متدبر
05-10-2007, 01:38 AM
http://www.libi.mobi/i3jaz/file9876/sharks.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو الموضوع الثاني والعشرون في سلسلة مواضيع "مأدبة الصائمين" التي بدأت بعون الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ، والتي تنشر في موقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات العربية.
وموضوعنا اليوم عن حيتان الربا المفترسة أو ما يطلق عليه بالانجليزية Loan sharks.
في كثير من دول العالم يقدم الكثير من الرجال على الانتحار بسبب تراكم ديون الربا أو ما يمكن أن نسميه عبودبة القرن الحادي والعشرين ، فالانتحار هو الحل الوحيد أمامهم.
في أغلب الحالات تكون حياة هؤلاء الاشخاص عادية فنراه يعمل في شركة وله أسرة وينفق معظم دخله بشراء كل ما يعرض عليه من كماليات أو خدمات أو رحلات سواء كان في حاجة لها أو أنه لايحتاجها.
ثم يفقد وظيفته أو يصاب بمرض يضطره لانفاق كل ما تبقى لديه ويفقد بسببه وظيفته أيضا .
ويستمر لفترة على نفس نهج الانفاق آملا أنه سيجد وظيفة بديلة قريبا معتدما على وعود المقابلات ، ثم يبدأ يتفقد كل الاشياء الرخيصة التي كان يبذر ماله فيها فيجدها غير ذات قيمة.
وعندما تضيق في وجهه يلجأ للاقتراض ، وبحكم أنه فاقد لوظيفته فليس لديه ضمانات بالسداد .
فترفض المصارف التجارية طلبه ليضطر للجؤ إلى مؤسسات أو أشخاص يسمون حيتان القروض المفترسة أو Loan sharks.
هؤلاء الاشخاص أو المؤسسات يفرضون نسب فائدة تفوق ال 100% للقرض قصير الاجل ،أما الديون طويلة الاجل فتصل الفائدة الربوية إلى 1000% نعم ألف في المائة سنويا ، بمعنى أنه من يقترض مائة دينار عليه أن يرجعها 1100 مع نهاية السنة، أو 200 مع نهاية الشهر.
وما يحدث في الغالب أن المدين لا يتمكن من السداد ولكي يسدد هذا القرض يضطر مرة أخرى لاقتراض 200 ليرجعها 400 دينار أو أكثر وهكذا حتى يبدأ يغرق في الدين.
عندها تبدأ حيتان الربا المفترسة في مطاردته وتهديده بشتى أنواع الانتقام إن لم يسدد ، ولا يجد هذا الغريق ملجأ يلجأ إليه فحتى الشرطة أو البوليس لن يحميه لأنه لم يسدد.
ومن بين وسائل التهديد طلاء الدهان الاحمر على باب البيت أو المحل أو السيارة وتحمل هذه العلامة تهديدا خطيرا ومذلة أمام الناس مثل ما نشاهده في هذه الصورة.
http://www.libi.mobi/i3jaz/file9876/loanshark.jpg
ويصل الامر إلى التهديد بقتل أحد أفراد الاسرة كألام المسنة أو الابناء الصغار.
وتؤدي هذه الظاهرة إلى إنتحار أكثر من 33،000 ياباني كل عام لأنه الخيار الوحيد أمامه فبحكم إفلاسه لا يستطيع الذهاب بعيدا حتى وإن هرب من مدينته وهؤلاء الحيتان لهم شبكات منتشرة في طول البلاد وعرضها ،ومصاريف إعلان الافلاس باهضة فتصل في اليابان إلى 4 ملايين ين يتقاضاها المحامي.
كما أن اليابانيون يعتبرون أن إعلان الافلاس هو عار كبير ويفضلون بدلا منه الانتحار.
ومن المضحك أنه تم سن قانون يفرض أعلى نسبة للفائدة وهي 29.9% ، ولكنها تنطبق فقط على القروض الرسمية
فالحمد لله على نعمة الاسلام لتحريمه الربا.
