زمردة
05-12-1999, 12:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الدكتور علي الحمادي في كتابه : مساحة للتأمل ..
كتب - جزاه الله خيراً - ما يلي :
في بداية كل عام ينبري المصلحون للحديث عن مظهر خطير من مظاهر الا نحراف التي ابتليت بها الأمة الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها . هذا المظهر يمس العقيدة في الصميم ، ويمس الأخلاق و القيم والمباديء على حد سواء ، إنها ظاهرة الاحتفال بأعياد (( الكريسمس )) .
و الغريب في هذا الأمر أنه برغم الاستنكارات بالمحاضرات والأحاديث الجانبية في المجالس و المنتديات إلا أن الاستجابة ضعيفة ، بل إن المظهر يزداد تعمقا وتنمقاً وتلوناً ، حتى كاد بعض المصلحيمن ان يصابوا باليأس من إمكانية التغيير لولا قوله - تعالى - : (( قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون )) .
ولا أكتمكم أنني ترددت كثيراً في الحديث عن هذا الموضوع ـ لا لشيء سوى أن هذا الموضوع قد تم طرحه مراراً وتكراراً حتى أصبح مملاً ، وأن التجاوز فيه ظاهر لكل من ألقى السمع وهو شهيد .
ولا أظن أن من عنده مثقال ذرة من علم بهذا الدين يشك في أن لهذا الرقص والمجون محرم في شرع الله ، وأن الاحتفال بهذه المناسبة مناف لعقيدة الولاء والبراء وفيه إمعية وتشبه صارخ بالنصارى .
إن الذي يتقطع له الفؤاد الماً وتدمع له العين دماً هو الجرأة في المجاهرة بهذه المعصية وتناسي أن المعصية تجلب غضب الرب سبحانه وتعالى وتمحق النعمة كما قال تعالى :
(( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
كما قال الشاعر :
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي *** درج الجنان بها وفوز العابد
ونســـيت أن الله أخـرج آدمـــاً *** منها إلى الدنيا بذنب واحد
والذي يزيد القلب كمداً وحسرة أن بعض أبناء جلدتنا يرقصون اليوم في حفلات (( الكريسمس )) على أنغام أعراض أخواتنا في بوسنة والهرسك ، وعلى أنغام أشلائهن وتشريدهن .
يتم الرقص دون مراعاة لمشاعر الأخوة الإسلامية المطالبين بها شرعاً فضلاً عن مخافة الله وانتقامه .
أخبرني الدكتور سعيد حارب حفظه الله ورعاه أنه كان يسير في أحد أحياء لندن فجاءته فتاتان شابتان لما بدا لهما من ملامحه أنه مسلم فأخبرتاه أنهما مسلمتان من البوسنة شردتا إلى بريطانيا وليس لهما شيء لأن البيرطانيين لا يقدمون لهما شيئاً ، ثم سألتا عن المسجد لعلهما تجدان شيئاً عند المسلمين .
تصور أخي المسلم أن هاتين الفتاتين هما أخواتك أو بناتك ، وتخيل لو تعرضتا لانتهاك في العرض فمن يكون المسؤول أمام الله يوم القيامة ؟
ألسنا نحن جميعاً المسؤولين ؟
أليست المسؤولية والمحاسبة بين يدي الله عز وجل تقع على أولئك الذين يرقصون ويروجون الفساد ؟
أليست أخواتنا المعذبات أولى بهذه الأموال التي تنفق في صالات اللهو والفجور ، وتنفق هذه الأموال لتوأد القيم والمباديء فضلاً عن الدين .
ثم ألم نفكر في طبيعة التربية التي نريدها لهذا الجيل ؟ أنريد لهم أن يشبوا على الميوعة والسخافة والضياع ؟ أم نريدهم كراماً أعزة ذوي مروءة ؟
يا عصبة ما ضر أمة أحمد *** وسعى إلى إفسادها إلا هي
طار ومزمار ونغمة شادن *** أرأيت قط عبادة بملاهي
وكلمة أخرى أوجهها إلى المصلحين وإلى كل آمر بالمعروف وناه عن منكر ، أقول فيها : إن الصراع بين لحق والباطل ماض إلى يوم القيامة ، وإن الغلبة لا شك للحق ، ذلك لأن الباطل كان وما يزال وسيستمر زهوقاً .
ولكن هذا الأمر يحتاج إلى طول نفس وإلى إصرار لا انقطاع فيه ، وإلى عزيمة لا تردد فيها ، فاليأس من التغيير والقنوط من الإصلاح هو بداية الفشل ، بل هو غاية ما يريده المحاربون للصلاح والإصلاح ، إذ يتخذون سياسة الأذن الصماء والعين العمياء ، حتى ييأس المصلحون ويملوا من كثرة الكلام فيقل حماسهم في مواجهة الانحراف شيئاً فشيئاً إلى أن يرضوا بواقعهم الحالك الظلام ، وهنا يظهر الفساد ويعلو الباطل ، والسبب في ذلك هم المصلحون أنفسهم حينما لم يواصلوا مسيرة الدعوة والنصح والتوجيه والإرشاد .
إن عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة ماضية إلى يوم القيامة ، ولا ضير أن نكرر العوة إلى الإصلاح في قضية ما مراراً وتكراراً ولا نمل ولا نيأس .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا .
