سيف التوحيد
29-02-2000, 03:53 AM
تاريخ أمة .. يعني هويتها .. مبادئها التي تجسدت إلى واقع حي ..
ودراسة التاريخ .. دراسة نقدية وفق معطيات البحث العلمي الدقيق أمر ملح جداً
لنستخرج تلك الحقائق الوضاءة في جبين أمتنا .. من بين ركام الكذب والوهم الذي بلي بها في مرحلة الجمع والحشد الروائي دون إجالة نظر في فقه هذا المروي كعادة سائر العلوم بله الأشياء في بدايات التدوين .
وقد وضع العلماء رحمهم الله معايير دقيقة في تمحيص ذلك الزخم من الروايات التاريخية .. وكان من أبرزها علم الجرح والتعديل .. وهو من أجل العلوم التي صانت كثيراً من تراثنا المجيد من عبث المنتحلين وكيد المبطلين حيث يقوم على دراسة مستفيضة لأحوال الرواة وصفاتهم وعقائدهم مما يضمن فحص ونقد رواة الأخبار التاريخية والتي اتخذت مبدأ الإسناد إلى القائل .. وكان هذا كافياً في ذلك الوقت المبكر لبراءة الذمة والتبعة مما يكتنف المروي .. كما في القاعدة المشتهرة : من أسند فقد برئ .
وكان استخدام هذه المعايير النقدية أشد في باب رواية الحديث النبوي خاصة لأن كذباً عليه ( صلى الله عليه وسلم ) ليس ككذب على أحد .
وفي باب التاريخ فرق العلماء بين ما يتعلق من الأخبار بمقام النبوة .. وما جاء في صحب النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين .. وهكذا ما له تعلق بإثبات عقيدة أو شيء من الأحكام الشرعية وعموم الأخبار التي نص المحققون على التساهل فيها بما لا يقبل في سابقه .
ومن الأمور المهمة المتعلقة بهذا الباب الرجوع إلى كتب السنة والحديث المعتمدة لأخبار الصدر الأول فهي مصدر هام جداً .. لوجود كم كبير من الأحاديث الصحيحة التي تبين ملامح ذلك الجيل .. لا سيما وأن مصنفات الحديث قد خدمت من حيث التخريج والشرح والإفادة ..
والتاريخ الإسلامي يتميز عن غيره بأنه تاريخ دين وعقيدة وليس مجرد روايات تتعلق بدول وخلافات ومعارك ونظم للحكم وسياسة الأمور .. فتجريد تلك الأحداث من البواعث الدينية كالإخلاص وابتغاء الأجر .. والاجتهاد في اصابة الحق ونيل الأجر أو الأجرين خطأ في التصور ينتج خطأ في الحكم والنتيجة .
ومن جهة أخرى لا ينبغي إغفال أن أولئك النفر الذين يمثلون حقبة تاريخية معينة بشر يسيرون وفق سنن الله تعالى الكونية التي قضت بأن لا عصمة إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيجوز عليهم ما داموا غير معصومين الخطأ والنسيان وعدم إصابة الحق في فعل ما .
هذه تقدمة يسيرة لما أود طرحه لاحقاً من بعض المعايير النقدية التي لا بد لمن يريد قراءة التاريخ أن يستحضرها لكي يتمكن من الوصول إلى تصور صحيح وفق معطيات صائبة تؤهله لرسم ملامح عصر من عصور تاريخنا الإسلامي المظلوم .
والله المستعان .
ودراسة التاريخ .. دراسة نقدية وفق معطيات البحث العلمي الدقيق أمر ملح جداً
لنستخرج تلك الحقائق الوضاءة في جبين أمتنا .. من بين ركام الكذب والوهم الذي بلي بها في مرحلة الجمع والحشد الروائي دون إجالة نظر في فقه هذا المروي كعادة سائر العلوم بله الأشياء في بدايات التدوين .
وقد وضع العلماء رحمهم الله معايير دقيقة في تمحيص ذلك الزخم من الروايات التاريخية .. وكان من أبرزها علم الجرح والتعديل .. وهو من أجل العلوم التي صانت كثيراً من تراثنا المجيد من عبث المنتحلين وكيد المبطلين حيث يقوم على دراسة مستفيضة لأحوال الرواة وصفاتهم وعقائدهم مما يضمن فحص ونقد رواة الأخبار التاريخية والتي اتخذت مبدأ الإسناد إلى القائل .. وكان هذا كافياً في ذلك الوقت المبكر لبراءة الذمة والتبعة مما يكتنف المروي .. كما في القاعدة المشتهرة : من أسند فقد برئ .
وكان استخدام هذه المعايير النقدية أشد في باب رواية الحديث النبوي خاصة لأن كذباً عليه ( صلى الله عليه وسلم ) ليس ككذب على أحد .
وفي باب التاريخ فرق العلماء بين ما يتعلق من الأخبار بمقام النبوة .. وما جاء في صحب النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين .. وهكذا ما له تعلق بإثبات عقيدة أو شيء من الأحكام الشرعية وعموم الأخبار التي نص المحققون على التساهل فيها بما لا يقبل في سابقه .
ومن الأمور المهمة المتعلقة بهذا الباب الرجوع إلى كتب السنة والحديث المعتمدة لأخبار الصدر الأول فهي مصدر هام جداً .. لوجود كم كبير من الأحاديث الصحيحة التي تبين ملامح ذلك الجيل .. لا سيما وأن مصنفات الحديث قد خدمت من حيث التخريج والشرح والإفادة ..
والتاريخ الإسلامي يتميز عن غيره بأنه تاريخ دين وعقيدة وليس مجرد روايات تتعلق بدول وخلافات ومعارك ونظم للحكم وسياسة الأمور .. فتجريد تلك الأحداث من البواعث الدينية كالإخلاص وابتغاء الأجر .. والاجتهاد في اصابة الحق ونيل الأجر أو الأجرين خطأ في التصور ينتج خطأ في الحكم والنتيجة .
ومن جهة أخرى لا ينبغي إغفال أن أولئك النفر الذين يمثلون حقبة تاريخية معينة بشر يسيرون وفق سنن الله تعالى الكونية التي قضت بأن لا عصمة إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيجوز عليهم ما داموا غير معصومين الخطأ والنسيان وعدم إصابة الحق في فعل ما .
هذه تقدمة يسيرة لما أود طرحه لاحقاً من بعض المعايير النقدية التي لا بد لمن يريد قراءة التاريخ أن يستحضرها لكي يتمكن من الوصول إلى تصور صحيح وفق معطيات صائبة تؤهله لرسم ملامح عصر من عصور تاريخنا الإسلامي المظلوم .
والله المستعان .