تسجيل الدخول

View Full Version : ( اجعل الله صاحبا .... ودعِ الناس َ جانبا ... ) حوار


بو عبدالرحمن
19-01-2007, 09:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
= = = = = =
قال : صحبة غير الله ضياع ..ثم حسرة الأبد ..!
فاجعل الله صاحبا ، ودعِ الناسَ جانبا ...!
قلت : ما ليَ بدٌ من الخلق ..!

قال : فاصحبْ من يعينك على طاعة الله سبحانه ، ويشدك إليه ، ويربطك به ..
وانبذ عنكَ من يشغلك عن ربك جل جلاله ..
ووطن نفسك على أن كل من شغلك عن ربك ، ولو ساعة من نهار أو ليل ،
فإنما هو قاطع طريق ليس إلا ..!!
وهل يعقل أن تصاحب قاطع طريق ، ويميل إليه قلبك ..؟!
قلت : كثيراً ما اضطر إلى صحبة أمثال هؤلاء .. بسبب ظروف عمل
أو صلات قرابة ، أو جوار أو دراسة ونحو ذلك ..

قال : المضطر يأكل الميتة ، ولكن بقدرٍ ولا يزيد ..!!
وهؤلاء كن معهم بقالبك ، أما قلبك فيبقى مشدوداً إلى الله سبحانه .!
قلت : هذه تتعسر عليّ ..!!

قال : أولاً وطن نفسك على أن هذا هو ميدان مجاهدتك لنفسك ، فإن صدقت الله في هذه المجاهدة ،
ساق إليك الخير من حيث لا تحتسب كما قال :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ..
ثم ذكّر نفسك دائماً : أنك ترغب أن تربح على الناس ،على أن يربحوا هم عليك !
قلت : زدني توضيحاً ..

قال : اعلم أنه إذا انتصبت هذه الفكرة في عقلك واستقرت فيه ،
فإنك لا تتعامل مع أحد إلا وأنت عازم على أن تربح عليه ما يزيدك قربا من ربك ،
وليس العكس !
وهذا يجعلك تتعامل معه بما يكون سببا في زيادة رصيدك عند ربك سبحانه .
وهناك ما هو أعجب من ذلك ..
قلت : ما هو ؟

قال : إذا صدقت في هذا ، وأحسنت مجاهدة نفسك في هذه الدائرة ،
وجدت صداها وبركتها بوضوح ، هذه واحدة ، والثانية :
أن عدوى هذه البركة ستسري إلى الطرف الآخر إن كان فيه خيراً ،
شعر بذلك أو لم يشعر ..وبهذا تكون قد ربحت مرتين !!

قلت : هذا كلام جديد والله أسمعه لأول مرة ..فجزاك الله عني خيراً ..

قال : المعاني التي تحرك القلوب إلى الله وتهيجها لمزيد من القرب منه ،
تبقى جديدة أبداً ، وكلما أعدتها ازدادت صقلاً !
وكلما انفعلت معها وأنت تتحدث عنها ، شعر الطرف الآخر كأنه يسمعها لأول مرة !!
قلت : الله أكبر .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..

قال : نعم هو ما تقول .. ولكن الله جعل أسبابا وسن سنناً ،
ومن عمل بتلك الأسباب ، وسار على تلك السنن ، منحه الكثير ،
وأعطاه أكثر مما وعده ..
قلت : أسأل الله أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته ..

قال : فاحمد الله إذن حمداً كثيراً على أن يسر لك مثل هذه المعاني ، في الوقت الذي حرمها غيرك وهم بالملايين ...!

قلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه كما يحب ربي ويرضى .

القسام
22-01-2007, 04:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طيب الله اوقاتك بالمسرات شيخنا الكريم
بارك الله في عمرك وبذلك

اوليست صحبتنا للصالحين من صحبة الله ..!!؟
زدنا مما افاض الله عليك بما لا يناقض مبداء مخالطة الناس والصبر عى اذاهم ..!!


كل عام وانتم الى الله اقرب
ولا احرمنا الله من عطائك المبارك
لا تبخل بدعواتك الكريمة شيخي الكريم

عقد الياسمين
22-01-2007, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل – بو عبد الرحمن
جزاك الله خيرا ونفعنا بمواضيعك الهادفة و سوف اقف على بعضا مما جاء فيه
وهؤلاء كن معهم بقالبك ، أما قلبك فيبقى مشدوداً إلى الله سبحانه .!
هذه هي القاعدة الحقيقية في التعامل مع الناس وقد ننجح في ان نكون معهم بأجسادنا
ولكن جهاد قلوبنا ان تكون مع الله فهذه تحتاج الى جهد مضاعف و الى تذكير دائم
نتمنى من الله أن يصلح أحوالنا بما يرضيه عنا

ثم ذكّر نفسك دائماً : أنك ترغب أن تربح على الناس ،على أن يربحوا هم عليك !
قلت : زدني توضيحاً ..

