View Full Version : * أسود الله في القوقاز - أبو بكر عقيدة - *
صدى الحق
08-01-2000, 03:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة حياة شهيد
بساق واحدة لقي ربه شهيداً
ساق واحدة خير من ساقين . . ولا نامت أعين الجبناء
وفاءً بحق هذا المجاهد والبطل المقدام رأينا كتابة هذه النبذة عن الأخ " أبو بكر عقيدة " عسى أن يذكره إخوانه من المسلمين بدعوة صادقة .
إنه من المجاهدين الذين امتن الله عليهم بالشهادة - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - ، فقد ذهب في هدوء لم يذكره الكثيرون ولم يعرفه الكثيرون على الرغم من جهده وجهاده وعطائه في ساحات الجهاد التي ترك فيها بصماته على الكثيرين ممن عرفوه ..
ومع استقلال دولة الشيشان الذي كاد أن يتحقق وسيتحقق بإذن الله تعالى ، ومع ارتفاع رايات الجهاد داخل داغستان ، كان لا بد لنا أن نذكر ذلكم الشهيد الذي خط ببنانه مع إخوانه أولى الخطوات ، وروى بدمائه معهم شجرة الجهاد التي أصبحت عالية وارفة أصلها ثابت متجذر في أرض القوقاز وفروعها تداعب السحاب ليهطل مطره فيثبت الذين آمنوا ..
إنه الشهيد ( المهندس أشرف عبد الحميد الشنتيلي ) والذي عرفته ساحات الجهاد في أفغانستان ومصر والشيشان باسم أبو بكر عقيدة ..
والمرصد الإعلامي الإسلامي متابعة منه لقضية الجهاد في أرض الإسلام أرض بخارى وسمرقند ، وقياماً منه بدوره الإسلامي الإعلامي في تعريف المسلمين بأبطاله وشهدائه يقدم هذه النبذة المختصرة عن ذلكم الشهيد لا لنوفيه حقه ، فهذا له عند الله تعالى ولا نملكه ، ولكن لنقدم القدوة والأسوة لشباب الأمة حتى لا يثتثقل المهمة وترتفع عنده الهمة ويعلم أنه إن صدقت العزيمة وصلحت النية فسيجود كل بما يستطيع ولو كان بساق واحدة . .
لقينا صعوبة في كتابة هذا النبذة عنك يا أبا بكر . فالكلمات وحدها مهما كثرت لا تستطيع أن توفيك حقك وأن تصفك كما عرفناك وعرفك إخوانك المجاهدون ، فلن يعرفك حقاً إلا من جلس معك وأكل وشرب معك وتكلم معك ونام معك وشاطرك أحلامك وآمالك وحبك لهذه الأمة ، لن يعرفك يا أبا بكر إلا هؤلاء فهم الذين فهموك وفهمتهم وعرفوا حقاً من أنت يا أبا بكر ، وعرفوا حجم الخسارة التي مني بها المجاهدون في أنحاء العالم بفقدانك . ثم إنه لا يهمك ألا يعرفك من لا يعرفك فيكفي أن يمن الله عليك بصحبة الحور العين مع إخوانك من الشهداء والصالحين ولا نزكي على الله أحدا .. وفي النبذة التالية ستتناول بعض التفاصيل عن حياة أبي بكر رحمه الله وجهاده وكيف قتل ، نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء والصديقين .
{ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم } الآية .
نشأته وحياته رحمه الله :
نشأ أبو بكر رحمه الله في قرية من قرى صعيد مصر وهى نفس القرية التي نشأ فيها الشيخ " أبو طلال القاسمي " الذي خطفه الكروات بمساعدة المخابرات الأمريكية وهو في طريقه إلى البوسنة وسلموه للنظام المصري ، وهناك احتمال أن تكون السلطات المصرية قتلته بعد استلامه ، له من الأشقاء خمسة أو ستة كان أحدهم أحد القادة البارزين مع صغر سنه في كتائب الشهيد طلعت ياسين التابعة للجماعة الإسلامية بمصر وهو الشهيد ياسر يرحمه الله كما أن له اخوة مازالوا في سجون طاغية مصر .
