صدى الحق
16-05-2000, 08:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن إبن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق الغريب به في غير وطنه الذي يريد الذهاب منه إل أهله ، وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضي الله عنه: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا أتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب .
ومما قيل في الزهد في الدنيا .
أتـبـنـي بـنـاء الــخــالــدين وإنــمـا *** مقــامـك فــيـها لــو عــقـلـت قـليل
لــقـد كـان في ظــل الأراك كـــفــايـة *** لـمـن كــان فــيـهـا يـعـتريـه رحـيـل
ومما قيل في الزهد في الدنيا :
تــرجـو الـبـقـاء بـدار لا بــقـاء لــهـا *** وهــل ســمـعـت بـظـل غـيـر مـنـتقل
وقال آخر :
ســجـنـت بـهـا وأنـت لــهـا مـحــب *** فـكـيـف تـحـب مـا فـيـه سـجـنـتــا
فـلا تـلـهـو بـدار أنــت فـــيــهـــا *** تــفــارق مـنــك يـومــاً ما لــهـوتها
وتطـعمـك الـطـعـام وعــن قـــريـــب *** ســتـطــعم مـنـك مــا مــنـهـا طعمتا
وفي الحديث دليل على قصر الأمل وتقديم التوبة والاستعداد للموت فإن أمل فليقل إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى : {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا ان يشاء الله } [الكهف:23-24] .
وعن إبن عمر أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
قوله : ((وخذ من صحتك )) أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتنم أوقات الصحة بالعمل الصالح فيها ، فإنه يعجز عن الصيام والقيام ونحوها لعلة تحصل من المرض والكبر .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( ومن حياتك لموتك )) ، أمره صلى الله عليه وسلم بتقديم الزاد .
وهذا كقوله تعالى: { نظر نفسٌ ما قَدَّمتْ لِغد ٍ}[الحشر:18] .
لا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول : {رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }[المؤمنون:99:100] .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى :ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة ، فإذا اكتسب خيراً ثم مات كفاه ولم يحتج بعد ذلك إلى الشبكة ، وهو البدن الذي فارقه بالموت ، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زاد القبر ، فإن كان معه استغنى به وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد ، وذلك بعد ما أخذت منه الشبكة فيقال له :هيهات قد فات ! فيبقى متحيراً دائماً نادماً على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة .
فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وخذ من حياتك لموتك ) .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
غفر الله لي ولكم وأسئل الله حسن الخاتمة إن شاء الله تعالى .
------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
عن إبن عمر رضي الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق الغريب به في غير وطنه الذي يريد الذهاب منه إل أهله ، وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضي الله عنه: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا أتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب .
ومما قيل في الزهد في الدنيا .
أتـبـنـي بـنـاء الــخــالــدين وإنــمـا *** مقــامـك فــيـها لــو عــقـلـت قـليل
لــقـد كـان في ظــل الأراك كـــفــايـة *** لـمـن كــان فــيـهـا يـعـتريـه رحـيـل
ومما قيل في الزهد في الدنيا :
تــرجـو الـبـقـاء بـدار لا بــقـاء لــهـا *** وهــل ســمـعـت بـظـل غـيـر مـنـتقل
وقال آخر :
ســجـنـت بـهـا وأنـت لــهـا مـحــب *** فـكـيـف تـحـب مـا فـيـه سـجـنـتــا
فـلا تـلـهـو بـدار أنــت فـــيــهـــا *** تــفــارق مـنــك يـومــاً ما لــهـوتها
وتطـعمـك الـطـعـام وعــن قـــريـــب *** ســتـطــعم مـنـك مــا مــنـهـا طعمتا
وفي الحديث دليل على قصر الأمل وتقديم التوبة والاستعداد للموت فإن أمل فليقل إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى : {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا ان يشاء الله } [الكهف:23-24] .
وعن إبن عمر أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك .
قوله : ((وخذ من صحتك )) أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتنم أوقات الصحة بالعمل الصالح فيها ، فإنه يعجز عن الصيام والقيام ونحوها لعلة تحصل من المرض والكبر .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (( ومن حياتك لموتك )) ، أمره صلى الله عليه وسلم بتقديم الزاد .
وهذا كقوله تعالى: { نظر نفسٌ ما قَدَّمتْ لِغد ٍ}[الحشر:18] .
لا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول : {رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }[المؤمنون:99:100] .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى :ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة ، فإذا اكتسب خيراً ثم مات كفاه ولم يحتج بعد ذلك إلى الشبكة ، وهو البدن الذي فارقه بالموت ، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زاد القبر ، فإن كان معه استغنى به وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد ، وذلك بعد ما أخذت منه الشبكة فيقال له :هيهات قد فات ! فيبقى متحيراً دائماً نادماً على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة .
فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :وخذ من حياتك لموتك ) .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
غفر الله لي ولكم وأسئل الله حسن الخاتمة إن شاء الله تعالى .
------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم