View Full Version : المكـــارمة -- في نجران
النجدي
18-05-2000, 12:37 AM
السلام عليكم،،،
كتب الأخ "غيور" في سحاب المقال التالي:
[ الغيور ] 16/5/00 06:28 PM
أيها الأحبة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فهذا بحث عن المكارمة أخذته من أحد طلبة العلم وقد أوصاني بأن أنشره عبر الإنترنت بياناً لواقع المكارمة ونصحاً للأمة ، فإلى هذا البحث .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
المكارمة
( أهل نجران )
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الحديث عن المكارمة لا يمكن البدء فيه إلا بعد الحديث عن فرقة الإسماعيلية .
والإسماعيلية فرقة باطنية (1) انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر وهم طائفة من الشيعة الإمامية .
ونشأت هذه الفرقة في العراق كأكثر المذاهب وانتشرت إلى بلاد فارس وخراسان وما وراء ذلك من الأقاليم كالهند وباكستان ، وقد اتصلوا ببراهمة الهند والفلاسفة الاشراقين وبقايا ما كان عند الكلدانيين والفرس من عقائد وأفكار حول الروحانيات والكواكب والنجوم ، واختلفوا في مقدار الأخذ من هذه الخرافات وقد ساعدتهم سريتهم على مزيد من الانحراف واعتنق بعضهم مذاهب مزدك وزرادشت في الإباحية .
ولقد شاع هذا المذهب وانتشر وأصبح توسعه ما بين مد وجزر بحسب تقلبات الظروف والأحوال خلال فترة طويلة من الزمن وقد غطى نفوذهم العالم الإسلامي ، ولكن بتشكيلات متنوعة تختلف باختلاف الأزمان والأوقات :
فالقرامطة : سيطروا على الجزيرة وبلاد الشام والعراق وما وراء النهر ومن أبرز شخصيات القرامطة عبدالله بن ميمون القداح اليهودي الأصل ، حيث تظاهر بالإسلام مكراً وخداعاً ، وهدفه هدم الشريعة ، ومن أبرز من ينسب إليها حمدان بن قرمط والحسن بن بهرام وابنه سليمان بن الحسن بن بهرام ( أبو طاهر ) حكم ثلاثين سنة وفي عهده حدث التوسع والسيطرة ، وهاجم الكعبة سنة 319هـ وسرق الحجر الأسود وفتك بالحجاج وهدم زمزم وملأ المسجد الحرام بالقتلى وننزع الكسوة وقلع باب الكعبة وبقي الحجر الأسود عندهم عشرين عاماً .
والفاطميون : أسسوا دولتهم التي امتدت من المحيط الأطلسي وشمال أفريقيا وامتلكوا مصر والشام ، حتى زالت دولتهم على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .
والآغاخانية : يسكنون نيروبي ودار السلام وزنجبار ومدغشقر والكنغو البلجيكي والهند وباكستان وسوريا ومركز القيادة لهم مدينة كراتشي .
ولا زال رئيسهم الحالي موجوداً اسمه ( كريم ) وهو الآغاخان الرابع ، وقد درس في جامعات أمريكا.
البهرة : وقد استوطنوا اليمن والهند والسواحل القريبة المجاورة لهذين البلدين ، ولا زال لهم ظهور في الهند واليمن ، وقد انقسمت هذه الطائفة إلى فرقتين : الأولى الداوودية نسبة إلى قطب شاه داوود ، وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن الحادي عشر الهجري وداعيتهم يقيم في بومباي. والثانية البهرة السليمانية : نسبة إلى سليمان بن حسن الهندي وهؤلاء مركزهم اليمن حتى اليوم وهم أصل المكارمة ونواتهم .
ومن طوائف الإسماعيليلة أيضاً : إسماعيلية الشام قد امتلكوا حصوناً وقلاعاً في طول البلاد وعرضها وما تزال لهم بقايا في مناطق سلمية والخوابي والقدموس ومصيان وبانياس الكهف ، وهؤلاء لم تقم لهم دولة رغم خطورتهم وانتشارهم .