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة زمردة يوم 04-12-1999]
الدكتور علي الحمادي في كتابه : مساحة للتأمل ..
كتب - جزاه الله خيراً - ما يلي :
في بداية كل عام ينبري المصلحون للحديث عن مظهر خطير من مظاهر الا نحراف التي ابتليت بها الأمة الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها . هذا المظهر يمس العقيدة في الصميم ، ويمس الأخلاق و القيم والمباديء على حد سواء ، إنها ظاهرة الاحتفال بأعياد (( الكريسمس )) .
و الغريب في هذا الأمر أنه برغم الاستنكارات بالمحاضرات والأحاديث الجانبية في المجالس و المنتديات إلا أن الاستجابة ضعيفة ، بل إن المظهر يزداد تعمقا وتنمقاً وتلوناً ، حتى كاد بعض المصلحيمن ان يصابوا باليأس من إمكانية التغيير لولا قوله - تعالى - : (( قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون )) .
ولا أكتمكم أنني ترددت كثيراً في الحديث عن هذا الموضوع ـ لا لشيء سوى أن هذا الموضوع قد تم طرحه مراراً وتكراراً حتى أصبح مملاً ، وأن التجاوز فيه ظاهر لكل من ألقى السمع وهو شهيد .
ولا أظن أن من عنده مثقال ذرة من علم بهذا الدين يشك في أن لهذا الرقص والمجون محرم في شرع الله ، وأن الاحتفال بهذه المناسبة مناف لعقيدة الولاء والبراء وفيه إمعية وتشبه صارخ بالنصارى .
إن الذي يتقطع له الفؤاد الماً وتدمع له العين دماً هو الجرأة في المجاهرة بهذه المعصية وتناسي أن المعصية تجلب غضب الرب سبحانه وتعالى وتمحق النعمة كما قال تعالى :
(( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
كما قال الشاعر :
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي *** درج الجنان بها وفوز العابد
ونســـيت أن الله أخـرج آدمـــاً *** منها إلى الدنيا بذنب واحد
والذي يزيد القلب كمداً وحسرة أن بعض أبناء جلدتنا يرقصون اليوم في حفلات (( الكريسمس )) على أنغام أعراض أخواتنا في بوسنة والهرسك ، وعلى أنغام أشلائهن وتشريدهن .
يتم الرقص دون مراعاة لمشاعر الأخوة الإسلامية المطالبين بها شرعاً فضلاً عن مخافة الله وانتقامه .
أخبرني الدكتور سعيد حارب حفظه الله ورعاه أنه كان يسير في أحد أحياء لندن فجاءته فتاتان شابتان لما بدا لهما من ملامحه أنه مسلم فأخبرتاه أنهما مسلمتان من البوسنة شردتا إلى بريطانيا وليس لهما شيء لأن البيرطانيين لا يقدمون لهما شيئاً ، ثم سألتا عن المسجد لعلهما تجدان شيئاً عند المسلمين .
تصور أخي المسلم أن هاتين الفتاتين هما أخواتك أو بناتك ، وتخيل لو تعرضتا لانتهاك في العرض فمن يكون المسؤول أمام الله يوم القيامة ؟
ألسنا نحن جميعاً المسؤولين ؟
أليست المسؤولية والمحاسبة بين يدي الله عز وجل تقع على أولئك الذين يرقصون ويروجون الفساد ؟
أليست أخواتنا المعذبات أولى بهذه الأموال التي تنفق في صالات اللهو والفجور ، وتنفق هذه الأموال لتوأد القيم والمباديء فضلاً عن الدين .
ثم ألم نفكر في طبيعة التربية التي نريدها لهذا الجيل ؟ أنريد لهم أن يشبوا على الميوعة والسخافة والضياع ؟ أم نريدهم كراماً أعزة ذوي مروءة ؟
يا عصبة ما ضر أمة أحمد *** وسعى إلى إفسادها إلا هي
طار ومزمار ونغمة شادن *** أرأيت قط عبادة بملاهي
وكلمة أخرى أوجهها إلى المصلحين وإلى كل آمر بالمعروف وناه عن منكر ، أقول فيها : إن الصراع بين لحق والباطل ماض إلى يوم القيامة ، وإن الغلبة لا شك للحق ، ذلك لأن الباطل كان وما يزال وسيستمر زهوقاً .
ولكن هذا الأمر يحتاج إلى طول نفس وإلى إصرار لا انقطاع فيه ، وإلى عزيمة لا تردد فيها ، فاليأس من التغيير والقنوط من الإصلاح هو بداية الفشل ، بل هو غاية ما يريده المحاربون للصلاح والإصلاح ، إذ يتخذون سياسة الأذن الصماء والعين العمياء ، حتى ييأس المصلحون ويملوا من كثرة الكلام فيقل حماسهم في مواجهة الانحراف شيئاً فشيئاً إلى أن يرضوا بواقعهم الحالك الظلام ، وهنا يظهر الفساد ويعلو الباطل ، والسبب في ذلك هم المصلحون أنفسهم حينما لم يواصلوا مسيرة الدعوة والنصح والتوجيه والإرشاد .
إن عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة ماضية إلى يوم القيامة ، ولا ضير أن نكرر العوة إلى الإصلاح في قضية ما مراراً وتكراراً ولا نمل ولا نيأس .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا .
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة زمردة يوم 04-12-1999]