والقانون يعطي الحق للدائن أن يستولي من أملاك المدين ما يسدد دينه مثل الاستيلاء على البيت أو السيارة أو الاثاث.
ويعتبر الانتحار أحيانا حلا للدائنين إذ أنهم يفرضون أحيانا على المدين أن يحصل على وثيقة تأمين على الحياة ففي حال إنتحاره يقبضون دينهم من شركة التأمين مما جعلهم في كثير من الحالات يجبرون المدين على الانتحار.
فالحمد لله على نعمة الاسلام.
وتقوم مؤسسات الاقراض الربوية هذه بتصيد فرائسها فتسعى إلى الحصول على قوائم المطرودين من العمل أو من لديهم مشاكل صحية أو إجتماعية كالمطلقات أو الارامل.
وتحاول هذه الجهات لتوسيع نشاطها حتى في دول أوروبية .
وهنا تبرز نعمة الاسلام ونعمة الترابط الاسري ونعمة تقاليدنا الموروثة.
فالاسلام يحرم علينا الربا فلو عرف هؤلاء المنتحرون هذا عن الاسلام لآرتموا في أحضانه ، فواجبنا هنا كمسلمين هو إبراز هذه الخاصية ولا ننظر إليها كقيود تحد من نشاطنا التجاري أو الاستثماري.
والترابط الاسري الذي لازال موجودا في كثير من مجتمعاتنا يوفر نظام تأمين أو تكافل إجتماعي يؤمن لنا مخرج في حالة الازمات.
وتقاليدنا الموروثة تحفزنا على الادخار للزمان أو كما يقال "القرش الابيض لليوم الاسود" ويتم ذلك إما بشراء الذهب للنساء ، أو شراء بيت أو مزرعة أو قطعة أرض أو أشياء ذات قيمة.
غدا سنواصل هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
وأن يبلغنا ليلة القدر ويمكننا من إحيائها
وأن يلهمنا أن ندعوه فيها بما يحب لنا أن ندعو به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو الموضوع الثاني والعشرون في سلسلة مواضيع "مأدبة الصائمين" التي بدأت بعون الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ، والتي تنشر في موقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات العربية.
وموضوعنا اليوم عن حيتان الربا المفترسة أو ما يطلق عليه بالانجليزية Loan sharks.
في كثير من دول العالم يقدم الكثير من الرجال على الانتحار بسبب تراكم ديون الربا أو ما يمكن أن نسميه عبودبة القرن الحادي والعشرين ، فالانتحار هو الحل الوحيد أمامهم.
في أغلب الحالات تكون حياة هؤلاء الاشخاص عادية فنراه يعمل في شركة وله أسرة وينفق معظم دخله بشراء كل ما يعرض عليه من كماليات أو خدمات أو رحلات سواء كان في حاجة لها أو أنه لايحتاجها.
ثم يفقد وظيفته أو يصاب بمرض يضطره لانفاق كل ما تبقى لديه ويفقد بسببه وظيفته أيضا .
ويستمر لفترة على نفس نهج الانفاق آملا أنه سيجد وظيفة بديلة قريبا معتدما على وعود المقابلات ، ثم يبدأ يتفقد كل الاشياء الرخيصة التي كان يبذر ماله فيها فيجدها غير ذات قيمة.
وعندما تضيق في وجهه يلجأ للاقتراض ، وبحكم أنه فاقد لوظيفته فليس لديه ضمانات بالسداد .
فترفض المصارف التجارية طلبه ليضطر للجؤ إلى مؤسسات أو أشخاص يسمون حيتان القروض المفترسة أو Loan sharks.
هؤلاء الاشخاص أو المؤسسات يفرضون نسب فائدة تفوق ال 100% للقرض قصير الاجل ،أما الديون طويلة الاجل فتصل الفائدة الربوية إلى 1000% نعم ألف في المائة سنويا ، بمعنى أنه من يقترض مائة دينار عليه أن يرجعها 1100 مع نهاية السنة، أو 200 مع نهاية الشهر.