ومن طوائف الإسماعيلية :الحشاشون ، وقد انتشروا في إيران واستولوا على قلعة آلموت جنوب قزوين واتسع سلطانهم واستقلوا بإقليم كبير وسط الدولة العباسية السنية ( آنذاك ) وامتد سلطانهم إلى حلب والموصل حتى اندحروا أمام هجمات هولاكو المغولي في اجتياحه ديار الإسلام ، ويقال أن سبب تسميتهم بالحشاشين لإفراطهم في تدخين الحشيش ، ولا يزال لهم اتباع حتى الآن .
ومن طوائف الإسماعيلية : المكارمة في نجران وهم من السليمانية ؛ وهو ما عنيناه بالحديث في هذه الورقات ، وأصل نزوحهم في نجران ، أنهم كانوا متمركزين في اليمن ضمن طوائف الإسماعيلية الباطنية التي كانت هناك وعندما فشا أمراهم وانتشرت دعوتهم اتجهت نحوهم الأنظار ونافرهم الناس ، وعندما قويت دولة حميد الدين في اليمن آنذاك نزح المكارمة إلى نجران فهي من أقرب المدن لهم وهي على الحدود السعودية اليمنية الحديثة وأصولهم من السليمانية لا يزالون في اليمن،فاستقبلتهم قبيلة (( يام )) والنسبة إليهم (( يامي )) وهي إحدى القبائل الشهمة الكريمة وهي منتشرة في نجران والجوف وعسير واليمن وتتفرع إلى عشائر كثيرة ، ومن أقسام يام (جشم ) و ( ولد عبدالله ) و ( آل مذكر ) و ( آل مواجد ) ، وذكر بعض المتأخرين أن المكارمة (2) أصحاب المذهب المكرمي حالفوا قبيلة يام وإلا فهم من حِمْير ويسكنون اليمن .
والمقصود أن كثيراً من قبيلة يام حموا المكارمة النازحين إليهم ( الطريدين الشريدين ) وذبوا عنهم ، وكفوا عنهم الأيدي ، ومنعوا السلطات اليمنية من ملاحقتهم ولعل قبيلة (( يام )) فعلته بادئ ذي بدء من باب إحسان الجوار وإيواء الطريد ، وإكرام الضيف فأصبح المكارمة محل تقدير اليامية ، واحترامهم .
والمكارمة بالطبع أصحاب مذهب ودعوة،فقد حملوا كتبهم التي فيها أفكارهم ومعتقداتهم معهم.
وفي الوقت نفسه لم يكن عند قبيلة يام من العلم أو العلماء ما يستطيعون به مجابهة كل خرافة أو شرك أو بدعة .
وكان المكارمة أصحاب دعوة ، ودعوتهم غالباً يكتنفها الستر والخفاء كحال دعوة الإسماعيلية الباطنية المارقة من دين الإسلام .
ويقال إنهم أطلقوا على أنفسهم بعد فترة أهل المذهب الحنيف ظاهرياً لأن هذا يضمن لهم البقاء والأمن فيما لو تسامع بخبرهم العلماء والدعاة .
فتقبلت ( يام ) ومن معهم هذه الدعوة التي هي دعوة المكارمة إلى مذهب الإسماعيلية الباطنية ، فانطوت عليها قلوب العامة والخاصة ، ونشأ فيها الصغير وهرم عليها الكبير من الذكور والإناث ، حتى انمحت معالم دين الإسلام ، وأفلت شمس هدى الإيمان ، واستبدلوا الكفر بالإيمان فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وقد استمرت حال أهل نجران حتى أوائل 1350هـ إبَّان حكم الملك السلفي المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، والمكارمة على هذا يكونون قد قضوا نحواً من ثلاثة قرون في تلك المنطقة ، فلما أراد الله لهذه المنطقة الخير هيأ لها دعاة السنة وأنصار الملة ، وساد حكم الشريعة والمحمدية دولة السعودية تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأعطى الجميع السمع والطاعة لحكام المملكة العربية السعودية من لدن الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى وقتنا هذا حتى المكارمة قد اعطوا السمع والطاعة كما أعطاها غيرهم ، وقطع الجميع على أنفسهم طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله .
