سيف التوحيد
17-03-2000, 06:20 AM
ليس شيئاً أشق على المرء ..
من أن يشعر بالغربة وهي تغتال كل فرحة في قلبه البائس ..
أحاسيس قاتلة .. تختلط بعناء الغربة ..
فتورث ... ضياعاً .. لا يمكن أن تحيط به العبارة ..
عرفته .. حين كنت أفتش عن إنسان ..
فوجدت فيه التميز في كل شيء ..
طالب علم نهم .. من الطراز الأول ..
رقيق الحس يقطر عذوبة ..
ذو نفس أبية تأبى الضيم .. وتكره الظلم .. فكيف القهر !!
طلعة في ثقافته .. لا يقنع بالمسألة حتى يشبعها بحثاً ..
ولا يرضى بالدون في جميع أمره ..
ومع ذلك .. كله ..
كانت الظروف دائماً تسير عكس التيار بالنسبة له ..
تضيق الدنيا بأسرها ..
وهو كما هو ... منشرح الصدر .. ممتليء القلب إيماناً ..
وبقدر ما تضيق الأمور عليه .. بقدر ما تبصر بين عينيه الأمل المشرق ...
وتحس وأنت معه .. بأن السعادة كلها قد جمعت وألقيت بين جنبيه ..
وهو فوق هذا وذاك ..
لا تحيط بحسن خلقه العبارة ..
شاعر من الطراز الأول .. لا يعرف تكلف السبك .. ولا صنعة الحرف ..
على سجيته ..
يقول فتطرب الآذان لما يقول .. شعره على نسق واحد ... لأنه صادق ..
ربما اختلف قوة وضعفاً من حيث التقييم الفني .. ولكنه واحد من حيث العاطفة المجنحة .. وصدق اللهجة .. وحسن التعبير ..
شاء الله .. أن يبتلى .. وتتكالب عليه الإحن .. دون شيء صنعه غير أنه حر لا يرضى الضيم ...
تغرب كثيراً .. تشرد .. لم يزل كذلك .. في كل واد منه مزعة ..
قلبه هاهنا .. حيث هو .. وبدنه هناك مرة .. وهنالك أخرى ..
وفي خضم ذلك العناء .. جاءه هاجس ..
بأنهم يريدون له النهاية ..
ولكنه أصر .. على البقاء .. وقال بلسان المؤمن الموقن بأن الله معه ..
قال قصيدته الجميلة .. التي لم تزل ترن في مسمعي منذ أول مرة سمعتها منه .. لا أريد أن أخوض فيها من حيث النقد الأدبي بقدر .. ما أحب أن أدعها كما هي .. يهيم بها .. كل قارئ .. يفهمها .. في ظل ظرفها الذي قالها فيه منشئها ..
وهي من شعر التفعلية .. وسأورد لاحقاً .. قصائد أخرى من شعره هو وبعض من كان معه في رحلة الاغتراب التي في ظاهرها الألم والضياع .. ولكنها ضريبة الإبداع .. والتألق ..
ــــــ
( أنا ما انتهيت ) ..
قلق وأبكى في خفوت !
أو هكذا الذكرى تموت !!
أو هكذا .. الأحلامُ .. والأيامُ
تدفن في سكوت !
أو هكذا !
لا نادب في جانبيها ..
يسفح العبرات جمراً ..
أو هكذا !
تمح الصحائف .. كلها .. سطراً فسطرا !
أنا ما انتهيت !
لأن تيار الحياة .. يشدني ..
كي لا أموت !
أنا ما انتهيت !
لأ، رائحة الورود .. تبثني جبروت !
فأظل أركض فوق أودية اللهيب ..
قد أحرقتني .. غير أني ..
سائر بهوى عنيدِ !
لأني ..
إن وقفت لها .. - ولو نزراً يسيراً -
ضاع من عيني حبيبي !
يا حبيبي !
أنا صامد ...
لكنني أبكي وأبكي .. كلما أبصرت قلبي مطرقاً ..
متسكعاً يجتر آلام الحياةْ !
قد بان في لمحاته معنى الشقاء !
نعم أبكي كما ..
تبكي السماء ..
لكنها .. بعد البكاء !!
تبقى السماء .. تبقى السماء !
...
هكذا أنت يا أبا علي .. كما عهدتك ..
عجيباً .. في كل أمرك ..
لن تموت الذكرى .. ما دمت بعض أحداثها ..
ومن يدفن الأحلام .. وهي ملك يميننا !
وأنى لتيار الحياة .. أن يمر دون أن يمنحك بعض قطراته !
عجبت لك ..
نذهب للورود .. نطلب عبقها .. لكي نملأ دواخلنا .. بعبير العشق .. ورائحة الحب !!
وتذهب أنت .. لتأخذ منها جبروت الصمود !
كم أحبك لو تدري ..