تخرج أبو بكر رحمه الله من المدرسة الثانوية في مصر بدرجات عالية ضمنت له مكاناً في كلية الهندسة بجامعة أسيوط التي التحق بها ليحصل على بكالوريوس هندسة قسم ميكانيكا . وفى أثناء دراسته في الجامعة ظهر لديه الميل للعمل الإسلامي ، وفى تلك الأثناء قابل الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن فك الله أسره وغيره من العلماء المجاهدين ومكث سنتين يتعلم على يديه . ولكن أنَّى يترك النظام المصري الغاشم الطاغي مثل هذا الأخ ينعم بالعلم ؟ فلم يسلم من يد البطش والظلم والقهر حيث اعتقله النظام المصري فترة من الزمن قبل أن يغادر أرض مصر مجاهداً فما كان منهم إلا أن اعتقلوه فترة كافية لتحرمه من الخدمة العسكرية في الجيش . ( يُمنع الإسلاميون المصريون ومن له ميول إسلامية من أداء الخدمة العسكرية في محاولة من النظام لمنع انتشار المد الإسلامي داخل أجهزة الجيش والشرطة ..) .
لبى نداء الجهاد في مرحلة مبكرة ، وسبق كثيرا من أقرانه إلى أرض الجهاد في حينه أفغانستان ..
وهو من الشباب القلائل الذين خرجوا من مصر جهادا في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله تعالى ، وقبل أن تمتد يد النظام المصري الغاشم إلى الدعاة فتشردهم بعيدا عن أرضهم ووطنهم ، حيث التقوا جميعا في أرض الجهاد فقد خرج مهاجراً مجاهداً لنصرة لدينه وإخوانه ولم يخرج مهاجراً فاراً بدينه ونجاة بإيمانه وإن كان في كل خير ..
وطأت أقدامه أرض الجهاد الباسلة بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة ، غادر مصر وذهب لأرض الجهاد في أفغانستان ، وكان عمره في ذلك الوقت خمسة وعشرين عاماً . ومكث أبو بكر هناك سنة ونصف السنة يقاتل أعداء الإسلام ويدافع عن أراضي المسلمين ، ويكتسب خبرة قتالية ومهارات فنية عسكرية ، وفى هذه الفترة فقد إحدى ساقيه نتيجة انفجار لغم فيه خلال إحدى العمليات العسكرية في جلال آباد .
وفى فجر يوم 22 ديسمبر 1997 ، شارك أبو بكر عقيدة في هجوم على قاعدة عسكرية روسية في بيونكسك داغستان ، لم تمنعه رجله الصناعية من المشاركة ، وفى اللحظات الأولى من المعركة قتل أبو بكر رحمه الله ، قتل مقبلاً غير مدبر ، قُتل عليه رحمة الله وكان عمره في ذلك الوقت 36 سنة . وقد ترك أبو بكر خلفه زوجة وأربع بنات صغار في الشيشان . نسأل الله أن ييسر لهن أمورهن وأن يسهل لهن أمور حياتهن وأن يجمعهن مع أبي بكر في الجنة بإذنه تعالى .
استشهاده رحمه الله
في يوم 22 ديسمبر 1997 هاجم المجاهدون العرب بقيادة ابن الخطاب في الشيشان قاعدة عسكرية روسية في داغستان . ولله الحمد والمنة فقد كان هذا الهجوم هجوماً ناجحاً مباركاً . . ولكن مع نهاية المعركة كان المجاهدون قد فارقتهم روح طاهرة لتحلق في حواصل طير خضر تستبشر بهم عند ربهم ، كانت هذه هي روح الشهيد أبو بكر عقيدة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا فقد كان رحمه الله محبوباً في أوساط المجاهدين يحترمه ويقدره الجميع .
ولندع أحد الاخوة الذين كانوا معه في أرض الجهاد يصف لنا أحداث ذلك اليوم وغيره من الأحداث فيقول:
عندما بدأنا العملية الجهادية ضد الشيوعيين انتابهم الهلع وأمطرونا بقذائف متتالية سريعة مستخدمين كل أنواع الأسلحة ، وفي مثل هذه الحالات يأخذ المجاهدون ساترا من هذه الحمم ، استعدادا لمواصلة الزحف ضد العدو . .
كان أبو بكر رحمه الله أحد قادة هذه العملية فطلب من أحد الأخوة أن يأتي بذخيرة ودانات للهاونات ، فلم يتحرك أحد ، فذهب القائد بنفسه ذهب أبو بكر يرحمه الله بنفسه وعاد بعد حوالي ساعة ونصف الساعة ومعه صندوق دانات ، ثم طلب من الإخوة أن يحشوا المدفع ويطلقوه ، فقال له أحدهم ولمَ لا تفعل ذلك بنفسك ؟ فرد أبو بكر رحمه الله قائلاً : إنه لا يستطيع لأنه أصيب بطلق ناري في الطريق دخل في ذراعه واخترق العظم ، فطلبنا منه العودة لمعالجة الجرح فرفض رحمه الله مفضلاً المكوث معنا لنكمل القتال .
