View Full Version : مسيــر أم مخيــر ؟
صدى الحق
04-02-2000, 09:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله سبحانه وتعالى لم يحمل إبن آدم الأمانة إلا بعد أن خصه بميزة العقل عن سائر المخلوقات ، حتى الجن فإن عقل أرشدهم يعد في عقل الصبي ذو العشرة سنوات ( كما قرأت ) .
فالإنسان لديه الإختيار في الكثير من الأمور التي بها تتحقق له السعادة في الدارين ، وعلى العكس إذا إنقاد لهواه .
وبإمكاننا أن نتغير للأفضل إذا أتينا بالأسباب التي أرشدنا إليها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الكثير من المواقف التي تعترضنا في الحياة .
وجزاك الله عنا خيراً أخي سحاب .
صدى الحق
------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
إن مسألة الجبر والإختيار مسأله قديمه فى تاريخ الحضاره الإسلاميه ، ثار حولها الجدل منذ أواخر عصر الصحابه واتساع الفتوحات ، ثم استمر وتطاول حتى يوم الناس هذا .
وهى مسأله شائكه ومعقده ضاعت فيها فرق وظلت ، وتطرفت فرق أخرى إلى أقصى الطرفين ، ثم إنتهى الأمر ببعضهم إلى إنها من الأسرار ، فى حين إتخذها جماعه مدخلا لبث الريب فى قلوب المؤمنين .
إن من أشد مايثير العجب أن يقول قائلا ذاهلا عن هذه الحقيقه الشعوريه الواضحه ( هل الإنسان مسير أم مخير ؟! ) يسأل هذا السؤال وهو يتقلب حينا فى أعمال وتصرفات يدرك بكل مشاعره وأحاسيسه إنه مخير فيها مريد لها ، ويتقلب حينا فى شئون وتصرفات أخرى يدرك بكل مشاعره وأحاسيسه إنه مسيرا ولا مريد لها ، يدرك بملئ شعوره هذا ثم يسئل فى لهفه واهتمام :
هل أنا مسير أم مخير ؟
والحقيقه أن هناك أشياء يكون الإنسان مسير فيها ، وأشياء أخرى مخير فيها .
سهله
------------------
بوفهد
زمردة
04-02-2000, 11:08 AM
سحاب ..
ياليت أقدر أتغير http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif
من الأدلة القرآنية على أن الإنسان مخير في أشياء مثل اختيار طريق الهدى أو الضلال .. قوله تعالى :
(( إنا هديناه النجدين إما شاكراً وإما كفوراً )) .
(( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) .
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) .
(( فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية )) .
(( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) .
------------------
اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين وأشياعهم .. خذهم أخذ عزيز مقتدر .. اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك .. اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين في كل أرض يذكر فيها اسم الله ..
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة زمردة يوم 04-02-2000]
صدقت ياشيخة البنات
إختى زمرده
ومن الأشياء المسير بها الإنسان التى تصدر خارج قصده وإرادته ، كالتثاؤب وحركة الإرتعاش والولاده والموت والمرض والسقوط بغير قصد ، وهى تقع تحت سلطان حركات وتصرفات لاخيار له فى جذبها إليه ولا فى ردها عنه بل تتحكم به كما تتحكم الريح بالغصن وكما تتحكم الحركه بالأفلاك فليس له معها قصد ولا خيار أو إراده .
سهله
------------------
بوفهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اخي صدى الحق وسهلا
لقد خاض الكثيرون في مسالة ان الانسان مخير ام مسير ، ثم انتهى بعضهم الى ان مسالة القدر ومايتعلق بهامن امر الجبر والاختيار ، من الاسرار التي قد لايملك الانسان الكشف عن خبيئتها الى يوم القيامة ، وقرر بعضهم مانتهى اليه بعض من الاشاعرة ، من ان الانسان مختار في الظاهر مجبور في الباطن ،وحشدوا لهذا كل مابوسعهم من البراهين المؤيدة .
ولعل في مقدمة من تحمس لهذا الاتجاه العلامة الشيخ مصطفى صبري .
اما المقبلين الى الاسلام استطلاعا ودراسة ، لم ينتهوا الى اكثر من الحيرة في امر رأوا ان اساطين العلم من ذوي الدراية والاختصاص مختلفون فيه.
فهم الآن يشكون من هذه الحيره كلما دعت المناسبه ، ويبحثون عمن يوصلهم إلى شاطئ القناعه .
أما المتحاملين على الإسلام ، فقد رأوا فى هذه المسأله ضالتهم المنشوده ، وراحوا يجعلون منها مدخلا لبعث الريبه فى عقول المؤمنين ولا يوجد من هؤلاء المتحاملين إلا وجعل من مسألة الجبر والإختيار العقبه الكؤود فى طريق القناعه الإيمانيه بالله ، ومد منها جسرا إلى قصة إبليس وآدم ، وصور منها دراما أسطوريه لمصدر الطاعه والمعصيه ، والخير والشر فى حياة الإنسان .
وإن هذه المسأله إستثرت بإهتمام علماء العقيده وعامة المسلمين على إختلاف مشاربهم ، أكثر من أى مسأله أخرى ، وامتد حولها الجدل مستمرا على يومنا هذا .
صحيح أن مسألة قدم كلام الله إستأثرت هى الأخرى بإهتمام كبير لدى علماء العقيده ، وثارت حولها عاصفه من الجدل المأساوى قد لايكون لها نظير فى تاريخ الحضاره الإسلاميه ، غير إنها كانت عاصفه غارقه أقبلت ثم مضت ، وانتهت المشكله كلها بإنتهاء عهد المعتزله ، وإنحسار أفكارهم وشبهاتهم ، التى كانت لها هى الأخرى أسبابها الخارجيه ، أما مسألة الجبر والإختيار فظلت فى تصور الكثير عقده مستصلبه داخل بنيان العقيده الإسلاميه إلى يومنا هذا ، ومن ثم فقد امتد الجدل حولها إلى هذا العصر دون إنقطاع .
سهله
------------------
بوفهد