بن زمزم
21-06-2007, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قالوا اترك موقعك وكن معنا في هذا اليوم العصيب. فالمنطقة لدينا هنا أكثر آمنا..
قلت وما الفرق فأنا أبعد عنكم 5 دقائق بالسيارة بمسافة لا تتجاوز 6 كم
فلماذا القلق ؟
انه قدر الله. نفر من قدره الى قدره.
لكني بالنهاية رضخت وذهبت بعد اتصالات عديدة.
وكان في
يوم الإعصار الأربعاء.
دخل الإعصار سلطنة عمان يوم الثلاثاء 5 حزيران “يونيو" 5 حزيران وما أدراك ما حزيران
يوم النكسات والأزمات.
غير مساره, كان متجها لجزيرة مصيرة, ومن ثم اتجه نحو مدينة صور فضرب المدينة
فأتتنا أخبارها بنفس
اليوم , غير مساره للمرة الثانية واتجه نحو العاصمة مسقط . كانت قد أعلنت حالة
الطوارئ القصوى باللون
" الأحمر" تحسبا للإعصار الذي سوف يبدأ ضرب مسقط ابتداء من فجر الأربعاء 6 حزيران "يونيو".
بدأت الأمطار على مسقط ابتداء من فجر يوم الأربعاء 6 /6 واشتدت صباحا وظهرا وبلغت ذروتها عصرا.
عواصف هوجاء تسمع أزيزها وصفيرها, سيول جارفة, أمطار لم تشهد لها المنطقة العربية مثيلا, حيث بلغت
في بعض المناطق 950 ملم. ربنا ارحمنا واصرف عنا واغفر لنا وتوفنا مسلمين.
الجميع يتابع نشرات الأخبار بالتلفزيون, الراديو والانترنت وخلافه إلى أن تم انقطاع الكهرباء
في اغلب أحياء العاصمة مسقط وكذلك انقطاع المياه. حتى الجولات فكان الإرسال والاستقبال سيئا جدا.
لقد أشيع بأن عين الاعصار على بعد 200 كيلو من مسقط ومن المتوقع ووصولها الأكيد بعد ساعات قليلة.
الجميع في ترقب وهلع , خوف ... لا أحد يعلم ما الضرر الذي حصل خارجا
لا علم لنا الا في
محيطنا فقط. كل بيت دخل به الماء اذا لم يكن من السيول
فمن الأمطار الغزيرة وفعل الرياح وقد تسربت المياه من جميع
شبابيك المنزل الدور العلوي والسفلي.
من كان يسكن بيت من طابقين فقد نجا بأمر الله. حيث دخلت السيول الى مستوى
الطابق الأول ومن لديه طابق واحد فتراه قد هرب وعائلته الى السطح حيث المياه قد
غمرت الطابق الأول بأكمله الى مستوى السطح وبقوا ساعات عديدة بإنتظار النجدة
هذا ما حصل في بعض المناطق .
وأقسى ما يمكنك توقعه بأن تأتي لك رسالة بالجوال لتقول لك بأن صديقك "فلان قد
حاصرته المياه هو وعائلته نرجو المساعدة ومحاولة الاتصال بالعمليات لإنقاذه. رسالة أخرى
تأتي من محاصر شخصيا تقول أنقذوني أنا بالمكان الفلاني.
وكذلك اتصال من مبتلي يطلب العون.لا يمكن لكائن من كان أن يخرج من منزله
لإنقاذ أي كان, لأنها ضربا من الخيال.
لم يتمكن أحدا منا مجرد الوصول لطرف الشارع, سيول وأمطار وفوق ذلك ظلام يلف المكان.
كان يوم الأربعاء نهاره عصيب وليله طويل.لا شيء سوى الظلام وصفير الرياح وهطول
المطر كضرب المطارق.
انقشع الخوف والرعب عند سكون الرياح وتوقف المطر بقدوم فجر الخميس 7 "يونيو".
أنتشرت أشعة شمس ودفئها بكافة أرجاء المدينة منذ الصباح الباكر. يوم جديد من أيام الله.
والآن جاء وقت الخروج لنتفحص محيطنا ورؤية ما جرى.
كانت صدمة كبيرة لم يكن أحد يتوقعها.
إنها كارثة بحق .
شوارع اقتلعت من أساسها, شوارع رئيسية انقسمت نصفين, بيوت مهدمة, جسور انهارت
بيوت محاصرة بالمياه, أعمدة الإنارة والكهرباء في وسط الشوارع, الأشجار اقتلعت من جذورها.
خراب ودمار لا مثيل له في كل مكان. السيول جرفت بعض البيوت في طريقها, ضحايا كثيرة ماتوا غرقا.
