Shinogi
24-04-2006, 11:35 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
مقدمة :
هذا الموضوع هو ترجمة ما يجول في سراديب رأسي المظلمة من آهات و شكاوى و اعتراضات ....و غيرها مما سأحاول التنبيش عنه مستخدما مصباح "الكيبورد" -حيث لا توجد كهرباء في الداخل!-
هناك الكثير الكثير الذي أود أن أتكلم عنه، ولكن يمنعني الوقت -و الطول المسموح للرسالة الواحد في المنتدى- من أن أسرد كل ما عندي. لذا سأستمر في الكتابة حتى أمل ثم أنهي الموضوع و كل يذهب في حاله.
أريد أن أتحدث عن معاناتي في الجامعة، و عن شعور المجتمع هذا اليوم نحو خريج الجامعة - و نحو المفصول من الجامعة!-. أريد أن أتكلم عن والدي و حرصه -الغريب!- على الشهادة الجامعية و لو بأي تخصص. هل فعلا لا توجد فرص لغير الجامعي؟.... هل حقا أن طالب الثانوية إذا اتجه للعمل بعد التخرج و ترك الجامعة فهو فاشل؟.... هل هي حقيقة أن الطالب الجامعي دائما ذو دخل أعلى من غير الجامعي ؟.... هل الحياة توقفت على الجامعة؟..... أحقا أن خريج الجامعة أو الحاصل على الدكتوراه يكون دائما شخصا فاضلا حكيما خيرا؟.... هل فعلا أن غير الجامعي أو تارك الجامعة شخص غير مسؤول و جاهل و لا يعرف الإلتزام؟
أسئلة كثيرة في رأسي تراودني ليل نهار و لا أستطيع التكلم عنها مع أحد - ستعرفون لماذا- إلا مع بعض الأصدقاء المقربين.
قد يستغرب البعض هذه المقدمة "الطويلة" و يقول "لماذا تضيع وقتنا و وقتك و لا تدخل في الموضوع مباشرة". و الحقيقة أن الموضوع سيكون طويلا جدا لذا أحببت أن أعطي نبذة مختصرة حتى يقرر القارئ إذا كان الموضوع يهمه أم لا.
الجامعة.... و ما أدراك ما الجامعة -بالنسبة لي-..... هم على قلبي أقض مضجعي... أسهر الليالي و النهار لا نوم فيه..... و تراني أمشي أحيانا أهذي وحدي.... أمجنون أنا ؟.... ربما....
كنت في أيام المدرسة من المتفوقين. من المرحلة الإبتدائية حتى الثانوية. و دائما كنت من الأوائل و لله الحمد. ثم تخرجت من الثانوية بمعدل 97% و هو معدل جيد. و لكن خلال كل هذه السنين، كنت كثير الشكوى من الدراسة. كنت أكره الدراسة إلى حد الجنون!.... غريب أليس كذلك؟
.... متفوق و يكره الدراسة؟ ... نعم لا تستغرب فمثلي كثير.....
كنت أجلس مع والدي بالساعات -و أنا في المرحلة المتوسطة- و أناقش معه موضوع الدراسة و التعليم، أو بالأصح كنت أشتكي له من الدراسة و التعليم. كنت أستغرب من تعليق نجاح طالب قد يكون في المستقبل مهندسا ، على النجاح في الأدب !!!!! كنت أستغرب من حالي في المدرسة و أقول لماذا ؟ .... لماذا قصرت الحياة و علقت بالمدرسة؟ .... لماذا التعليم هو تعليم المدرسة و لا شيء غير ذلك ؟.... لماذا إذا رآك والدك تقرأ كتابا عن الغابات و الحيوانات مثلا، و أنت مستمتع بقرائته... ينهرك ، و يقول أترك هذا الكلام الفارغ و ذاكر دروسك !!!! -طبعا والدي لم يفعل هذا معي و لكن يحصل هذا- ..... لماذا إذا رأى منك أبواك إهتماما بالتجارة أو الملاحة أو أي مجال يعجبك، تجد منهم التحبيط و التثبيط، فقط "ذاكر دروسك و نم مبكرا للمدرسة" .... فيذهب البريق الذي ظهر في عينيك عندما وجدت شيئا تحبه .... و تنجرف مغلوبا على أمرك مع التيار الإجتماعي... ثم تكبر، و مع السنين تنسى ما كان عندك من مهارات أو إبداعات، لأنك لم تستخدمها. و كما قيل بالأفرنجي "If you Don't use it You lose it"
كيف صارت الحياة هكذا ؟ ..... منذ متى كان الناس كلهم طينة واحدة؟.... هل يعقل أن آلاف الطلاب كلهم على نفس الميول ؟ هل يعقل أن آلاف الطلاب أمكانياتهم واحدة ؟ هل يعقل أن آلاف الطلاب اهتماماتهم واحدة ؟
أصبحنا نسمع من الإبتدائية كلمة متفوق و بليد .... إذا أخذ الطالب متاز فهو طالب جيد، و إذا حصل على مقبول أو ضعيف فهو فاشل.... و الأدهى و الأمر أن الطالب إذا حصل على درجة غير مقبولة تجد والده يؤنبه، أو يضربه و يحرمه.... و ما ذنب الولد ؟ ..... لست أدري ....