قال : اعلم أنه إذا انتصبت هذه الفكرة في عقلك واستقرت فيه ،
فإنك لا تتعامل مع أحد إلا وأنت عازم على أن تربح عليه ما يزيدك قربا من ربك ،
وليس العكس !
وهذا يجعلك تتعامل معه بما يكون سببا في زيادة رصيدك عند ربك سبحانه .
وهناك ما هو أعجب من ذلك ..
قلت : ما هو ؟

قال : إذا صدقت في هذا ، وأحسنت مجاهدة نفسك في هذه الدائرة ،
وجدت صداها وبركتها بوضوح ، هذه واحدة ، والثانية :
أن عدوى هذه البركة ستسري إلى الطرف الآخر إن كان فيه خيراً ،
شعر بذلك أو لم يشعر ..وبهذا تكون قد ربحت مرتين !!
بارك الله فيك ونفع بك
هل تسمح لي أيها الشيخ أن توضح لي أكثر و بمثال
قبل أن توضح لي أخبرك بما فهمت ( الذي فهمته أن نحسن التعامل معهم لعلى هذا الاحسان يدفعهم الى ان يسلكوا طريق الاحسان معك او مع غيرك )
وجزاك الله خيرا ونفعنا بما نقرأ
وبالله التوفيق

بو عبدالرحمن
26-01-2007, 11:18 AM
أخي الحبيب / القسام
..... رحم الله والديك ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة

بورك فيك حيثما كنت ..

وجعلك مباركا أينما حللت ورحلت ..

يجد الآخرون صدى بركتك في قلوبهم ...

أخي الكريم

( اوليست صحبتنا للصالحين من صحبة الله ..!!؟ )

سؤالك المهذب في محله ...

ولكن هل يفهم من كلامي أنني ما أردتُ ذلك ؟؟

إن كان هذا ما يفهم من كلامي ، فإني أعترف أني لم احسن العرض للفكرة التي أريد إيصالها ..

ومن ثم فجزاك الله خير الجزاء على حسن أدبك مع أخيك ..

غير أن الذي أردته كالتالي :

أن يكون أصل تعلق القلب بالكلية مع الله وبالله ولله ..

لأننا نرى في كثير من الأحيان حتى حين يتعلق الإنسان بصحبة طيبة ، فإنه اذا لم ينتبه لقضية التعلق القلبي

فإنه يعلق قلبه بفلان وفلان من إخوانه .. ومثل هذه النوعية تجده لا ينشط إلا في حضور هؤلاء وأمثالهم

وقد يكون هذا لا باس به ( تجاوزا ) ..

فالذي أردناه أن نوصي أنفسنا ثم الآخرين :/
أن علينا ابتداء أن نعلق قلوبنا بالله مباشرة ، ونربطها به بقوة ، فتبقى له ذاكرة مراقبة ،

سواء وجد الإنسان صحبة طيبة تعينه ( وهو الكمال )
أو لم يجد من حوله تلك الصحبة ..
أو وجدها لكنه يلاحظ أن قلبه لم يصل إلى أن يتعلق بالله بقوة ..

لا أدري هل اتضحت الفكرة أم لا ..؟
على كل حال ... أعيد وأكرر أنه لا غنى لنا عن صحبة طيبة تعين على السير على طريق الله

لكن نأمل أن تكون القلوب معلقة مرتبطة بالله أصلا وفصلا ، وقلبا وقالبا ..

مرة ثانية ..

جزاك الله خير الجزاء ،/ وبارك الله فيك

وأحيي فيك هذه الروح ، وهذا الأدب الرائع ..
ولاتنسني من دعائك يا أخي

بو عبدالرحمن
10-03-2007, 09:58 AM
الأخت الفاضلة / عقد الياسمين
....... رعاك الله وحفظك من كل سوء

شكر الله لك حسن المتابعة ، واسأل الله أن تجدي صدى هذه المتابعة في واقع حياتك
وفي مشاعر قلبك بزيادة النور فيه ..

ثانيا ..
بالنسبة لتوضيح ما اشكل عليك ، فهو ليس بعيداً عن فهمك الطيب المبارك ..
ولكنا نضيف سطوراً ..

قال علماؤنا الربانيون :
أن الأصل في الإنسان أن يتأثر بمن يصحبه مع الأيام ،
وهذا التأثير غالباً دون أن يشعر هذا الإنسان ،
فلا تزال روحه تتشرب من روح صاحبه ، بل قد يتكيف بكثير من خصال هذا الصاحب دون أن يشعر ،
وقد يصل الأمر إلى أن يقلد حركات صاحبه وهو لا يدري !

ومن هنا لا يزال العلماء الربانيون يؤكدون على خطورة الصحبة لهذا السبب ..

بل ولا يزالون يؤكدون على ضرورة أن يصحب الإنسان عالماً ربانياً يحتك به ويخلطه بنفسه .
ومن لم يتيسر له مثل هذا العالم الرباني ،
فليحسن اختيار صاحب مشرق القلب ، فياض المشاعر الإيمانية ، قوي الروح ،
ذلك لأنه _ كما اسلفنا _ من أجل أن تتشرب روحه من روح صاحبه ..

ومن هنا كانوا يقولون :
لا تصحب من لا ينهضك حاله .. ولا يدلك على الله مقاله .. وهذا هو ما عنيناه بكلامنا السابق .. وبالله التوفيق ..