أبومروان
16-08-2007, 05:37 PM
( أنا في حاجة إليك ، لا يمكنني الاستغناء عنك ، محتاج لصوابك كي أصحح أخطائي ، ومحتاج لأخطائك كي أعرف أني على صواب ..
أنا بدونك لا أعرف نفسي ، ولا أساوي شيئاً ، ولا أستطيع تحديد موقعي من جملة الحياة .من خلال وجودك معي أعرف موقعي ..
أنا خلفك وأمامك ، أو عن يمينك أو عن شمالك ، أنا أتقدم عليك ، أنا أتأخر عنك ، لابد منك لي لأقيّم نفسي تقييماً سليماً ، أنت مقياسي وميزاني الذي أزن به نفسي ، وأحصي به حسناتي وسيئاتي ، وإنجازاتي وإخفاقاتي .
لن أصحح مساري ، وأقيّم ما أعوج مني إلا حين تكون أنت معي أخي المسلم ،
أتأسى بك ، أقفز إلى قمتك ، أو أتعظ بك فأهرب من قاعك !
لن يحزني فشلي إذا كنت في الدنيا وحدي لأني لن أغار من أحد ولن أغبط أحداً ، ولن يعيرني أحد بفشلي ، ولن أفرح بنجاحي إذا كنت وحدي ، لأني لم أتفوق على أحد ، ولم أغلب أحداً ، ولم أتقدم على أحد ، بدونك لا قيمة لنجاحي ، ولا أثر لفشلي ، بدونك لا أعرف ماذا يعني النجاح ، وماذا يعني الفشل .
ولا أعني بوجودك ، ذلك التجاور المكاني الذي يشبه تجاور القطيع !
إنما أعني وجودك الفاعل المتفاعل معي ، أعني الجوار المتواصل بينك وبيني ،
أعني ذلك التناطح العقلي الممتع والمثمر ، لا تناطح الخراف والثيران .
أعني ذلك التواصل الإنساني الدائم المملوء بالحب .
والنتيجة التي ينبغي أن ننتظرها ، ليست انتصارك وهزيمتي ، أو انتصاري وهزيمتك ، وإنما انتصار الحق والصواب ، وهزيمة الباطل والخطأ .
علينا أن نعي أنت وأنا ، أن عقولنا ليست سوى مطايا يركبها الحق ، أو يركبها الباطل ، وأن هذه المطايا يتبادل الحق والباطل ركوبها ، مرة بعد مرة .
عقلي ليس مصنوعاً من مادة خام اسمها الحق ، أو اسمها الباطل ، ولا عقلك أنت أيضاً !
إنما نحن بقدر ما نعرف وندرك ، نجعل عقولنا مطايا للحق مرة ، أو مطايا للباطل مرات ، خاصة في هذا الزمان الذي يُجمع فيه الناس كثيرا على الباطل !
وقد قيل في ذلك ، أن الحق والباطل اتفقا على أن يتبادلا ركوب الدابة الوحيدة التي معهما ، وركب الباطل ، حتى إذا جاء دور الحق ليركب ، طلب من الباطل أن يترجل ، فأبى وقال : إنما أنا الذي ينبغي أن يكرب ، وأنت تظل ماشيا !
فاحتج الحق وقال : ليس هذا اتفاقنا ! فقال الباطل : نحتكم إلى أول قادم علينا !
وأقبل رجل من بعيد فسأله الباطل الراكب : يا عم ، ما الذي يجب أن يمشي في الأرض :
الحق أم الباطل !؟
فقال الرجل بلا تفكير : الحق طبعاً ..!
فقال الحق : ظلمتني وأنت تريد أن تنصفني ، قلتَ الحق ، فشهدت للباطل !
وذلك دأب الإنسان يركب لسانه وينتعل عقله ..!
نعم هذا دأبنا يا أخي ، فنحن على ما يبدو لم نتعلم من الدبة التي قتلت صاحبها بحجر ألقته على وجهه لتطرد به ذبابة !
لم نعد نتدبر الوسائل ولا الغايات ، ولم نعد ننظر إلى الظواهر والقضايا من زاوية الظروف والملابسات المحيطة بها .
يا أخي ، لا مفر لي إلا إليك ، ولا مفر لك إلا إليّ ، ولا مفر لنا معاً إلا إلى الله .
هذه الهجمة الشرسة على عقولنا ، وتلك القضايا التي تطحن أمتنا ، وذلك الباطل الذي يركب الفضاء ، والحق الذي يركب السلحفاء ، كل ذلك لا قبل له به وحدي ، ولا قبلك لك به وحدك ،
ولابد منك لي ، ولا بد مني لك ، لابد لنا من جوار الحوار ، وحوار الجوار ،
فمن تحاور استنار ، ونسأله أن يجيرنا من النار .!