هذا عدا عن السيارات والشاحنات الملقاة في وسط
وجوانب الطرق و المتدهورة والغارقة بالمياه. إنه طوفان لم
تشهده أي منطقة عربية. أحد الشوارع البحرية والمقام عليه عدد من
المطاعم الحديثة قد انقسم 3 أجزاء وأصبحت المياه تحته
متصلة بالبحر مباشرة. وفي
وسط المدينة تمت عمليات الإنقاذ بواسطة القوارب المطاطية.
وللوقوف على الأحداث تبين ما يلي :
الإعصار الرئيسي لم يضرب مسقط وكذلك عين الإعصار.
ما ضرب مسقط هو أطراف الإعصار 20% منه بعد تحوله إلى عاصفة استوائية بسرعة
ما يزيد عن 100 كم /الساعة. اما الإعصار فكان على بعد حوالي 150 كم من مسقط .
الإعصار كان متجها نحو الشريط الساحلي بأكمله, أي أن
المحطة التالية كانت مدينة صحار وما يليها من
مدن ساحلية عمانية وإماراتية.
و بلطف الله سبحانه وتعالى تحول مسار الإعصار من
مسقط وتوجه نحو إيران والشيء
اليسير من أطرافه ضرب ساحل الامارات من ناحية خورفكان.
وعند الوقوف على هذه التفاصيل وما جرى من أحداث
نستخرج الكثير من العبر. لا نريد
ان ندخل بافتراضات ولكن " قدر الله وما شاء فعل " .
إنها جنود الرحمن التي يرسلها على عباده تذكيرا وتأديبا , لتتجلى من خلالها قدرته لنا
على التزام أوامره واجتناب نواهيه سبحانه وتعالى. ولنرى من خلالها عجز البشر عن
دفعها أو التنبؤ بها رغم ما لديهم من تقدم علمي وتطور تقني.
وليعلم المسلمون أن الله على نصرهم لقدير بما لديه من هذه الجنود. وليكن خوفهم
منه أشد من خوفهم من القوى المعاصرة والمهيمنة اليوم لما لجنوده من المزايا التي
لا توجد لدى تلك القوى. وهذه دعوى لكل مؤمن للتوكل على الله الذي سخر له كل شيء
ووعده بالنصر إن هو توكل عليه وأناب إليه.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة لا تساويها نعمة أخرى أبدا, ألا وهي نعمة الإسلام
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . ودمتم
بن زمزم
قالوا اترك موقعك وكن معنا في هذا اليوم العصيب. فالمنطقة لدينا هنا أكثر آمنا..
قلت وما الفرق فأنا أبعد عنكم 5 دقائق بالسيارة بمسافة لا تتجاوز 6 كم
فلماذا القلق ؟
انه قدر الله. نفر من قدره الى قدره.
لكني بالنهاية رضخت وذهبت بعد اتصالات عديدة.
وكان في
يوم الإعصار الأربعاء.
دخل الإعصار سلطنة عمان يوم الثلاثاء 5 حزيران “يونيو" 5 حزيران وما أدراك ما حزيران
يوم النكسات والأزمات.
غير مساره, كان متجها لجزيرة مصيرة, ومن ثم اتجه نحو مدينة صور فضرب المدينة
فأتتنا أخبارها بنفس
اليوم , غير مساره للمرة الثانية واتجه نحو العاصمة مسقط . كانت قد أعلنت حالة
الطوارئ القصوى باللون
" الأحمر" تحسبا للإعصار الذي سوف يبدأ ضرب مسقط ابتداء من فجر الأربعاء 6 حزيران "يونيو".
بدأت الأمطار على مسقط ابتداء من فجر يوم الأربعاء 6 /6 واشتدت صباحا وظهرا وبلغت ذروتها عصرا.
عواصف هوجاء تسمع أزيزها وصفيرها, سيول جارفة, أمطار لم تشهد لها المنطقة العربية مثيلا, حيث بلغت
في بعض المناطق 950 ملم. ربنا ارحمنا واصرف عنا واغفر لنا وتوفنا مسلمين.
الجميع يتابع نشرات الأخبار بالتلفزيون, الراديو والانترنت وخلافه إلى أن تم انقطاع الكهرباء
في اغلب أحياء العاصمة مسقط وكذلك انقطاع المياه. حتى الجولات فكان الإرسال والاستقبال سيئا جدا.
لقد أشيع بأن عين الاعصار على بعد 200 كيلو من مسقط ومن المتوقع ووصولها الأكيد بعد ساعات قليلة.
الجميع في ترقب وهلع , خوف ... لا أحد يعلم ما الضرر الذي حصل خارجا
لا علم لنا الا في
محيطنا فقط. كل بيت دخل به الماء اذا لم يكن من السيول
فمن الأمطار الغزيرة وفعل الرياح وقد تسربت المياه من جميع
شبابيك المنزل الدور العلوي والسفلي.