الأولاد ليسوا منتجات تخرج من مصنع كلها متشابهة... بل الأولاد بشر... كل طفل له شخصية مستقلة .... و كل طفل له مهارات خاصة يبرز فيها .... فلماذا هذا النظام الأجوف ؟ .... هل الحل هو أن ندخلهم في مكان نعلمهم فيه كل العلوم ؟.... كلها دفعة واحدة ؟.....عجبي...
إذا جئت للسمكة و هي صغيرة و قلت لها " أنتي ممنوعة من السباحة في البحر و عليك أن تخرجي إلى المزرعة و تساعدي في الحرث!" هل ستفلح السمكة في حراثة الأرض ؟ طبعا لا ... لأنها لا تملك مقومات الحراثة و الزراعة.... و لكنها مرغمة على البقاء في المزرعة شاءت أم أبت .... تريد الذهاب للبحر حتى تستمتع بالمياه ... و لكن هيهات، ممنوع و يجب عليها البقاء في المزرعة و العمل في الحرث.... و مع مرور السنين، تفشل السمكة -طبعا- في العمل في المزرعة و تطرد منها .... هل ستعود للبحر ؟؟؟ طبعا لا !! فقد نسيت السباحة بعد أن أكرهت على تركها و غصبها أهلها على مجال ليس بمجالها ... فأصبحت هذه السمكة تهيم على وجهها في الأرض تظن أنها فاشلة في الحياة لا دور لها .... هذا مثل الطفل الصغير الذي يغصبه أهله على المدرسة ... و يحرم من كل ما يميل إليه .... و عندما تمر السنين، و الولد من فشل الى فشل .... ما يزال الأبوين يدفعانه نحو الهاوية ..... لماذا ؟؟؟ ..... ما زال الإبن شابا، فلماذا لا توجهونه إلى مجال آخر ؟؟... مستحيل !!! إما المدرسة و إما ..... لا أحد يعرف ماذا بعد إما الثانية ....
يتبع....
مقدمة :
هذا الموضوع هو ترجمة ما يجول في سراديب رأسي المظلمة من آهات و شكاوى و اعتراضات ....و غيرها مما سأحاول التنبيش عنه مستخدما مصباح "الكيبورد" -حيث لا توجد كهرباء في الداخل!-
هناك الكثير الكثير الذي أود أن أتكلم عنه، ولكن يمنعني الوقت -و الطول المسموح للرسالة الواحد في المنتدى- من أن أسرد كل ما عندي. لذا سأستمر في الكتابة حتى أمل ثم أنهي الموضوع و كل يذهب في حاله.
أريد أن أتحدث عن معاناتي في الجامعة، و عن شعور المجتمع هذا اليوم نحو خريج الجامعة - و نحو المفصول من الجامعة!-. أريد أن أتكلم عن والدي و حرصه -الغريب!- على الشهادة الجامعية و لو بأي تخصص. هل فعلا لا توجد فرص لغير الجامعي؟.... هل حقا أن طالب الثانوية إذا اتجه للعمل بعد التخرج و ترك الجامعة فهو فاشل؟.... هل هي حقيقة أن الطالب الجامعي دائما ذو دخل أعلى من غير الجامعي ؟.... هل الحياة توقفت على الجامعة؟..... أحقا أن خريج الجامعة أو الحاصل على الدكتوراه يكون دائما شخصا فاضلا حكيما خيرا؟.... هل فعلا أن غير الجامعي أو تارك الجامعة شخص غير مسؤول و جاهل و لا يعرف الإلتزام؟
أسئلة كثيرة في رأسي تراودني ليل نهار و لا أستطيع التكلم عنها مع أحد - ستعرفون لماذا- إلا مع بعض الأصدقاء المقربين.
قد يستغرب البعض هذه المقدمة "الطويلة" و يقول "لماذا تضيع وقتنا و وقتك و لا تدخل في الموضوع مباشرة". و الحقيقة أن الموضوع سيكون طويلا جدا لذا أحببت أن أعطي نبذة مختصرة حتى يقرر القارئ إذا كان الموضوع يهمه أم لا.
الجامعة.... و ما أدراك ما الجامعة -بالنسبة لي-..... هم على قلبي أقض مضجعي... أسهر الليالي و النهار لا نوم فيه..... و تراني أمشي أحيانا أهذي وحدي.... أمجنون أنا ؟.... ربما....
