افكر كثير
02-06-2007, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من الأمراض النفسيه اللتي تصيب بني البشر ولعل اكبر مرض نفسي من وجهة نظري هو الكِبر . لكن ماعلاقة الكِبر بالعجب والتيه, لعلكم تردون بصوت واحد العلاقة واضحة مثل وضوح الشمس . لكني اقول أن هذا الوضوح يكون فيمن كِبره ظاهر امام الناس . بمعنى آخر الشخص اللذي وضح امام من حوله أنه متكبر يكون عجبه بنفسه وتيهه في غيه واضح كوضوح الشمس في كبد النهار . اللذين يصلون لهذه الدرجه من الكبر الظاهر هم اناس لهم صيت في الغالب .إما بمال وإما بعلم أو بسُلطه وهبهم الله اياها . فيستدرجهم الشيطان من حيث لا يعلمون فيعظم في نفوسهم ماهم عليه من نعمه . والأمثله على ذلك كثيره.
اولها قارون وقد أتاه الله المال وقد كان من قوم موسى . فقد بلغ درجة من الكبر أن انكر ما مَن الله عليه به من نعمه ونسبها لنفسه .ذلك هو النموذج الأول اللذي اغناه الله وحينما وصل الى درجة العجب وبعدها الى التيه عاقبه الله اشد عقاب بأن خسف به الأرض.
أما في النموذج الأخر وهو السُلطه فأعلى ماقد يرتقي له الانسان من سلطة في هذه الدنيا هو المُلك . فكلنا يعلم قصة فرعون حينما بلغ من الكبر درجة أن إدعا أنه هو رب البشر . فأغرقه الله ومن معه كما ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم .
النموذج اللذي يطغى على البشر بكثره هو العلم . فالانسان يدخل له الشيطان من هذا الباب مالا يدخل عليه من باب غيره. واقصد بالعلم هنا جميع العلوم دينيه ودنيويه سواءً كان هذا العلم الديني اسلامي او سواه . بل حتى لو أن هذا العلم مضر ام نافع فذلك لا يفرق مع ابليس في شي. المهمه الكبرى لديه هي زيادة جرعات الإعجاب بالذات قدر الإمكان . فيزيد من هذا الإعجاب مدح من حوله من طلاب وقد يكونوا زملاء وقد يكونوا استاذه بعض الاحيان . فتجده يتيه في غيه ويتضح هذا التيه على تصرفاته فيمقته الناس تدريجياً لكن ذلك لا يؤثر فيه بشيء فهو قد وصل مرحلة التغذيه الذاتيه لهذا المرض بأن يرى انه فوق الجميع .
تلك امثال ظاهره نراها نعرف اهلها ونميزهم جيداً فكِبرهم ظاهر .
هنالك ماهو اخطر من اللذي ذكرت فيوجد كِبر خفي يقود الى عُجب اخفى وتيه مُبَطن . تجد من به هذا المرض من أحاسن الناس اخلاقاً واعذبهم كلاماً ليس لانه كذلك . بل لكي يقولوا ما احسن اخلاقه وما اعذب كلامه . فمن هنا ياتيه الشيطان ويبداء معه في حديث النفس . فيقوي فيه هذه الخصله اللتي في ظاهرها اقتداء بخير البريه وهو في الحقيقه كمن يمثل دور في الحياه . لا تجده يُغضب احداً كأنه ملاك طاهر يشع نوراً من حوله فتسكتين بجانبه النفوس . وتطلب وده وتسمعه من عذب الكلام ويسمعها ماهو اعذب . لكن ما أن يبتعد هو عن اؤلائك القوم او يبتعدوا عنه تجده يفعل المستحيل لجذبهم اليه مرة أخرى فهو كالمدمن لا يستطيع العيش بدون آيات الثناء وكلمات المدح وعبارات الإعجاب . لا يهمه في الوصول لهذا الوسيله هي حلال ام حرام فالغاية لديه محلله مقدماً. هو كاللذي يهتم بملابسه وشكله امام الناس اشد اهتمام حتى تظنه تحفة فيه تمشي على الارض . فهو يريد الكل ينظر اليه ويمتعض لو انه مر بجانب احد لم يرمقه بنظرة إعجاب على ماهو فيه من خِلقة أو خُلق. هذا النوع من البشر لا يقبل كلمة حق حتى لو كان الحق ظاهر فكيف يقبل الحق ويشوه صورته امام الخلق . إستحى من الخلق ولم يستحي من الخالق .
