ الداعوق الذي كان يسكن الشارقة، عمل في الشارقة ودبي، وذكر لي الشيخ ابراهيم الرضوان انه يعرف الشيخ الداعوق منذ عام ،1967 ويظهر انه هو العام الذي قدم فيه من لبنان.

ثم قال عن الشيخ الداعوق ان لسكناه في الشارقة قصة، وهي انه كان قد حفر لنفسه بيده قبرا في مقبرة الجبيل بالشارقة، وكان قد غطاه بخشب ويتعهده دائما، وأوصى زوجته قائلا: ان مت قبلي فأدفنك فيه، وان مت قبلك فادفنيني فيه.

وذات يوم مر فوجد عمالا يعملون في تخطيط الشارع، وقد خربوا قبره، فقال لماذا خربتم قبري؟ فقالوا كيف يكون قبرك وانت حي؟

فقال لهم نعم حفرته بيدي، ولكنكم قد خربتموه، ثم ذهب الداعوق الى صاحب السمو الحاكم محتجا عليهم. وقال له يا طويل العمر: اخذتم عني بيت آخرتي فأعطوني بيتا في الدنيا، فقال سمو الحاكم مداعبا إياه: غيرت رأيك يا شيخ؟ ثم أمر سموه بمنحه شقة خاصة به، علما بأنه فيما بعد حصل على جنسية الدولة ايضا.

ويذكر الشيخ ابراهيم الرضوان ايضا بأن الداعوق كان من اصدقاء والده الشيخ حسن الرضوان رحمه الله، وعمل في دائرة اوقاف الشارقة قبل ان ينتقل الى مقر وزارة الاوقاف في دبي واعظا وخطيبا.

ومما يتذكر عنه انه كان قائم الليل، وقد حصل مرة أنه والشيخ حسن الرضوان رحمهما الله ذهبا الى المنطقة الشرقية، وفي الليل نام الشيخ الرضوان، لكن لاحظ ان الشيخ الداعوق لم ينم ووقف يصلي، فصبر الرضوان حتى فرغ الداعوق من صلاته فقال له أما تنام يا شيخ؟ فقال الداعوق هذه عادتي وهكذا أمرنا أليس كذلك؟ ثم سألت الشيخ الرضوان عن عمره فقال بأنه حسب الجواز والجنسية بلغ 96 سنة ولكنه سمع الشيخ نفسه يقول بأنه أكبر من ذلك بسنوات عدة.

اقول وذكر لي الدكتور عمر الداعوق احد أفراد عائلة الداعوق وليس ابنه طبعا، بأن الشيخ من مواليد 1910 بناء على المثبت في الجنسية، وله ابن اسمه عمر وبنت اسمها ليلى وهما في لبنان.

ويذكر الدكتور ابراهيم اليوسف من علماء دبي، ويعمل في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية واعظا وخطيبا، ان الشيخ الداعوق بجانب كونه داعية فإنه كان من المحسنين سرا، ويذكر بأنه كان يأخذ راتبا من الأوقاف وراتبا من وزارة الدفاع، لأنه كان يعمل ضمن التوجيه المعنوي، فكان رحمه الله يكفل أسراً عديدة براتب الدفاع.

اذن، فإن الشيخ الداعوق عمل في البداية خطيبا في الشارقة، ثم مع تلفزيون الكويت الذي كان مقره القصيص بدبي، في المبنى الذي صار الآن مقرا لوزارة الاعلام والثقافة.

ثم عمل في تلفزيون دبي الملون، واذاعة الامارات العربية المتحدة من دبي لسنوات عدة، وكان يقدم حلقاته عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.

اقول والشيخ كان قد أسس جماعة عباد الرحمن في لبنان، قبل ان يأتي الى الشارقة، وقد رأيت احد مؤلفاته عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يحمل اسمه في نهاية المقدمة، وقد كتب بعد الاسم بأنه من عباد الرحمن. وبما انه قدم الى الامارات قبل الاتحاد وعمل بعد الاتحاد طويلا، فإنني عاصرته وعايشته، عندما تخرجت وعملت في وزارة التربية والتعليم منذ عام 1977 حتى عام 2002. في هذه الفترة كان الشيخ الداعوق يعمل رسميا واعظا في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدفاع، ويقدم برنامجه الديني عبر اذاعة دبي وتلفزيون دبي.