وبالطبع لما قامت الدولة السعودية ( وفقها الله ) قامت المناهج التعليمية الدراسية بعد إنشاء المدارس بتدريس الناشئة بل حتى الكبار بتعليمهم أصول الدين وأركان الإسلام وشرائع الإيمان واستيقظ الكثير من غفلتهم ، ولُحِظ الفرق بين عقائد المكارمة ومن تابعهم وبين ما يدرس مما هو مستمد من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فبدأ الخلاف والخصام والتفرق والتصدع في قبيلة (( يام )) بل في المكارمة أنفسهم ممن أراد الله له الهداية ، فانشمرت دعوة المكارمة وصارت السرية التامة هي ديدنهم ، بل المكرمي نفسهم لم يعد يبوح بشئ في مجالسه مما يخالف الشرع إلا لخاصة المقربين فبقوا على معتقدهم ( وسيأتي تفصيل شئ منها ) وصموا آذانهم عن سماع هتافات الحق ودعوات المصلحين في هذه الدولة المباركة إن شاء الله فقد دعاهم إلى الحق العلماء والحكام وطلاب العلم وأئمة المساجد حتى عوام الناس شاركوا في نصحهم .
وكل ذلك يقابل بالإعراض والإباء لأن ذلك يفطمهم عن عوائد وأشياء تعودوها من اتباعهم ، مع انصراف قلوبهم عن الهدى وتماديهم في الضلال ، وقد بلغ عددهم الآن قرابة 30.000 نسمة وقد اتخذوا من قرية (( خشيوه )) المركز الرئيسي لهم ولدعوتهم حتى الآن وقد كان الداعي السابق لدعوتهم يسمى الحسن بن الحسن المكرمي ، ونائبة يدعى محسن بن علي المكرمي وهو وكيله والمسئول عن بيت المال .
غير أن الداعي السابق لما مات سنة 1413هـ ، وجدوا خلفه ورقة الوصية تنص على أن خليفته على رئاسة هذا المذهب وتدبير شؤون اتباعه إنما هو حسين بن إسماعيل المكرمي ، فأسقط في يد النائب محسن .
لأن هذا المنصب يعني المكانة والتقديس والثراء وتدفق الأموال فرفض محسن هذه الوصية ودب الخلاف بينه وبين حسين ( الوصيّ ) وتأجج الخلاف وبلغ ذروته ، وتبعه انقسام المكارم إلى طائفتين كل طائفة تؤيد رجلاً فآل أبو ساق وآل سدران يتزعمون الطوائف المؤيدة لمحسن ، وفرقة أخرى تؤيد حسين، ولم علم حسين بالوصية أراد الانتقال لخشيوه المقر الرئيس للمكارمة ضاقت الأرض بمحسن النائب السابق ، فأخذ ينظر في كل حيلة لصرف حسين عن الإقامة في خشيوه ، فقام واستخدم السحر لصرف حسين بن إسماعيل عن هذا المنصب وسكنى خشيوه فأثر السحر في نفس حسين فكره خشيوه وأصيب بمرض فقام اتباعه وعرضوا أمره على السحرة فكشف لهم الأسرار وهتك لهم الأستار ( وهي مهتوكة أصلاً ) وأخبرهم بعمل محسن ، ولما اتهم محسن بهذا قام وفَضَحَ من قَبْلَه وأن المنصب هذا لم يدرك إلا بالسحر من قبله وأن كل من قبله قد استخدموا السحر،فاستولى على خشيوه وبسط نفوذه على بيت المال ، واستقر إسماعيل في (دحضة) .
[ وضع المكارمة العقدي المنهجي ]
مما تقدم يُعلم أن المكارمة أصلهم إسماعيلي باطني وهذا وحده كافٍ في خطورة هذه الفرقة المارقة من دين الإسلام ، وتتركز خطورتهم عندما تكون لهم شوكة ولهم اتباع [ كحالهم الآن ] أما إذا قامت لهم دولة فلا تسأل عن خراب أمر الدين والدنيا معاً ، والتاريخ أصدق شاهد فماذا فعل أسلاف هؤلاء من القرامطة بالمسلمين في كل مكان وخاصة الحجاج ، وماذا فعل الحشاشون وغيرهم .
فكم ذاق المسلمون من ويلاتهم في سالف الدهر والله المستعان ، فإسماعيلية أهل نجران (المكارمة ) والذين في اليمن من الإسماعيلية السليمانية الذين في اليمن وهم أصل المكارمة عقائدهم هي عقائد الإسماعيلية الأو