نور
25-05-2000, 01:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . .
مرحبا بالجميع . . .
هذه قصيدة قائلها شاعر مصري عاصر أيام الإستعمار وويلايها فأطلق للسانه العنان
ودافع عن أفكاره وخلجات نفسه بما كان يطلقة من قصائد فيلقاها الناس كما يتلقون الماء البارد على الظمأ . . .
ولكم أن تتصوروا ماذا كان مصيره . . .
حكم عليه بالإعدام وهو لم يتجاوز بعد الأربع والعشرين سنة . . . http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif
وليلة تنفيذ الإعدام أرسل إلى والده ووالدته هذه القصيدة التي تفيض بالمشاعر والاحاسيس الشفافة
وبالرحمة حتى على السجان الذي يحرسة . . . .
يقول فيها رحمه الله .. . .
أبتاه ماذا قد يخط بناني والحبل والجلاد ينتظراني
هذا الكتاب إليك من زنزالة مطرورة صخرية الجدران
لم يبق إلا ليلة أحيا بها وأحس بأن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمور في وجداني
ويهزني ألمي فأنشد راحتي في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أؤمن بالله ولم أذق إلا أخيرا لذة الإيمان
والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر وأختها يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي لم يبدو في ظمإ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلي شاعرا لرثاني
أو عاد من يدري إلى أولاده يوما تذكر صورتي فبكاني
ثم يقول . . .
دمع السجين هناك في اغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقياني
حتى إذا أطعمت بهم الربى لم يبق إلا تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الركبان
إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يشير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
أنا لست أدري هل ستذكر قصتي أم سوف يطويها رحى النسيان
أم سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلعا نحو الضياء لامتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت احمل عزتي يجري دم الشهداء في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الصبح كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الالوان
وسمعت انغام التفائل تارة تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهنة متأرجحا مشدودا إلى العيدان
ليكن عزائك أن هذا الحبل ما نسجته في هاذي الربوع يدان
ثم يذكر والده بأيام الطفوله ويوصيه خيرا بوالدته فيقول . . .
واذكر حكايات لأيام الصبا قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكي شبابا ضاع في الريعان
فاطلب إليها الصفح عني إنني لا ابتغي منها سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها ومقالها في رحمة وبيان
إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني
والآن لا أدري بأي جوانح ستبيت بعدي أم بأي جنان
هذا الذي سطرته لك يا أبي بعض الذي يجري بفكر عاني
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي من كان في بلدي حليف هواني
وإلى اللقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان .
اللهم أرزقنا نفوسا مطمئنة واختم لنا بخاتمة طيبة . . .
( من شريط رسالة ليلة التنفيذ أحمد القطان )
------------------
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 24-05-2000]
مرحبا بالجميع . . .
هذه قصيدة قائلها شاعر مصري عاصر أيام الإستعمار وويلايها فأطلق للسانه العنان
ودافع عن أفكاره وخلجات نفسه بما كان يطلقة من قصائد فيلقاها الناس كما يتلقون الماء البارد على الظمأ . . .
ولكم أن تتصوروا ماذا كان مصيره . . .
حكم عليه بالإعدام وهو لم يتجاوز بعد الأربع والعشرين سنة . . . http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif
وليلة تنفيذ الإعدام أرسل إلى والده ووالدته هذه القصيدة التي تفيض بالمشاعر والاحاسيس الشفافة
وبالرحمة حتى على السجان الذي يحرسة . . . .
يقول فيها رحمه الله .. . .
أبتاه ماذا قد يخط بناني والحبل والجلاد ينتظراني
هذا الكتاب إليك من زنزالة مطرورة صخرية الجدران
لم يبق إلا ليلة أحيا بها وأحس بأن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمور في وجداني
ويهزني ألمي فأنشد راحتي في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أؤمن بالله ولم أذق إلا أخيرا لذة الإيمان
والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر وأختها يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي لم يبدو في ظمإ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة ذاق العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلي شاعرا لرثاني
أو عاد من يدري إلى أولاده يوما تذكر صورتي فبكاني
ثم يقول . . .
دمع السجين هناك في اغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقياني
حتى إذا أطعمت بهم الربى لم يبق إلا تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الركبان
إن احتدام النار في جوف الثرى أمر يشير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان
أنا لست أدري هل ستذكر قصتي أم سوف يطويها رحى النسيان
أم سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلعا نحو الضياء لامتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت احمل عزتي يجري دم الشهداء في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الصبح كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الالوان
وسمعت انغام التفائل تارة تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهنة متأرجحا مشدودا إلى العيدان
ليكن عزائك أن هذا الحبل ما نسجته في هاذي الربوع يدان
ثم يذكر والده بأيام الطفوله ويوصيه خيرا بوالدته فيقول . . .
واذكر حكايات لأيام الصبا قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكي شبابا ضاع في الريعان
فاطلب إليها الصفح عني إنني لا ابتغي منها سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها ومقالها في رحمة وبيان
إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني
والآن لا أدري بأي جوانح ستبيت بعدي أم بأي جنان
هذا الذي سطرته لك يا أبي بعض الذي يجري بفكر عاني
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويكبر همتي من كان في بلدي حليف هواني
وإلى اللقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان .
اللهم أرزقنا نفوسا مطمئنة واختم لنا بخاتمة طيبة . . .
( من شريط رسالة ليلة التنفيذ أحمد القطان )
------------------
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 24-05-2000]