بعد ذلك مباشرة وبندقيته في يده ، خطا أبو بكر على لغم مضاد للأفراد في أثناء سيره نتج عنه بتر ساقه من تحت الركبة ، فحملته من الخطوط الأمامية إلى المؤخرة وركبت معه سيارة الإسعاف لتأخذه للمستشفى في بيشاور . وبعد عدة ساعات وصلنا إلى المستشفى بعدما فقد أبو بكر كمية كبيرة من دمه تركته في حالة من الإنهاك الشديد كان العرق يتصبب من وجهه كالماء ومع ذلك فلم اسمع منه صوت ضجر أو أنين ، ولم أسمع منه طوال هذه الساعات سوى صوت خافت يلهج بذكر الله ، فتلفت إليه وقلت له : صبراً يا أخي فذلك طريق الجنة ، فهز رأسه رحمه الله ورد بصوت خافت : صدقت .
عاد أبو بكر رحمه الله إلى الجبهة بعد أن ركبوا له رجلاً صناعية ليكمل القتال ويدرب إخواننا ، ولم يترك الجهاد بعد أن فقد ساقه مع علمه أنه بعدها اصبح من أصحاب الأعذار الشرعية ولا حرج عليه إن ترك الجهاد ولكنه لم يكن من هذا الصنف من الناس الذي يترخص ما وجد إلى الرخصة سبيلا . ولكن أنَّا له ذلك وقد تملك حب الجهاد شغاف قلبه ؟ وكيف يرضى مثله بالقعود وهو الذي يتمنى بأن يلحق باقي جسده إلى حيث ذهبت ساقه ؟. ولم تجزع نفسه ولم يحزن لفقد ساقه بل كان لسان حاله رحمه الله يقول : ساق واحدة خير من ساقين . .
ماذا بعد ذلك ؟
مكث أبو بكر سنتين بين معسكرات التدريب يدرب ويوجه ، ومنها معسكر تدريب الشهيد عبد الله عزام رحمه الله ، وتعلم على يديه المئات من المجاهدين . . أحبه كل قادة الجهاد في أرض الجهاد كان قريباً من العالم المجاهد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله ، كان قريباً من المجاهد أسامة بن لا دن حفظه الله ، كان قريباً من الأخ أبو عبيدة البنشيري قائد معركة المأسدة الشهيرة يرحمه الله ، وكان معروفاً عند كبار قادة المجاهدين الأفغان في حينه . . . وفي اليوم الذي امتدت فيه الأيدي الآثمة لتغتال الشهيد الدكتور عبد الله عزام كان رحمه الله بعد بتر ساقه بقليل ينتظر الشيخ عبد الله عزام ليستمع إلى خطبة الجمعة التي كان يلقيها الدكتور يرحمه الله في المسجد الذي أعده المجاهدون لهذا الغرض ، وكان الأخ الشهيد لا يترك صلاة جمعة خلف الشيخ الشهيد عبد الله عزام كلما كان في بيشاور ..
بعدها بشهور تزوج ، ولهذه قصة أيضاً . فقد اتصل أبو بكر بأهله في مصر وأخبرهم برغبته في الزواج ، فبحث له أهله عن عروس فوجدوا أختاً مستعدة للزواج به والذهاب إليه في أفغانستان ، ولله درك يا أختاه !! فكم من النساء في الشرق أو الغرب يرضين بالزواج بمن فقد ساقه فضلاً عمن اختار الجهاد طريقاً ؟! ذهبت إليه الأخت وزفت إليه هناك في أرض البطولة والشهادة .
لم يغادر أبو بكر أفغانستان حتى خرج السوفيت وانهزم الشيوعيون ، فخرج بعدها مع أخيه ابن الخطاب وحفنة من إخوانهم إلى طاجيكستان وقاتلوا هناك لفترة من الزمن. وعندما هدأت الأمور في طاجيكستان غادرها للحاق بابن الخطاب في الشيشان والذي كان وصل قبله بفترة قليلة. عاش سنتين في الشيشان وشارك في كل العمليات مع ابن الخطاب ومنها العملية