كنت في أيام المدرسة من المتفوقين. من المرحلة الإبتدائية حتى الثانوية. و دائما كنت من الأوائل و لله الحمد. ثم تخرجت من الثانوية بمعدل 97% و هو معدل جيد. و لكن خلال كل هذه السنين، كنت كثير الشكوى من الدراسة. كنت أكره الدراسة إلى حد الجنون!.... غريب أليس كذلك؟
.... متفوق و يكره الدراسة؟ ... نعم لا تستغرب فمثلي كثير.....
كنت أجلس مع والدي بالساعات -و أنا في المرحلة المتوسطة- و أناقش معه موضوع الدراسة و التعليم، أو بالأصح كنت أشتكي له من الدراسة و التعليم. كنت أستغرب من تعليق نجاح طالب قد يكون في المستقبل مهندسا ، على النجاح في الأدب !!!!! كنت أستغرب من حالي في المدرسة و أقول لماذا ؟ .... لماذا قصرت الحياة و علقت بالمدرسة؟ .... لماذا التعليم هو تعليم المدرسة و لا شيء غير ذلك ؟.... لماذا إذا رآك والدك تقرأ كتابا عن الغابات و الحيوانات مثلا، و أنت مستمتع بقرائته... ينهرك ، و يقول أترك هذا الكلام الفارغ و ذاكر دروسك !!!! -طبعا والدي لم يفعل هذا معي و لكن يحصل هذا- ..... لماذا إذا رأى منك أبواك إهتماما بالتجارة أو الملاحة أو أي مجال يعجبك، تجد منهم التحبيط و التثبيط، فقط "ذاكر دروسك و نم مبكرا للمدرسة" .... فيذهب البريق الذي ظهر في عينيك عندما وجدت شيئا تحبه .... و تنجرف مغلوبا على أمرك مع التيار الإجتماعي... ثم تكبر، و مع السنين تنسى ما كان عندك من مهارات أو إبداعات، لأنك لم تستخدمها. و كما قيل بالأفرنجي "If you Don't use it You lose it"
كيف صارت الحياة هكذا ؟ ..... منذ متى كان الناس كلهم طينة واحدة؟.... هل يعقل أن آلاف الطلاب كلهم على نفس الميول ؟ هل يعقل أن آلاف الطلاب أمكانياتهم واحدة ؟ هل يعقل أن آلاف الطلاب اهتماماتهم واحدة ؟
أصبحنا نسمع من الإبتدائية كلمة متفوق و بليد .... إذا أخذ الطالب متاز فهو طالب جيد، و إذا حصل على مقبول أو ضعيف فهو فاشل.... و الأدهى و الأمر أن الطالب إذا حصل على درجة غير مقبولة تجد والده يؤنبه، أو يضربه و يحرمه.... و ما ذنب الولد ؟ ..... لست أدري ....
الأولاد ليسوا منتجات تخرج من مصنع كلها متشابهة... بل الأولاد بشر... كل طفل له شخصية مستقلة .... و كل طفل له مهارات خاصة يبرز فيها .... فلماذا هذا النظام الأجوف ؟ .... هل الحل هو أن ندخلهم في مكان نعلمهم فيه كل العلوم ؟.... كلها دفعة واحدة ؟.....عجبي...
إذا جئت للسمكة و هي صغيرة و قلت لها " أنتي ممنوعة من السباحة في البحر و عليك أن تخرجي إلى المزرعة و تساعدي في الحرث!" هل ستفلح السمكة في حراثة الأرض ؟ طبعا لا ... لأنها لا تملك مقومات الحراثة و الزراعة.... و لكنها مرغمة على البقاء في المزرعة شاءت أم أبت .... تريد الذهاب للبحر حتى تستمتع بالمياه ... و لكن هيهات، ممنوع و يجب عليها البقاء في المزرعة و العمل في الحرث.... و مع مرور السنين، تفشل السمكة -طبعا- في العمل في المزرعة و تطرد منها .... هل ستعود للبحر ؟؟؟ طبعا لا !! فقد نسيت السباحة بعد أن أكرهت على تركها و غصبها أهلها على مجال ليس بمجالها ... فأصبحت هذه السمكة تهيم على وجهها في الأرض تظن أنها فاشلة في الحياة لا دور لها .... هذا مثل الطفل الصغير الذي يغصبه أهله على المدرسة ... و يحرم من كل ما يميل إليه .... و عندما تمر السنين، و الولد من فشل الى فشل .... ما يزال الأبوين يدفعانه نحو الهاوية ..... لماذا ؟؟؟ ..... ما زال الإبن شابا، فلماذا لا توجهونه إلى مجال آخر ؟؟... مستحيل !!! إما المدرسة و إما ..... لا أحد يعرف ماذا بعد إما الثانية ....
يتبع....