محبك :
سيف التوحيد ،،،
------------------
لو كان لي قلبان عشت بواحدٍ .. وتركت آخر في هواك يعذب ُ
من أن يشعر بالغربة وهي تغتال كل فرحة في قلبه البائس ..
أحاسيس قاتلة .. تختلط بعناء الغربة ..
فتورث ... ضياعاً .. لا يمكن أن تحيط به العبارة ..
عرفته .. حين كنت أفتش عن إنسان ..
فوجدت فيه التميز في كل شيء ..
طالب علم نهم .. من الطراز الأول ..
رقيق الحس يقطر عذوبة ..
ذو نفس أبية تأبى الضيم .. وتكره الظلم .. فكيف القهر !!
طلعة في ثقافته .. لا يقنع بالمسألة حتى يشبعها بحثاً ..
ولا يرضى بالدون في جميع أمره ..
ومع ذلك .. كله ..
كانت الظروف دائماً تسير عكس التيار بالنسبة له ..
تضيق الدنيا بأسرها ..
وهو كما هو ... منشرح الصدر .. ممتليء القلب إيماناً ..
وبقدر ما تضيق الأمور عليه .. بقدر ما تبصر بين عينيه الأمل المشرق ...
وتحس وأنت معه .. بأن السعادة كلها قد جمعت وألقيت بين جنبيه ..
وهو فوق هذا وذاك ..
لا تحيط بحسن خلقه العبارة ..
شاعر من الطراز الأول .. لا يعرف تكلف السبك .. ولا صنعة الحرف ..
على سجيته ..
يقول فتطرب الآذان لما يقول .. شعره على نسق واحد ... لأنه صادق ..
ربما اختلف قوة وضعفاً من حيث التقييم الفني .. ولكنه واحد من حيث العاطفة المجنحة .. وصدق اللهجة .. وحسن التعبير ..
شاء الله .. أن يبتلى .. وتتكالب عليه الإحن .. دون شيء صنعه غير أنه حر لا يرضى الضيم ...
تغرب كثيراً .. تشرد .. لم يزل كذلك .. في كل واد منه مزعة ..
قلبه هاهنا .. حيث هو .. وبدنه هناك مرة .. وهنالك أخرى ..
وفي خضم ذلك العناء .. جاءه هاجس ..
بأنهم يريدون له النهاية ..
ولكنه أصر .. على البقاء .. وقال بلسان المؤمن الموقن بأن الله معه ..
قال قصيدته الجميلة .. التي لم تزل ترن في مسمعي منذ أول مرة سمعتها منه .. لا أريد أن أخوض فيها من حيث النقد الأدبي بقدر .. ما أحب أن أدعها كما هي .. يهيم بها .. كل قارئ .. يفهمها .. في ظل ظرفها الذي قالها فيه منشئها ..
وهي من شعر التفعلية .. وسأورد لاحقاً .. قصائد أخرى من شعره هو وبعض من كان معه في رحلة الاغتراب التي في ظاهرها الألم والضياع .. ولكنها ضريبة الإبداع .. والتألق ..
ــــــ
( أنا ما انتهيت ) ..
قلق وأبكى في خفوت !
أو هكذا الذكرى تموت !!
أو هكذا .. الأحلامُ .. والأيامُ
تدفن في سكوت !
أو هكذا !
لا نادب في جانبيها ..
يسفح العبرات جمراً ..
أو هكذا !
تمح الصحائف .. كلها .. سطراً فسطرا !
أنا ما انتهيت !
لأن تيار الحياة .. يشدني ..
كي لا أموت !
أنا ما انتهيت !
لأ، رائحة الورود .. تبثني جبروت !
فأظل أركض فوق أودية اللهيب ..
قد أحرقتني .. غير أني ..
سائر بهوى عنيدِ !
لأني ..
إن وقفت لها .. - ولو نزراً يسيراً -
ضاع من عيني حبيبي !
يا حبيبي !
أنا صامد ...
لكنني أبكي وأبكي .. كلما أبصرت قلبي مطرقاً ..
متسكعاً يجتر آلام الحياةْ !
قد بان في لمحاته معنى الشقاء !
نعم أبكي كما ..
تبكي السماء ..
لكنها .. بعد البكاء !!
تبقى السماء .. تبقى السماء !
...
هكذا أنت يا أبا علي .. كما عهدتك ..
عجيباً .. في كل أمرك ..
لن تموت الذكرى .. ما دمت بعض أحداثها ..
ومن يدفن الأحلام .. وهي ملك يميننا !
وأنى لتيار الحياة .. أن يمر دون أن يمنحك بعض قطراته !
عجبت لك ..
نذهب للورود .. نطلب عبقها .. لكي نملأ دواخلنا .. بعبير العشق .. ورائحة الحب !!
وتذهب أنت .. لتأخذ منها جبروت الصمود !
كم أحبك لو تدري ..
محبك :
سيف التوحيد ،،،
------------------
لو كان لي قلبان عشت بواحدٍ .. وتركت آخر في هواك يعذب ُ