وكنا نلتقي أحيانا في احتفالات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، في مناسبات رأس السنة الهجرية أو المولد النبوي أو الاسراء والمعراج، حيث اشارك بقصائدي، ويشارك هو بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكنا نلتقي ايضا في ندوات دينية وتربوية واجتماعية اخرى، حتى انقطعت اخباره عنا قبل ما يقارب من عشر سنوات تقريبا، حيث قدر الله ان يصبح حبيس بيته بحكم سنه التي قال الشاعر عنها:

ان الثمانين وبلغتها

قد احوجت سمعي الى ترجمان

نعم وانني، الأحد الموافق 26/3/،2006 علمت ان الشيخ انتقل ليلة الاحد الى رحمة الله، فصرت اتذكر ندواته واحاديثه الشيقة، وأسلوبه الممتع الذي كان يجذب الكبير والصغير.

فالشيخ الداعوق رحمه الله لم يكن شخصا عاديا، فهو عندما كان يظهر على شاشة التلفاز بعقاله الابيض، ولحيته البيضاء، كان يبدو روحانيا جدا، وكان أثر قيامه بالليل واضحا على وجهه، ولم يكن يقدم حديثه عن الرسول أو صحابته إلا وتسمع نحيبه الذي كان يتحشرج في صدره، ولم يكن ذلك دجلا ولا نفاقا، بل كان خشية وخشوعا وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان يتحدث عن ظهر قلب، وكان يستحضر ما يريد ان يقوله، فيقدمه بشكل تسلسلي جميل، وبصوت مرتجف دافئ، فلا تحب ان يتوقف عن الحديث. والشيخ الداعوق كان دائم الابتسامة بكاء، رقيق الاحساس والقلب، ومحسنا لم يكن يستفيد من راتبه كثيرا، لأن زملاء عمله أو معارفه كانوا يستنجدون به فيطلبون منه ان يقرضهم قرضا حسنا، لذا فإنه كان يعطيهم من باب الايثار، في حين أنه كان أحوج منهم الى الدراهم.

والشيخ الداعوق رحمه الله كان كريم النفس، لذلك فإنه كان يحمل معه في جيبه الوان الحلويات، واذكر انه عندما كان يدخل على قوم في المكاتب أو المجالس، يخرج الحلويات من جيبه ويوزعها على الحاضرين.

وفي بعض المرات كان يقدم علبة أو انبوبة كاملة من الحلويات لشخص واحد، ويقول له بأسلوبه الدعابي الجميل: خذها يا اخي لا تخف وفجرها في بطنك. من أجل ذلك فإنه كان خفيف الظل على الناس، يحبون ان يدخل عليهم الداعوق، لأنه كان يمازحهم ويلاطفهم، وكان وجهه معروفا لدى كل الناس. واذكر انه سافر مرة من مطار الشارقة الى مطار الدوحة، فوقف أمام موظف الجوازات في المطار، وشغله بالحلاوة كعادته، ثم سلمه جوازه، فختم له جوازه واعطاه، ثم سافر الشيخ الداعوق الى قطر.

وفي مطار قطر شغلهم ايضا بالحلويات، وكان وجها معروفا لديهم، لأنهم يشاهدونه في التلفاز، فاستحبوا ان يستمروا معه في حديثه اللطيف معهم، إلا ان موظف الجوازات ضحك فجأة، فقال الشيخ بلهجة شامية: اخي شوبدك هيك تضحك علي؟ ممكن ما اعجبتك الحلاوة، فقال الرجل يا شيخ أين جوازك؟

قال يا اخي “هايدا جوازي في يدك”، قال الموظف: هذا جواز حرمة، فبحلق الشيخ فيه فإذا هو صادق، فقال له: بسيطة يا اخي أنا “جبت لك جواز الحاجة” والله نسيت ثم بعد ذلك بحكم انه كان معروفا في قطر وكان ضيفا ينزل على الشيخ عبدالله الانصاري، فإنه دخل قطر واتصل بزوجته فأرسلت له جوازه.

اقول والداعوق كان كثير الدعابات والمرح، ومن دعاباته انه حضر معي ذات مرة كشاهد عقد نكاح لعائلة شامية، وبعد ان خرجنا شاهد احد الأطفال فقال له تعال قل لي هل تعرف ان تقود دراجتك الى الخلف؟

قال الولد لا، قال اعطني الدراجة قليلا، فأعطاه فراح يقودها عكسيا أي يدفعها الى الخلف وهو يقابلنا فضحكنا عليه، ثم علمت ان الداعوق رياضي، وكان قد أسس فرقة كشافة في لبنان.