...........................................................منقول جزى الله خيرا كاتبه وقارئه ..............
أنا بدونك لا أعرف نفسي ، ولا أساوي شيئاً ، ولا أستطيع تحديد موقعي من جملة الحياة .من خلال وجودك معي أعرف موقعي ..
أنا خلفك وأمامك ، أو عن يمينك أو عن شمالك ، أنا أتقدم عليك ، أنا أتأخر عنك ، لابد منك لي لأقيّم نفسي تقييماً سليماً ، أنت مقياسي وميزاني الذي أزن به نفسي ، وأحصي به حسناتي وسيئاتي ، وإنجازاتي وإخفاقاتي .
لن أصحح مساري ، وأقيّم ما أعوج مني إلا حين تكون أنت معي أخي المسلم ،
أتأسى بك ، أقفز إلى قمتك ، أو أتعظ بك فأهرب من قاعك !
لن يحزني فشلي إذا كنت في الدنيا وحدي لأني لن أغار من أحد ولن أغبط أحداً ، ولن يعيرني أحد بفشلي ، ولن أفرح بنجاحي إذا كنت وحدي ، لأني لم أتفوق على أحد ، ولم أغلب أحداً ، ولم أتقدم على أحد ، بدونك لا قيمة لنجاحي ، ولا أثر لفشلي ، بدونك لا أعرف ماذا يعني النجاح ، وماذا يعني الفشل .
ولا أعني بوجودك ، ذلك التجاور المكاني الذي يشبه تجاور القطيع !
إنما أعني وجودك الفاعل المتفاعل معي ، أعني الجوار المتواصل بينك وبيني ،
أعني ذلك التناطح العقلي الممتع والمثمر ، لا تناطح الخراف والثيران .
أعني ذلك التواصل الإنساني الدائم المملوء بالحب .
والنتيجة التي ينبغي أن ننتظرها ، ليست انتصارك وهزيمتي ، أو انتصاري وهزيمتك ، وإنما انتصار الحق والصواب ، وهزيمة الباطل والخطأ .
علينا أن نعي أنت وأنا ، أن عقولنا ليست سوى مطايا يركبها الحق ، أو يركبها الباطل ، وأن هذه المطايا يتبادل الحق والباطل ركوبها ، مرة بعد مرة .
عقلي ليس مصنوعاً من مادة خام اسمها الحق ، أو اسمها الباطل ، ولا عقلك أنت أيضاً !
إنما نحن بقدر ما نعرف وندرك ، نجعل عقولنا مطايا للحق مرة ، أو مطايا للباطل مرات ، خاصة في هذا الزمان الذي يُجمع فيه الناس كثيرا على الباطل !
وقد قيل في ذلك ، أن الحق والباطل اتفقا على أن يتبادلا ركوب الدابة الوحيدة التي معهما ، وركب الباطل ، حتى إذا جاء دور الحق ليركب ، طلب من الباطل أن يترجل ، فأبى وقال : إنما أنا الذي ينبغي أن يكرب ، وأنت تظل ماشيا !
فاحتج الحق وقال : ليس هذا اتفاقنا ! فقال الباطل : نحتكم إلى أول قادم علينا !
وأقبل رجل من بعيد فسأله الباطل الراكب : يا عم ، ما الذي يجب أن يمشي في الأرض :
الحق أم الباطل !؟
فقال الرجل بلا تفكير : الحق طبعاً ..!
فقال الحق : ظلمتني وأنت تريد أن تنصفني ، قلتَ الحق ، فشهدت للباطل !
وذلك دأب الإنسان يركب لسانه وينتعل عقله ..!
نعم هذا دأبنا يا أخي ، فنحن على ما يبدو لم نتعلم من الدبة التي قتلت صاحبها بحجر ألقته على وجهه لتطرد به ذبابة !
لم نعد نتدبر الوسائل ولا الغايات ، ولم نعد ننظر إلى الظواهر والقضايا من زاوية الظروف والملابسات المحيطة بها .
يا أخي ، لا مفر لي إلا إليك ، ولا مفر لك إلا إليّ ، ولا مفر لنا معاً إلا إلى الله .
هذه الهجمة الشرسة على عقولنا ، وتلك القضايا التي تطحن أمتنا ، وذلك الباطل الذي يركب الفضاء ، والحق الذي يركب السلحفاء ، كل ذلك لا قبل له به وحدي ، ولا قبلك لك به وحدك ،
ولابد منك لي ، ولا بد مني لك ، لابد لنا من جوار الحوار ، وحوار الجوار ،
فمن تحاور استنار ، ونسأله أن يجيرنا من النار .!
...........................................................منقول جزى الله خيرا كاتبه وقارئه ..............