من كان يسكن بيت من طابقين فقد نجا بأمر الله. حيث دخلت السيول الى مستوى
الطابق الأول ومن لديه طابق واحد فتراه قد هرب وعائلته الى السطح حيث المياه قد
غمرت الطابق الأول بأكمله الى مستوى السطح وبقوا ساعات عديدة بإنتظار النجدة
هذا ما حصل في بعض المناطق .
وأقسى ما يمكنك توقعه بأن تأتي لك رسالة بالجوال لتقول لك بأن صديقك "فلان قد
حاصرته المياه هو وعائلته نرجو المساعدة ومحاولة الاتصال بالعمليات لإنقاذه. رسالة أخرى
تأتي من محاصر شخصيا تقول أنقذوني أنا بالمكان الفلاني.
وكذلك اتصال من مبتلي يطلب العون.لا يمكن لكائن من كان أن يخرج من منزله
لإنقاذ أي كان, لأنها ضربا من الخيال.
لم يتمكن أحدا منا مجرد الوصول لطرف الشارع, سيول وأمطار وفوق ذلك ظلام يلف المكان.
كان يوم الأربعاء نهاره عصيب وليله طويل.لا شيء سوى الظلام وصفير الرياح وهطول
المطر كضرب المطارق.
انقشع الخوف والرعب عند سكون الرياح وتوقف المطر بقدوم فجر الخميس 7 "يونيو".
أنتشرت أشعة شمس ودفئها بكافة أرجاء المدينة منذ الصباح الباكر. يوم جديد من أيام الله.
والآن جاء وقت الخروج لنتفحص محيطنا ورؤية ما جرى.
كانت صدمة كبيرة لم يكن أحد يتوقعها.
إنها كارثة بحق .
شوارع اقتلعت من أساسها, شوارع رئيسية انقسمت نصفين, بيوت مهدمة, جسور انهارت
بيوت محاصرة بالمياه, أعمدة الإنارة والكهرباء في وسط الشوارع, الأشجار اقتلعت من جذورها.
خراب ودمار لا مثيل له في كل مكان. السيول جرفت بعض البيوت في طريقها, ضحايا كثيرة ماتوا غرقا.
هذا عدا عن السيارات والشاحنات الملقاة في وسط
وجوانب الطرق و المتدهورة والغارقة بالمياه. إنه طوفان لم
تشهده أي منطقة عربية. أحد الشوارع البحرية والمقام عليه عدد من
المطاعم الحديثة قد انقسم 3 أجزاء وأصبحت المياه تحته
متصلة بالبحر مباشرة. وفي
وسط المدينة تمت عمليات الإنقاذ بواسطة القوارب المطاطية.
وللوقوف على الأحداث تبين ما يلي :
الإعصار الرئيسي لم يضرب مسقط وكذلك عين الإعصار.
ما ضرب مسقط هو أطراف الإعصار 20% منه بعد تحوله إلى عاصفة استوائية بسرعة
ما يزيد عن 100 كم /الساعة. اما الإعصار فكان على بعد حوالي 150 كم من مسقط .
الإعصار كان متجها نحو الشريط الساحلي بأكمله, أي أن
المحطة التالية كانت مدينة صحار وما يليها من
مدن ساحلية عمانية وإماراتية.
و بلطف الله سبحانه وتعالى تحول مسار الإعصار من
مسقط وتوجه نحو إيران والشيء
اليسير من أطرافه ضرب ساحل الامارات من ناحية خورفكان.
وعند الوقوف على هذه التفاصيل وما جرى من أحداث
نستخرج الكثير من العبر. لا نريد
ان ندخل بافتراضات ولكن " قدر الله وما شاء فعل " .
إنها جنود الرحمن التي يرسلها على عباده تذكيرا وتأديبا , لتتجلى من خلالها قدرته لنا
على التزام أوامره واجتناب نواهيه سبحانه وتعالى. ولنرى من خلالها عجز البشر عن
دفعها أو التنبؤ بها رغم ما لديهم من تقدم علمي وتطور تقني.
وليعلم المسلمون أن الله على نصرهم لقدير بما لديه من هذه الجنود. وليكن خوفهم
منه أشد من خوفهم من القوى المعاصرة والمهيمنة اليوم لما لجنوده من المزايا التي
لا توجد لدى تلك القوى. وهذه دعوى لكل مؤمن للتوكل على الله الذي سخر له كل شيء
ووعده بالنصر إن هو توكل عليه وأناب إليه.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة لا تساويها نعمة أخرى أبدا, ألا وهي نعمة الإسلام
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . ودمتم
بن زمزم