ومن مواقفه الطريفة ايضا انه كان يحدث مرة في التلفاز وبيده مذبة، وأمامه كأس ماء، وكانت ذبابة طائرة تؤذيه، فصار يحدث وفي الوقت نفسه يراقب الذبابة التي جلست أخيرا على الكأس، فضربها بالمذبة، فماتت لكن انسكب الماء، فاستمر الشيخ في الحديث وهو يبتسم، وفجأة قال: ولكني قتلتها، فكان الموقف مضحكا وطريفا، فإنه فعل ذلك من غير ان يشعر المشاهدين بانقطاع الحديث. نعم، هذا هو الداعوق الذي امتعنا بحديثه لسنوات، ثم اختفى عنا سنوات، ثم رحل عنا بعد ان ترك لنا آثاراً مكتوبة ومسموعة ومرئية، منها كتاب ندوات الأسر في سيرة خير البشر، وله كتيبات صغيرة أخرى.

وأما عمره فتجاوز 96 سنة وربما بلغ المائة، وها نحن اليوم نواريه في مقبرة القصيص بدبي بتاريخ 26/3/2006 لنلتقي به عند حوض الكوثر مع النبي المصطفى الذي طالما تحدث هو عن سيرته وشمائله، فرحمة الله على الشيخ الداعوق صديق الكبار والصغار ورفيق الفقراء والأرامل والمساكين.


د. عارف الشيخ
www.arefonline.com

من جريدة الخليج

زمردة
30-03-2006, 08:32 PM
نسأل الله أن يغفر للشيخ الداعوق ,, وأن يسكنه فسيح جناته .

جزاك الله خيراً .. أخي بندوق على ما نقلته عن الشيخ الداعوق .


هنا صورة الشيخ محمد عمر الداعوق مع نعية - جريدة البيان - :
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1143341360895&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

dbooor
31-03-2006, 11:10 AM
نسأل الله أن يغفر للشيخ الداعوق ,, وأن يسكنه فسيح جناته .

جزاك الله خيراً .. أخي بندوق على ما نقلته عن الشيخ الداعوق

بو عبدالرحمن
31-03-2006, 10:51 PM
لله ما أعطى ، ولله ما أخذ ، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

اللهم أجر هذه الأمة في مصيبتها ، وأخلفها خيرا منه ..

رحم الله الشيخ فقد كان ذا تاثير واضح في دروسه

وللأسف الشديد أن هذه الدروس العطرة المؤثرة انقطعت منذ زمن طويل

ولكن الذين تابعوها في تلك اليام لا ينسون الشيخ ويدعون له كلما ذكر اسمه

نسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة

وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة

وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء

اللهم آمين .. اللهم آمين

بيوتي شيك
01-04-2006, 10:14 PM
اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعه

اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه .

@خواطر@
01-04-2006, 11:51 PM
اللهم اكرم نزله و وسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و ابدله داراً خيراً من دارهو أهلاً خيراً من اهله و ارحمنا برحمتك يا رب اذا صرنا الى ما صار إليه ...

فنيان
02-04-2006, 12:57 AM
لله ما أعطى ، ولله ما أخذ ، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

اللهم أجر هذه الأمة في مصيبتها ، وأخلفها خيرا منه ..

نسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة

وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة

وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء

اللهم آمين .. اللهم آمين



رحم الله فضيلة الشيخ محمد عمر الداعوق،

وأسكنه فسيح جناته

وألهم آله الصبر والسلوان


وجزاه بخير ما عمل

وتجاوز عن سيئاته.


انا لله وانا اليه راجعون

ميس الريم
02-04-2006, 04:58 PM
اللهم اكرم نزله و وسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و ابدله داراً خيراً من دارهو أهلاً خيراً من اهله و ارحمنا برحمتك يا رب اذا صرنا الى ما صار إليه ...


كنت أحب برنامجه الذي يقدمه على قناة دبي ...
ولازلت أتذكر نورا ووقارا يبدو على وجهه ..ر
حمه الله وتقبله في الصالحين:(


//ميس الريم