يقول تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)) سورة البقرة
اخوكم افكر كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من الأمراض النفسيه اللتي تصيب بني البشر ولعل اكبر مرض نفسي من وجهة نظري هو الكِبر . لكن ماعلاقة الكِبر بالعجب والتيه, لعلكم تردون بصوت واحد العلاقة واضحة مثل وضوح الشمس . لكني اقول أن هذا الوضوح يكون فيمن كِبره ظاهر امام الناس . بمعنى آخر الشخص اللذي وضح امام من حوله أنه متكبر يكون عجبه بنفسه وتيهه في غيه واضح كوضوح الشمس في كبد النهار . اللذين يصلون لهذه الدرجه من الكبر الظاهر هم اناس لهم صيت في الغالب .إما بمال وإما بعلم أو بسُلطه وهبهم الله اياها . فيستدرجهم الشيطان من حيث لا يعلمون فيعظم في نفوسهم ماهم عليه من نعمه . والأمثله على ذلك كثيره.
اولها قارون وقد أتاه الله المال وقد كان من قوم موسى . فقد بلغ درجة من الكبر أن انكر ما مَن الله عليه به من نعمه ونسبها لنفسه .ذلك هو النموذج الأول اللذي اغناه الله وحينما وصل الى درجة العجب وبعدها الى التيه عاقبه الله اشد عقاب بأن خسف به الأرض.
أما في النموذج الأخر وهو السُلطه فأعلى ماقد يرتقي له الانسان من سلطة في هذه الدنيا هو المُلك . فكلنا يعلم قصة فرعون حينما بلغ من الكبر درجة أن إدعا أنه هو رب البشر . فأغرقه الله ومن معه كما ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم .
النموذج اللذي يطغى على البشر بكثره هو العلم . فالانسان يدخل له الشيطان من هذا الباب مالا يدخل عليه من باب غيره. واقصد بالعلم هنا جميع العلوم دينيه ودنيويه سواءً كان هذا العلم الديني اسلامي او سواه . بل حتى لو أن هذا العلم مضر ام نافع فذلك لا يفرق مع ابليس في شي. المهمه الكبرى لديه هي زيادة جرعات الإعجاب بالذات قدر الإمكان . فيزيد من هذا الإعجاب مدح من حوله من طلاب وقد يكونوا زملاء وقد يكونوا استاذه بعض الاحيان . فتجده يتيه في غيه ويتضح هذا التيه على تصرفاته فيمقته الناس تدريجياً لكن ذلك لا يؤثر فيه بشيء فهو قد وصل مرحلة التغذيه الذاتيه لهذا المرض بأن يرى انه فوق الجميع .
تلك امثال ظاهره نراها نعرف اهلها ونميزهم جيداً فكِبرهم ظاهر .
هنالك ماهو اخطر من اللذي ذكرت فيوجد كِبر خفي يقود الى عُجب اخفى وتيه مُبَطن . تجد من به هذا المرض من أحاسن الناس اخلاقاً واعذبهم كلاماً ليس لانه كذلك . بل لكي يقولوا ما احسن اخلاقه وما اعذب كلامه . فمن هنا ياتيه الشيطان ويبداء معه في حديث النفس . فيقوي فيه هذه الخصله اللتي في ظاهرها اقتداء بخير البريه وهو في الحقيقه كمن يمثل دور في الحياه . لا تجده يُغضب احداً كأنه ملاك طاهر يشع نوراً من حوله فتسكتين بجانبه النفوس . وتطلب وده وتسمعه من عذب الكلام ويسمعها ماهو اعذب . لكن ما أن يبتعد هو عن اؤلائك القوم او يبتعدوا عنه تجده يفعل المستحيل لجذبهم اليه مرة أخرى فهو كالمدمن لا يستطيع العيش بدون آيات الثناء وكلمات المدح وعبارات الإعجاب . لا يهمه في الوصول لهذا الوسيله هي حلال ام حرام فالغاية لديه محلله مقدماً. هو كاللذي يهتم بملابسه وشكله امام الناس اشد اهتمام حتى تظنه تحفة فيه تمشي على الارض . فهو يريد الكل ينظر اليه ويمتعض لو انه مر بجانب احد لم يرمقه بنظرة إعجاب على ماهو فيه من خِلقة أو خُلق. هذا النوع من البشر لا يقبل كلمة حق حتى لو كان الحق ظاهر فكيف يقبل الحق ويشوه صورته امام الخلق . إستحى من الخلق ولم يستحي من الخالق .
يقول تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)) سورة البقرة
اخوكم افكر كثير