وما يحدث في الغالب أن المدين لا يتمكن من السداد ولكي يسدد هذا القرض يضطر مرة أخرى لاقتراض 200 ليرجعها 400 دينار أو أكثر وهكذا حتى يبدأ يغرق في الدين.
عندها تبدأ حيتان الربا المفترسة في مطاردته وتهديده بشتى أنواع الانتقام إن لم يسدد ، ولا يجد هذا الغريق ملجأ يلجأ إليه فحتى الشرطة أو البوليس لن يحميه لأنه لم يسدد.
ومن بين وسائل التهديد طلاء الدهان الاحمر على باب البيت أو المحل أو السيارة وتحمل هذه العلامة تهديدا خطيرا ومذلة أمام الناس مثل ما نشاهده في هذه الصورة.
http://www.libi.mobi/i3jaz/file9876/loanshark.jpg
ويصل الامر إلى التهديد بقتل أحد أفراد الاسرة كألام المسنة أو الابناء الصغار.
وتؤدي هذه الظاهرة إلى إنتحار أكثر من 33،000 ياباني كل عام لأنه الخيار الوحيد أمامه فبحكم إفلاسه لا يستطيع الذهاب بعيدا حتى وإن هرب من مدينته وهؤلاء الحيتان لهم شبكات منتشرة في طول البلاد وعرضها ،ومصاريف إعلان الافلاس باهضة فتصل في اليابان إلى 4 ملايين ين يتقاضاها المحامي.
كما أن اليابانيون يعتبرون أن إعلان الافلاس هو عار كبير ويفضلون بدلا منه الانتحار.
ومن المضحك أنه تم سن قانون يفرض أعلى نسبة للفائدة وهي 29.9% ، ولكنها تنطبق فقط على القروض الرسمية
فالحمد لله على نعمة الاسلام لتحريمه الربا.
والقانون يعطي الحق للدائن أن يستولي من أملاك المدين ما يسدد دينه مثل الاستيلاء على البيت أو السيارة أو الاثاث.
ويعتبر الانتحار أحيانا حلا للدائنين إذ أنهم يفرضون أحيانا على المدين أن يحصل على وثيقة تأمين على الحياة ففي حال إنتحاره يقبضون دينهم من شركة التأمين مما جعلهم في كثير من الحالات يجبرون المدين على الانتحار.
فالحمد لله على نعمة الاسلام.
وتقوم مؤسسات الاقراض الربوية هذه بتصيد فرائسها فتسعى إلى الحصول على قوائم المطرودين من العمل أو من لديهم مشاكل صحية أو إجتماعية كالمطلقات أو الارامل.
وتحاول هذه الجهات لتوسيع نشاطها حتى في دول أوروبية .
وهنا تبرز نعمة الاسلام ونعمة الترابط الاسري ونعمة تقاليدنا الموروثة.
فالاسلام يحرم علينا الربا فلو عرف هؤلاء المنتحرون هذا عن الاسلام لآرتموا في أحضانه ، فواجبنا هنا كمسلمين هو إبراز هذه الخاصية ولا ننظر إليها كقيود تحد من نشاطنا التجاري أو الاستثماري.
والترابط الاسري الذي لازال موجودا في كثير من مجتمعاتنا يوفر نظام تأمين أو تكافل إجتماعي يؤمن لنا مخرج في حالة الازمات.
وتقاليدنا الموروثة تحفزنا على الادخار للزمان أو كما يقال "القرش الابيض لليوم الاسود" ويتم ذلك إما بشراء الذهب للنساء ، أو شراء بيت أو مزرعة أو قطعة أرض أو أشياء ذات قيمة.
غدا سنواصل هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
وأن يبلغنا ليلة القدر ويمكننا من إحيائها
وأن يلهمنا أن ندعوه فيها بما يحب لنا أن ندعو به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني